النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
خِطبة السيدة الزهراء عليها السّلام
المؤلف:
اسماعيل الأنصاري الزنجاني الخوئيني
المصدر:
الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء "ع"
الجزء والصفحة:
ج 3، ص325-411
2025-10-01
173
هناك أسرار ورموز في خطبة فاطمة عليها السّلام من خطّابها المردودين وخطبتها علي عليه السّلام الذي تلقاه النبي صلّى اللّه عليه وآله بالقبول والترحيب ، لا يعلم تلك الأسرار إلا اللّه وأولى الأمر المعصومون عليهم السّلام .
فأما الذين ردّهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كيف أجازوا لأنفسهم وأقدموا على خطبة الطاهرة فاطمة عليها السّلام لأنهم ليسوا كفوا للزهراء عليها السّلام ولم يكونوا بهذا المستوى من جهات كثيرة ، وكلهم كانوا عالمين بهذا المعنى ، فإن من مضى أكثر عمره بالكفر والشرك والعصيان ، كيف يمكن تزويجه من فاطمة المعصومة التي أقرّ في أول لحظة من ولادتها بالوحدانية للّه تبارك وتعالى وبالرسالة لأبيه وبالولاية لزوجها علي عليه السّلام . والعجب منهم أنهم أعادوا المجيء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لخطبتها مرة بعد أخرى وواحدا بعد الآخر .
وأما خطبة علي عليه السّلام فهو تحصيل لما حصل قبل ذلك ، فإن الزهراء عليها السّلام حين الولادة وفي أول لحظة فتحت عينيها على الدنيا بعد ما أقرّ بالشهادتين والولاية لعلي ذكرت زوجيّته منها . ولقد مضى هذا الزواج في مكنون علمه تعالى ويثبت في قضائه وهو مفروغ عنه عند اللّه وعند الرسول وعندهما .
وفي المرحلة الثانية قد تمّ أمر زواجها من علي عليه السّلام في السماوات العلى وفوق عرشه وأخبره تبارك وتعالى لنبيه قبل أن يطلع عليه علي وفاطمة عليها السّلام لأن اللّه عز وجل ولي الذين آمنوا وهو قبل إخباره على الزوجين فإن اللّه تعالى جعل الزهراء عليها السّلام زوجة علي عليه السّلام وجمع الملائكة والكروبين في السماوات وانعقد محفلا لعقد فاطمة عليها السّلام ونثارها .
وقبل هذا كله فإن اللّه قد أرى آدم السيدة فاطمة عليها السّلام في سرير على هيئة في رأسها تاج وفي أذنيها قرطان وفي عنقها قلادة . فسأل آدم عنها ، قال جبرائيل : هذه فاطمة بنت محمد رسول اللّه ، وهذا التاج أبوها وهذه القلادة بعلها علي وهذان القرطان الحسن والحسين ، فبعل فاطمة عليها السّلام قد عرّف قبل هذا العالم وهو علي عليه السّلام .
ولعل السر في خطبة علي عليه السّلام أن الحلاوة والملاحة في هذا الأمر هو أن يخطب علي عليه السّلام بنفسه زوجته فاطمة عليها السّلام ويطلبها من أبيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله واستجاز النبي صلّى اللّه عليه وآله عنها ، فتحصّل الزوجية بهذه الكيفية والتشريفات في مرأى ومسمع من الناس على سنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
يأتي في هذا النص العناوين التالية في 84 حديثا :
وصول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في مهاجرته إلى قبا وملاقاته لسلمان الفارسي قبل إسلامه ، ورود علي عليه السّلام والفواطم بقبا على النبي صلّى اللّه عليه وآله ودخوله المدينة ونزوله منزل أبي أيوب ، اشتراء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله مكانا للمسجد لابتنائه وتظليله بسعف النخل ، ابتناء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله منازله ومنازل أصحابه حول المسجد وشرح باب منازلهم إلى المسجد ، نزول جبرئيل وإبلاغ أمر اللّه بسد الأبواب إلا بابه وباب علي بن أبي طالب عليه السّلام ، خطبة أبي بكر فاطمة عليها السّلام من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حين بناء المنزل ، ثم خطبة عمر وردّهما النبي صلّى اللّه عليه وآله بقوله : « أنتظر أمر اللّه » ، خطبة علي عليه السّلام بعدها واستحيائه ومجيئه في اليوم الثاني والثالث وسؤال النبي صلّى اللّه عليه وآله عن حاجته وخطبته فاطمة وتزويجها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله على اثنتي عشرة أوقية ونشّ ، ودفع علي ثمن درعه ، أمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بتهيئة المنزل لتحول فاطمة عليها السّلام إليه ، فحوّلت إلى منزل حارثة بن النعمان .
خطبة أبي بكر وعمر فاطمة عليها السّلام إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله مرة بعد أخرى وردّهما بقوله صلّى اللّه عليه وآله لهما : إنها صغيرة .
خطبة عبد الرحمن بن عوف بمهر كذا وكذا ، وغضب رسول اللّه عن مقالته ، ومدّ يده إلى حصي وجعلها في ذيله وصيرورته درا ومرجانا . خطبة علي عليه السّلام من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ومواجهته صلّى اللّه عليه وآله له بالرحب والأهل .
شعر الأصفهاني في خطاب فاطمة عليها السّلام من بعد خطاب أتوه وردّهم ردا يخرج مضمر الأشجان ، تحريض مولاة علي عليه السّلام لخطبة فاطمة عليها السّلام ، مجيء علي عليه السّلام وقعوده بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله واستحيائه وسؤال النبي صلّى اللّه عليه وآله عن حاجته وإظهاره خطبة فاطمة عليها السّلام وجعله درعه الحطمية صداقا لها فاستحلّها به .
خطبة علي عليه السّلام من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام وجعل ثمن الدرع الأربعمائة والثمانين مهرا لها وابتياع الطيب والجهاز لها ، رجوع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لهما وما جرى بينه وبينهما ودعائه لهما بالبركة ، ووليمة علي وفاطمة عليها السّلام بأحسن وليمة .
خطبة أبي بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف فاطمة عليها السّلام وإعراض رسول اللّه عنهم ومجيئهم إلى علي عليه السّلام وحثه لخطبة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، قيام علي عليه السّلام لخطبتها ووضوئه واغتساله ولبسه كساء قطريا وصلاته ومجيئه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وخطبته فاطمة عليها السّلام وجعل مهرها درعه الحطمية .
أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله المقداد بابتياع الطيب والجهاز ما يصلح لفاطمة عليها السّلام ، بكاء فاطمة عليها السّلام وتسلية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لها وقوله صلّى اللّه عليه وآله : « فو اللّه لقد أنكحتك أكثرهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما » .
شعر السوسي والعوني وسلامة في خطبة فاطمة عليها السّلام .
خطبة أبي بكر وعمر وقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعلي عليه السّلام : هي لك يا علي .
كلام عبد الغفار في ذكر نبذة من مصادر زواج علي عليه السّلام .
أمر أبي بكر لعائشة في خطبة فاطمة وذكر عائشة كلام أبيه لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لها حتى ينزل القضاء وندامة عائشة من خطبتها فاطمة ، أمر عمر لحفصة وذكرها عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وجوابه مثل جواب عائشة . خطبة علي عليه السّلام وتزويج النبي صلّى اللّه عليه وآله لها باثنتي عشرة أوقية ودفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قبضة منها للطيب والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع وإعداد الجهاز والبيت للعروسين وورودهما فيه ، وقصة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في زفافهما ، وما جرى بينهم ووليمتها ودعاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لهما .
كثرة خاطبي فاطمة من الأشراف والوجوه في السنة الثانية من الهجرة لكونها آية الجمال والروعة والبهاء مضافا إلى كمالها في الخلق وسموها في الذات .
خطبة علي عليه السّلام لها وتزويجها النبي صلّى اللّه عليه وآله بثمن الدرع الأربعمائة والخمسين درهما ، وتوزيع هذا الثمن على الصحابة للاشتراء بها أثاثا لفاطمة عليها السّلام ، وخطبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في المسجد وتزويجها وعقد نكاحها وزفافها ووليمتها .
هذا الزواج أقدس زواج على وجه الأرض ، وهو زواج وضع في السماء وانعكس تجسيده في الأرض بوحي خاص من اللّه تعالى ، وإنتاجه النتائج المباركة والثمار المقدسة وهو الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم ومحسن الجنين السقط قبل الولادة .
مناشدة علي عليه السّلام يوم الشورى بفضائله ومناقبه وقوله : هل فيكم أحد حين جاء أبو بكر يخطب فاطمة عليها السّلام فأبى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أن يزوّجه ، وجاء عمر يخطبها فأبى أن يزوّجه ، فخطبت إليه فزوّجني ، . . . .
كلام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في الخمسة الطيبة وأن فاطمة سيدة نساء العالمين وأنه لو وجد لفاطمة خيرا من علي لم يزوّجها .
خطبة ذوي الأموال من قريش فاطمة عليها السّلام وردّهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من علي عليه السّلام ، وركوبها البغلة الشهباء ، ومجيء جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجمع من ملائكة خلف ظهر رسول اللّه في زفاف فاطمة عليها السّلام .
كلام السيد الهاشمي : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله يعتذر إلى الخاطبين بقوله : « أمرها إلى اللّه » و « إني أنتظر بها القضاء » و « إنها صغيرة » ، وحقيقة الأمر أنه ينتظر من يكون كفوا لها في العلم والشرف والعبادة والأخلاق ، وهو يعلم أنه لا كفو لها إلا علي بن أبي طالب وينتظر أن يتقدم علي عليه السّلام لخطبتها وأن لا يتحدى الوحي الإلهي . . . فخطبها على خجل وحياء ، قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله له عليه السّلام : ابشر يا أبا الحسن فإن اللّه عز وجل قد زوّجكها في السماء قبل أن أزوّجكها في الأرض .
كلام أبو عزيز الخطي في خطبة أكابر قريش وبذلهم في ذلك الأموال العظيمة ، وردّهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بمعاذير شتى ، وذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من مناقب علي عليه السّلام لفاطمة عليها السّلام ونزول الوحي والأمر من اللّه لتزويجها من علي عليه السّلام .
كلام الزرقاني وعبد اللّه الشافعي في خطبة علي عليه السّلام من فاطمة عليها السّلام وقبول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله خطبته .
كلام الفاضل الفراتي في علة رفض الصديقة الكبرى أبي بكر وعمر عندما تقدّما لخطبتها ، هي أن الطهارة المطلقة التي تصل إلى حد العصمة لا يمكن لها أن تلتقي أو تنسجم أو تتصل مع غير الطهارة ، ولا يمكن أن تطل الوثنية على النورانية المحضة إلى آخر كلامه .
كلام السيد محمد الميلاني في كفوية علي للزهراء عليها السّلام وعدم كفوية أبي بكر وعمر وعبد الرحمن وساير الأغنياء والأثرياء والملوك وردّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كلهم وقبول خطبة علي عليه السّلام بأمر من اللّه اشتراء جهاز فاطمة عليها السّلام وجعل صداقها الأرض والمشي عليها مبغضا حرام على قول النبي صلّى اللّه عليه وآله .
كلام الكعبي في خطبة جماعة كثيرة من أعيان العرب ووجوهها وسلاطين الأطراف وملوكها ، وكذا أبو بكر وعمر وغيرهما من الصحابة وردّ كل واحد منهم بنوع من الرد ، وقوله في تفسير « وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا » : إن النسبية والصهرية بالنسبة إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله لم تجتمع لأحد إلا لعلي عليه السّلام ، إقبال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في خطبة علي عليه السّلام بعد استجازته منها ، وذكر بعض فضائل علي عليه السّلام لفاطمة عليها السّلام .
كلام السيد الأمين في قدوم علي عليه السّلام بالمدينة ونزوله مع النبي صلّى اللّه عليه وآله في دار أبي أيوب .
وخطبته فاطمة عليها السّلام ابنة عمه بعد مقدمه المدينة بخمسة أشهر ، خطبة أبي بكر وعمر قبل علي عليه السّلام ، خطبتهما فاطمة عليها السّلام لشدة الرغبة في نيل الشرف مع عدم احتمال الإجابة لوجود أخيه وناصره وابن عمه .
كلام البعاج في عرض أبي بكر نفسه إلى خطبة الزهراء عليها السّلام وردّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ردا مقنعا بقوله : « لم ينزل القضاء » .
كلام السيد ناصر حسين الهندي في بطلان دعوى وقوع عقد أم كلثوم لعمر بردّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أبا بكر وعمر خطبتهما وأتباع علي عليه السّلام له صلّى اللّه عليه وآله واقتفاء أثره لقوله تعالى : « ولكم في رسول اللّه أسوة حسنة » .
قول علي عليه السّلام على منبر الكوفة في خطبتهما فاطمة عليها السّلام وردّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إياهما وتزويجها له عليها السّلام .
كلام عباس محمود العقاد في أن النبي صلّى اللّه عليه وآله كان يبقي ابنته لعلي عليه السّلام بعد خطبة أبي بكر وعمر وردهما بقوله صلّى اللّه عليه وآله : « أنتظر بها القضاء » ، وقوله صلّى اللّه عليه وآله لعلي عليه السّلام : « أنت لها يا علي » . رواية أنس في جهاز فاطمة عليها السّلام وخطبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وصداقها عليها السّلام . تقدّم أبي بكر في خطبة فاطمة عليها السّلام وبعده عمر وردّهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله برفق ، إخبار جارية علي عليه السّلام له من خطبتهما ومجيء علي عليه السّلام عند النبي وخطبته وتزويجها له بدرع حطمية .
مجيء علي عليه السّلام إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لخطبة فاطمة عليها السّلام لما وعده له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من قبل ، إن الرسول لما وعده فاطمة عليها السّلام لا يخلف الوعد ، تزويجها بالدرع فإن في قوة ذراع البطل غناء عنها .
دعوة بلال عددا من المؤمنين لاستماع خطبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في زواج علي من فاطمة عليها السّلام وتجهيز الجهاز وخطبة النكاح ووليمة الزفاف ودخولهما في حجلة العرس .
إخبار النبي صلّى اللّه عليه وآله عن زواج فاطمة عليها السّلام في الجنان ونثار شجرة طوبى وأمر اللّه عز وجل جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهم السّلام واللوح المحفوظ والقلم بالوقوف في السماء الرابعة ، وشهادة الملائكة وحملة العرش وأهل كل من السماوات .
قول أبي بكر لعلي عليه السّلام بعد ردّه وردّ عمر : يا علي ، لو خطبت إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله ابنته لخليق أن يزوّجها ، وخطبة علي عليه السّلام وقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لها : أمرني اللّه عز وجل بذلك .
المتن الأول:
روي عن ابن شهاب الزهري ، قال : كان بين ليلة العقبة وبين مهاجرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثلاثة أشهر ثم ذكر دخول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله المدينة إلى أن قال : وابنتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله منازله ومنازل أصحابه حول المسجد ، وخطّ لأصحابه خططا ، فبنوا فيه منازلهم ، وكلّ شرع منه بابا إلى المسجد ، وخط لحمزة وشرع بابه إلى المسجد ، وخط لعلي بن أبي طالب عليه السّلام مثل ما خطّ لهم ، وكانوا يخرجون من منازلهم فيدخلون المسجد .
فنزل عليه جبرئيل فقال : « يا محمد ، إن اللّه يأمرك أن تأمر كل من كان له باب إلى المسجد أن يسده ، ولا يكون لأحد باب إلى المسجد إلا لك ولعلي ، ويحل لعلي فيه ما يحل لك » .
فغضب أصحابه وغضب حمزة وقال : أنا عمه يأمر بسد بابي ، ويترك باب ابن أخي وهو أصغر مني ؟ ! فجاءه فقال : يا عم لا تغضبنّ من سد بابك وترك باب عليّ ، فو اللّه ما أنا أمرت بذلك ولكن اللّه أمر بسد أبوابكم وترك باب علي . فقال : يا رسول اللّه ، رضيت وسلّمت للّه ولرسوله .
قال : وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حيث بنى منازله كانت فاطمة عليها السّلام عنده ، فخطبها أبو بكر ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : أنتظر أمر اللّه . ثم خطبها عمر ، فقال : مثل ذلك . فقيل لعلي عليه السّلام : لم لا تخطب فاطمة ؟ فقال : واللّه ما عندي شيء . فقيل له : إن رسول اللّه لا يسألك شيئا .
فجاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاستحيى أن يسأله ، فرجع ثم جاءه في اليوم الثاني فاستحيى فرجع ، ثم جاء في اليوم الثالث ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : يا علي ، ألك حاجة ؟ قال : بلى ، يا رسول اللّه . فقال : لعلك جئت خاطبا ؟ قال : نعم ، يا رسول اللّه . قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : هل عندك شيء يا علي ؟ قال : ما عندي يا رسول اللّه شيء إلا درعي . فزوّجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله على اثنتي عشرة أوقية ونش ودفع إليه درعه .
فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : هيّئ منزلا حتى تحول فاطمة إليه . فقال علي عليه السّلام : يا رسول اللّه ، ما هاهنا منزل إلا منزل حارثة بن النعمان ، وكان لفاطمة عليها السّلام يوم بنى بها أمير المؤمنين عليه السّلام تسع سنين . فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : واللّه لقد استحيينا من حارثة بن النعمان ، قد أخذنا عامة منازله .
فبلغ ذلك حارثة فجاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال : يا رسول اللّه ، أنا ومالي للّه ولرسوله . واللّه ما شيء أحب إليّ مما تأخذه ، والذي تأخذه أحب إلي مما تتركه . فجزّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله خيرا . فحوّلت فاطمة إلى علي عليه السّلام في منزل حارثة ، وكان فراشهما إهاب كبش جعلا صوفه تحت جنوبهما .
المصادر :
1 . إعلام الورى بأعلام الهدى : ص 64 .
2 . بحار الأنوار : ج 19 ص 104 ح 1 ، عن إعلام الورى .
3 . حبيب السير : ج 1 ص 115 شطرا من الحديث .
المتن الثاني:
عن أبي صالح قال : لما حضرت عبد اللّه بن عباس الوفاة قال : اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام .
وروى أيضا بأسناده من عدة طرق ، منها عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه ، أن أبا بكر وعمر خطبا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام ، فقال : « إنها صغيرة » . فخطبها علي عليه السّلام فزوّجها منه . . .
المصادر :
1 . بحار الأنوار : ج 40 ص 67 ح 101 ، عن الطرائف .
2 . الطرائف : ص 19 ، على ما في بحار الأنوار .
3 . دلائل الصدق للمظفر : ج 2 ص 289 شطرا من الحديث عن مسند أحمد .
4 . مسند أحمد بن حنبل : ج 5 ص 359 ، على ما في إفحام الأعداء والخصوم .
5 . حديقة الشيعة للأردبيلي : 174 ، عن مسند أحمد .
6 . جامع المسانيد والسنن لابن كثير : ج 2 ص 223 ح 811 .
7 . تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف : ج 2 ص 83 ح 1972 .
8 . خصائص أمير المؤمنين عليه السّلام للنسائي : ص 114 ح 120 .
9 . علّموا أولادكم محبة آل النبي صلّى اللّه عليه وآله لليماني : ص 75 .
10 . الإحسان بترتيب ابن حبان : ج 9 ص 51 .
11 . أعيان الشيعة : ج 2 ص 284 شطرا من الحديث .
12 . الفوائد المجموعة للشوكاني : ص 372 ح 69 .
13 . سيرة المصطفى صلّى اللّه عليه وآله : ص 327 بتغيير فيه .
14 . علي لا سواه للرضوي : ص 137 .
15 . إحقاق الحق : ج 25 ص 376 ، عن عدة كتب .
16 . مرقاة المفاتيح : ج 11 ص 350 ، على ما في الإحقاق بتغيير يسير .
17 . وسيلة النجاة للهندي : ص 132 ، على ما في الإحقاق .
18 . تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب : ص 311 ، على ما في الإحقاق .
19 . تهذيب خصائص الإمام علي عليه السّلام : ص 95 ، على ما في الإحقاق .
20 . العمدة لابن البطريق : ص 389 .
21 . فرائد السمطين : ج 1 ص 89 ح 68 .
22 . فاطمة الزهراء عليه السّلام أم الأئمة عليهم السّلام وسيدة النساء : ص 63 .
23 . الخصائص للنسائي : ص 31 ، على ما في فاطمة الزهراء أم الأئمة عليهم السّلام .
24 . مشكاة المصابيح : ج 3 ص 246 ، على ما في فاطمة الزهراء عليها السّلام أم الأئمة عليهم السّلام .
25 . تحفة الأشراف : ج 2 ص 83 ، على ما في فاطمة الزهراء عليها السّلام أم الأئمة عليهم السّلام .
26 . سعد الشموس والأقمار : ص 310 ، على ما في فاطمة الزهراء عليها السّلام أم الأئمة عليهم السّلام .
27 . أرجح المطالب : ص 440 ، على ما في فاطمة الزهراء عليها السّلام أم الأئمة عليهم السّلام .
28 . إفحام الأعداء والخصوم : ص 47 .
29 . الرياض النضرة : ج 2 ص 180 ، على ما في إفحام الأعداء والخصوم .
30 . إفحام الأعداء والخصوم : ص 48 .
31 . أشعة اللمعات : ج 2 ص 670 ، عن إفحام الأعداء والخصوم .
32 . إحقاق الحق : ج 7 ص 462 .
33 . آل محمد عليهم السّلام : ص 185 ، على ما في الإحقاق .
34 . إحقاق الحق : ج 25 ص 385 .
35 . تهذيب خصائص النسائي : ص 70 .
36 . مرآة المؤمنين : ص 72 .
الأسانيد :
1 . في الطرائف : مسند أحمد ، عن السدي ، عن أبي صالح قال .
2 . في الطرائف : روى أيضا بأسناده من عدة طرق ، منها عبد اللّه بن بريدة عن أبيه .
