أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2018
524
التاريخ: 19-1-2018
901
التاريخ: 19-1-2018
506
التاريخ:
502
|
نهضة الخلافة العباسية :
قدم الخليفة العباسي المسترشد بالله مثالاً رائعاً للخلفاء العباسيين المتأخرين في محافظته على كرامة المؤسسة التي انيطت به مهمة ترأسها وتمثيلها وهي الخلافة، بعد أن كان من سبقه من الخلفاء قد أفقدها الكثير من قيمتها بفعل التسلط البويهي أو السلجوقي الذي عانت منه الامة كلها (1) .
وعلى الرغم من عدم امتلاكه لجيش يحفظ به سمعته ويذود به عن الناس، نجـده يجادل السلطان السلجوقي محمود عندما قدم الى بغداد سنة (520هـ) بأن يطلب منه العودة لأن جنده يؤذون الناس والسلطان يثقل على الناس بالضرائب والاتاوات والمصادرات وقال له: " فأن الناس هلكى بشدة الغلاء وخراب البلاد وانه لا يرى في دينه أن يزداد ما بهم وهو يشاهدهم " (2) .
ولذلك فقد أحبه أهل بغداد والعراق، لأنه حاول ان يجمعهم حوله ولم يتركهم وحدهم يجابهون قدرهم بل قادهم بسيفه (3) .
وبعد وفاة المسترشد سنة (529هـ) خلفه إبنه الراشد بالله، وعندما استلم الخلافة كان عمره سبعة عشر عاماً (4) . ويبدو أن الراشد كان قد امتلأ نقمة على السلاجقة بعد ما فعلوه بوالده وبه، لذلك حاول إقتناص أية فرصة للثأر منهم، إذ بادر الى اسقاط الخطبة للسلطان مسعود وجعلها للملك داوود ابن أخي مسعود ، محاولاً بذلك تأليب السلاجقة على بعضهم ، مما جعل مسعود يسارع في القدوم الى بغداد، وبعد اختلاف أمراء الاطراف المتمردين على مسعود ومغادرتهم الخليفة اصبح الخليفة في وضع محرج أضطره الى مغادرة بغداد صوب الموصل مع عماد الدين زنكي وعندئذ دخل مسعود بغداد وابرز وثيقة يقال أن الراشد قد كتبها عند البيعة له بالخلافة وبخط يده يتعهد فيها:" إني متى جنّدت أو خرجت أو لقيت أحداً من أصحاب السلطان بالسيف فقد خلعت نفسي من الامر ... " (5) .
وكذلك قام بجمع الفقهاء والعلماء والقضاة والاعيان وحملهم على أن يشهدوا بظلم الراشد ونهب الاموال وسفك الدماء بل وشرب الخمر فأفتوا : " أنه يحق للسلطان خلع الخليفة واستبداله بغيره" فخلع الراشد وولى مكانه المقتفي لامر الله سنة (530هـ) (6) .
ولم يكن الخليفة المقتفي يفضل الاصطدام بمسعود فقد افاد كثيراً من تجربة المسترشد والراشد، لذلك نرى ان سلاحه كان الدبلوماسية الذكية طيلة حكم مسعود وكذلك المكانة الدينية التي بقيت الخلافة تتمتع بها خلال مدة حكم السلاجقة (7).
وبعد وفاة السلطان مسعود سنة (547هـ) فقدت سلطنة السلاجقة في العراق شخصية قوية كانت على جانب كبير من الاهمية والنشاط (8) .
_____________
(1) السامرائي ، خليل إبراهيم، وآخرون ، تأريخ الدولة العربية الاسلامية في العصر العباسي ، دار الكتب للطباعة ، ( العراق ـ 1988)، ص 293.
(2) ابن الاثير، الكامل، ج10، ص 635ـ636.
(3) السيوطي، تأريخ الخلفاء ، ص 431.
(4) ابن الجوزي، أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي(ت 597هـ) ، المنتظم في تأريخ الملوك والامم ، الدار الوطنية ، ( بغداد ـ 1990) ، ج10، ص 50؛ السيوطي، تأريخ الخلفاء ، ص 436.
(5) ابن الجوزي، المنتظم، ج10، ص 60؛ ابن الاثير ، الكامل، ج11، ص 41ـ42.
(6) ابن الجوزي، المنتظم، ج10، ص 60؛ ابن الاثير، الكامل، ج11، ص 42ـ43؛ ابن الاثير ، التأريخ الباهر في الدولة الاتابكية ، تحقيق: عبد القادر أحمد طليمات ، دار الكتب الحديثة، (القاهرة ـ 1962)، ص 52؛ ابن قاضي شهبة ، بدر الدين (ت 874هـ)، الكواكب الدرية في السيرة النورية، تحقيق: محمود زايد، الطبعة الاولى ، مطابع الامان، (بيروت ـ 1971) ، ص 105.
(7) ابن الجوزي، المنتظم، ج10، ص 85، 108، 119.
(8) أمين، حسين، تأريخ العراق في العهد السلجوقي ، مطبعة الآثار، ( بغداد ـ 1965)، ص 111.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|