[1] حديث اللوح ، حديث عظيم ، وهو من معجزات نبينا صلى الله عليه وآله ، وهو كتاب من الله تعالى نزل به جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله ، في لوح أخضر كالزمرد مكتوب بنور أبيض . . وفيه بيان نعم الله تعالى على نبيه وتوجيهه إلى شكرها ، خاصة نعمته عليه في جعل الحكم والإمامة في ذريته . وله شبيه فيما أوحاه الله إلى نبيه موسى ونبيه عيسى صلى الله عليه وآله .
وفيما يلي خلاصة من عهد الله تعالى لموسى وعيسى صلى الله عليه وآله ، والنص الكامل لحديث اللوح الذي عهد به لنبيه محمد صلى الله عليه وآله :
عهد الله تعالى إلى نبيه موسى عليه السلام
في الكافي : 8 / 42 : ( عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن علي بن عيسى رفعه قال : إن موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته :
يا موسى : لا يطول في الدنيا أملك فيقسو لذلك قلبك وقاسي القلب مني بعيد .
يا موسى : كن كمسرتي فيك فإن مسرتي أن أطاع فلا أعصى ، فأمت قلبك بالخشية وكن خلق الثياب جديد القلب ، تخفى على أهل الأرض ، وتعرف في أهل السماء ، حلس البيوت ، مصباح الليل ، واقنت بين يدي قنوت الصابرين ، وصُحْ إليَّ من كثرة الذنوب صياح المذنب الهارب من عدوه ، واستعن بي على ذلك ، فإني نعم العون ونعم المستعان .
يا موسى : إني أنا الله فوق العباد ، والعباد دوني ، وكل لي داخرون ، فاتهم نفسك على نفسك ، ولا تأتمن ولدك على دينك ، إلا أن يكون ولدك مثلك يحب الصالحين .
يا موسى : اغسل واغتسل واقترب من عبادي الصالحين .
يا موسى : كن إمامهم في صلاتهم وإمامهم فيما يتشاجرون ، واحكم بينهم بما أنزلت عليك ، فقد أنزلته حكماً بيناً وبرهاناً نيراً ونوراً ، ينطق بما كان في الأولين ، وبما هو كائن في الآخرين .
أوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم ، صاحب الأتان والبرنس ، والزيت والزيتون والمحراب .
ومن بعدِهِ بصاحب الجمل الأحمر ، الطيب الطاهر المطهر ، فمثله في كتابك أنه مؤمن مهيمن على الكتب كلها ، وأنه راكع ساجد راغب راهب ، إخوانه المساكين ، وأنصاره قوم آخرون ، ويكون في زمانه أزل وزلزال ، وقتل وقلة من المال . اسمه أحمد ، محمد الأمين ، من الباقين من ثلة الأولين الماضين ، يؤمن بالكتب كلها ، ويصدق جميع المرسلين ويشهد بالإخلاص لجميع النبيين . أمته مرحومة مباركة ما بقوا في الدين على حقائقه ، لهم ساعات مؤقتات يؤدون فيها الصلوات ، أداء العبد إلى سيده نافلته ، فبه فصدق ، ومنهاجه فاتبع فإنه أخوك .
يا موسى : إنه أمي وهو عبد صدق ، يبارك له فيما وضع يده عليه ، ويبارك عليه كذلك كان في علمي وكذلك خلقته ، وبه أفتح الساعة ، وبأمته أختم مفاتيح الدنيا ، فمر ظلمة بني إسرائيل أن لا يدرسوا اسمه ولا يخذلوه ، وإنهم لفاعلون ، حبه لي حسنة ، فأنا معه وأنا من حزبه وهو من حزبي وحزبهم الغالبون ، فتمت كلماتي لأظهرن دينه على الأديان كلها ، ولأعبدن بكل مكان ، ولأنزلن عليه قرآناً فرقاناً شفاءاً لما في الصدور من نفث الشيطان ، فصلِّ عليه يا ابن عمران ، فإني أصلي عليه وملائكتي . . . إلى آخر ما جاء في هذا العهد وهو طويل ) .
عهد الله تعالى إلى نبيه عيسى عليه السلام
في الكافي : 8 / 131 : ( عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط عنهم عليهم السلام قال : فيما وعظ الله عز وجل به عيسى عليه السلام :
يا عيسى أنا ربك ورب آبائك ، اسمي واحد ، وأنا الأحد المتفرد بخلق كل شئ ، وكل شئ من صنعي ، وكل إلي راجعون .