3 . في جامع المسانيد والسنن : قال النسائي : حدثنا الحسن بن حريث ، حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن عبد اللّه بن بريدة ، عن أبيه قال .
4 . في خصائص أمير المؤمنين عليه السّلام : أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا جرير بن حريث ، قال : أخبرنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن عبد اللّه بن بريدة ، عن أبيه قال .
5 . في خصائص الإمام علي عليه السّلام : أخبرنا الحسين بن حريث ، قال : أخبرنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن عبد اللّه بن بريدة ، عن أبيه ، قال .
6 . في مسند أحمد بن حنبل : وبالإسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا أبو عمر محمد بن محمود الأصفهاني ، قال : حدثنا علي بن خشرم المروزي ، قال :
حدثنا الفضل بن موسى الشيباني ، عن الحسين بن واقد ، عن عبد اللّه بن بريدة ، عن أبيه ، قال .
7 . في فرائد السمطين : أنبأني الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب ، عن يحيى بن أسعد بن يونس إجازة ، قال : أنبأنا الحسن إجازة ، عن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن الفتح الحنبلي ، حدثنا عبد اللّه بن داود ، حدثنا محمود بن آدم ، حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن عبد اللّه بن بريدة ، عن أبيه .
المتن الثالث:
قال الضحاك بن مزاحم : سمعت علي بن أبي طالب عليه السّلام يقول : أتاني أبو بكر وعمر فقالا : لو أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فذكرت له فاطمة عليها السّلام . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما مر في الفصل الثاني رقم 13 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الرابع:
عن علي عليه السّلام قال : قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : يا علي ، لقد عاتبني رجال قريش في أمر فاطمة عليها السّلام وقالوا : خطبناها إليك فمنعتنا ، وزوّجت عليّا . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الأول رقم 1 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الخامس:
إن أبا بكر خطب إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام ، فقال : أنتظر بها القضاء . ثم خطب إليه عمر ، فقال : أنتظر بها القضاء . ثم خطب إليه علي عليه السّلام فزوّجها منه .
المصادر :
1 . فضائل فاطمة الزهراء عليها السّلام لابن شاهين : ص 22 ح 27 .
2 . بحار الأنوار : ج 43 ص 106 ح 22 ، عن فضائل ابن شاهين .
3 . الذرية الطاهرة للدولابي : ص 59 ح 126 شطرا من الحديث .
4 . الذرية الطاهرة للدولابي : ص 59 ح 127 شطرا من الحديث .
5 . أنساب الأشراف لبلاذري : ج 1 ص 402 .
6 . كنز العمال : ج 12 ص 112 بتغيير فيه .
7 . جامع الأحاديث : ج 9 ص 105 ح 27436 بتفاوت فيه .
8 . أنساب الأشراف : ج 1 ص 402 ح 865 بزيادة فيه .
الأسانيد :
1 . في فضائل فاطمة الزهراء عليها السّلام : حدثنا عبد اللّه بن محمد البغوي ، حدثنا محمد بن حميد الرازي ، حدثنا أبو تميلة ، حدثنا حسين بن واقد ، عن ابن بريدة .
2 . في الذرية الطاهرة : ابن سعد ، عن علباء بن أحمد اليشكري .
3 . في أنساب الأشراف : حدثني محمد بن سعد ، عن الواقدي في أسناده ، وعن هشام بن محمد الكلبي ، قالا .
المتن السادس:
قد اشتهر في الصحاح بالأسانيد عن أمير المؤمنين عليه السّلام وابن عباس وابن مسعود وجابر الأنصاري وأنس بن مالك والبراء بن عازب وأم سلمة بألفاظ مختلفة ومعاني متفقة : أن أبا بكر وعمر خطبا إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام مرة بعد أخرى ، فردّهما .
وروى أحمد في الفضائل عن بريدة : أن أبا بكر وعمر خطبا إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام فقال : إنها صغيرة .
وروى ابن بطة في الإبانة أنه خطبها عبد الرحمن فلم يجبه . وفي رواية غيره أنه قال :
بكذا من المهر . فغضب صلّى اللّه عليه وآله ومدّ يده إلى حصى فرفعها ، فسبّحت في يده فجعلها ذيله ، فصارت درا ومرجانا يعرّض به جواب المهر .
ولما خطب علي عليه السّلام قال : سمعتك يا رسول اللّه تقول : كل سبب ونسب منقطع إلا سببي ونسبي . أما السبب فقد سبب اللّه ، وأما النسب فقد قرب اللّه ، وهش وبش وجهه وقال : ألك شيء أزوّجك منها ؟ فقال : لا يخفى عليك حالي ، إن لي فرسا وبغلا وسيفا ودرعا . فقال : بع الدرع .
المصادر :
1 . المناقب لابن شهرآشوب : ج 3 ص 345 .
2 . الرياض النضرة : ج 3 ص 126 بتفاوت فيه .
3 . سبل الهدى والرشاد : ج 11 ص 38 شطرا من الحديث .
4 . الكتاب المبين للنيشابوري ( مخطوط ) : ص 113 شطرا من الحديث بزيادة فيه .
5 . مسند أحمد بن حنبل ، على ما في الكتاب المبين .
6 . جمع الفوائد من مجمع الزوائد : ج 2 ص 583 ح 16 / 8693 شطرا من الحديث .
الأسانيد :
في الكتاب المبين : قال : روته الأئمة عن أكابر الصحابة ، ولنذكر بعض طرقها : فمنها ما رواه ابن حنبل في مسنده بالأسانيد عن عبد اللّه بن بريدة ، عن أبيه .
المتن السابع:
أبو بريدة عن أبيه أن عليا عليه السّلام خطب فاطمة عليها السّلام فقال له النبي صلّى اللّه عليه وآله : مرحبا وأهلا . فقيل لعلي صلّى اللّه عليه وآله : يكفيك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إحداهما : أعطاك الأهل وأعطاك الرحب .
المصادر :
1 . بحار الأنوار : ج 43 ص 109 ح 22 ، عن المناقب .
2 . المناقب لابن شهرآشوب : ج 3 ص 345 .
المتن الثامن:
قال الأصفهاني :
أمن بسيدة النساء قضى له * ربي فأصبح أسعد الأختان
من بعد خطّاب أتوه فردّهم * ردّا يبين مضمر الأشجان
فأبان منعهما وقال : صغيرة * تزويجها في سنها لم يأن
حتى إذا خطب الوصي أجابه * من غير تورية ولا استيذان
المصادر :
المناقب لابن شهرآشوب : ج 3 ص 345 .
المتن التاسع:
عن علي عليه السّلام قال : قالت لي مولاة لي هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول اللّه ؟
قلت : لا . قالت : فقد خطبت ، فما يمنعك أن تأتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فيزوّجك ؟ فقلت :
وعندي شيء أتزوّج به ؟ قالت : إنك إن جئت إلى رسول اللّه زوّجك ، فو اللّه ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وكان لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله جلالة وهيبة .
فلما قعدت بين يديه أفحمت ، فو اللّه ما استطعت أن أتكلم . فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : ما جاء بك ؟ ألك حاجة ؟ فسكتّ . فقال : لعلك جئت تخطب فاطمة ؟ فقلت : نعم . فقال :
وهل عندك من شيء تستحلها به ؟ فقلت : لا واللّه يا رسول اللّه . قال : ما فعلت الدرع التي سلحتكها ؟ فقلت : عندي ، فوالذي نفس علي بيده إنها لحطمية ، ما ثمنها إلّا أربعمائة درهم .
فقال صلّى اللّه عليه وآله : قد زوّجتكها ، فابعث بها إليها فاستحلّها بها . فإنّها كانت لصداق فاطمة عليها السّلام بنت رسول اللّه .
المصادر :
1 . بحار الأنوار : ج 43 ص 118 ح 28 ، عن كشف الغمة .
2 . كشف الغمة : ج 1 ص 348 ، عن مناقب الخوارزمي .
3 . المناقب للخوارزمي : ص 335 ح 356 .
4 . إشراق الإصباح في مناقب الخمسة الأشباح للصنعاني : ص 125 .
5 . مسند علي بن أبي طالب عليه السّلام للسيوطي : ص 297 ح 922 .
6 . ذخائر العقبى لمحب الطبري : ص 27 .
7 . بحار الأنوار : ج 43 ص 136 ح 33 ، عن كشف الغمة .
8 . الأخبار الموفقيات لزبير بن بكار : ص 374 بتفاوت ونقيصة .
9 . كنز العمال : ج 13 ص 682 ح 37751 .
10 . سيرة ابن إسحاق : ص 246 .
11 . جامع الأحاديث : ج 18 ص 226 ح 12132 .
12 . الثغور الباسمة : ص 28 بتفاوت فيه .
13 . إتحاف السائل : 42 .
14 . إحقاق الحق : ج 25 ص 401 ، عن مسند علي عليه السّلام .
15 . تاريخ الإسلام للذهبي : ج 2 ص 141 على ما في الإحقاق .
16 . الذرية الطاهرة : ص 94 ح 85 .
17 . مسند فاطمة عليها السّلام للسيوطي : ص 58 .
الأسانيد :
1 . عن مناقب الخوارزمي : أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن ، قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ، قال : حدثني عبد اللّه بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن علي عليه السّلام قال .
2 . في تاريخ الإسلام للذهبي : يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني عبد اللّه بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن علي عليه السّلام قال .
3 . في الأخبار الموفقيات لزبير بن بكار : حدثني الزبير ، قال : حدثني أبو غزية ، عن إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد اللّه بن أبي نجيح ، عن مجاهد بن خير بن أبي الحجاج ، عن علي بن أبي طالب عليه السّلام .
المتن العاشر:
عن أنس قال : جاء أبو بكر ثم عمر يخطبان فاطمة عليها السّلام إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله ؛ فسكت ولم يرجع إليهما . فانطلقا إلى علي عليه السّلام يأمرانه بطلب ذلك .
قال علي عليه السّلام : فنبّهاني لأمر ، فقمت أجرّ ردائي حتى أتيت النبي صلّى اللّه عليه وآله فقلت : تزوّجني فاطمة ؟ قال : وعندك شيء ؟ قلت : فرسي وبدني . قال : أما فرسك فلا بد لك منها ، وأما بدنك فبعها .
فبعتها بأربعمائة وثمانين ، وجئته بها فوضعتها في حجره . فقبض منها قبضة فقال :
« أي بلال ، ابتع لنا طيبا » وأمرهم أن يجهّزوها . فجعل لها سرير مشروط ووسادة من أدم حشوها ليف وقال لعلي بن أبي طالب : إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى آتيك . فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت جانب البيت وأنا في جانب ؛ وجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال : هاهنا أخي ؟
قالت أم أيمن : أخوك وقد زوّجته ابنتك ؟ قال : نعم ، ودخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله البيت .
فقال لفاطمة عليها السّلام : ايتيني بماء . فقامت إلى قعب في البيت ، فأتت فيه بماء فأخذه صلّى اللّه عليه وآله ومجّ فيه ، ثم قال لها : تقدمي ، فتقدمت فنضح بين يديها وعلى رأسها . وقال : اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم .
ثم قال لهما ايتوني بماء . قال : فعلمت الذي يريد ، فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به فأخذه ومجّ فيه وصنع لعلي كما صنع بفاطمة عليها السّلام ودعا له بما دعا لها ، ثم قال : ادخل بأهلك بسم اللّه والبركة . فرأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله سوادا وراء الباب ، فقال : من هذا ؟ قالت :
أسماء بنت عميس : نعم . قال : أمع بنت رسول اللّه جئت كرامة لرسول اللّه ؟ قالت : نعم .
قالت : فدعا لي دعاء أنه لأوثر عملي عندي .
قال : ثم خرج ، ثم قال لعلي عليه السّلام دونك أهلك . ثم ولّى إلى حجره فما زال يدعو لهما حتى دخل في حجره ويشبه أن يكون العقد وقع على الدرع . . .
وبعث بها علي عليه السّلام ثم ردّها إليه النبي صلّى اللّه عليه وآله ليبيعها فباعها وأتاه بثمنها . . . فقال بعضهم :
كان مهرها الدرع ولم يكن إذ ذاك بيضاء ولا صفراء ، وقال بعضهم : كان أربعمائة وثمانين ، فأمر صلّى اللّه عليه وآله أن يجعل ثلثها الطيب .
المصادر :
1 . إشراق الإصباح في مناقب الخمسة الأشباح للصنعاني ( مخطوط ) : ص 126 .
2 . إحقاق : ج 4 ص 460 ، عن المواهب اللدنية .
3 . المواهب اللدنية : ج 2 ص 4 ، على ما في الإحقاق .
4 . تاريخ الخميس : ص 362 ، عن المواهب اللدنية .
5 . الصواعق المحرقة : ص 141 بزيادة ونقيصة وتغيير .
6 . إفحام الأعداء والخصوم للسيد ناصر حسين : ص 49 شطرا من الحديث .
المتن الحادي عشر:
عن عطاء بن أبي رباح ، قال : لما خطب علي عليه السّلام فاطمة عليها السّلام أتاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما ذكرناها في الفصل الثاني رقم 170 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثاني عشر:
عن بريدة قال : قال نفر من الأنصار لعلي عليه السّلام : علّل نكاح فاطمة[1]. فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فقال : ما حاجة علي ؟ قال : يا رسول اللّه ، ذكرت فاطمة بنت رسول اللّه . فقال : « مرحبا وأهلا » ، لم يزد عليها .
فخرج أولئك الرهط من الأنصار ، وكانوا ينتظرونه فقالوا : ما وراءك ؟ فقال : لا أدرى إلا أنه قال : مرحبا وأهلا . قالوا : يكفيك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أحدهما : أعطاك الرحب وأعطاك الأهل .
فلما كان بعد ما زوّجه ، قال صلّى اللّه عليه وآله : يا علي ، إنه لا بد للعرس من وليمة . فقال سعد : عندي كبش وجمع له رهط من الأنصار أصوعا من ذرة . فلما كان ليلة البناء قال : لا يحدثن شيئا حتى تلقاني . فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بماء فتوضأ به ، ثم أفرغه على علي عليه السّلام وقال : اللهم بارك فيهما وبارك لهما في شملها . . .
وعن أسماء قالت : لقد أو لم علي عليه السّلام على فاطمة عليها السّلام ، فما كان وليمة في ذلك أفضل من وليمته . رهن درعه عند يهودي بشطر شعير ، وكانت وليمته أصوعا من شعير وتمر وحيس .
المصادر :
1 . إشراق الإصباح في مناقب الخمسة الأشباح للصنعاني : ص 125 .
2 . الذرية الطاهرة للدولابي : ص 95 ح 87 .
3 . جامع الأحاديث للسيوطي : ص 19 ص 15 .
4 . علموا أولادكم محبة آل النبي صلّى اللّه عليه وآله : ص 75 شطرا من صدر الحديث .
5 . بحار الأنوار : ج 43 ص 136 ح 34 ، عن كشف الغمة .
6 . كشف الغمة : ج 1 ص 365 بزيادة فيه وتغيير .
7 . مسند فاطمة عليها السّلام للسيوطي : ص 79 .
8 . مختصر تاريخ دمشق : ج 17 ص 336 بنقيصة فيه .
9 . كنز العمال : ج 13 ص 680 ح 37745 .
10 . جواهر العقدين : 299 .
11 . جامع الأحاديث : ج 18 ص 225 ح 12126 .
12 . ينابيع المودة : ص 174 بنقيصة وتغيير .
13 . زوجات النبي صلّى اللّه عليه وآله وأولاده : ص 322 .
14 . فاطمة الزهراء عليها السّلام أم الأئمة وسيدة النساء : ص 66 .
15 . عمل اليوم والليلة : ص 163 ، على ما في فاطمة الزهراء عليها السّلام أم الأئمة .
16 . مجمع الزوائد : ج 9 ص 209 .
17 . ذخائر العقبى : ص 33 .
18 . ينابيع المودة : ص 197 .
19 . الثغور الباسمة : ص 6 .
20 . الاكتفاء للسيد الجلالي : ص 234 ، عن تاريخ دمشق : ص 538 .
21 . تاريخ دمشق : ج 42 ص 223 .
22 . الصواعق : ص 234 بنقيصة فيه .
23 . آداب الزفاف للألباني : ص 101 بتغيير فيه .
24 . إحقاق الحق : ج 23 ص 649 .
25 . مسند فاطمة للسيوطي : ص 84 بتفاوت .
26 . إحقاق الحق : ج 19 ص 143 ، عن مرآة المؤمنين .
27 . مرآة المؤمنين : ص 167 ، على ما في الإحقاق .
28 . آداب الزفاف : ص 55 ، على ما في الإحقاق .
29 . إحقاق الحق : ج 33 ص 326 .
30 . تهذيب الكمال في أسماء الرجال : ج 17 ص 75 ، على ما في الإحقاق .
31 . عمل اليوم والليلة : ص 97 ، على ما في الإحقاق .
الأسانيد :
1 . في الذرية الطاهرة : حدثني أبو جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي ، نا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، نا عبد الرحمن بن حميد الرواسي ، حدثنا عبد الكريم بن سليط ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال .
2 . في تهذيب الكمال : وأخبرنا أبو إسحاق بن الدرجي وأحمد بن شيبان ، قالا : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد اللّه بن جعفر . قال : حدثنا إسماعيل بن عبد اللّه ، قال : حدثنا مالك بن إسماعيل ، قال :
حدثنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ، قال : حدثني عبد الكريم بن سليط البصري ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال .
3 . أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا مالك بن إسماعيل ، عن عبد الرحمن بن حميد ، قال : حدثنا عبد الكريم بن سليط البصري .
وأخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا مالك بن إسماعيل ، قال : حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ، قال : حدثنا عبد الكريم بن سليط ، عن ابن بريدة ، عن أبيه .
المتن الثالث عشر:
قال علي عليه السّلام : أردت أن أخطب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ابنته ، فقلت : واللّه ما لي شيء . ثم ذكرت صلته وعائدته ، فخطبتها إليه فقال : وهل عندك من شيء ؟ قلت : لا . قال : فأين درعك التي أعطيتك يوم كذا ؟ فقلت : هي عندي ، قال : فأعطها إياها .
المصادر :
1 . أنساب الأشراف للبلاذري : ص 403 .
2 . مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام للكوفي : ج 2 ص 185 ح 659 بتفاوت يسير .
3 . كفاية الطالب للكنجي : ص 308 ، على ما في الإحقاق .
4 . مسند أحمد حنبل : ج 1 ص 80 بتغيير يسير .
5 . فضائل فاطمة الزهراء عليها السّلام لابن شاهين : ص 21 ح 21 بزيادة فيه .
6 . إحقاق الحق : ج 17 ص 101 ، عن كفاية الطالب بزيادة فيه .
7 . إحقاق الحق : ج 23 ص 589 ، عن مسند علي بن أبي طالب عليه السّلام .
8 . مسند علي بن أبي طالب عليه السّلام : ج 1 ص 37 ، على ما في الإحقاق .
9 . إحقاق الحق : ج 25 ص 131 ، عن المسند .
10 . المسند للحميدي : ج 1 ص 22 ، على ما في الإحقاق بزيادة فيه .
11 . سنن سعيد بن منصور : ج 3 ص 167 ، على ما في الإحقاق .
12 . جامع الأحاديث لصقر : ج 7 ص 383 ، على ما في الإحقاق .
13 . مختصر تاريخ دمشق : ج 17 ص 335 بزيادة فيه .
14 . السنن الكبرى للبيهقي : ج 7 ص 234 ، على ما في الإحقاق .
15 . إحقاق الحق : ج 10 ص 353 ، عن السنن .
16 . مختصر إتحاف السادة المهرة للكتاني : ج 5 ص 147 بتغيير يسير .
17 . تذكرة الخواص : ص 306 بزيادة فيه .
19 . تاريخ دمشق : ج 42 ص 124 ح 8491 و 8492 بتغيير وزيادة .
20 . الاكتفاء للسيد الجلالي : ص 234 ح 34 ، عن تاريخ دمشق .
الأسانيد :
1 . في مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام : محمد بن سليمان ، قال : حدثنا أحمد بن عبدان البرذعي ، قال : حدثنا سهل بن سقير ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليه السّلام ، قال .
1 . في فضائل فاطمة الزهراء عليها السّلام : حدثنا عبد اللّه بن محمد البغوي ، حدثنا شجاع بن مخلد ، حدثنا سفيان ، عن أبي نجيح ، عن أبيه ، عن رجل سمع عليا عليه السّلام .
3 . في كفاية الطالب : أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة اللّه بن محمد الشيرازي بدمشق ، أخبرنا زين الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه مؤرخ الشام ، أخبرني إسماعيل بن أحمد وعمر ، أخبرنا أبو طالب بن علي الحربي ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن أحمد ، حدثنا أبو قلابة ، حدثني علي بن عبد اللّه ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي نجيح ، عن أبيه قال .
4 . في مسند الحميدي : ثنا سفيان ، ثنا عبد اللّه بن أبي نجيح ، عن أبيه قال : أخبرني من سمع عليا عليه السّلام يقول .
5 . في مسند الحميدي : قال أبو علي الصواف ، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه البصري ، ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي : ثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه قال .
6 . في السنن الكبرى : أخبرنا علي بن محمد المقري ، أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا مسدد ، ثنا سفيان ، عن أبي نجيح ، عن أبيه .
7 . في تاريخ دمشق : أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، نا أبو حفص بن شاهين ، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث ، أنا نصر بن علي ، أنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، سمع رجلا ، سمع عليا عليه السّلام على منبر الكوفة يقول .
8 . في تاريخ دمشق : أخبرنا أبو العز بن كادش ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا محمد بن المظفر أنا محمد بن زبان ، نا الحارث بن مسكين ، نا سفيان ، عن أبي نجيح ، عن أبيه ، عن رجل ، سمع عليا عليه السّلام بالكوفة .
