اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
الإعلان التليفزيوني والعنف عند الطفل
المؤلف: عبد العزيز الشريف
المصدر: أخلاقيات الإعلام
الجزء والصفحة: ص 108-111
2024-12-11
114
الإعلان التليفزيوني والعنف عند الطفل
الإعلان هو عنصر من عناصر الاتصال، وتعددت أشكاله منذ القدم، إلا إنه يرجع الفضل في الشكل الحديث للإعلان إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي أجادت فنون وأساليب الإعلان والإعلان بشكل عام هو تعريف الجمهور بسلعة أو خدمة بهدف جذبهم لها، وذلك في مقابل مادي معين اي هذا الشكل يرتبط بالأساس بالعمليات التسويقية ونجاحه يتوقف على العائد المادي للسلعة أو الخدمة المعلن عنها. لذا فإن للإعلان أهمية بالغة في القدرة على السيطرة على الأفراد والتأثير فيهم بل وأصبح الإعلان يستخدم لتحقيق أهداف إنسانية وتنموية مثل حملات التبرع والدعم.. إلخ.
وإذا ما تحدثنا عن الإعلان وتأثيره على الطفل فلا يمكن أن نفصل بين الإعلان الموجه للطفل وذلك الموجه للكبار خاصة وأن الإعلانات تعد فقرة ذات نسبة مشاهدة عالية لما تتضمنه من أساليب وفنون جذابة من أغاني أطفال وتحريك وألوان وغيره من الأمور المبهجة.
الإعلانات تشجع القيم المادية وتغرس ثقافة الاستهلاك
يجمع خبراء الإعلام على أن الإعلانات بصورتها الحالية التي تُبث بها على القنوات التلفزيونية المختلفة لها تأثيرات سلبية جسيمة على الطفل، منها أنها توظف مشاعره في اتجاه غير مشروع، وتشجع القيم المادية لديه على حساب القيم الدينية وتغرس في نفسه ثقافة الاستهلاك، والميل إلى الترف والإسراف، الأمر الذي يُسهم في النهاية في إنتاج جيل لا يتسم بالاعتدال في سلوكه الانفاقي أو الحياتي.
ومن هنا يشدد هؤلاء الخبراء على ضرورة إحكام الرقابة على مثل هذه الإعلانات، مع دعوة المؤسسات العربية والإسلامية إلى إنتاج إعلانات تحمل قيماً ومضامين إيجابية، باعتبار أن الطفل كقطعة الإسفنج.. يمتص كل ما حوله.
وأضاف الخبراء إن تضمين الرسالة الإعلانية التلفزيونية مظاهر عنف أو خوف تدفع الطفل إلى سلوك يشكل خطورة على حياته، غير أن هناك مجموعة مشكلات مرتبطة بالإعلانات أهمها: الدور الذي يؤديه الطفل كعنصر من عناصر ترويج السلعة ونوعية التأثير الذي يمارسه الطفل المتلقي.
إلى جانب تكريس الاستهلاك كقيمة عليا محدثة بذلك خللاً في عملية تنظيم قيم الأطفال مع قيم المجتمع.
سلبيات:
وعدد الخبراء عدداً من سلبيات الإعلانات إذ إنها في معظمها تقوم على تشجيع الاتجاهات المادية من خلال تأكيدها على قيم مادية لا يعتد بها على حساب القيم الدينية، وعلى حساب تقاليد وأعراف المجتمع، كما أنها تغرس ثقافة الاستهلاك في الطفل، وتشجع على تبديد الموارد الاقتصادية في أشياء غير نافعة.
وهناك على سبيل المثال الإعلانات الخاصة بمستلزمات الأطفال والإعلانات المتعلقة بالسلع الغذائية والمشروبات مثل: الحلويات ومنتجات الألبان وغيرها من السلع، إذ تتضمن هذه السلع مسابقات تمنح جوائز مما يؤدي إلى شدة الانبهار بها والتكالب على شرائها وبالتالي فمثل هذه الإعلانات تدفع إلى إقامة المجتمع الاستهلاكي على حساب أولويات التنمية، مما يولد جيلاً جاهزاً للاستهلاك الترفي الذي يرفضه الإسلام.
كما أن معظم الإعلانات للأسف قد أسهمت في رسم صورة نمطية تحط من قدر أهم قطاعات المجتمع، فلقد اتضح من الدراسات أن المرأة ظهرت في الإعلانات المقدمة عبر شاشة التلفاز أكثر من غيرها، حيث ظهرت في صورة غير لائقة تحط من قدرها، وتقلل من، دورها وخاصة في معظم الإعلانات المتصلة بالسلع مثل مستحضرات التجميل والسلع الغذائية وبالطبع فإن هذا يساعد على إيجاد صورة غير كريمة للمرأة.