يا عيسى : أنت المسيح بأمري ، وأنت تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ، وأنت تحيي الموتى بكلامي ، فكن إليَّ راغباً ، ومني راهباً ، ولن تجد مني ملجأ إلا إليَّ .
يا عيسى : أوصيك وصية المتحنن عليك بالرحمة حتى حقت لك مني الولاية بتحرِّيك مني المسرة ، فبوركت كبيراً ، وبوركت صغيراً حيثما كنت ، إشهد أنك عبدي ابن أمتي ، أنزلني من نفسك كهمِّك ، واجعل ذكري لمعادك ، وتقرب إليَّ بالنوافل ، وتوكل عليَّ أكفِكْ ، ولا توكَّل على غيري فأخذلك .
يا عيسى : إصبر على البلاء ، وارض بالقضاء ، وكن كمسرتي فيك ، فإن مسرتي أن أطاع فلا أعصى . يا عيسى : أحي ذكري بلسانك ، وليكن ودي في قلبك . يا عيسى : تيقظ في ساعات الغفلة ، واحكم لي لطيف الحكمة . يا عيسى : كن راغباً راهباً ، وأمت قلبك بالخشية . يا عيسى : راع الليل لتحري مسرتي ، واظمأ نهارك ليوم حاجتك عندي .
يا عيسى : نافس في الخير جهدك ، تعرف بالخير حيثما توجهت .
يا عيسى : أحكم في عبادي بنصحي ، وقم فيهم بعدلي ، فقد أنزلت عليك شفاءا لما في الصدور من مرض الشيطان . يا عيسى : لا تكن جليساً لكل مفتون .
يا عيسى : حقا أقول : ما آمنت بي خليقة إلا خشعت لي ، ولا خشعت لي إلا رجت ثوابي ، فاشهد أنها آمنة من عقابي ، ما لم تبدل أو تغير سنتي . . .
يا عيسى : إني لم أرض بالدنيا ثواباً لمن كان قبلك ، ولا عقاباً لمن انتقمت منه .
يا عيسى : إنك تفنى وأنا أبقى ، ومني رزقك ، وعندي ميقات أجلك ، وإليَّ إيابك ، وعليَّ حسابك ، فسلني ولا تسأل غيري ، فيحسن منك الدعاء ومني الإجابة .
يا عيسى : ما أكثر البشر وأقل عدد من صبر ، الأشجار كثيرة وطيبها قليل ، فلا يغرنك حسن شجرة حتى تذوق ثمرها .
يا عيسى : لا يغرنك المتمرد عليَّ بالعصيان ، يأكل رزقي ويعبد غيري ، ثم يدعوني عند الكرب فأجيبه ، ثم يرجع إلى ما كان عليه . فعليَّ يتمرد أم بسخطي يتعرض ؟ فبي حلفت لآخذنه أخذةً ليس له منها منجىً ولا دوني ملجىً ، أين يهرب من سمائي وأرضي ؟ !
يا عيسى : قل لظلمة بني إسرائيل لا تدعوني والسحت تحت أحضانكم ، والأصنام في بيوتكم ، فإني آليت أن أجيب من دعاني ، وأن أجعل إجابتي إياهم لعناً عليهم حتى يتفرقوا . . .
يا عيسى : كن رحيما مترحماً ، وكن كما تشاء أن يكون العباد لك ، وأكثر ذكر الموت ومفارقة الأهلين ، ولا تَلْهُ فإن اللهو يفسد صاحبه ، ولا تغفل فإن الغافل مني بعيد ، واذكرني بالصالحات حتى أذكرك . . .
يا عيسى : لا خير في لذاذة لا تدوم ، وعيش من صاحبه يزول .
يا ابن مريم لو رأت عينك ما أعددت لأوليائي الصالحين ذاب قلبك وزهقت نفسك شوقاً إليه ، فليس كدار الآخرة دار تجاور فيها الطيبون ، ويدخل عليهم فيها الملائكة المقربون ، وهم مما يأتي يوم القيامة من أهوالها آمنون ، دار لا يتغير فيها النعيم ولا يزول عن أهلها .
يا ابن مريم : نافس فيها مع المتنافسين فإنها أمنية المتمنين ، حسنة المنظر ، طوبى لك يا بن مريم إن كنت لها من العاملين ، مع آبائك آدم وإبراهيم في جنات ونعيم ، لا تبغي لها بدلاً ولا تحويلاً ، كذلك أفعل بالمتقين .