المتن الرابع عشر:
إن أبا بكر أتى النبي صلّى اللّه عليه وآله فقال : يا رسول اللّه ، زوّجني فاطمة ، فأعرض عنه . فأتاه عمر فقال مثل ذلك ، فأعرض عنه . فأتيا عبد الرحمن بن عوف . فقالا : أنت أكثر قريش مالا ، فلو أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فخطبت إليه زادك اللّه مالا إلى مالك وشرفا إلى شرفك ! فأتى النبي صلّى اللّه عليه وآله فقال له ذلك ، فأعرض عنه . فأتاهما فقال : قد نزل بي مثل الذي نزل بكما .
فأتيا علي بن أبي طالب وهو يسقي نخلات له فقالا : قد عرفنا قرابتك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وقدمتك في الإسلام ، فلو أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فخطبت إليه فاطمة لزادك اللّه فضلا إلى فضلك وشرفا إلى شرفك .
فقال : لقد نبّهتماني ، فانطلق فتوضأ ، ثم اغتسل ولبس كساء قطريا وصلى ركعتين ، ثم أتى النبي صلّى اللّه عليه وآله وقال : يا رسول اللّه ، زوّجني فاطمة . قال : إذا زوّجتكها فما تصدقها ؟ قال :
أصدقها سيفي وفرسي ودرعي وناضحي ، قال : أما ناضحك وسيفك وفرسك فلا غنى بك عنها ، تقاتل المشركين ، وأما درعك فشأنك بها .
فانطلق علي وباع درعه بأربعمائة وثمانين درهما قطرية فصبّها بين يدي النبي صلّى اللّه عليه وآله فلم يسألها عن عددها ولا هو أخبره عنها ، فأخذ منها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قبضة فدفعها إلى مقداد بن الأسود فقال : ابتع من هذا ما تجهز به فاطمة صلّى اللّه عليه وآله ، وأكثر لها من الطيب .
فانطلق المقداد فاشترى لها رحى وقربة ووسادة من أدم وحصيرا قطريا . فجاء به فوضعه بين يدي النبي صلّى اللّه عليه وآله وأسماء بنت عميس معه . فقالت : يا رسول اللّه ، خطب إليك ذو والأسنان والأموال من قريش ولم تزوّجهم ، فزوّجتها من هذا الغلام ؟ فقال : يا أسماء ، أما إنك ستزوجين بهذا الغلام وتلدين له غلاما .
فلما كان الليل قال لسلمان : « ايتيني ببغلتي الشهباء » فأتاه بها ، فحمل عليها فاطمة عليها السّلام فكان سلمان يقودها ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقوم بها .
فبينا هو كذلك إذا سمع حسا خلف ظهره فالتفت ، فإذا هو جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في جمع كثير من الملائكة . فقال : يا جبرئيل ، ما أنزلكم ؟ قال : نزفّ فاطمة إلى زوجها . فكبّر جبرئيل ، ثم كبّر ميكائيل ، ثم كبّر إسرافيل ، ثم كبّرت الملائكة ، ثم كبّر النبي صلّى اللّه عليه وآله ، ثم كبّر سلمان الفارسي . فصار التكبير خلف العرائس سنة من تلك الليلة .
فجاء بها فأدخلها على علي عليه السّلام فأجلسها إلى جنبه على الحصير القطري ، ثم قال :
يا علي هذه بنتي ، فمن أكرمها فقد أكرمني ، ومن أهانها فقد أهانني . ثم قال : اللهم بارك لهما وبارك عليهما ، واجعل لهما ذرية طيبة إنك سميع الدعاء . ثم وثب فتعلقت به وبكت ، فقال لها : ما يبكيك فقد زوّجتك أعظمهم حلما وأكثرهم علما .
المصادر :
1 . بحار الأنوار : ج 43 ص 140 ح 26 ، عن كشف الغمة .
2 . كشف الغمة : ج 1 ص 368 .
الأسانيد :
في كشف الغمة : عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم السّلام .
المتن الخامس عشر:
عن علي عليه السّلام قال : خطب أبو بكر وعمر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فأبى رسول اللّه عليهما .
فقال عمر : أنت لها يا علي ، فقال : ما لي من شيء إلا درعي أرهنها . فزوّجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة .
فلما بلغ ذلك فاطمة عليها السّلام بكت . قال : فدخل عليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال : ما لك تبكين يا فاطمة ؟ فو اللّه لقد أنكحتك أكثرهم علما ، وأفضلهم حلما ، وأولهم سلما .
المصادر :
1 . الذرية الطاهرة للدولابي : ص 93 ح 83 .
2 . كشف الغمة : ج 1 ص 363 ، عن الذرية الطاهرة .
3 . بحار الأنوار : ج 43 ص 135 ح 33 ، عن كشف الغمة .
4 . دلائل الصدق : ج 2 ص 291 شطرا من الحديث ، عن الذرية الطاهرة .
5 . أسد الغابة : ج 5 ص 520 ، على ما في إفحام الأعداء والخصوم .
6 . فضائل الخمسة من الصحاح الستة : ج 2 ص 243 ، عن أسد الغابة .
7 . سنن النسائي : ج 6 ص 62 بتغيير فيه .
8 . إفحام الأعداء والخصوم للسيد ناصر حسين : ص 47 ، عن أسد الغابة .
9 . أخبار النساء في العقد الفريد : ص 182 ، على ما في الإحقاق .
10 . إحقاق الحق : ج 33 ص 327 بزيادة فيه .
الأسانيد :
1 . في أسد الغابة : أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الصوفي ، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أخبرنا الخطيب بن أبي الصقر الأنباري ، أخبرنا أبو البركات أحمد بن عبد الوهاب بن نظيف ، أخبرنا أبو محمد بن رشيق ، حدثنا أبو بشر الدولابي ، أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي ، أخبرنا إسماعيل بن أبان ، أخبرنا أبو مريم ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي عليه السّلام ، قال .
2 . في الذرية الطاهرة : حدثنا أحمد بن يحيي الصوفي ، نا إسماعيل بن أبان ، نا أبو مريم ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي عليه السّلام قال .
3 . في كشف الغمة : قال : نقلت من كتاب الذرية الطاهرة تصنيف أبي بشير محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الدولابي من نسخة بخط الشيخ ابن وضاح الحنبلي الشهراباني ، وأجاز لي أن أروي عنه كلما يرويه عن مشايخه ، وهو يروي كثيرا ، وأجاز لي السيد جلال الدين بن عبد الحميد بن فخار الموسوي الحائري أن أرويه عنه ، عن الشيخ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي المحدث إجازة في محرم سنة عشرة وستمائة ، وعن الشيخ برهان الدين أبي الحسين أحمد بن علي الغزنوي ، إجازة في ربيع الأول سنة أربع عشرة وستمائة ، كلاهما عن الشيخ الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي بأسناده ، والسيد أجاز لي قديما رواية كلما يرويه وبهذا الكتاب في ذي الحجة في سنة ست وسبعين وستمائة عن علي عليه السّلام قال .
المتن السادس عشر:
أخرج أبو داود السجستاني أن أبا بكر خطبها فأعرض صلّى اللّه عليه وآله عنه ، ثم عمر فأعرض عنه .
فأتيا عليا فنبّهاه إلى خطبتها . فجاء فخطبها ، فقال صلّى اللّه عليه وآله : ما معك ؟ فقال : فرسي وبدني . قال :
أما فرسك فلا بد لك منه ، وأما بدنك فبعها وأتني بها . فباعها بأربعمائة وثمانين ، ثم وضعها في حجره . فقبض منها قبضة ، وأمر بلال أن يشتري بها طيبا ، ثم أمرهم أن يجهّزوها .
فعمل لها سرير مشرط ووسادة من أدم حشوها ليف وملأ البيت كثيبا - يعني رملا - وأمر أم أيمن أن تنطلق إلى ابنته ، وقال لعلي عليه السّلام : لا تعجل حتى آتيك .
ثم أتاهم صلّى اللّه عليه وآله ، فقال لأم أيمن : هاهنا أخي ؟ قالت : أخوك ، وتزوّجه ابنتك ؟ قال : نعم ! فدخل على فاطمة عليها السّلام ودعا بماء ، فأتته بقدح فيه ماء . فمج فيه ، ثم نضح على رأسها وبين ثدييها وقال : اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم . ثم قال لعلي صلّى اللّه عليه وآله : ائتني بماء . فعلمت ما يريد ، فملأت القعب فأتيته به . فنضح منه على رأسي وبين كتفي وقال :
اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم . ثم قال : ادخل بأهلك على اسم اللّه تعالى وبركته .
وأخرج أحمد وأبو حاتم نحوه . وقد ظهرت بركة دعائه صلّى اللّه عليه وآله في نسلهما ، فكان منه من مضى ومن يأتي ، ولو لم يكن في الآتين إلا الإمام المهدي عليه السّلام لكفى .
المصادر :
1 . الصواعق المحرقة للهيتمي : ص 163 شطرا من صدر الحديث .
2 . دلائل الصدق : ج 2 ص 290 ح 21 .
3 . علي لا سواه للرضوي : ص 137 .
4 . مناقب علي والحسنين وأمهما فاطمة عليهم السّلام ، للقلعجي : ص 241 .
5 . المنتخب للطريحي : ج 2 ص 308 بتغيير يسير .
6 . كفاية الطالب : ص 302 بتغيير يسير .
7 . إفحام الأعداء والخصوم : ص 51 .
8 . إحقاق الحق : ج 19 ص 134 .
9 . الإتحاف في فضل الأشراف ( مخطوط ) : ص 60 ، على ما في الإحقاق .
المتن السابع عشر:
قال ابن شهرآشوب : قد اشتهر في الصحاح بالأسانيد المعتبرة إن أبا بكر وعمر خطبا إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام مرة بعد أخرى فردّهما . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الثاني رقم 149 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثامن عشر:
عن أنس ، قال : جاء أبو بكر إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فقال : يا رسول اللّه ، قد علمت مناصحتي . . .
إلى آخر الحديث ، مثل ما مر في الفصل الأول رقم 18 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن التاسع عشر:
عن علباء اليشكري : . . . أن أبا بكر خطب فاطمة عليها السّلام إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فقال : يا أبا بكر ، أنتظر . . . إلى آخر الحديث مثل ما مر في الفصل الأول ح 19 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن العشرون:
عن عبد اللّه بن بريدة : إن أبا بكر وعمر خطبا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام فقال صلّى اللّه عليه وآله : إنها صغيرة . . . مثل ما مر في الفصل الأول ، رقم 20 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الحادي والعشرون:
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام ، أنه قال : إنما سميت الزهراء زهراء لأن الملائكة كانت تهبط إلى الأرض . . . إلى آخر الحديث مثل ما أوردناه في الفصل الأول رقم 36 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثاني والعشرون:
عن علي عليه السّلام قال : خطب أبو بكر وعمر يعني فاطمة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فأبى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، مثل ما مر في الفصل الأول رقم 42 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثالث والعشرون:
قال معقل : عن الباقر عليه السّلام : إن النسوة قلن : يا بنت رسول اللّه ، خطبك فلان وفلان . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الأول ، رقم 48 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الرابع والعشرون:
عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : خطب علي عليه السّلام فاطمة عليها السّلام من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الأول ، رقم 94 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الخامس والعشرون:
عن حجر بن عنبس قال : خطب علي عليه السّلام إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام فقال : هل لك . . .
إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الأول رقم 96 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن السادس والعشرون:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : أيها الناس ، هذا علي بن أبي طالب وأنتم تزعمون أني أنا زوّجته . . .
إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الأول رقم 21 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن السابع والعشرون:
عن جعفر بن محمد صلّى اللّه عليه وآله ، عن أبيه ، عن جده ، عن جابر قال : لما أراد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أن يزوّج فاطمة عليا . . . إلى قوله صلّى اللّه عليه وآله : قم يا علي ، اخطب لنفسك . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما مر في الفصل الثاني رقم 44 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثامن والعشرون:
عن أنس بن مالك ، قال : ورد عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فقال له عبد الرحمن بن عوف : يا رسول اللّه ، تزوّجني فاطمة ابنتك . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الثاني رقم 49 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن التاسع والعشرون:
عن أم سلمة وسلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب عليه السّلام قال : لما أدركت فاطمة عليها السّلام مدرك النساء خطبها أكابر قريش . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الثاني رقم 59 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثلاثون:
قال الدميري : والصحيح أن تزويج فاطمة عليها السّلام من علي من أمر اللّه ووحي منه فعن أنس بن مالك ، قال : خطب أبو بكر فاطمة عليها السّلام . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه الفصل الثاني رقم 79 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الحادي والثلاثون:
روى أصحاب السير عن أنس ، قال : خطب أبو بكر إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله ابنته فاطمة صلّى اللّه عليه وآله . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الثاني رقم 84 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثاني والثلاثون:
قال : قال خطب فاطمة عليها السّلام أبو بكر فرفض النبي صلّى اللّه عليه وآله تزويجها وخطبها عمر فرفض النبي صلّى اللّه عليه وآله . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الثاني رقم 87 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثالث والثلاثون:
قال النبي صلّى اللّه عليه وآله : يا فاطمة ، لما أردت أن أملكك بعلي أمر اللّه جبرائيل فصفّ الملائكة ثم خطبهم فزوّجك من علي عليه السّلام . . . مثل ما أوردناه في الفصل الثاني رقم 157 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الرابع والثلاثون:
قال السوسي :
وزوّج بالطهر البتولة فاطمة * وردّ سواه كاسف البال منحصر
وخاطبها جبريل لما أتى به * ومن شهد الأملاك يلقط ما نثر
إلى آخر ، مثل ما أوردناه في الفصل الثاني رقم 164 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الخامس والثلاثون:
قال العوني :
زوّجك اللّه يا إمامي * فاطمة البرة الزكية
وردّ من رامها جميعا * بأوجه كره خزية
إلى آخره ، مثل ما أوردناه في الفصل الثاني رقم 164 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن السادس والثلاثون:
قال سلامة :
أنا مولى من حباه ربه * بالرضا فاطمة زين العرب
لست مولى الخاطب الوغد الذي * ردّ بالخيبة لما أن خطب
إلى آخره ، مثل ما أوردنا في الفصل الثاني رقم 163 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن السابع والثلاثون:
عن أنس قال : جاء أبو بكر ثم عمر يخطبان فاطمة إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فسكت ولم يرجع إليها شيئا . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الثاني رقم 166 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثامن والثلاثون:
إن أبا بكر وعمر خطبا فاطمة عليها السّلام فردّهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وقال : لم أومر بذلك . فخطبها علي عليه السّلام فزوّجه إياها وقال لها : زوّجتك أقدم الأمة إسلاما .
روى هذا الحديث جماعة من الصحابة ، منهم : أسماء بنت عميس وأم أيمن وابن عباس وجابر بن عبد اللّه .
المصادر :
1 . الغدير : ج 3 ص 221 ح 10 عن شرح ابن أبي الحديد .
2 . شرح النهج لابن أبي الحديد : ج 3 ص 257 ، على ما في الغدير .
المتن التاسع والثلاثون:
قال علي بن أبي طالب عليه السّلام : خطبت إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله ابنته فاطمة عليها السّلام . قال : فباع علي عليه السّلام درعا وبعض ما باع من متاعه ، فبلغ أربعمائة وثمانين درهما .
قال : وأمر النبي صلّى اللّه عليه وآله أن يجعل ثلثه في الطيب وثلاث في الثياب . ومجّ في جرة من ماء فأمرهم أن يغتسلوا به .
المصادر :
1 . جامع المسانيد والسنن لابن كثير : ج 20 ص 151 ح 692 .
2 . مسند أبي يعلي : ج 1 ص 290 ح 353 .
3 . المطالب العالية : ج 8 ص 70 ح 3989 .
4 . كنز العمال : ج 13 ص 680 ح 37742 .
5 . جامع الأحاديث : ج 18 ص 224 ح 12123 .
6 . تاريخ دمشق : ج 13 ص 226 ح 3233 .
الأسانيد :
1 . في مسند أبي يعلي وجامع المسانيد : حدثنا عبيد اللّه ، حدثنا حماد بن مسعدة ، عن المنذر بن ثعلبة ، عن علباء بن أحمد ، قال : قال علي بن أبي طالب عليه السّلام .
2 . في تاريخ دمشق : أخبرنا أبو سهل بن سعدويه ، أنا إبراهيم بن منظور ، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا : أخبرنا أبو المظفر بن القشيري ، أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو بن حمدان وأخبرنا أبو سهل بن سعدويه ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن مقرئ ، قالا : أنا أبو يعلي ، نا عبيد اللّه - هو القواريري - نا حماد بن مسعدة ، عن المنذر بن ثعلبة ، عن علباء بن أحمر ، قال : قال علي بن أبي طالب عليه السّلام .
المتن الأربعون:
قال حجر بن عنبس : خطب أبو بكر وعمر فاطمة عليها السّلام إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله :
هي لك يا علي ، لست بدجال - يعني لست بكذاب - . وذلك أنه قد كان وعد عليا بها قبل أن يخطب إليه أبو بكر وعمر .
المصادر :
1 . المعجم الكبير : ج 4 ص 34 ح 3571 .
2 . مجمع الزوائد : ج 9 ص 204 .
3 . الطبقات لابن سعد : ج 8 ص 19 .
4 . الضعفاء الكبير للعقيلي : ج 4 ص 164 ح 1736 .
5 . تنزيه الشريعة المرفوعة : ج 1 ص 386 ح 111 بتغيير يسير .
6 . الإصابة : ج 2 ص 59 ح 1953 .
7 . فاطمة الزهراء عليها السّلام أم الأئمة وسيدة النساء : ص 64 .
9 . أسد الغابة : ج 1 ص 286 ، على ما في فاطمة الزهراء عليها السّلام أم الأئمة .
10 . فاطمة والفاطميون لعقاد : ص 25 شطرا من صدر الحديث .
11 . إتحاف السائل بما لفاطمة عليها السّلام من المناقب : ص 45 .
12 . جامع الأحاديث لصقر : ج 4 ص 486 ، على ما في الإحقاق .
13 . إحقاق الحق : ج 25 ص 396 .
14 . معرفة الصحابة : ص 62 ، على ما في الإحقاق .
15 . خصائص النسائي : ص 137 ، على ما في الإحقاق .
الأسانيد :
1 . في المعجم الكبير والضعفاء الكبير : حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم ، ثنا موسى بن قيس الحضرمي ، قال : سمعت حجر بن عنبس ، قال .
2 . في الطبقات : أخبرنا الفضل بن دكين ، حدثنا موسى بن قيس الحضرمي ، قال : سمعت حجر بن عنبس ، قال .
المتن الحادي والأربعون:
قال حجر بن قيس[2] : خطب علي عليه السّلام إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام فقال : هي لك على أن تحسن صحبتها .
المصادر :
1 . المعجم الكبير : ج 4 ص 34 ح 3570 .
2 . كنز العمال : ج 13 ص 681 ح 37746 .
3 . جامع الأحاديث : ج 18 ص 225 ح 12127 .
الأسانيد :
في المعجم الكبير : حدثنا أحمد بن عمرو البزاز ، ثنا زيد بن أخزم ، حدثنا عبد اللّه بن داود ، عن موسى بن قيس ، عن حجر بن قيس ، قال .
المتن الثاني والأربعون:
قال عبد الرسول عبد الغفار بعد ذكر مصادر زواج علي عليه السّلام : هذه بعض المصادر التي ذكرت زواج فاطمة عليها السّلام من علي عليه السّلام ، والتي ظهر أن عقد زواجهما تمّ في السماء بشهادة الملائكة قبل أن يكون في الأرض ، وأن اللّه عز وجل هو الذي أمر نبيه بأن يزوّج النور من النور أي عليا من فاطمة - وقد عرفت مما كان من أمر أبي بكر وعمر لمّا قدموا على النبي صلّى اللّه عليه وآله لخطبة الزهراء عليها السّلام وإعراض النبي صلّى اللّه عليه وآله عنهما وإليك طائفة أخرى من مصادر القوم التي تؤكد هذه المعاني المتقدمة .
روى حديث زواج فاطمة كل من :
العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبي : ص 27 ، ط مكتبة القدسي .
العلامة ابن حجر العسقلاني في الإصابة : ج 2 ص 81 ، ط مصطفى محمد مصر .
العلامة أبو هلال العسكري في الأوائل : ص 53 .
العلامة الحلبي في السيرة الحلبية : ج 2 ص 205 ، ط القاهرة .
العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة : ص 316 ، ط الغري .
العلامة ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان : ج 5 ص 163 ، ط حيدرآباد .
العلامة جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين : ص 185 ، ط القضاء .
العلامة ابن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة : ص 140 ، ط مصر .
العلامة القندوزي في ينابيع المودة : ص 175 ، ط استامبول .
العلامة أحمد زيني دحلان في السيرة النبوية المطبوع بهامش السيرة الحلبية : ج 2 ص 8 ، ط القاهرة .
العلامة الشبلنجي في نور الأبصار : 42 ، ط القاهرة .
العلامة البرزنجي في مقاصد الطالب : ص 9 .
العلامة الحمويني في فرائد السمطين ، مخطوط في جامعة طهران .
العلامة ابن الصباغ في الفصول المهمة : 126 ، ط الغري .
العلامة مصطفى رشدي في الروضة الندية : ص 14 ، ط الخيرية مصر .
العلامة الزرقاني في شرح المواهب اللدنية : ج 2 ص 5 ، ط الأزهرية مصر .
العلامة المتقي الهندي في منتخب كنز العمال : ج 5 ص 31 ، 100 ، ط الميمنية ، مصر .
العلامة ابن حمزة الحسيني في البيان والتعريف : ج 1 ص 174 ، ط حلب .
العلامة الحمزاوي المالكي في مشارق الأنوار : ص 108 ، ط مصر .
العلامة الشافعي الحضرمي في رشفة الصادي : ص 7 ، ط مصر .
العلامة النسائي في الخصائص : ص 31 ، 32 .
العلامة الكنجي في كفاية الطالب : ص 163 .