وكشفت الرسالة النقاب عن ضآلة الإعلانات الخاصة بالخدمات الثقافية والبيئية مثل: الإعلانات المتعلقة بتلوث البيئة وترشيد الاستهلاك رغم أنها خدمات أساسية يجب تشجيعها، والعمل على تدعيمها؛ لما لها من فوائد عديدة بالنسبة للطفل، بالإضافة إلى أن الإعلانات لا تسهم بشكل كبير في ترسيخ القيم الدينية والصحية، مما يضعف من دور هذه الإعلانات في نشر الوعي الصحي لدى الطفل ويقلل من قيام التلفاز بدوره التوجيهي.
وعن تأثير الإعلانات على سلوك الطفل يقول خبراء الإعلام إن الإعلانات لها تأثير سلبي على الطفل فهي تزيد لديه السلوك الاستهلاكي، فضلاً عن زيادة تطلعاته، مما يجعله يرفض واقعه الأسري، وهذا يخلق نوعا من الصراع داخل الأسرة وداخل الطفل ذاته مما يجعله محبطاً في معظم الأحيان ويلجأ إلى سلوك غير سوي للحصول على المال اللازم الذي يحقق له رغباته ويلبي له ما يشاهده، ويسمع عنه من سلع ومنتجات بالإضافة إلى تأثيرها على معارفه الثقافية ولغته، وتحديد أولوياته، وتشكيل ذوقه.
كما أن عملية التحضر أدت إلى دخول المرأة سوق العمل، مما زاد من تعرض الأطفال لوسائل الإعلام، وخاصة التلفاز، فالأطفال يشاهدون ما يناسبهم وما لا يناسبهم، بل ان الأمهات يعتمدن على التلفزيون كجليس للأطفال أثناء قيامهن بالأعمال المنزلية وتكمن الخطورة هنا في أمرين:
أولهما: أن الأطفال يشاهدون في الغالب المواد المعدة للكبار.
وثانيهما: أن الأطفال يجلسون بمفردهم أمام التلفزيون نظراً لانشغال الأمهات عنهم، والطفل كقطعة الاسفنج التي تمتص كل ما تتعرض له..
الإعلانات تدعو الأطفال الى الأطعمة غير الصحية:
فالإعلان يدعو إلى الاطعمة غير الصحية خاصة التي تستهدف الاطفال فكل الإعلانات عن الأطعمة المجهزة أو المنتجات التي تحتوي على دهون أو محليات إضافية تحتوي على تحذير صحي من مخاطر سمنة الاطفال وكذلك مرض السكر وانتشار مرض السكر بين الاطفال قد يؤدي الى انخفاض متوسط الاعمار لجيل قادم بالإضافة الى مضاعفات صحية أخرى.
ثقافة الإعلان تؤدى الى تعبيرات سوقية:
مثل: عدم الاهتمام بالنطق السليم لبعض الحروف أثناء تقديم بعض الإعلانات، واستخدام ألفاظ ركيكة وتعبيرات سوقية أحياناً، ويتضح ذلك في الإعلانات الخاصة بالسلع الغذائية والمشروبات، وكذلك المنظفات والمبيدات، مما يؤثر على حصيلة الطفل اللغوية، وتسهم الإعلانات في كثير من الأحيان في ترسيخ قيم غريبة على مجتمعنا، وتهمل خصوصيات وواقع الطفل.
كما يغلب على معظم الإعلانات الطابع الطبقي، إذ تتسبب في إيجاد إحباطات، وخاصة لدى أطفال الطبقتين المتوسطة والفقيرة كما يؤدي هذا المسلك في النهاية إلى تشبع أطفال هذه الشرائح بمشاعر الحرمان، مما يضر بسلوكيات الأطفال وتكوينهم النفسي.
وكذلك معظم الإعلانات للأسف قد أسهمت في رسم صورة نمطية تحط من قدر أهم قطاعات المجتمع، فلقد اتضح من الدراسة التحليلية أن المرأة ظهرت في الإعلانات المقدمة عبر شاشة التلفاز أكثر من غيرها، وذلك بنسبة 51.2%، حيث ظهرت في صورة غير لائقة تحط من قدرها وتقلل من دورها، وخاصة في معظم الإعلانات المتصلة بالسلع مثل مستحضرات التجميل والسلع الغذائية، وبالطبع فإن هذا يساعد على إيجاد صورة غير كريمة للمرأة، ويربطها في ذهن الطفل بالسطحية والإثارة.