يا عيسى : أهرب إليَّ مع من يهرب من نار ذات لهب ، ونار ذات أغلال وأنكال ، لا يدخلها روح ، ولا يخرج منها غم أبداً ، قطع كقطع الليل المظلم من ينج منها يفز ، ولن ينجو منها من كان من الهالكين ، هي دار الجبارين والعتاة الظالمين ، وكل فظ غليظ ، وكل مختال فخور . . .
يا عيسى : كنت خلقاً بكلامي ، ولدتك مريم بأمري ، المرسل إليها روحي جبرئيل الأمين من ملائكتي ، حتى قمت على الأرض حياً تمشي ، كل ذلك في سابق علمي . . .
يا عيسى : كيف يكفر العباد بي ونواصيهم في قبضتي ، وتقلبهم في أرضي ، يجهلون نعمتي ، ويتولون عدوي ، وكذلك يهلك الكافرون . . .
يا عيسى : إني إذا غضبت عليك لم ينفعك رضى من رضي عنك ، وإن رضيت عنك لم يضرك غضب المغضبين . يا عيسى اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي ، واذكرني في ملائك أذكرك في ملأ خير من ملأ الآدميين . . .
يا عيسى : كيف أنتم صانعون إذا أخرجت لكم كتاباً ينطق بالحق وأنتم تشهدون ، بسرائر قد كتمتموها ، وأعمال كنتم بها عاملين .
يا عيسى : قل لظلمة بني إسرائيل غسلتم وجوهكم ودنستم قلوبكم ، أبي تغترون ، أم علي تجترئون ، تطيبون بالطيب لأهل الدنيا ، وأجوافكم عندي بمنزله الجيف المنتنة ، كأنكم أقوام ميتون .
يا عيسى قل لهم : قلموا أظفاركم من كسب الحرام ، وأصموا أسماعكم عن ذكر الخنا ، وأقبلوا علي بقلوبكم ، فإني لست أريد صوركم .
يا عيسى : إفرح بالحسنة ، فإنها لي رضىً ، وابكِ على السيئة فإنها شيْن ، وما لا تحب أن يصنع بك فلا تصنعه بغيرك ، وإن لطم خدك الأيمن فأعطه الأيسر ، وتقرب إليَّ بالمودة جهدك ، وأعرض عن الجاهلين .
يا عيسى : ذُلَّ لأهل الحسنة وشاركهم فيها ، وكن عليهم شهيداً ، وقل لظلمة بني إسرائيل : يا أخدان السوء والجلساء عليه ، إن لم تنتهوا أمسخكم قردة وخنازير .
يا عيسى قل لظلمة بني إسرائيل : الحكمة تبكي فرقاً مني ، وأنتم بالضحك تهجرون ، أتتكم براءتي أم لديكم أمان من عذابي ، أم تعرضون لعقوبتي ، فبي حلفت لأتركنكم مثلاً للغابرين .
ثم أوصيك يا ابن مريم البكر البتول بسيد المرسلين وحبيبي ، فهو أحمد صاحب الجمل الأحمر ، والوجه الأقمر ، المشرق بالنور ، الطاهر القلب ، الشديد البأس ، الحيي المتكرم ، فإنه رحمة للعالمين ، وسيد ولد آدم يوم يلقاني ، أكرم السابقين عليَّ ، وأقرب المرسلين مني ، العربي الأمين ، الديان بديني ، الصابر في ذاتي ، المجاهد المشركين بيده عن ديني ، أن تخبر به بني إسرائيل وتأمرهم أن يصدقوا به ، وأن يؤمنوا به ، وأن يتبعون وأن ينصروه . قال عيسى : إلهي من هو حتى أرضيه ؟ فلك الرضا ؟
قال : هو محمد رسول الله إلى الناس كافة ، أقربهم مني منزلة ، وأحضرهم شفاعة ، طوبى له من نبي ، وطوبى لأمته إن هم لقوني على سبيله ، يحمده أهل الأرض ويستغفر له أهل السماء ، أمين ميمون طيب مطيب ، خير الباقين عندي ، يكون في آخر الزمان إذا خرج أرخت السماء عزاليها ، وأخرجت الأرض زهرتها ، حتى يروا البركة وأبارك لهم فيما وضع يده عليه ، كثير الأزواج ، قليل الأولاد ، يسكن بكة موضع أساس إبراهيم .