المصادر :
ملامح شخصية الإمام علي عليه السّلام لعبد الرسول عبد الغفار : ص 120 .
المتن الثالث والأربعون:
عن أنس أن عمر بن الخطاب أتى أبا بكر فقال : يا أبا بكر ، ما يمنعك أن تزوّج فاطمة بنت رسول اللّه ؟ قال : لا يزوّجني . قال : إذا لم يزوّجك فمن يزوّج ، وإنك من أكرم الناس عليه وأقدمهم في الإسلام ؟
قال : فانطلق أبو بكر إلى بيت عائشة فقال : يا عائشة ، إذا رأيت من رسول اللّه طيب نفس وإقبالا عليك فاذكري له ذكرت فاطمة ، فلعل اللّه عز وجل أن ييسّرها لي .
قال : فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فرأت منه طيب نفس وإقبالا ، فقالت : يا رسول اللّه ، إن أبا بكر ذكر فاطمة وأمرني أن أذكرها . قال : حتى ينزل القضاء . قال : فرجع إليها أبو بكر فقالت : يا أبتاه ، وددت أني لم أذكرها له الذي ذكرت .
فلقي أبو بكر عمر ، فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عائشة ، فانطلق عمر إلى حفصة فقال : يا حفصة ، إذا رأيت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إقبالا - يعني عليك - فاذكريني له واذكريني فاطمة ، لعل اللّه أن ييسّرها لي .
قال : فلقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حفصة ، فرأت طيب نفس ورأت منه إقبالا ، فذكرت له فاطمة عليها السّلام فقال : حتى ينزل القضاء . فلقي عمر حفصة فقالت له : يا أبتاه ، وددت أني لم أكن ذكرت له شيئا .
فانطلق عمر إلى علي بن أبي طالب فقال : ما يمنعك من فاطمة ؟ فقال : أخشى أن لا يزوّجني . قال : فإن لم يزوّجك فمن يزوّج وأنت أقرب خلق اللّه إليه ؟
فانطلق علي عليه السّلام إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ولم يكن له مثل عائشة ولا مثل حفصة . قال : فلقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال : إني أريد أن أتزوّج فاطمة . قال : فافعل . قال : ما عندي إلا درعي الحطمية . قال : فاجمع ما قدرت عليه وائتني به . قال : فأتى باثنتي عشرة أوقية : أربعمائة وثمانين .
فأتى بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فزوّجه فاطمة . فقبض ثلاث قبضات فدفعها إلى أم أيمن فقال : اجعلي منها قبضة في الطيب أحسبه . قال : والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع .
فلما فرغت من الجهاز وأدخلتهم بيتا ، قال : يا علي ، لا تحدثن إلى أهلك شيئا حتى آتيك .
فأتاهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فإذا فاطمة متقنعة وعلي قاعد وأم أيمن في البيت . فقال :
« يا أم أيمن ، ائتني بقدح من الماء » . فأتته بقعب فيه ماء ، فشرب منه ثم مجّ فيه ، ثم ناوله فاطمة فشربت ، وأخذ منه فضرب جبينها وبين كتفيها وصدرها . ثم دفعه إلى علي عليه السّلام فقال : يا علي ، اشرب . ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ثم قال : أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا . فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وأم أيمن ، وقال : يا علي ، أهلك .
وفي رواية قال : خطب علي عليه السّلام فاطمة عليها السّلام إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال : وذكر الحديث . رواه البزاز وفيه محمد بن ثابت بن أسلم وهو ضعيف .
وعن ابن عباس قال : كانت فاطمة عليها السّلام تذكر لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فلا يذكرها أحد إلا صدّ عنه حتى يئسوا منها . فلقي سعد بن معاذ عليا عليه السّلام فقال : إني واللّه ما أرى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يحبسها إلا عليك . فقال له علي عليه السّلام : فهل ترى ذلك ؟ ما أنا بأحد الرجلين : ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي وقد علم ما لي صفراء ولا بيضاء ، وما أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه يعني يتألّفه بها . إني لأول من أسلم .
فقال سعد : إني أعزم عليك لتفرجنّها عني ، فإن لي في ذلك فرجا . قال : أقول : ما ذا ؟
قال : تقول : جئت خاطبا إلى اللّه وإلى رسوله فاطمة بنت محمد . فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : « مرحبا » كلمة ضعيفة . ثم رجع إلى سعد فقال له : قد فعلت الذي أمرتني به ، فلم يزد على أن رحب بي كلمة ضعيفة .
فقال سعد : أنكحك والذي بعثه بالحق ، إنه لا خلف ولا كذب عنده . أعزم عليك لتأتينّه الآن فلتقولنّ : يا نبي اللّه ، متى تبنيني ؟ فقال علي عليه السّلام : هذه أشدّ عليّ من الأولى . أو لا أقول :
يا رسول اللّه ، حاجتي ؟ قال : قل كما أمرتك .
فانطلق علي عليه السّلام فقال : يا رسول اللّه ، متى تبنيني ؟ قال : الليلة إن شاء اللّه . ثم دعا بلالا فقال : يا بلال ، إني قد زوّجت ابنتي ابن عمي وأنا أحبّ أن يكون من سنة أمتي الطعام عند النكاح . فائت الغنم فخذ شاة وأربعة أمداد ، واجعل لي قصعة أجمع عليها المهاجرين والأنصار . فإذا فرغت فأذني .
فانطلق ففعل ما أمره به ، ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه . فطعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في رأسها وقال : أدخل الناس عليّ زفة زفة ولا تغادرن زفة إلى غيرها - يعني إذا فرغت زفة فلا يعودون ثانية - .
فجعل الناس يردون ، كلما فرغت زفة وردت أخرى ، حتى فرغ الناس . ثم عمد النبي صلّى اللّه عليه وآله إلى ما فضل منها فتفل فيه وبارك وقال : يا بلال ، احملها إلى أمهاتك وقل لهن : كلن وأطعمن من غشيكنّ . ثم قام النبي صلّى اللّه عليه وآله حتى دخل على النساء فقال : إني زوّجت بنتي ابن عمي وقد علمتنّ منزلتها مني وأنا دافعها إليه ، فدونكنّ .
فقمن النساء فغلفنها من طيبهن وألبسنها من ثيابهنّ وحلّينها حليّهن . ثم إن النبي صلّى اللّه عليه وآله دخل . فلما رأينه النساء ذهبن وبين النبي صلّى اللّه عليه وآله ستر[3] وتخلّفت أسماء بنت عميس . فقال لها النبي صلّى اللّه عليه وآله : على رسلك ، من أنت ؟ قالت : أنا التي أحرس ابنتك . إن الفتاة ليلة بنائها لا بد لها من امرأة قريبة منها ، إن عرضت لها حاجة أو أرادت أمرا أفضت بذلك إليها . قال : فإني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم .
ثم صرخ بفاطمة عليها السّلام ، فأقبلت . فلما رأت عليا عليه السّلام جالسا إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله بكت فخشي النبي صلّى اللّه عليه وآله أن يكون بكاؤها أن عليا لا مال له ، فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : ما يبكيك ؟ ما آلوتك في نفسي وقد أصبت لك خير أهلي ، والذي نفسي بيده لقد زوّجتك سعيدا في الدنيا ، وإنه في الآخرة لمن الصالحين . فلان منها .
فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : يا أسماء ، ايتيني بالمخضب . فأتت أسماء بالمخضب ، فمجّ النبي صلّى اللّه عليه وآله فيه ومسح وجهه وقدميه . ثم دعا فاطمة عليها السّلام فأخذ كفا من ماء فضرب من ماء فضرب به على رأسها وكفا بين ثدييها . ثم رشّ جلده وجلدها ثم التزمها فقال : اللهم إنها مني وإني منها ، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهّرتني فطهّرهما .
ثم دعا بمخضب آخر ، ثم دعا عليا ، فصنع به كما صنع بها . ثم دعا له كما دعا لها . ثم قال لهما : « قوما إلى بيتكما ، جمع اللّه بينكما في سرّكما وأصلح بالكما » . ثم قام وأغلق عليهما بابها بيده .
قال ابن عباس : فأخبرتني أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحد حتى توارى في حجرته .
المصادر :
1 . مجمع الزوائد : ج 9 ص 205 .
2 . فاطمة الزهراء عليها السّلام أم الأئمة وسيدة النساء : ص 61 .
3 . إتحاف السائل للمناوي : ص 36 .
4 . إحقاق الحق : ج 25 ص 386 .
المتن الرابع والأربعون:
قال ابن سعد : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قد وعد عليا بها قبل أن يخطبها أبو بكر وعمر .
المصادر :
1 . تذكرة الخواص : ص 307 ، عن طبقات ابن سعد .
2 . الطبقات الكبرى ، على ما في تذكرة الخواص .
المتن الخامس والأربعون:
عن عكرمة : أن عليا عليه السّلام خطب فاطمة عليها السّلام . فقال لها النبي صلّى اللّه عليه وآله : ما تصدقها ؟ قال : ما عندي ما أصدقها . قال : فأين درعك الحطمية ؟ قال : عندي . قال : أصدقها إياها وتزوّجها .
المصادر :
1 . المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي : ج 3 ص 86 .
2 . إحقاق الحق : ج 10 ص 356 ، عن مفتاح النجا .
3 . مفتاح النجا ( مخطوط ) ، على ما في الإحقاق .
الأسانيد :
في المنتظم قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا جرير بن حازم ، قال : أخبرنا أيوب ، عن عكرمة .
المتن السادس والأربعون:
قال بريدة : أتى علي عليه السّلام فسلّم عليه فقال : ما حاجة ابن أبي طالب ؟ قال : ذكرت فاطمة بنت رسول اللّه محمد . قال : « مرحبا وأهلا » ، لم يزده عليها .
فخرج علي عليه السّلام على رجال من الأنصار فقالوا : ما وراءك ؟ قال : ما أدري غير أنه قال لي : مرحبا وأهلا . قال : يكفيك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إحداهما : أعطاك الأهل وأعطاك المرحب .
فلما كان بعد أن زوّجه قال : يا علي ، إنه لا بد للعروس من وليمة . فقال سعد : عندي كبشان وجمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة .
فلما كان ليلة البناء قال : لا تحدث شيئا حتى تلقاني . فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بإناء فتوضأ فيه ، ثم أفرغه على علي عليه السّلام ، ثم قال : اللهم بارك فيهما وبارك عليهما ، وبارك لهما نسلهما .
المصادر :
1 . المنتظم في تاريخ الملوك والأمم : ج 3 ص 86 .
2 . تاريخ الخميس : 362 .
3 . إحقاق الحق : ج 19 ص 136 ، عن الإتحاف في فضل الأشراف .
4 . الإتحاف في فضل الأشراف : ص 60 ، على ما في الإحقاق .
الأسانيد :
في المنتظم : أخبرنا مالك بن سعيد النهدي ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ، عن عبد الكريم بن سليط بن بريدة ، عن أبيه قال .
المتن السابع والأربعون:
قال ابن منظور : وفي حديث علي عليه السّلام : لما خطب فاطمة عليها السّلام قيل : ما عندك ؟ قال : فرسي وبدني .
البدن : الدرع من الزرد ، وقيل : هي القصيرة منها .
المصادر :
1 . لسان العرب لابن منظور : ج 1 ص 346 .
2 . الفائق في غريب الحديث للزمخشري : ج 1 ص 87 .
3 . النهاية : ج 1 ص 108 .
المتن الثامن والأربعون:
قال ابن منظور الزبيدي : وفي الحديث أن أبا بكر خطب عليه السّلام إلى سيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال : إني وعدتها لعلي عليه السّلام ولست بدجال ، أي بخدّاع ولا ملبس عليك أمرك .
المصادر :
1 . لسان العرب : ج 4 ص 294 ، مادة « دجل » .
2 . الفائق في غريب الحديث : ج 1 ص 412 بتغيير في الألفاظ .
المتن التاسع والأربعون:
عن علي عليه السّلام قال : لما خطبت فاطمة عليها السّلام قال النبي صلّى اللّه عليه وآله : هل لك من مهر ؟ قلت : معي راحلتي ودرعي . قال : فبعها بأربعمائة . وقال : أكثروا الطيب لفاطمة ، فإنها امرأة من النساء .
المصادر :
1 . كنز العمال : ج 13 ص 682 ح 37748 .
2 . الفائق في غريب الحديث للزمخشري : ج 1 ص 291 بتفاوت فيه .
3 . جامع الأحاديث : ج 18 ص 226 ح 12129 .
4 . التاريخ الكبير للبخاري : ج 4 ص 60 ح 1961 .
5 . الأخبار الموفقيات : ص 487 ، على ما في الإحقاق .
6 . إحقاق الحق : ج 25 ص 402 .
7 . مسند فاطمة صلّى اللّه عليه وآله للسيوطي : ص 82 .
8 . إحقاق الحق : ج 25 ص 416 .
9 . جامع الأحاديث : ج 4 ص 300 .
الأسانيد :
في التاريخ الكبير للبخاري : سعد بن عبيد اللّه الكاهلي ، عن علي هو والد جعفر بن سعد ، قال إسماعيل بن أبان ، حدثنا يحيى بن زكريا ، عن عبد الجبار بن عباس ، عن جعفر بن سعد ، عن أبيه ، أن عليا عليه السّلام قال .
المتن الخمسون:
قال : بلغت فاطمة عليها السّلام مبالغ النساء في السنة الثانية من الهجرة ، فكانت آية في الجمال والروعة وبهاء المنظر ، مضافا إلى كمالها الخلقي وسموها الذاتي وتفوّقها في كل الفضائل والصفات الإنسانية العليا . وهي فوق هذا وذاك ، ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله المفضلة بالنصوص النبوية الشريفة والآيات القرآنية الكريمة .
ومن ثمّ كثر خاطبوها إلى أبيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من قبل الوجوه والأشراف وأعيان المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فردّهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله جميعا خائبين . إلى أن جاءه علي بن أبي طالب عليه السّلام قائلا : بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه ، إنك تعلم أنك أخذتني من أبي أبي طالب وأمي فاطمة بنت أسد وأنا طفل صغير ، فربّيتني في حجرك وغذّيتني بغذائك وأدّبتني بآدابك . فكنت أشفق عليّ من أبي وأمي . والآن بلغت مبالغ الرجال وأحببت أن تكون لي زوجة أسكن إليها ، وقد جئتك خاطبا منك ابنتك فاطمة ، فهل أنت مزوّجي إياها يا رسول اللّه ؟
فتبسم النبي صلّى اللّه عليه وآله في وجهه وقام إلى ابنته فاطمة عليها السّلام طالبا رضاها . ثم عاد إلى علي عليه السّلام وقال له : يا علي ، هل عندك شيء أزوّجك به ؟ فقال علي عليه السّلام : نعم يا رسول اللّه ، عندي سيفي ودرعي وبعيري .
فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : أما سيفك فلا غنى لك عنه ، تجاهد به في سبيل اللّه ، وأما البعير فإنه تنضح به على نخلك وتحمل عليه رحلك في سفرك . وأما درعك فشأنك بها . فأخذ علي عليه السّلام درعه إلى السوق فباعها بأربعمائة وخمسين درهما وجاء بالدراهم إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فوزّعها على جماعة من الصحابة ليبتاعوا بها أثاثا لفاطمة عليها السّلام ثم جمع رسول اللّه أصحابه في المسجد وقام خطيبا فقال : بعد حمد اللّه تعالى والثناء عليه : إن اللّه جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا وشجّ به الأرحام . ثم إن ربي أمرني أن أزوّج فاطمة من علي بن أبي طالب ، وقد زوّجتها إياه على أربعمائة مثقال فضة . أرضيت يا علي ؟ فقال علي عليه السّلام :
رضيت يا رسول اللّه . فقال له النبي صلّى اللّه عليه وآله : قم يا علي وتكلّم واخطب لنفسك .
فقام خطيبا وقال بعد الحمد والثناء : وهذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قد زوّجني ابنته فاطمة عليها السّلام . فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : بارك اللّه عليكما وبارك فيكما وجعل بينكما وأخرج منكما الكثير الطيب . . .
وصنع النبي صلّى اللّه عليه وآله طعاما ليلة زفاف فاطمة عليها السّلام ، فأكل منه أصحابه ونساؤه . وتمّ زواج فاطمة عليها السّلام بعلي عليه السّلام في السنة الثانية من الهجرة في أول ذي الحجة أو السادس منه . وقيل غير ذلك ، وما ذكرناه هو الأشهر واللّه أعلم .
وكان زواج علي عليه السّلام وفاطمة الزهراء عليها السّلام أقدس زواج على وجه الأرض ، حيث تمّ بين زوجين مثاليين في الكمال الإنساني والشرف الخلقي وهو زواج وقع في السماء وانعكس تجسيده في الأرض بوحي خاص من اللّه تعالى ، وأمر منه إلى رسوله الأكرم صلّى اللّه عليه وآله .
ولا عجب إذا لو أنتج هذا الزواج أبرك النتائج وأقدس الثمار . فكان الحسن عليه السّلام أول مولود لفاطمة عليها السّلام حيث ولد في النصف من شهر رمضان عام ثلاث من الهجرة . ثم الحسين عليه السّلام الذي ولد في الثالث من شهر شعبان عام أربعة للهجرة وهما سيدا شباب أهل الجنة والإمامان إن قاما وإن قعدا .
أما مولودهما الثالث فهي زينب العقيلة عليها السّلام بطلة كربلاء ، وكان مولدها في السنة الخامسة للهجرة . ثم ابنتها الثانية وهي السيدة أم كلثوم عليها السّلام ولدت بعدها بعام واحد .
وأخيرا حملت عليها السّلام بجنينها الأخير ، وقد سماه النبي صلّى اللّه عليه وآله محسنا قبل أن يولد . ولكن أسقط قبل الولادة وذلك بعد وفاة الرسول صلّى اللّه عليه وآله بأيام أثر حوادث مؤلمة ومؤسفة معروفة .
عاشت فاطمة عليها السّلام بعد أبيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فترة قصيرة تتراوح بين الخمس وسبعين يوما أو خمس وتسعين يوما وبين الستة أشهر . فكانت أول أهل بيته لحاقا به كما أخبرها هو صلّى اللّه عليه وآله في مرضه .
ولقد عاشت هذه الفترة القصيرة وهي تعاني أشد الآلام الجسدية والنفسية على أثر ما ورد عليها من الظلم والأذى من بعض صحابة أبيها صلّى اللّه عليه وآله ، حتى ماتت وهي غاضبة ساخطة وأوصت بأن تدفن ليلا بسرّ وخفاء ويعفى قبرها . هكذا كان حيث لا يعرف لفاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قبر معين إلى الآن . فهي تزار في ثلاث أماكن : في البقيع وفي بيتها الملاصق للمسجد وتزار أيضا بين قبر النبي صلّى اللّه عليه وآله ومنبره .
المصادر :
في رحاب محمد وأهل بيته عليهم السّلام : ص 42 .
المتن الحادي والخمسون:
عن عامر بن واثلة ، قال : كنت يوم الشورى سمعت عليا عليه السّلام وهو يقول : استخلف الناس أبا بكر وأنا واللّه أحق بالأمر وأولى به منه ، واستخلف أبو بكر عمر وأنا واللّه أحق بالأمر وأولى به منه إلا أن عمر جعلني مع خمسة نفر أنا سادسهم ، لا يعرف لهم عليّ فضل ، ولو أشاء لاحتججت عليهم بما لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم المعاهد منهم والمشرك تغيير ذلك . فناشدهم بفضائله إلى أن قال :
قال : نشدتكم باللّه هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطاي الحسن والحسين ابني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسيدي شباب أهل الجنة غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم باللّه هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وبضعة منه وسيدة نساء أهل الجنة غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
إلى أن قال :
قال : نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حين جاء أبو بكر يخطب فاطمة عليها السّلام فأبى أن يزوّجه ، وجاء عمر يخطبها فأبى أن يزوّجه ، فخطبت إليه فزوّجني ، فجاء أبو بكر وعمر فقالا : أبيت أن تزوّجنا وزوّجته ؟ ! فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : « ما منعتكما وزوّجته ، بل اللّه منعكما وزوّجه » غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم باللّه هل سمعتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول : « كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي » فأي سبب أفضل من سببي وأي نسب أفضل من نسبي ؟ إن أبي وأبا رسول اللّه لإخوان وإن الحسن والحسين ابني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسيدي شباب أهل الجنة ابناي وفاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله زوجتي سيدة نساء أهل الجنة ، غيرى ؟ قالوا :
اللهم لا .
المصادر :
الخصال للصدوق : ج 2 ص 658 ح 31 .
الأسانيد :
في الخصال : حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنهما ، قالا :
حدثنا سعد بن عبد اللّه ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين الثقفي ، عن أبي الجارود هشام أبي ساسان وأبي طارق السراج ، عن عامر بن واثلة قال .
المتن الثاني والخمسون:
قال اليعقوبي : وقدم علي بن أبي طالب عليه السّلام بفاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وذلك قبل نكاحه إياها ، وكان يسير الليل ويكمن النهار حتى قدم فنزل مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . ثم زوّجها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من علي عليه السّلام . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما مر في الفصل الثاني رقم 152 ، متنا ومصدرا وسندا .
المصادر :
1 . إعلام الورى بأعلام الهدى : ص 71 .
2 . حبيب السير : ج 1 ص 115 شطرا من الحديث .
المتن الثالث والخمسون:
عن ابن عباس : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : إن علي بن أبي طالب عليه السّلام : أفضل خلق اللّه تعالى غيري ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما ، وإن فاطمة سيدة نساء العالمين ، وأن عليا خطبني . ولو وجدت لفاطمة خيرا من علي لم أزوّجها منه .
المصادر :
1 . المائة منقبة : ص 18 المنقبة الثانية .
2 . بحار الأنوار : ج 25 ص 360 ح 18 .
3 . إيضاح دفائن النواصب : ص 2 ، على ما في بحار الأنوار .
الأسانيد :
في المائة منقبة : حدثني أبو زكريا طلحة بن أحمد بن طلحة بن محمد الصرام - قدم علينا الكوفة حاجا - قال : حدثنا أبو معاد شاه بن عبد الرحمن بهراة ، قال : حدثني علي بن عبد اللّه ، قال : حدثنا عبد الحميد القتاد ، قال : حدثني هشيم بن بشير ، قال : حدثنا شعبة بن الحجاج ، قال : حدثنا عدي بن ثابت ، قال : حدثنا سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال .
المتن الرابع والخمسون:
قال الوراميني : وجدت في تصانيف أهل البيت عليهم السّلام : لما خطب أبو بكر فاطمة عليها السّلام وأخبروها قالت : اللّه أكبر ! ما هذا القوم ، فإن اللّه تعالى . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الأول رقم 17 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الخامس والخمسون:
إن أسماء بنت عميس قالت : يا رسول اللّه ، خطب إليك فاطمة عليها السّلام ذوو الأسنان والأموال من قريش . فلم تزوّجهم وزوّجتها هذا الغلام ؟
فلما كان من الليل بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلى سلمان الفارسي فقال : ائتني ببغلتي الشهباء . فأتاه بها فحمل عليها فاطمة صلّى اللّه عليه وآله وكان سلمان يقودها ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يسوقها .
فبينا هو كذلك إذ سمع حسا خلف ظهره . فالتفت فإذا هو بجبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجمع من الملائكة كثير . فقال : يا جبرئيل ، ما أنزلكم ؟ قالوا : اللّه أنزلنا ، نزفّ فاطمة إلى زوجها فكبّر جبريل ثم كبّر ميكائيل ، ثم كبّر إسرافيل ثم كبّرت الملائكة . ثم كبّر النبي صلّى اللّه عليه وآله ثم كبّر سلمان . فصار التكبير خلف العرائس سنة من تلك الليلة .
فجاء بها فأدخلها إلى علي عليه السّلام وأجلسها إلى جنبه على الحصير ، ثم قال : يا علي ، هذه مني فمن أكرمها فقد أكرمني ، ومن أهانها فقد أهانني . ثم قال : اللهم بارك عليهما واجعل بينهما ذرية طيبة ، إنك سميع الدعاء .
المصادر :
1 . موسوعة الإمام الصادق عليه السّلام : ج 1 ص 369 ح 577 ، عن الموضوعات لابن الجوزي .
2 . الموضوعات لابن الجوزي : ج 1 ص 420 .
الأسانيد :
في الموضوعات : بأسناده ، حدثنا معبد بن عمرو البصري ، حدثنا جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم السّلام : أن أسماء بنت عميس قالت .
المتن السادس والخمسون:
قال السيد عبد اللّه الهاشمي : وبعد أن شاهد وسمع وعلم المسلمون بعظمة تلك السيدة الجليلة والمكانة التي تملكها في قلب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بأمر من اللّه تعالى ، حاول المشاهير من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وآله خطبتها ، ولكن كان يعتذر إليهم ويقول : أمرها إلى ربها إن شاء أن يزوّجها زوّجها . وقال أيضا : إني أنتظر بها القضاء .
ولما خطبها أبو بكر وعمر قال النبي صلّى اللّه عليه وآله : إنها صغيرة . وخطبها الكثيرون من شباب المهاجرين والأنصار فردّهم الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه وآله . نعم كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ينتظر من يكون كفوا لها . . وهي بهذا المقدار من العلم والشرف والعبادة والأخلاق ، فهو يعلم أن لا كفو لها إلا علي بن أبي طالب عليه السّلام لمعرفته إياه حق المعرفة أصلا وحسبا ونسبا ودينا وخلقا ، فهو من ربّاه في صغره وأشرف على تربيته وتعليمه إلى أن كبر .
وقد كان النبي صلّى اللّه عليه وآله ينتظر أن يتقدّم علي عليه السّلام لخطبتها ، ولم يمنع علي عليه السّلام من ذلك سوى حالته المادية البسيطة والحياء من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وكذلك علمه بأن الرسول صلّى اللّه عليه وآله ينتظر أمر اللّه فيها . فلا يريد أن يتحدى الوحي الإلهي إلى أن هبط جبرائيل من السماء وهو يقول للرسول الكريم صلّى اللّه عليه وآله : « إن اللّه يأمرك أن تزوّج فاطمة من علي » . عند ذلك جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بعض صحابته وأخبرهم بما جاء به جبرائيل .
وروي أنه بعد أن ردّ الرسول الكريم صلّى اللّه عليه وآله كبار شخصيات المهاجرين والأنصار ذهب بعضهم إلى الإمام علي عليه السّلام وأشاروا عليه بأن يخطب الزهراء عليها السّلام وبأن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه وآله وبسبب حبه وقربه منه ينتظر منه الإشارة .
ذهب الإمام علي عليه السّلام - وكله حياء وخجل - إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الذي كان في منزل أم سلمة ، وحين وصل دقّ الباب . فقالت أم سلمة : من بالباب ؟ فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله - قبل أن يقول علي عليه السّلام : « أنا علي » - : قومي يا أم سلمة فافتحي له الباب وأمريه بالدخول ، فهذا رجل يحبه اللّه ورسوله ويحبهما .
قالت أم سلمة : فقلت : فداك أبي وأمي ، من هذا الذي تذكر فيه هذا ولم تره ؟ فقال :
« يا أم سلمة ، هذا رجل ليس بالخرق ولا بالنزق ، هذا أخي وابن عمي وأحب الخلق إليّ » .
قالت أم سلمة : فقمت مبادرة أكاد أن أعثر بمرطي . ففتحت الباب فإذا بعلي بن أبي طالب . واللّه ما دخل حين فتحت له حتى علم أني قد رجعت إلى خدري . قالت : ثم إنه دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال : السلام عليك يا رسول اللّه ورحمة اللّه وبركاته .
فقال له النبي صلّى اللّه عليه وآله : وعليك السلام يا علي . قالت أم سلمة : فجلس علي بن أبي طالب عليه السّلام بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وجعل يطرق إلى الأرض كأنه قصد لحاجة وهو يستحي أن يبديها لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حياء منه .
فقالت أم سلمة : فكأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله علم ما في نفس علي عليه السّلام ، فقال : يا أبا الحسن ، إني أرى أنك أتيت لحاجة ! فقل حاجتك وأبد ما في نفسك ، فكل حاجة لك عندي مقضية .
قال علي عليه السّلام : فداك أبي وأمي ، إنك لتعلم أنك أخذتني من عمك أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد ، وأنا صبي لا عقل لي ، فغذّيتني بغذائك وأدّبتني بأدبك فكنت لي أفضل من أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد في البر والشفقة . وإن اللّه عز وجل هداني بك وعلى يديك واستنقذني . . . وإنك واللّه يا رسول اللّه ذخري وذخيرتي في الدنيا والآخرة .
يا رسول اللّه ، فقد أحببت مع ما قد شدّ اللّه من عضدي بك أن يكون لي بيت وأن تكون لي زوجة أسكن إليها ، وقد أتيتك خاطبا راغبا أخطب إليك ابنتك فاطمة . فهل أنت مزوّجني يا رسول اللّه ؟
قالت أم سلمة : فرأيت وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يتهلّل فرحا وسرورا . ثم تبسّم في وجه علي عليه السّلام وقال له : يا أبا الحسن ، فهل معك شيء أزوّجك به ؟ فقال : فداك أبي وأمي ، واللّه ما يخفى عليك من أمري شيء ، لا أملك إلا سيفي ودرعي وناضحي ، ما أملك غير هذا .
فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : يا علي ، أما سيفك فلا غناء بك عنه ، تجاهد به في سبيل اللّه وتقاتل به أعداء اللّه . وأما ناضحك فتنضح به على نخلك وأهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك . ولكني قد زوّجتك بالدرع ورضيت بها منك . يا أبا الحسن أبشّرك ؟
قال علي عليه السّلام : نعم فداك أبي وأمي يا رسول اللّه ، بشّرني فإنك لم تزل ميمون النقيبة مبارك الطائر رشيد الأمر ، صلى اللّه عليك . فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : أبشر يا أبا الحسن فإن اللّه عز وجل قد زوّجكها في السماء من قبل أن أزوّجكها في الأرض .
ولقد هبط عليّ موضعي من قبل أن تأتيني ملك له وجوه شتى وأجنحة لم أر قبله من الملائكة مثله . فقال لي : السلام عليكم ورحمة اللّه بركاته . أبشر يا محمد ، باجتماع الشمل وطهارة النسل . فقلت : وما ذاك أيها الملك ؟ فقال : يا محمد ، أنا سيطائيل الملك الموكل بإحدى قوائم العرش . سألت ربي عز وجل أن يأذن لي في بشارتك ، وهذا جبرئيل في أثري يخبرك عن ربك عز وجل بكرامة اللّه عز وجل لك .
قال النبي صلّى اللّه عليه وآله : فما استتمّ الملك كلامه حتى هبط عليّ جبرئيل عليه السّلام ، فقال لي : السلام عليك ورحمة اللّه وبركاته يا نبي اللّه . ثم إنه وضع في يدي حريرة بيضاء من حرير الجنة وفيها سطران مكتوبان بالنور . فقلت : حبيبي جبرئيل ، ما هذه الحريرة ، وما هذه الخطوط ؟ فقال جبرئيل : « يا محمد ، إن اللّه اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارك من خلقه وابتعثك برسالاته . ثم اطلع ثانية فاختار لك منها أخا ووزيرا وصاحبا وختنا - أي صهرا - فزوّجه ابنتك فاطمة » .
فقلت : حبيبي جبرائيل ومن هذا الرجل ؟ فقال لي : يا محمد ، أخوك في الدين وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب ، وإن اللّه أوحى إلى الجنان أن تزخرفي فتزخرفت الجنان ، وأوحى إلى شجرة طوبى أن احملي الحلي والحلل وحملت شجرة طوبى الحلي والحلل ، وتزخرفت الجنان وتزيّنت الحور العين وأمر اللّه الملائكة أن تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور .
قال : فهبط جميع الملائكة من ملائكة الصفيح الأعلى وملائكة السماء الثانية وملائكة السماء الثالثة إلى الرابعة ، وأمر اللّه عز وجل رضوان فنصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور - وهو المنبر الذي خطب فوقه آدم يوم علّمه اللّه الأسماء وعرضه على الملائكة ، وهو منبر من نور - فأوحى اللّه عز وجل إلى ملك من ملائكة حجبه يقال له « راحيل » أن يعلو ذلك المنبر وأن يحمده بحامده وأن يمجّده بتمجيده وأن يثني عليه بما هو أهله - وليس في الملائكة كلها أحسن منطقا ولا أحلى لغة من راحيل الملك - فعلا راحيل المنبر وحمد ربه ومجّده وقدّسه وأثني عليه بما هو أهله ، فارتجت السماوات فرحا وسرورا .
قال جبرائيل : ثم أوحى إليّ أن أعقد عقدة النكاح ، فإني قد زوّجت أمتي فاطمة بنت حبيبي محمد من عبدي علي بن أبي طالب . فعقدت عقدة النكاح وأشهدت على ذلك الملائكة أجمعين . وكتبت شهادة الملائكة في هذه الحريرة وقد أمرني ربي أن أعرضها عليك وأن أختمها بخاتم مسك أبيض ، وأن أدفعها إلى رضوان خازن الجنان .
وإن اللّه عز وجل لما أشهد على تزويج فاطمة من علي بن أبي طالب ملائكته أمر شجرة طوبى أن تنثر حملها وما فيها من الحلي والحلل . فنثرت الشجرة ما فيها والتقطه الملائكة والحور العين ، وأن الحور والملائكة ليتهادينه وتفخران به إلى يوم القيامة .
يا محمد ، وإن اللّه أمرني أن آمرك أن تزوج عليا في الأرض من فاطمة وأن تبشرها بغلامين زكيين طيبين طاهرين فاضلين خيرين في الدنيا والآخرة .
يا أبا الحسن ، فو اللّه ما عرجت الملائكة من عندي حتى دققت الباب . ألا وإني منفذ فيك أمر ربي ، فامض يا أبا الحسن أمامي فإني خارج إلى المسجد ومزوّجك على رؤوس الناس وذاكر من فضلك ما تقرّ به عينك وأعين محبيك في الدنيا والآخرة .
سار نحو الخطيبة البكر كفو * هيّجته الفؤاد للحوراء
جاء عند النبي غير خفي * قصده منه خطبة الزهراء
حيدر ذاك جاء يطلب عرسا * من شريف وسيد الأنبياء
طأطأ الرأس عفة وحياء * ذكر البنت وهي خير النساء
فأجاب النبي سمعا وحبا * عقد اللّه عقدها في السماء
ذاك جبريل جاء يخبر جهرا * فاطم زوج سيد الأوصياء
وقال صلّى اللّه عليه وآله : أين بلال بن حمامة ؟ فأجابه مسرعا وهو يقول : لبيك لبيك ، يا رسول اللّه .
فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : اجمع المهاجرين والأنصار . فانطلق بلال بأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وجلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قريبا من منبره حتى اجتمع الناس .
ثم رقى درجة من منبره فحمد اللّه وأثنى عليه وقال : معاشر المسلمين ، إن جبرائيل أتاني آنفا فأخبرني أن ربي عز وجل جمع الملائكة عند البيت المعمور وأنه أشهدهم جميعا أنه زوّج أمته فاطمة ابنة رسوله محمد من عبده علي بن أبي طالب ، وأمرني أن أزوّجه في الأرض وأشهدكم على ذلك .
ثم جلس وقال لعلي عليه السّلام : قم يا أبا الحسن فاخطب لنفسك أنت . فقام علي عليه السّلام فحمد اللّه وأثنى عليه وصلى على رسوله وقال : الحمد للّه شكرا لأنعمه وأياديه ، ولا إله إلا اللّه شهادة تبلغه وترضيه ، وصلى اللّه على محمد وآله صلاة تزلفه وتحظيه ، والنكاح مما أمر اللّه عز وجل به ورضيه ، ومجلسنا هذا مما قضاه اللّه وأذن فيه ، وقد زوّجني رسول اللّه ابنته فاطمة ، وجعل صداقها درعي هذا وقد رضيت بذلك ، فسلوه واشهدوا .
فقال المسلمون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : زوّجته يا رسول اللّه ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : نعم . فقال المسلمون : بارك اللّه لهما وعليهما وجمع شملهما .
وانصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلى أزواجه فأخبرهنّ ، ففرحن وأظهرن الفرح . قال علي عليه السّلام :
وأقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال : يا أبا الحسن ، انطلق الآن فبع درعك وأتني بثمنها حتى أهيّئ لك ولابنتي فاطمة ما يصلحكما . . .
وأمر النبي صلّى اللّه عليه وآله نساءه والهاشميات مع نساء المهاجرين والأنصار أن يزفن الحوراء فاطمة الزهراء عليها السّلام وينشدن لها . فحففن بالعروس العذراء وهنّ يعلنّ الفرح والسرور ويردّدن الأناشيد اللطيفة بالصوت الرقيق .
المصادر :
فاطمة الزهراء عليها السّلام من قبل الميلاد إلى بعد الاستشهاد للسيد الهاشمي : ص 27 .
المتن السابع والخمسون:
قال أبو عزيز الخطي : فلما تمّ لها أحد عشر سنة من مولدها خطبها كثير من أكابر قريش ، وكان لا يذكرها أحد لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلا أعرض عنه حتى يئس الناس منها بعد أن بذلوا في ذلك الأموال العظيمة والشروط الكثيرة ، والنبي صلّى اللّه عليه وآله لم يجبهم إلى ما طلبوا .
إلى أن قال الراوي : ولما أراد اللّه تعالى تزويجها بالإمام عليه أفضل الصلاة والسلام صنو الرسول السيد الصؤل[4]، من ردّت له الشمس بعد الأفول الذي فرض اللّه ولايته ومحبته على الأرواح قبل خلق الأشباح وعلى الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين ، وافتخرت به الجنة والنار وماست كما تميس العروس وترنّمت الحور العين وفاضت الكوثر على قصور الجنان حتى هدم ألف قصر فرحا وسرورا ، وكتب اللّه اسمه على العرش فخفّ على الحملة ، وعلى السماء فاستقامت ، وعلى الأرض فاستقرت ، وعلى الجبال فرست ، وعلى البحار فزخرت ، وعلى الشمس فأضاءت ، وعلى القمر فاستنار ، وعلى السحاب فأمطر ، الإمام العابد الصوّام المتهجد القوّام ، الأسد القمقام ، ناصر دين الإسلام ، الحجة على جميع الأنام ، المجتبى في الشجاعة ، والمعمّم بالبراعة ، والمدرع بالقناعة ، الذي نصر محمدا في زمانه واعتزّ به سلطانه ، وكان له يدا ومؤيدا وعضدا ، السيد الأكرم والفاروق الأعظم ، المولود في الحرم ، العالي في الشيم ، الموصوف بالجود والكرم ، المنعوت في الكتاب وفصل الخطاب ، النبأ العظيم والصراط المستقيم والبطل الضرغام ، الفارس المقدام ، المصباح الأنور والقمر الأزهر ، سراج أهل المحشر ، ساقي حوض الكوثر ، الذي عجزت الكتّاب عن إحصاء مناقبه ، وانحصرت أوهام ذوي الألباب عن إدراك عجائبه ، الحجة الواضحة لمن سلكها ، والمدينة الجامعة لمن دخلها ، باب حطة لمن نظرها ، ونقطة الباء في المصاحف لمن أثبتها ، خليفة الخلفاء ، وابن عم المصطفى ، منزل التأويل ومفسّر الإنجيل ، أم الكتاب وفصل الخطاب ، آية المجد ، صراط الحمد ، إمام البررة ، صاحب سورة البقرة ، أخ الرسول ، سيف اللّه المسلول ، البطل الأورع ، والإمام الأنزع ، والبطين الأصلع ، أول الصديقين ، وصالح المؤمنين ، مفرج الكربات ، صاحب المعجزات ، الضارب بالسيفين ، والطاعن بالرمحين ، ومصلي القبلتين ، الذي لم يشرك باللّه طرفة عين ، والد الحسنين ، فارس بدر وحنين ، إمام الثقلين ، البطل المهيب ، والسهم المصيب ، غصن أبي طالب الرطيب ، مشيّد أركان الدين ، آية اللّه في العالمين ، النور المضيء ، السيد البهي ، نفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم المباهلة ، ومساعده يوم المفاضلة ، مطعم الشعاب بجفان كالجواب ، راد المعضلات بالجواب الصواب ، مضيف النسور والكلاب ، هازم الأحزاب ، قاصم الأسلاب جزار الرقاب ، متروك الباب عند سد الأبواب لجميع الأصحاب ، رواض للخضاب ، معسول للخطاب[5]، عديم الحجاب والحجّاب ، ضرغامة يوم الجمل ، المردودة له الشمس عند الطفل ، تراك السلب ، ضراب القلل ، غرة بيعة الشجرة ، وفاقئ عيون السحرة ، خواض الغمرات ، ومنكس الرايات ، وحمال الألوية والرايات ، مميت البدعة ، محيى السنة ، كاتب جواز أهل الجنة ، سيد العرب ، موضع العجب ، المخصوص بأشرف النسب ، هاشمي الأم والأب ، المفترع أبكار الخطب ، واسطة قلادة النبوة ، ونقطة دائرة المروة ، وملتقى شرف الأبوة ، وارث علم الرسالة والنبوة ، وسيف اللّه المسلول ، جواد الخلق المأمون ، الحصن الحصين ، والخليفة الأمين ، ابن عم المصطفى ، الإمام المجتبي ، صاحب القرى في أم القرى ، مطلّق الدنيا ، مؤثر الأخرى ، والد العترة الطاهرة ، رب الحجى ، بعيد المدى ، ممتطي صهوة العلياء ، مولى من له النبي مولى ، سهم اللّه الصائب ، وشهابه الثاقب ، مظهر العجائب والغرائب ، عرش المفاخر والمناقب ، نور المشارق والمغارب ، أخو رسول اللّه والصاحب ، مركز الشرف ومعدن المواهب ، أسد اللّه الغالب ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .
وفي مدحه بعضهم يقول :
أقسم باللّه وآلائه * والمرء عما قال مسؤول
إن علي بن أبي طالب * على التقى والبر مجبول
وإنه كان الإمام الذي * له على الأمة تفضيل
يقول بالحق ويقضي به * ولا تلهيه الأباطيل
كان إذا الحرب عفتها الفنا * وأحجمت عنها البهاليل
يمشي إلى الحرب وفي كفه * أبيض ماضي الحد مصقول
ذاك الذي سلّم في ليلة * عليه ميكال وجبريل
جبريل في ألف وميكال في * ألف ويتلوهم إسرافيل
وسلّموه واحدا واحدا * لذاك إعظام وتبجيل
قال : فلما أراد أن يخطبها ألحقه بعض الحيا ، فهبط الأمين جبرئيل على النبي صلّى اللّه عليه وآله وقال له : يا محمد ، إن العلي الأعلى يقرؤك السلام ويقول لك : زوّج عليا من فاطمة فهو كفوها ، وأمرني أن أنصب منبرا من النور فآمر الملك راحيل أن يرقاه ويخطب خطبة النكاح ويزوّج عليا من فاطمة بخمس الدنيا لها ولذريتها إلى يوم الدين ، وكنت أنا وميكائيل شاهدين ، وكان وليها رب العالمين ، وأمر تعالى شجرة طوبى وسدرة المنتهى أن ينثرن ما فيهما من الحلي والحلل والطيب ، وأمر الحور العين أن يلتقطن ذلك وأن يفتخرن به إلى يوم القيامة ، وقد أمرك اللّه تعالى أن تزوّج فاطمة من أمير المؤمنين .
المصادر :
مولود الصديقة فاطمة الزهراء عليها السّلام للخطي : ص 42 .
المتن الثامن والخمسون:
قال الزرقاني : أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله عليا عليه السّلام أن يخطب فاطمة عليها السّلام لنفسه .