يا عيسى : دينه الحنيفية وقبلته يمانية ، وهو من حزبي وأنا معه ، فطوبى له ثم طوبى له ، له الكوثر والمقام الأكبر في جنات عدن ، يعيش أكرم من عاش ويقبض شهيداً ، له حوض أكبر من بكة إلى مطلع الشمس من رحيق مختوم ، فيه آنية مثل نجوم السماء وأكواب مثل مدر الأرض ، عذب فيه من كل شراب ، وطعم كل ثمار في الجنة ، من شرب منه شربة لم يظمأ أبداً ، وذلك من قسمي له وتفضيلي إياه على فترة بينك وبينة ، يوافق سره علانيته وقوله فعله ، لا يأمر الناس إلا بما يبدأهم به ، دينه الجهاد في عسر ويسر ، تنقاد له البلاد ، ويخضع له صاحب الروم . على دين إبراهيم ، يسمى عند الطعام ويفشي السلام ، ويصلي والناس نيام ، له كل يوم خمس صلوات متواليات ، ينادي إلى الصلاة كنداء الجيش بالشعار ، ويفتتح بالتكبير ويختتم بالتسليم ، ويصف قدميه في الصلاة كما تصف الملائكة أقدامها ، ويخشع لي قلبه ورأسه ، النور في صدره ، والحق على لسانه ، وهو على الحق حيثما كان ) .
حديث اللوح أو عهد الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله
في الكافي : 1 / 527 : ( عن محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله ، عن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن ظريف وعلي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن بكر بن صالح ، عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ؟ فقال له جابر : أي الأوقات أحببته ، فخلا به في بعض الأيام فقال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وما أخبرتك به أمي أنه في ذلك اللوح مكتوب ؟ فقال جابر : أشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فهنيتها بولادة الحسين ورأيت في يديها لوحا أخضر ، ظننت أنه من زمرد ورأيت فيه كتاباً أبيض ، شبه لون الشمس ، فقلت لها : بأبي وأمي يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذا اللوح ؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسم الأوصياء من ولدي وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك ، قال جابر فأعطتنيه أمك فاطمة عليها السلام فقرأته واستنسخته ، فقال له أبي : فهل لك يا جابر : أن تعرضه علي ؟ قال : نعم ، فمشى معه أبي إلى منزل جابر فأخرج صحيفة من رق ، فقال : يا جابر انظر في كتابك لأقرأ عليك .
فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي ، فما خالف حرف حرفاً ، فقال جابر : فأشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوباً :
( بسم الله الرحمن الرحيم . هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين . عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ، إني أنا الله إله إلا أنا قاصم الجبارين ومديل المظلومين وديان الدين . إني أنا الله لا إله إلا أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ، عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين . فإياي فاعبد ، وعليَّ فتوكل .
إني لم أبعث نبياً فأكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصياً ، وإني فضلتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء ، وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين ، فجعلت حسناً معدن علمي ، بعد انقضاء مدة أبيه . وجعلت حسيناً خازن وحيي ، وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه وحجتي البالغة عنده ، بعترته أثيب وأعاقب .
أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين ، وابنه شبه جده المحمود محمد ، الباقر علمي ، والمعدن لحكمتي .
سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر ، ولأسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه .
أتيحت بعده موسى فتنة عمياء حندس ، لأن خيط فرضي لا ينقطع ، وحجتي لا تخفى ، وإن أوليائي يسقون بالكأس الأوفى ، من جحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي .
ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي وحبيبي وخيرتي في علي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوة ، وأمتحنه بالاضطلاع بها ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح ، إلى جنب شر خلقي .
حق القول مني لأسرنه بمحمد ابنه ، وخليفته من بعده ، ووارث علمه ، فهو معدن علمي ، وموضع سري ، وحجتي على خلقي لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه ، وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار .
وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري ، والشاهد في خلقي ، وأميني على وحيي .
أخرج منه الداعي إلى سبيلي ، والخازن لعلمي ، الحسن .
وأكمل ذلك بابنه " م ح م د " رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى ، وصبر أيوب ، فيذل أوليائي في زمانه ، وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين ، مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم ، ويفشو الويل والرنا في نسائهم ، أولئك أوليائي حقاً ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والأغلال ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ، وأولئك هم المهتدون .
قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك ، إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله ) . انتهى .
ورواه ابن بابويه في الإمامة والتبصرة ص 104 ، والصدوق في عيون أخبار الرضا : 2 / 49 ، وفي كمال الدين ص 310 ، والنعماني في الغيبة ص 64 ، والطوسي في الغيبة ص 145 ، والطبرسي في الإحتجاج : 1 / 85 ، وابن شهرآشوب في المناقب : 1 / 255 ، وغيرهم رضوان الله عليهم .