روى ابن عساكر : أنه صلّى اللّه عليه وآله أمر عليا أن يخطب لنفسه ، فخطب وأوجب له حضوره فقبل ، واستشهد الصحابة الحاضرين على ذلك .
المصادر :
1 . فاطمة الزهراء عليها السّلام أم الأئمة وسيدة النساء : ص 62 .
2 . شرح المواهب اللدنية للزرقاني : ج 2 ص 5 ، على ما في فاطمة الزهراء عليها السّلام .
المتن التاسع والخمسون:
قال عبد اللّه الشافعي : إن اللّه تعالى أمر جبرئيل أن يخطب فاطمة عليها السّلام لعلي عليه السّلام ، وأمر إسرافيل . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما مر في الفصل الثاني رقم 126 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الستون:
عن عبد اللّه بن بريدة قال : خطب أبو بكر فاطمة عليها السّلام فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إنها صغيرة ، وإني أنتظر بها القضاء . فلقيه عمر فأخبره فقال : ردّك . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الثاني رقم 86 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الحادي والستون:
قال الفاضل الفراتي - بعد تشريح طينة الزهراء عليها السّلام وحقيقتها النورانية - : إذن حقيقة الصديقة الكبرى عليها السّلام حقيقة نورانية وطبيعتها خالية من أي خباثة أو نقص أو قصور ، لكمال الأشياء التي تكون في الجنة ، فإنها غير ناقصة ولا يشوبها أي نقص فتكون مادتها الأولى كاملة مكملة نورانية . فنصل إلى حقيقة هي أن الصديقة الكبرى عليه السّلام سنخ طهارة وسنخ صفاء ونقاء ونور ، ولهذا السبب تتضح مسألة مهمة وهي رفض الصديقة الكبرى الخليفة الأول والثاني عندما تقدّما لخطبتها !
وبيانه أن الطهارة المطلقة التي تصل إلى حد العصمة لا يمكن لها أن تلتقي أو تنسجم أو تتصل مع غير الطهارة ، لا سيما وإنها ليست طهارة عرضية وإنما سنخ طهارة وجوهر نقاء ، ولا يمكن أن تطل الوثنية على النورانية المحضة . فمولاتنا الصديقة الكبرى منذ أن فتحت عيناها لم تر سوى نور النبوة الخاتمة وصدى التوحيد الصارخ من كل جوارح أبيها . فنشأتها الأولى نورانية ، ونشأتها مع أبيها نورانية أيضا . وليس هذا فحسب ، بل إنها عاشت النورانية وهي في بطن أمها .
في حين أننا نجد أن الخليفة الأول قد استغرق عمرا لا بأس به في عبادة الأوثان والخليفة الثاني أسلم حتى السنة الخامسة ، فكيف لهذه الأفكار الوثنية والضمائر التي عاشت الباطل سنينا متمادية أن تطل وتلتقي مع سنخ النور والطهارة والنقاء ؟ وليس هذا فحسب بل إننا نجدها ترفض أن يكونا ( الخليفة الأول والثاني ) ضمن المشيّعين لها والماشين خلف جنازتها ، بل رفضت أن يصلّيا عليها . إنها رفضتهما في حياتها وفي موتها لأن القيم والمبادئ لا تموت ، فمتى مات قلب فاطمة حتى تموت قيمها ، لتلتقي مع الشيخين ؟
فاطمة عليها السّلام قمة علياء في الإنسانية فلا يمكن يوما أن تفرغ محتواها وتلتقي معهما أو تتنازل عن ثورتها الإنسانية المبدئية وتسمح لهما ولو بالصلاة على جسدها الطاهر .
إنها طهارة الرحمن حينما لا تنسجم مع مثقال ذرة من الجهل والحقد والسوء . إنها المثل الأعلى الذي لا يدنو منه ولا يصل إليه سوى أمير المؤمنين عليه السّلام . وأعظم من ذلك أنها لا تريد أحد أن يعرف قبرها الشريف ، لأن الأمة اشتركت في ظلمها ، كما أعلنت عن خذلان الأمة لها والاستهانة بها من خلال خطبتها . . .
إنني أعتقد أن أعظم ردة حصلت في الإسلام هو مجانبة أكثرية الأمة لأهل البيت عليهم السّلام وخصوصا فاطمة عليها السّلام والابتعاد عنها وهضم حقها وعدم نصرتها وغصب إرثها مما أدى أن فاطمة الزهراء عليها السّلام وهي السبب في رضى اللّه وغضبه وسخطه استشهدت وهي ساخطة على أكثرية الأمة وغاضبة عليهم . . . فاستحقوا بذلك غضب اللّه تعالى فولّى عليهم من لا يرحمهم باختيارهم كيفما تكونوا يولى عليكم .
إنها الردة التي ما زال المسلمين يعانون من أزمتها وسلبياتها وإضرارها على الوحدة الإسلامية أن الإمامة المتمثلة بفاطمة وعلي وأولادهما الحصن الحصين من انزلاق باتجاه بالباطل وكل ما يضر الفكر والعقيدة .
المصادر :
عظمة الصديقة الكبرى لفاضل الفراتي : ص 26 .
المتن الثاني والستون:
قال السيد محمد الحسيني الميلاني : فلما استهل هلال جمال فاطمة عليها السّلام وأشرق في الأفق ، متعاليا نورها شيئا فشيئا في سماء المجد والعظمة تحت ظل والدها العظيم المربي لها وفي أحضان الوالدة العظيمة الحريصة عليها ، أخذت تستتم إشراقا وكمالا وجمالا وبهاء ؛ حتى أصبحت في العقد الأول كالبدر ليلة تمامه وكماله ، فبلغت سن بلوغ الفتيات وعمر زواج الغانيات من لداتها الفواطم الهاشميات ، وإن لم تر ما تراه لداتها ، بل كانت بتولا عن الطمث دونهنّ .
وعندما أصبحت الزهراء عليها السّلام يافعة عذراء تفتحت فيها أزهار الحياة والحياء ، فكانت إنسية حوراء وإنسية هيفاء وجميلة بيضاء ، ووردة فيحاء وجليلة حمراء وأنيقة عيناء وعطوفة حناء وعفيفة شيماء ، شاع اسمها بين الأشراف بالعفة والشرف ، وعرفت بالأوصاف الأصيلة الحميدة كلها حتى الدلال والشرف ، فأحيت اسم أمها خديجة الشريفة أم الشرف وتاجرة العرب ، ورفعت رأس أبيها بفضائلها عاليا بين رؤوس العرب واشتهرت بالأدب وكانت تشار إليها بالبنان في مظاهر خلقها وخلقها .
فعندئذ تكاثر وتواتر خطابها وطلابها ، إذ جمعت شرف الأدب إلى شرف الحسب والنسب ، ولكن فاطمة عليها السّلام مثلها مثل مريم العذراء ، لا تعيش حياة النساء بل كانت تعتكف في محراب العبادة للّه والدعاء ، فهي مشغولة بمناجاته ، مهتمة بمكالمته وبطاعته وعبادته .
وفي ذلك اشتغال لها عمن سواه ، فهواها هواه ، بيد أن السنة الإلهية والشريعة السماوية تفرض عليها الزواج ممن يليق وممن هو كفو لها ، لقوله صلّى اللّه عليه وآله : « النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني » . فمن يا ترى هو الكفؤ لها ؟ أهل يكون الغني الثري الذي له القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والأموال أو الخيل المسومة والأنعام والحرث ، كفوا لها فحسب ؟ كما ظن ذلك عبد الرحمن بن عوف ؟ كلا ! ! فحاشا لها أن يكون لها الأغنياء والأثرياء بل الملوك أكفاء أو هل يكون رؤساء القبائل وشيوخ قريش ورجال المهاجرين والأنصار لها أكفاء ؟ كلا ، ثم كلا ، وألف كلا !
فمن يا ترى يكون كفوا للزهراء ؟ ومن الذي يليق لها ؟ هذا سؤال دقيق ولا يسهل الجواب عليه في حينه ، وكان يوجهه كل من خطبها من أولئك النمط ، فردّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله خطبته .
خطبها عتيق بن أبي قحافة فردّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فعرف أنه ليس كفوا لها . ثم خطبها عمر بن خطاب فردّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أيضا فعرف الجميع أنه ليس كفوا لها وكانا يظنان أن لهما حق المصاهرة لأنهما زوجاه ببنتيهما ولأنه زوّج عثمانا سابقا وخطبها عبد الرحمن الثري فردّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أيضا أشد ردّ ، فرجع خائبا وخطبها الكثيرون من شباب المهاجرين والأنصار فردّهم أيضا . فمن هو الكفؤ لفاطمة عليها السّلام ومن الذي لا ترد خطبته يا ترى ؟ والكل بانتظار الجواب !
وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يعلم علم اليقين أن لا كفو لها غير علي بن أبي طالب عليه السّلام ، لمعرفته إياه حق المعرفة أصلا وحسبا ونسبا ودينا وخلقا ، فهو ربيبه . فعلي جوهرة ثمينة أبدعها اللّه ثم صاغها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بعناية اللّه ، صياغة دقيقة حكيمة قويمة ، وهو ابن عمها وابن عم أبيها . فالأصل واحد والشرف متكافئ والتربية واحدة ، فربّاه النبي كما ربى فاطمة عليها السّلام .
لكن الزواج حسب العرف والشرع لا بد فيه من ايجاب وقبول ليتحقق ، ومن إقدام وخطبة من جانب الكفؤ للكريمة .
فكان النبي صلّى اللّه عليه وآله ينتظر أول بادرة من علي عليه السّلام في ذلك . ولم يمنع عليا من ذلك سوى قلة اليد وضئالة المهر ، ثم الحياء ثم يتمه وفقده لأبيه عمران أبي طالب . والأهم من ذلك كله علمه بأن النبي صلّى اللّه عليه وآله ينتظر أمر اللّه فيها فلا يتعدى الوحي الإلهي في جميع شؤونه ، فكيف بموضع خطير كهذا ! !
والحكم الإلهي لا يكون إلا عن حكمة إلهية ومصلحة واقعية والنبي صلّى اللّه عليه وآله لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى . فحان دور الوحي الإلهي والحكم والتقدير الرباني والقسمة السماوية والمشيئة الربانية .
فشاء اللّه وأراد ، فأهبط جبرئيل إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فقال : « إن اللّه يأمرك أن تزوّج فاطمة من علي » . روى ذلك العامة والشيعة ، ورواه من العامة ابن حجر الهيثمي في الصواعق ( ص :
107 ) .
وحقا إن هذه الرواية صاعقة سماوية تصيب رؤوس أعداء الزهراء عليها السّلام وحاسديها وخاذليها .
المصادر :
قديسة الإسلام للسيد الميلاني : ص 44 .
المتن الثالث والستون:
قال السيد الميلاني : هل إن الذين سبق منهم أن خطبوا فاطمة عليها السّلام فردّهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كانوا يظنون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله سيردّ عليا عليه السّلام إذا خطب منه فاطمة عليها السّلام أيضا ، وذلك لقلة ذات يده ، فأسرعوا إلى حثه على التقدم لخطبتها ؟
فلا بد من البحث عن سر فعلهم ذاك واستخراج الجواب الصحيح من الأدلة والقرائن ، وأنا هنا أريد أن أعلن ذلك حسبما توصلت إليه في التحقيق ، إنهم كانوا يضمرون السوء لابن أبي طالب عليه السّلام وكانوا يحبون أن يرده النبي ويحرّمه ! !
والسؤال الثاني الذي لا بد من التحقيق حوله أن الذي كفّله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بشراء جهاز زواج بنت النبي فاطمة عليها السّلام وبنت خديجة كان لا يعرف أن يشتري لها خيرا مما اشتراه أو تعمد في شراء الخزف بدل الأواني النحاسية . فإذا كان لا يعرف كان عليه أن يستعين ببعض نساءه أو ببعض أزواج النبي صلّى اللّه عليه وآله في ذلك ، وما معنى جريان دموع النبي صلّى اللّه عليه وآله على خديه حينما وضع ما اشتراه بين يديه وقوله عليها السّلام : « اللهم بارك لأهل بيت جلّ آنيتهم الخزف » ؟ ! وهل كان هذا المكلف بهذه المهمة جل أوانيه من الخزف ؟ حتى راق له أن يجعل جهاز عروس كالزهراء عليها السّلام من الخزف ؟
والسؤال الثالث الذي لا بد من الجواب عليه أنه ما معنى أن يدخل والد العروس نفسه بين العروسين تحت العباء ثم يطلب ماء ثم يقرأ عليه فيتفل فيه فيأمرهما بشرب ذلك الماء ، ثم يرش منه على رأس العروس وصدرها ؟ وما هي الآيات التي قرأها ؟ هل هي آيات الشفاء ؟ ولم تك فاطمة مريضة وليس بها من علة ، فهل هي آيات إبطال السحر ؟
فمن الذي كان قد يريد شرا بالعروسين فيسحرهما ؟ هل الذي سبق أن خطبها فردّه وقد دعاه الحسد لعلي عليه السّلام أن يعمل السحر ضدهما فيضطر حينئذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لإبطاله بهذه الكيفية ؟ أم ما ذا ؟ وليس من الضروري هنا أن أعلن ما يصح جوابا ، بل أدعه سرا حتى يظهر ولدهما المهدي من آل محمد عليهم السّلام فيعلن ذلك ، فانتظروا إني معكم من المنتظرين .
هذه بعض الأسئلة حول بعض الأسرار الغامضة في حديث زواج فاطمة عليها السّلام هذا ، وأما سائر الأسرار المعلن عنها في أحاديث أخرى فهي كثيرة أيضا ، ومن تلك الأسرار هي نوعية المهر الحقيقي لفاطمة عليها السّلام دون المهر الذي قدّمه علي عليه السّلام لها وهو درعه الذي باعه بأربعمائة مثقال فضة أو أكثر ، فقد وردت الأحاديث المتواترة عن طريق الفريقين العامة والشيعة تصرح بأن اللّه جعل صداق الزهراء عليها السّلام الكرة الأرضية أو المعمورة أو الخمس منها .
ومن جملة ذلك ما رواه الخوارزمي في المناقب ، الفصل التاسع عشر ، ( ص : 235 ) عن النبي صلّى اللّه عليه وآله أنه قال : « يا علي ، إن اللّه زوّجك فاطمة وجعل صداقها الأرض ، فمن مشى عليها مبغضا لك مشى حراما » . ولا غرو في ذلك فإن اللّه مالك الأرض والسماوات ويهب ما يشاء لمن يشاء ، جل جلاله وعم نواله ، وقد جعل الأرض صداقا ومهرا للصديقة ، لتكون زوجة لعلي وهو أبو تراب وحده وليس للأرض أب غيره ! ! لهذا فقد صدق الصادق الأمين صلّى اللّه عليه وآله أن اللّه جعل الأرض صداقا لسيدة نساء العالمين .
فإذا كانت الأرض كلها أو خمسها لها كيف لا تكون أراضي فدك لها وهي نحلتها التي نحلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ؟ وكيف تحرم حتى من شبر من الأرض ؟
المصادر :
قديسة الإسلام : ص 61 .
المتن الرابع والستون:
قال مأمون غريب : وفي هذه الظروف التي تحققت فيها هذه الانتصارات . . . جاء أبو بكر يخطب صغرى بنات الرسول عليه الصلاة والسلام . . . ثم جاء عمر بن الخطاب يخطبها أيضا . . . إلا أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قابلهما بالصمت ، فأدركا أن النبي عليه الصلاة والسلام له رأى آخر .
وتقدّم علي بن أبي طالب عليه السّلام طالبا يدها بعد أن عرف أن أبا بكر وعمر قد تقدما لخطبة فاطمة بنت أعظم رسل السماء ولم يسمعا من الرسول قبولا أو رفضا . . . بل رأياه صامتا .
تقدّم علي وهو يعلم أنه لا يملك من متاع الدنيا شيئا إلا ما يملكه المجاهد في سبيل اللّه . . . الفرس والدرع والسيف .
وتهلّل وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عندما تقدم علي للزواج من أحب بناته إلى نفسه وطلب منه أن يبيع درعه ، الذي بيع بأربعمائة وثمانين درهما لعثمان بن عفان ، وكان هذا هو مهر فاطمة !
وحضر أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وبعض الصحابة ، دعاهم على طبق من التمر !
وكان جهاز فاطمة بنت رسول اللّه عليه الصلاة والسلام جهاز بسيط . . . سريرا عليه بسيط من الصوف ، ووسادة من جلد حشوتها من الليف ، ورحى وقدر مصنوع من الفخار . . . وقربة ماء وفروة كبش !
بجانب ما اشتراه عليه الصلاة والسلام للعروسين : بعض الثياب . . وسوارين من فضة !
هذا هو كل أثاث منزل علي بن أبي طالب عليه السّلام وزوجته فاطمة الزهراء عليها السّلام . . . كان علي بن أبي طالب عليه السّلام أكثر منها ببضع سنوات .
ويروي بعض الرواة أن فاطمة بكت عندما خطبها علي بن أبي طالب عليه السّلام ، فقال لها الرسول صلّى اللّه عليه وآله : « ما لك تبكين يا فاطمة ؟ فو اللّه لقد أنكحتك أكثرهم علما وأفضلهم حلما ، وأولهم سلما » .
ويروي الرواة أيضا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لها : « ما آليت أن أزوّجك خير أهلي » .
ويورد لنا عباس محمود العقاد : وفي طبقات ابن سعد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال لما خطب أبو بكر وعمر فاطمة عليها السّلام : « هي لك يا علي ! لست بدجال » ، يعني لست بكذاب ، وذلك أنه كان وعد عليا قبل أن يخطبها . ويروى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله أنه قال لفاطمة عليها السّلام : « ما آليت أن أزوّجك خير أهلي » .
وجهّزت وما كان لها جهاز غير سرير مشروط ووسادة من أدم حشوها ليف ونورة من أدم ( إناء يغسل فيه ) وسقاء ومنخل ومنشفة وقدح ورحاءان وجرّتان .
وعن أنس بن مالك أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال له : انطلق وادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وبعدتهم من الأنصار . قال : فانطلقت فدعوتهم . فلما أخذوا مجالسهم قال صلّى اللّه عليه وآله :
الحمد للّه المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع لسلطانه ، المهروب إليه من عذابه ، النافذ أمره في أرضه وسمائه ، الذي خلق الخلق بقدرته ، وميّزهم بأحكامه ، وأعزّهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد صلّى اللّه عليه وآله .
إن اللّه عز وجل جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا وحكما عادلا وخيرا جامعا ، أوشج بها الأرحام وألزمها الأنام ، . . . إلى آخره .
المصادر :
فاطمة الزهراء عليها السّلام لمأمون غريب : ص 45 .
المتن الخامس والستون:
قال ملا داود الكعبي : كان قد خطب فاطمة عليها السّلام جماعة كثيرة من أعيان العرب ووجوهها وسلاطين الأطراف وملوكها ، فخافوا مما أملوا ولم يصلوا إلى ما طلبوا كما خطبها أيضا أبو بكر وعمر وغيرهما من الصحابة ، وكان صلّى اللّه عليه وآله يجيب كل أحد ويرد كل خاطب بنوع من الرد .
فكان يقول إن أمر فاطمة عليها السّلام إلى ربها أو أنها صغيرة ليس أوان نكاحها أو نحو ذلك من الأعذار الشرعية والعرفية ، فردّهم في ذلك وجبههم بوجه حالك إلى أن زوّجها من علي عليه السّلام على نحو ما يأتي .
وقد ورد في تفسير قوله تعالى : « وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً »[6]، إن النسب ما يحرم نكاحه والصهر ما يحل نكاحه .
ولم تجتمع النسبية والصهرية بالنسبة إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله لأحد من الصحابة إلا لعلي عليه السّلام حيث أنه كان ابن عمه وزوج ابنته دون سائر الصحابة .
وتفصيل هذه الجملة على ما روي في الأخبار الكثيرة بألفاظ مختلفة ومعان متفقة أنه لما بلغت فاطمة عليها السّلام خطبها أكابر قريش من أهل الإسلام والسابقة والشرف والمنزلة وأرباب الجاه والثروة والمال والدولة . فردّ صلّى اللّه عليه وآله كل منهم بنحو من الجواب ونوع من الفصل الخطاب .
وكان من جملة الخطّاب أبو بكر وعمر بن الخطاب وغيرهما من وجوه الأصحاب .
ولقد أتى أولا أبو بكر إلى النبي عليها السّلام لخطبة فاطمة عليها السّلام وقال بعد السلام والجواب :
يا رسول اللّه ، إنك تعلم إسلامي وسابقة صحبتي وأنا من كبار قريش وإني قد سمعت منك إنك تقول كل سبب ونسب ينقطع إلا سببي ونسبي وإني لراغب في أن تزوّجني فاطمة عليها السّلام وتخصني بهذه الكرامة وأعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ولم يجبه فأعاد الكلام ثلاث مرات وكان النبي صلّى اللّه عليه وآله لا يجيبه كل مرة . فقال صلّى اللّه عليه وآله في المرة الثالثة : إن أمر فاطمة عليها السّلام إلى ربها يزوّجها ممن يشاء .
فخرج أبو بكر بعد سماع الجواب ، فلقيه عمر بن الخطاب فحكى له الحال وقال :
إني أخاف أن يكون في قلب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كراهة مني أو ملال وله عليّ سخط من جهة عارضة وهذا الإعراض من تلك الجهة .
فقال عمر : كن على حالك حتى أخطب أنا أيضا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام ، فإن أجاب لي بما أجاب لك فكن آمنا مما يخطر ببالك .
فأتى عمر إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فقال مثل ما قاله أبو بكر ، وخطب لنفسه فاطمة عليها السّلام فأجابه النبي صلّى اللّه عليه وآله بما أجاب به أبا بكر فرجع عمر فذكر له القصة ثم قال : وأنا أظن أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أخّرها لبعض رؤساء العرب ممن له قدر وشوكة حتى يعتضد به في أمره ويصل له القدرة والقوة .
وهما كانا في تلك الحالة إذ أتاهما عبد الرحمن بن عوف فسمع المقال وعرف الحال ، فقال : أنا أروح إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وأخطبها لنفسي وأنا أظن أن يزوّجها مني لكثرة مالي ورفاه حالي ، وإن النبي صلّى اللّه عليه وآله رجل فقير لا مال له يمكن أن يميل إلى المال ليصرفه في بعض المهمات والأشغال . فذهب إلى داره وبدّل ثيابه بألبسة فاخرة وتزيّئ[7] بهيئة رائقة وطيّب ثيابه وعطّر أثوابه .
فجاء إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فخطبها لنفسه بنحو ما خطب غيره ، فلم يجبه النبي صلّى اللّه عليه وآله وسكت .
فظن عبد الرحمن أن غرض لنبي صلّى اللّه عليه وآله أن يعيّن مهرها . فقال : يا رسول اللّه ، وأصدقها إبلا كذا وغنما كذا وعبدا كذا ، ومن الذهب والفضة كذا . فغضب النبي صلّى اللّه عليه وآله ومدّ يده الشريفة وأخذ قبضة من رمال المسجد وطرحها في حجر عبد الرحمن . فقال : خذها إليك حتى يكثر بذلك مالك ، فسبّح تلك الرمال والأحجار في كف النبي المختار صلّى اللّه عليه وآله . فلما استقرت الرمال في حجر عبد الرحمن فإذا هي درّ ومرجان .
فقال صلّى اللّه عليه وآله : يا عبد الرحمن ، ألم أقل لكم مرة بعد أخرى أن أمرها إلى ربها ، فو اللّه لو خطبها مني أحد بعد ذلك لدعوت اللّه تعالى عليه . فأنشأ كعب بن مالك الأنصاري هذه الأبيات :
فإن يك موسى كلّمه اللّه جهرة * على جبل الطور المنيف المعظم
فقد كلّم اللّه النبي محمدا * على الموضع العالي الرفيع المسوم
وإن يك نمل البر يوهم كلمت * سليمان ذا الملك الذي ليس بالعمى
فهذا نبي اللّه أحمد سبّحت * صغار الحصى في كفه بالترنم
عليه سلام اللّه ما هبت الصبا * وما دارت الأفلاك طورا بأنجم
فخرج عبد الرحمن وهو خجلان وجاء إلى أبي بكر وعمر وسعد بن معاذ الأنصاري عنده أيضا معهما وتكلّموا في ذلك وقد آيسوا عن الطمع في زواج فاطمة عليها السّلام إلى أن قالوا : وإن عليا لم يخطبها إلى الآن من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ولعل ذلك من جهة أنه فقير لا مال له وما نرى أن اللّه ورسوله أخّرا فاطمة عليها السّلام إلا له فلنذهب إلى علي عليه السّلام ونسأله عما يمنعه عن تلك الخطبة .
فجاءوا في جمع كثير من أكابر قريش إلى علي عليه السّلام وهو في بستان لبعض الأنصار يسقيه بالناضح للأجرة . فجاء علي عليه السّلام بالرطب الذي أخذه أجرة فوضعه بين أيديهم فأكلوه فلما فرغوا شرعوا في ذكر المقدمة السابقة ، فقالوا له : يا علي ، لو أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فذكرت له فاطمة عليها السّلام فما نراه أخّرها إلا لك ، فإن اللّه تعالى قد جمع فيك مجامع الفضل والشرف وخصّك بأنواع الكرامات ولا نعلم شيئا من خصال الخير إلا وفيك موجود ، ومكانك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في القرابة والصحبة والسابقة مشهود ؛ فما يمنعك من هذه الخطبة ، وفيها خير للدنيا والآخرة .
فتغرغرت عيناه عليه السّلام بالدموع وقال : إن هذه لموضع رغبة لا محالة ، ولكن يمنعني من ذلك أمران أحدهما قلة ذات اليد وضيق المعيشة ، والآخر أني أستحيي من أن أواجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بهذه الخطبة .
وبالجملة تكلموا كثيرا ولم يتركوا شيئا في المرحلة إلى أن حرّضوه على تلك المسألة . فأتى علي عليه السّلام إلى منزله فبدّل ثيابه وأتى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وهو في حجرة أم سلمة ، فقرع الباب فعرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من كيفية قرعه أن القارع هو علي عليه السّلام . فقبل أن يقول هو : « أنا علي » قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : يا أم سلمة ، قومي وافتحي الباب ، فإن هذا الرجل يحبه اللّه ورسوله وهو يحب اللّه ورسوله .
قالت أم سلمة : يا رسول اللّه من ذا بهذه المنزلة وقد أمرنا اللّه تعالى بالحجاب .
قال صلّى اللّه عليه وآله : يا أم سلمة ، بالباب رجل ليس بالخرق ولا النزق وهو أخي وابن عمي ، وأحب الخلق إليّ وأعزّهم عليّ .
قالت أم سلمة : ففتحت الباب ورجعت بالسرعة وهو آخذ بحلقتي الباب حتى عرف أني دخلت الحجاب . ثم فتح الباب ودخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وقال : السلام عليك يا رسول اللّه ورحمة اللّه وبركاته .
فقال صلّى اللّه عليه وآله : وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته . فجلس علي عليه السّلام بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ساعة وهو مطرق رأسه وكان كأنه يريد أن يقول شيئا لكن يتركه الحياء . فضحك النبي صلّى اللّه عليه وآله عند ذلك وقال : يا علي ، ألك حاجة ؟ فقال : نعم يا رسول اللّه ، إنك تعلم أنك أخذتني من أبي طالب وجعلتني بمنزلة ولدك وربّيتني في حجرك وأدّبتني بأدبك ، وكنت أرأف بي من أبي وأمي وأنت في الدنيا والآخرة حرزي وذخري .
ثم ذكر علي عليه السّلام قرابته منه وقدمه في الإسلام ونصرته له في كل مقام وجهاده معه في جنب اللّه ومكابدته في سبيل اللّه .
فقال صلّى اللّه عليه وآله : يا علي ، صدقت وأنت أفضل مما نطقت وأكمل مما ذكرت ، فقال عليه السّلام :
يا رسول اللّه ، إني قد سمعت منك أنك قلت : كل نسب وسبب منقطع إلا سببي ونسبي ، فقال صلّى اللّه عليه وآله : أما النسب فقد سبب اللّه وأما السبب فقد قرب اللّه .
فقال عليه السّلام : يا رسول اللّه ، ففاطمة عليها السّلام تزوّجنيها . فقال صلّى اللّه عليه وآله : يا علي ، إنه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها ، فرأيت الكراهة في وجهها ، ولكن على رسلك حتى أخرج إليك .
فدخل صلّى اللّه عليه وآله عليها فقامت عليها السّلام إليه وأخذت رداءه عن عاتقه ونزعت نعليه وأتته بالوضوء فغسلت رجليه ثم قعدت بين يديه .
فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : يا فاطمة . فقالت : لبيك لبيك ، ما حاجتك يا رسول اللّه ؟ فقال :
يا فاطمة ، إن علي بن أبي طالب قد عرفت قرابته وفضله وكرامته ونبله وسابقته وإسلامه ومنزلته عندي ومقامه . وإني قد سألت ربي أن يزوّجك خير خلقه وأحبهم إلى حضرته ، وقد ذكر علي عليه السّلام من أمرك شيئا في تلك الساعة ، فما ترين في ذلك يا فاطمة . فسكتت ولم تول وجهها ولم يظهر كراهة منها . فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من عندها وهو يقول : اللّه أكبر ، سكوتها إقرارها .
وفي رواية أخرى : إنها قالت في الجواب : يا رسول اللّه ، أنت أولى بما ترى غير أن نساء قريش تحدّثني عنه أنه رجل دحداح البطن طويل الذراعين ضخم الكراديس ، أنزع ، عظيم العينين ، ضاحك السن ، فقير لا مال له . فبين النبي صلّى اللّه عليه وآله جملة من فضائل علي عليه السّلام في خبر طويل . . . إلى أن قال : أما أنه بطين فإنه مملو من علم خصه اللّه به وأكرمه من بين الأمة . وأما أنه أنزع عظيم العينين ، فإن اللّه تعالى خلقه بصفة آدم وأما طول يديه فإن اللّه تعالى طوّلهما ليقتل بهما أعداء اللّه وأعداء رسوله وبه يظهر اللّه الدين ، وهو يقاتل المشركين على تنزيل القرآن ، والمنافقين من أهل البغي والنكث والفسوق على تأويل الفرقان ، ويخرج اللّه من صلبه سيدي شباب أهل الجنة ويزين بهما عرشه . وإن اللّه جعل ذرية كل نبي من صلبه ، وجعل ذرية خاتم الأنبياء من صلب علي عليه السّلام وأنه لولا علي عليه السّلام ما كانت له صلّى اللّه عليه وآله ذرية . . . فقالت فاطمة عليها السّلام : يا رسول اللّه ، إذا ما أختار عليه أحدا من الأرض .
وبعض هذه الفضائل ذكرها النبي صلّى اللّه عليه وآله لفاطمة عليها السّلام تسلية لها بعد زواجها أيضا حين ظهر منها عليه السّلام كآبة وشكاية مما كانت تقوله نساء قريش لفاطمة عليها السّلام عند تعييرها بأن أباها زوّجها عليا عليه السّلام وهو فقير لا يملك شيئا .
المصادر :
فاطمة الزهراء عليها السّلام لملا داود الكعبي : ص 36 .
المتن السادس والستون:
قال أم أحمد الحسيني : لما أراد أمير المؤمنين عليه السّلام أن يخطب فاطمة عليها السّلام توضأ واغتسل ولبس كساء قطريا وصلى ركعتين ، ثم أتى النبي صلّى اللّه عليه وآله وقال : يا رسول اللّه ، زوّجني فاطمة . . . .
المصادر :
فاطمة الزهراء عليها السّلام أسوة المرأة المسلمة : ص 55 .
المتن السابع والستون:
قال السيد الأمين : . . . وبعد ما استقرّت قدم علي عليه السّلام بالمدينة ونزل مع النبي صلّى اللّه عليه وآله في دار أبي أيوب الأنصاري ، كان من اللازم أن يقترن بزوجة وكان على النبي صلّى اللّه عليه وآله أن يزوّجه فهو شاب قد بلغ العشرين أو تجاوزها ؛ والتزويج من السنة ومن أحق من النبي وعلي صلوات اللّه عليهما باتباع السنة . ومن هي هذه الزوجة التي يخطبها علي عليه السّلام ويقترن بها ، ومن هي هذه الزوجة التي يختارها له النبي صلّى اللّه عليه وآله ويقضي بذلك حقه وحق أبيه أبي طالب ؟
ليست إلا ابنة عمه فاطمة عليها السّلام ، فلا أكمل ولا أفضل منها في النساء ولا أكمل ولا أفضل من عليّ في الرجال . إذا فتحتّم على علي أن يختارها زوجة وعلى الرسول صلّى اللّه عليه وآله أن يختارها له ، ولذلك قال النبي صلّى اللّه عليه وآله : لولا علي عليه السّلام لم يكن لفاطمة عليه السّلام كفؤ .
ولكن النبي صلّى اللّه عليه وآله عند دخوله المدينة كان قد نزل في دار أبي أيوب الأنصاري وكان علي عليه السّلام معه فيها كما مرّ ، ولم يكن قد بنى لنفسه بيتا ولا لعلي عليه السّلام ولذلك لم يزوّج عليا أول وروده المدينة وانتظر بناء بيت له ، ومع ذلك ففي بعض الروايات الآتية في آخر الكلام أنه زوّجه بها بعد مقدمه المدينة بخمسة أشهر ، وبنى بها مرجعه من بدر . فيكون قد عقد له عليها وهو في دار أبي أيوب ودخل بها بعد خروجه من دار أبي أيوب بشهرين كما ستعرف .
وخطبها أبو بكر ثم عمر إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله مرة بعد أخرى فردّهما فمرة يقول : « إنها صغيرة » ، ومرة يقول : « أنتظر بها القضاء » . وما كانت خطبتهما لها إلا لشدة الرغبة في نيل الشرف مع أنهما لا يحتملان الإجابة إلا احتمالا في غاية الضعف ، وإلا فكيف يظنان أنه يزوّجها أحدهما مع وجود أخيه وناصره وابن عمه الذي ليس عنده زوجة ، وأفضل أهل بيته وأصحابه ، وهو بعد لم ينس فضل أبي طالب العظيم عليه ، فلم يكن يتصور متصور أنه يزوّجها غيره أو يرى لها كفوا سواه ، لكن شدة الرغبة والتهالك في شيء قد يدعو إلى التشبث في نيله بالأوهام[8] . . .
المصادر :
أعيان الشيعة : ج 3 ص 160 .
المتن الثامن والستون:
روي أن أبا بكر خطب فاطمة عليها السّلام ، فقال له النبي صلّى اللّه عليه وآله : يا أبا بكر ، أنتظر بها القضاء . ثم خطبها عمر ، فقال له مثل ما قال لأبي بكر . ثم أهلّ[9] علي عليه السّلام ، فقالوا : يا علي ، اخطب بعد أبي بكر وعمر ، وقد منعهما .
وفي رواية قال : كيف والنبي صلّى اللّه عليه وآله لم يعطها أشراف قريش ، فذكروا له قرابته من النبي صلّى اللّه عليه وآله ، فخطبها . وروي أن عليا خطب فاطمة عليها السّلام ، فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : إن عليا يذكرك ، فسكتت ؛ فزوّجها إياه .
المصادر :
1 . تاريخ الخميس للديار بكري : ج 1 ص 361 .
2 . إحقاق الحق : ج 25 ص 415 .
المتن التاسع والستون:
قال ابن الأثير : وفي حديث أسماء بنت عميس : قيل لعلي عليه السّلام : ألا تتزوّج ابنة رسول اللّه ؟
فقال : ما لي صفراء ولا بيضاء ولست بمأبور[10] في ديني فيورّي[11] بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عني ، إني لأول من أسلم .
المصادر :
النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير : ج 1 ص 14 .
المتن السبعون:
قال البعاج : وكان أبو بكر أول من عرض نفسه إلى خطبة الزهراء عليها السّلام فردّه الصادق الأمين عليه السّلام ردا جميلا مقنعا قائلا : يا أبا بكر ، لم ينزل القضاء .
المصادر :
خديجة الكبرى للبعاج : ص 35 .
المتن الحادي والسبعون:
قال ابن الأثير : وفي حديث علي عليه السّلام : إن عليا عليه السّلام يذكر فاطمة عليه السّلام أي يخطبها ، وقيل يتعرض لخطبتها عليها السّلام .
المصادر :
النهاية في غريب الحديث والأثر : ج 2 ص 163 .
المتن الثاني والسبعون:
قال السيد ناصر حسين الموسوي الهندي في بطلان دعوى وقوع عقد أم كلثوم لعمر : إن من الأدلة الدالة على عدم وقوع هذا العقد قوله تعالى : « و لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ » .[12]
وبيان ذلك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ردّ أبا بكر وعمر حين خطب كل واحد منهما فاطمة الزهراء عليها السّلام ، فالواجب على علي عليه السّلام أن لا يزوّج عمر بنته ، ويردّ من ردّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله اقتفاء لأثره ، واتباعا لسنته .
أما ردّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أبا بكر وعمر خطبتهما فلا يخفى على المتتبع الخبير .
المصادر :
إفحام الأعداء والخصوم للسيد ناصر حسين الهندي : ص 46 .
المتن الثالث والسبعون:
عن أبي نجيح ، عن أبيه ، عن رجل قال : سمعت عليا عليه السّلام على المنبر بالكوفة يقول :
خطب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام فزوّجني . فقلت : يا رسول اللّه ، أنا أحب إليك أم هي ؟
قال : فاطمة أحبّ إليّ منك ، وأنت أعزّ إليّ منها .
المصادر :
1 . إحقاق الحق : ج 20 ص 512 .
2 . آل محمد عليهم السّلام : ص 510 ، على في الإحقاق .
3 . سنن النسائي ، على ما في آل محمد عليهم السّلام .
4 . إحقاق الحق : ج 25 ص 131 .
5 . تهذيب خصائص النسائي : ص 106 ، على ما في الإحقاق .
6 . تهذيب خصائص النسائي : ص 82 ، على ما في الإحقاق .
7 . مسند عبد اللّه بن الزبير الحميدي : ج 1 ص 22 بتفاوت فيه ، على ما في الإحقاق .
8 . إحقاق الحق : ج 25 ص 132 .
9 . سنن سعيد بن منصور : ج 3 ص 167 ، على ما في الإحقاق .
10 . جامع الأحاديث لصقر : ج 7 ص 383 .
11 . مختصر تاريخ دمشق : ج 17 ص 133 ، على ما في الإحقاق .
12 . حياة الإمام علي عليه السّلام : ص 62 ، على ما في الإحقاق .
13 . فضائل فاطمة الزهراء عليها السّلام لابن شاهين : ص 46 بزيادة فيه .
الأسانيد :
1 . في سنن النسائي : أخبرنا زكريا بن يحيى بن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي نجيح ، عن أبيه ، عن رجل قال .
2 . في مسند عبد اللّه بن الزبير : قال أبو علي الصواف : ثنا إبراهيم بن عبد اللّه البصري ، ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه قال .
3 . في فضائل ابن شاهين : حدثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث ، حدثنا نصر بن علي ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، أنه سمع رجلا .
المتن الرابع والسبعون:
روي أنه خطبها قبل علي عليه السّلام جمع من الصحابة ، وأن تزويجها من علي عليه السّلام كان بوحي من اللّه ، ودعا لهما النبي صلّى اللّه عليه وآله حين اجتمعا فقال : « جمع اللّه شملكما وأسعد جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما كثيرا طيبا » .
المصادر :
1 . إحقاق الحق : ج 19 ص 142 ، عن الفتوحات الربانية .
2 . الفتوحات الربانية : ج 2 ص 50 .
المتن الخامس والسبعون:
قال عباس محمود العقاد : ومن جملة الأخبار يتضح أن النبي صلّى اللّه عليه وآله كان يبقيها لعلي عليه السّلام .
فقد خطبها أبو بكر وعمر فردّهما وقال لكل منهما : « أنتظر بها القضاء » ، أو قال : « إنها صغيرة » كما جاء في سنن النسائي .
وفي أسد الغابة إنها لما خطبها أبو بكر وعمر وأبى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال عمر : « أنت لها يا علي » . فقال علي عليه السّلام : « ما لي من شيء إلا درعي أرهنها » . فزوّجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام .
فلما بلغ ذلك فاطمة بكت ، ثم دخل عليها رسول اللّه فقال : « ما لك تبكين يا فاطمة ! فو اللّه لقد أنكحتك أكثرهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما » .
وفي رواية أن عليا لما سأله النبي صلّى اللّه عليه وآله : « هل عندك من شيء » ؟ قال : كلا ! فقال له : « وأين درعك الحطمية » ؟ أي التي تحطم السيوف ، وكان النبي قد أهداه إياها ، فباعها وباع أشياء غيرها كانت عنده . فاجتمع له منها أربعمائة درهم .
جاء في أنساب الأشراف للبلاذري : « فباع بعيرا له ومتاعا ، فبلغ من ذلك أربعمائة وثمانين درهما ويقال أربعمائة درهم ، فأمره أن يجعل ثلثها في الطيب وثلثها في المتاع ففعل . . . » .
ثم استطرد صاحب الأنساب إلى رواية أخرى ، يرتفع سندها إلى علي عليه السّلام نفسه ، قال :
« سمعت عليا عليه السّلام يقول : « أردت أن أخطب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ابنته فقلت : واللّه ما لي شيء ، ثم ذكرت صلته وعائدته فخطبتها إليه » فقال : وهل عندك من شيء ؟ قلت : لا . قال : فأين درعك التي أعطيتك يوم كذا ؟ فقلت : هي عندي ؟ قال : فأعطها إياها .
وفي طبقات ابن سعد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال لما خطب أبو بكر وعمر فاطمة : « هي لك يا علي ، لست بدجال » ، يعني لست بكذاب . وذلك أنه كان وعد عليا عليه السّلام بها قبل أن يخطبها .
ويروى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله أنه قال لفاطمة عليها السّلام : « ما آليت أن أزوّجك خير أهلي » . وجهزت وما كان لها من جهاز غير سرير مشروط ووسادة من أدم حشوها ليف ونورة من أدم ( إناء يغسل فيه ) وسقاء ومنخل ومنشفة وقدح ورحاءان وجرّتان .
وعن أنس بن مالك أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال له : انطلق وادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وبعدتهم من الأنصار . قال : فانطلقت فدعوتهم ، فلما أخذوا مجالسهم قال صلّى اللّه عليه وآله :
الحمد للّه المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع لسلطانه ، المرهوب إليه من عذابه ، النافذ أمره في أرضه وسمائه ، الّذي خلق الخلق بقدرته وميّزهم بأحكامه وأعزّهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد صلّى اللّه عليه وآله . إن اللّه عز وجل جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا وحكما عادلا وخيرا جامعا ، أوشج بها الأرحام وألزمها الأنام ، فقال اللّه عز وجل : « وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً »[13]، وأمر اللّه يجري إلى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ، ولكل أجل كتاب ، يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ .[14]
ثم إن اللّه تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة من علي وأشهدكم أني زوّجت فاطمة من علي ، على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك على السنة القائمة والفريضة الواجبة . فجمع اللّه شملهما وبارك لهما وأطاب نسلهما ، وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمن الأمة . أقول قولي هذا وأستغفر اللّه لي ولكم .
قال أنس : وكان علي عليه السّلام غائبا في حاجة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قد بعثه فيها . . . ثم أمر لنا بطبق فيه تمر فوضع بين أيدينا ، فقال : انتهبوا . فبينما نحن كذلك إذا أقبل عليّ عليه السّلام فتبسّم إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وقال : يا علي ، إن اللّه أمرني أن أزوّجك فاطمة ، وإني زوّجتكها على أربعمائة مثقال فضة . فقال علي عليه السّلام : رضيت يا رسول اللّه ! ثم إن عليا خرّ ساجدا شكرا للّه .
فلما رفع رأسه قال الرسول صلّى اللّه عليه وآله : « بارك اللّه لكما وعليكما ، وأسعد جدكما وأخرج منكما الكثير الطيب » . قال أنس : « واللّه لقد أخرج منهما الكثير الطيب » .
ومن المرجح جدا أن الزهراء عليها السّلام استشيرت في زواجها على عادة النبي عليه السّلام في تزويج كل بنت من بناته كما جاء في مسند ابن حنبل . فيقول لها : فلان يذكرك ، فإن سكتت أمضى الزواج ، وإن نقرت الستر علم أنها تأباه ، وفي زواج الزهراء عليها السّلام قال لها : « يا فاطمة ، إن عليا يذكرك » ، فسكتت .
وفي روايات أخرى أنه وجدها باكية ، فذاك حيث قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : « ما لك تبكين يا فاطمة ! فو اللّه لقد أنكحك أكثرهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما » . ولم يجمع كتب السيرة على الوقت الذي تمّ فيه الزواج ، ولكنهم قالوا إنه كان بعد الهجرة ، وبعد غزوة بدر .
المصادر :
العبقريات الإسلامية لعباس محمود العقاد : ج 2 ص 304 .
المتن السادس والسبعون:
عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فقلت : يا رسول اللّه ، قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي ، وإني . . . وإني . . . قال : وما ذاك يا علي ؟ قال : تزوّجني فاطمة . قال : وما عندك ؟ قلت : عندي فرسي ودرعي . قال : أما فرسك فلا بد لك منها ، وأما درعك فبعها .
قال : فبعتها بأربعمائة وثمانين فأتيته بها فوضعتها في حجره . ثم قبض منها قبضة وقال : يا بلال ، أبغنا بها طيبا .
المصادر :
1 . مجمع فقه السلف عترة وصحابة وتابعين للكتاني : ج 7 ص 15 ، على ما في الإحقاق .
2 . إحقاق الحق : ج 33 ص 328 .
المتن السابع والسبعون:
قال عبد المنعم محمد عمر : تقدّم أبو بكر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يخطب فاطمة الزهراء عليها السّلام ، فترفّق صلّى اللّه عليه وآله به وقال : « أنتظر بها القضاء » ، فذكر ذلك أبو بكر لعمر ، فقال له عمر : ردّك يا أبا بكر .
ثم إن أبا بكر قال لعمر : اخطب فاطمة إلى النبي . فخطبها ، فقال له مثل ما قال لأبي بكر : « أنتظر بها القضاء » . فجاء عمر إلى أبي بكر فأخبره فقال له : ردّك يا عمر . وشاع الخبر في المدينة .
وكان أول من أخبر عليا بذلك جارية له ، فقالت : هل علمت أن فاطمة خطبت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ؟ قال : لا . قالت : فقد خطبت ، فما يمنعك أن تأتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فيزوّجك ؟
ولا شك أن كلامها بعث في نفسه تفكيرا عميقا ، فقد كان يصعب عليه أن يذهب لخطبتها وهو صفر اليدين لا يملك شيئا يمهرها به .
وعلم أهله من بني هاشم بالخبر ، فأخذوا يحثّونه على أن يخطبها ، ولكنه تهيب الموقف بعد أن رفض الرسول صلّى اللّه عليه وآله خطبة صاحبيه . فذكر له أهله قرابته من أبيها وأنه لن يردّ ابن عمه ، وعلم نفر من الأنصار بالخبر وكانوا يحبون فاطمة وعليا ، فأخذوا يشجعونه على أن يطلبها ، وشجّعه عمر بن الخطاب إذا قال له : « أنت لها يا علي » .
أثّر كل ذلك في نفس علي عليه السّلام فتشجّع وقصد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وقد روى بعد ذلك ما حدث فقال : « كانت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله جلالة وهيبة . فلما قعدت بين يديه أفحمت ، فو اللّه ما أستطيع أن أتكلّم . فقال : ما جاء بك ؟ ألك حاجة ؟ فسكتّ . فقال : لعلك جئت تخطب فاطمة ؟ قلت : نعم . قال : وهل عندك شيء تستحلها به ؟ فقلت : لا واللّه يا رسول اللّه . فقال : ما فعلت بالدرع التي سلحتكها ؟ فقلت : عندي والذي نفس علي بيده أنها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم .
وكان الرسول الكريم يجعل أمر بناته بأيديهن وقد استن استشارتهن في أمر زواجهن ، فقال للزهراء عليها السّلام : « إن عليا يذكرك » ، فسكتت ، فزوّجها . وبذلك تمّ عقد قران أحب اثنين إلى أكرم الأنبياء : فاطمة الزهراء عليها السّلام أحب الناس إلى أبيها ، وعلي بن أبي طالب عليه السّلام أحب الرجال إلى نفس ابن عمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وقد كان هذا القرآن ، على أصح الروايات التي ترضيها النفس ، في رجب بعد مقدم النبي صلّى اللّه عليه وآله المدينة بخمسة أشهر .
المصادر :
1 . خديجة أم المؤمنين : ص 267 ، على ما في الإحقاق .
2 . إحقاق الحق : ج 33 ص 329 .
المتن الثامن والسبعون:
قال عبد العزيز الثعالبي : خطبها كبار الصحابة أضراب أبي بكر وعمر ، فردّهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فيه : « إني أنتظر بها القضاء » ، فعلموا بذلك أنه يريد أن يزوّجها من ابن عمها علي بن أبي طالب يشدّ بها ظهره . فأتاه أبو بكر وعمر يحضّانه على خطبتها . فقال علي عليه السّلام يذكر لهما هذه اليد : « لقد نبّهاني لأمر كنت غافلا عنه » .
فجئته ، فقلت : هل لك في أن تزوّجني فاطمة ؟ فقال : أنتظر حتى أسألها رأيها . ثم كلّمها في ذلك : أي بنية ؟ إن ابن عمك عليا قد خطبك فما ذا تقولين ؟ فبكت وصارحته برأي يدل على الرجاحة والعقل ، وهي لا تنظر للزواج نظرة عاطفية فقط ، فقالت : كأنك يا أبت ، ادّخرتني لفقير قريش .
فقال لها ما يهوّن عليها روعتها : والذي بعثني بالحق ما كلّمتك في هذا حتى أذن اللّه لي فيه . فقالت : رضيت يا أبت بما رضيه لي اللّه ورسوله .
المصادر :
1 . في معجزات محمد صلّى اللّه عليه وآله للتونسي : ص 266 ، على ما في الإحقاق .
2 . إحقاق الحق : ج 33 ص 333 .
المتن التاسع والسبعون:
عن ابن عباس ، قال : خطب علي بن أبي طالب عليه السّلام بنت النبي صلّى اللّه عليه وآله ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله :
أعطها شيئا . قال : ما عندي شيء . قال : فأين درعك الحطمية ؟ أخرجه أبو داود والنسائي .
وعن أنس قال : قال علي عليه السّلام : فبعتها بأربعمائة وثمانين درهما فأتيته بها ، فوضعتها في حجره فقبض منها قبضة .
فقال : يا بلال ، أبغنا طيبا ، وأمرهم أن يجهّزوها ، فجعل لهم سرير شرّط بالشرط ووسادة من أدم حشوها ليف وسقاء وجرتين وملء البيت كثيبا - يعني رملا - .
المصادر :
1 . إحقاق الحق : ج 33 ص 346 .
2 . المعاملات في الإسلام : ص 151 ، على ما في الإحقاق .
المتن الثمانون:
قال الحنفي المصري : وفاطمة عليها السّلام . . . سميت بذلك لأن اللّه فطمها عن النار ، كما وردت به الأخبار الآتية في الباب الثاني . فهو فاطمة بمعنى مفطومة .
وقد كان خطبها أبو بكر ، ثم عمر ، فأعرض عنهما .
فلما خطبها علي عليه السّلام أجابه ، وجعل صداقها درعه ، ولم يكن غيرها ، وبيعت بأربعمائة درهم وثمانين درهما ، وجعل لها وسادة من أدم حشوها ليف ، وملء البيت رملا مبسوطا ، وأعطاها إهاب كبش تفرشه وخميلة وسقاء وجرتين كما جاءت بذلك الروايات .
المصادر :
1 . إحقاق الحق : ج 25 ص 587 .
2 . إتحاف أهل الإسلام : ص 35 ، على ما في الإحقاق .
المتن الحادي والثمانون:
قال عبد المنعم الهاشمي في كتابه أصهار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : كان الإمام فقيرا لدرجة أنه - أي فقره - اضطره إلى أن يعمل أجيرا عند أحد الملاك من الأنصار . فكان يقضي يومه بين الصلاة وريّ النخيل . وبدا له في هذه الأيام رغبته في الزواج من فاطمة عليها السّلام ، وبينما هو يمتج الماء من البئر إذ بعثمان وأبي بكر يمران به ، فأوقفه الرجلان عن عمله وذكراه برغبة كثير ما أبداه في الزواج من فاطمة بنت الرسول صلّى اللّه عليه وآله قائلين : إنه أحق الناس بها ، فغضب علي عليه السّلام وعتب عليهما أن كلّماه في هذا الحكم الذي ظنه محال التحقيق لفقره وضيق ذات اليد ، إلا أنه عليه السّلام تذكّر وعدا قد وعده به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وراح يدقّ بقدمه المستدق شوارع وطرق تؤدي إلى بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، حتى وصل هناك ودقّ الباب ، فأذن له .
فوقف مطأطئ الرأس في حياء أمام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فقال له الرسول صلّى اللّه عليه وآله : تكلّم يا علي ، ما حاجتك . فذكر فاطمة عليها السّلام بعد أن تكلّم ذاكرا أنه ربّاه وعطف عليه ووعده أيضا ، وتوقّفت الكلمات في حلق الإمام عند هذا الحد حياء من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فأجابه الرسول باسما عيناه لا تفارق وجه الإمام : « هي لك لست بدجال » .
وهنا يقصد الرسول صلّى اللّه عليه وآله أنه قد وعد بذلك أي ليس بكذاب . ثم أضاف صلّى اللّه عليه وآله : وهل عندك شيء ؟ ( يقصد المهر ) . فقال الإمام عليه السّلام : لا يا رسول اللّه ، إنما جئت حاملا كل مالي : سيفي ودرعي . قال صلّى اللّه عليه وآله : إن السيف للإسلام ليس للرسول صلّى اللّه عليه وآله أن يقبله ، أما الدرع ففي قوة ذراع البطل غناء عنها ، وتستطيع أن تبيعها وتأتي بثمنها مهرا لفاطمة عليها السّلام . فصمت الرسول صلّى اللّه عليه وآله برهة ثم دخل على فاطمة عليها السّلام يقول لها : « إن عليا يذكرك » ، فسكتت وأطرقت حياء .
وحسبي أن الرسول قد أشرق على وجهه الكريم ابتسامة الرضا عما تمّ في هذه اللحظات الكريمة .
وخرج الإمام عليه السّلام بنبئه على أصحابه وكان ممن علموا خبر هذا الحديث عثمان بن عفان الذي اشترى منه الدرع بثمن لا بأس به وأعاده له هدية ليلة زفافه المباركة .
وأمهرها الإمام بعد أن باع بعيرا كان بملكه أيضا وبعض متاعه ، أمهرها أربعمائة وثمانين درهما . فقال له النبي صلّى اللّه عليه وآله : اجعل ثلثين في الطيب وثلثا في المتاع .
وجاء ذلك اليوم ودعا بلال عددا من المؤمنين ليستمعوا إلى خطبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله زواج الإمام علي بن أبي طالب من فاطمة بنت محمد بن عبد اللّه .
وانصرف هو - أي بلال - فأحضر لوازم الزواج المتواضعة ، فاشترى بنصف المهر الأشياء التي لا يستغنى عنها في بيت : جلد شاة فراشا للنوم ، قميصين ، غطاء رأس واحد وسوارين من الفضة ووسادة من الجلد محشوة بسعف النخيل ورحى وإناءين كبيرين للماء وإبريقا من الفخار وقربة . وأنفق الباقي في الزبد والدقيق والتمر لوليمة العرس .
وعاد بلال محمدا صلّى اللّه عليه وآله بكل ما يلزم البيت بينما وقف الرسول صلّى اللّه عليه وآله يخطب في المسلمين ويقول : الحمد للّه المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المهروب إليه من عذابه ، النافذ أمره في أرضه وسمائه ، الذي خلق الخلق بقدرته وميّزهم بأحكامه وأعزّهم بدينه وأكرمهم بنبيه . إن اللّه عز وجل جعل للمصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا وحكما عادلا وخيرا جامعا ، وشج به الأرحام وألزمها الأنام ، وقال عز وجل : « وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً »[15] وأمر اللّه تعالى يجري إلى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل ، ولكل أجل كتاب .
ثم إن اللّه تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة من علي وأشهدكم أني زوّجت من فاطمة عليا على أربعمائة مثقال فضة ، إن رضي ذلك على السنة القائمة والفريضة الواجبة .
وبعد انتهاء الخطبة دعا لهما بحسن المعاشرة وبالذرية الصالحة المباركة . وبعد أن أتمّ عقد الزواج أحضر الرسول للحاضرين من المهاجرين والأنصار بعضا من التمر وقدّمه إليهم قائلا : تخاطفوا !
وبعد ذلك قال الرسول صلّى اللّه عليه وآله : يا علي ، إنه لا بد للعروس من وليمة . قال سعد بن أبي وقاص مبادرا في الحديث : عندي كبش وأهداه إلى هذا الحفل الكريم ، وجمع رهط من المسلمين أغلبهم من الأنصار آصعا من ذرة ، وأكل الجميع في حفل عرس بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
وجاء المساء وزفت النسوة من المهاجرين والأنصار فاطمة عليها السّلام وقالت في ذلك إحدى نساء الأنصار تصف عروسنا المباركة : كنت مع النسوة اللاتي أهدين فاطمة عليها السّلام إلى علي عليه السّلام ، فأهديناها في بردين من برود الأول[16]، عليها دملوجان من فضة مصفران بزعفران . فدخلنا بيت علي عليه السّلام فإذا إهاب شاة ووسادة فيها ليف وقربة ومنخل ومنشفة وقدح .
وكانت أم أيمن من النسوة اللاتي حضرن الحفل ، فها هي ذي يشاركنها الرواية - رواية قصة هذا العرس الرائع - فتقول : أمر الرسول صلّى اللّه عليه وآله عليا أن لا يدخل على فاطمة عليها السّلام حتى يجيئه ، وكانت اليهود يؤخرون الرجل عن أهله . فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حتى وقف بالباب وقال : السلام عليكم ورحمة اللّه ، أتأذنون لي ؟ فأذن له ، فقال : أثمّ أخي ؟ فقالت أم أيمن ضاحكة مستغربة كلمة أخي : بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه ، من أخوك ؟ قال صلّى اللّه عليه وآله :
عليّ ، يا أم أيمن ! قالت تكرّر وتستغرب : وكيف يكون أخاك وقد زوّجته ابنتك ؟ ! قال : هو ذاك يا أم أيمن .
ثم دعا صلّى اللّه عليه وآله بماء فيه آنية ، فغسل فيه يديه ثم دعا عليا فجلس بين يديه فنضح على صدره من ذلك الماء وبين كتفه .
ثم دعا فاطمة عليها السّلام قائلا : تعالي يا بنية . فأقبلت على استحياء بغير خمار تعثر في ثوبها فنضح عليها من ذلك الماء ، ثم قال : واللّه ما آلوت أن زوّجتك خير أهلي .
وهمّ الرسول صلّى اللّه عليه وآله بالخروج وكان ذلك بعد صلاة العشاء بكت فاطمة عليها السّلام ، فقال لها مباركا مهدئا : أي بنيتي ، قد تركتك وديعة عند رجل ايمانه أقوى ايمان وعلمه أكثر من علم الجميع ، وإنه أفضل الناس أخلاقا وأعلاهم نفسا . صدق رسول اللّه .
وكان الزفاف بعد غزوة بدر ، لكن الخطوبة كانت قبل بدر .
وبدأت حياتها هنيئة راضية ، في رفاهية الايمان وحلاوته ، تقشف مادي سما فوقه ايمانها مما جعل العروسان الشابان يكسران حاجز السعادة بالمادة فقط ، لا بل ليست الرفاهية قصورا وحدائق فقط .
دخلت الزهراء البتول عليها السّلام بيت الإمام وكانت أمه فاطمة بنت الأسد سيدة قريش ذات طيب وشرف وخلق عظيم . وجاء علي عليه السّلام بزوجته باسما هاشا للأم الرءوم [17] وقال : يا أماه ، اكفي فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله سقيان الماء والذهاب في الحاجة ، وهي تكفيك الداخل - أي داخل البيت الطحن والعجن - ، وحسبي أن الأم سعيدة بهذا المنزل لابنها الكريم الذي تزوّج من ابنة حبيبه الذي عايش طفولته وشبابه ، وها هو ذا يهديه ابنته وهو من المال قليل ومن الزاد ما يكفي يومه فقط .
واستمرت الحياة هانئة جميلة بين العروس وزوجها ، وما تخلو الشهور الأولى من الزواج من دلال العروس حين يغضب الزوج قليل التجربة بمسئولية الزواج ولكنها لا تطول وتنتظم الحياة هانئة بينهما فيما بعد ، ومما يذكر في ذلك خبر عظيم وجميل سرده ليكون درسا مسبقا من الأسرة النبوية عليهم السّلام .
حملت السيدة فاطمة عليها السّلام حملها الأول ، وجاءت أم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب وقالت : يا رسول اللّه ، رأيت رؤيا عجيبة . فقال صلّى اللّه عليه وآله : خيرا . قالت : رأيت عضوا من أعضاء جسمك في بيتنا . فابتسم وقال لها : « رأيت تلد فاطمة غلاما فترضعينه » ، وذهب إلى فاطمة وبشّرها بغلام .
وبعد أيام جاء الطفل الحسن بن علي بن أبي طالب ، فأولم وذبح شاة وقام بتوزيعها على الفقراء ، وأعطى القابلة فخذ الشاة ودينارا وراح والغلام يبكي ويعلو صوته في بيت الإمام . فيجيء الرسول صلّى اللّه عليه وآله ويقول لفاطمة عليها السّلام : ارضعي الحسن يا فاطمة ، فإن صوته يؤلمني ، رضي اللّه عنهم أجمعين . وتحركه فاطمة بين يديها وتقول :
أشبه أباك يا حسن * واخلع عن الحق الرسن
واعبد إلها ذا منن * ولا توالي ذا الإحن
وجاء بعده بعام الحسين عليه السّلام ثم زينب عليها السّلام ، وكانوا مكرّمين عند جدهم الرسول صلّى اللّه عليه وآله وكان دائما يقول : « الحسن والحسين ريحانتاي في الدنيا » . وذات يوم تقاتل الحفيدان ، فجعل النبي صلّى اللّه عليه وآله يضحك ويقول : « أيها حسن » . فقالت فاطمة والإمام علي عليهما السّلام :
يا رسول اللّه ، أعلى حسين تواليه ؟ ! فابتسم الرسول صلّى اللّه عليه وآله ثم قال : هذا جبرئيل يقول : « أيها حسين » ولم يطق الرسول صلّى اللّه عليه وآله أيضا سماع بكاء الحسين بن علي عليه السّلام فأسرع إلى فاطمة عليها السّلام يقول : يا فاطمة ، اسكتي حسينا ، ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني ؟
وأنجبا السيدة زينب عقيلة بني هاشم كما سموها وعاشا على الايمان والحب . نعم عاشا على الايمان والحب لا طمع في الدنيا ومالها وزينتها والسمع والطاعة لتعاليم الرسول صلّى اللّه عليه وآله .
وهذا الإمام يروي لنا كيف كانا يواجهان حياتهما . قال الإمام عليه السّلام : اشتكت فاطمة ما تلقى من الرحى وقد تعب يداها من إدارتها ، فبلغها أن النبي صلّى اللّه عليه وآله أتى بسبي - أي جاءه بعض الأسرى - فأتته تسأله خادما يساعدها في شؤون البيت ، فلم تجد أباها . فذكرت ذلك لعائشة ، فجاء النبي صلّى اللّه عليه وآله فذكرت عائشة له ذلك ، فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا وأردنا أن ننام . فذهبنا نقوم ، فقال صلّى اللّه عليه وآله : على مكانكما . ألا أدلكم على خير مما سألتماني ؟ إذا أخذتما مضاجعكما فكبّرا اللّه ثلاثا وثلاثين ، واحمداه ثلاثا وثلاثين ، وسبّحاه ثلاثا وثلاثين ، إن ذلك خير مما سألتماني .
وكان ذلك مثلا لتضحية الرسول صلّى اللّه عليه وآله وأهله رضوان اللّه عليهم برغد هذه والرغبة فيها ، بل آثروا شظفها[18] وشقاءها على رغدها ونعيمها حبا في العدل وكرها في متاعها .
المصادر :
أصهار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : ص 44 .
المتن الثاني والثمانون:
في رواية أبي أيوب لما سئل النبي صلّى اللّه عليه وآله عن كيفية تزويجها قال صلّى اللّه عليه وآله : نعم يا أبا أيوب ، أمر اللّه الجنان فزخرفت وشجرة طوبى أن تنشر أغصانها في سبع السماوات إلى حملة العرش ، وأن تحمل في أغصانها درا وياقوتا ولؤلؤا ومرجانا وزبرجدا وزمردا وصكاكا مخطوطة بالنور ، وفيها أمان من اللّه تعالى وملائكته وحملة عرشه وسكان سماواته من سخطه وعذابه كرامة لحبيبه محمد صلّى اللّه عليه وآله ولبنته فاطمة عليها السّلام ووصيه أمير المؤمنين عليه السّلام .
وأمر اللّه جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل واللوح المحفوظ والقلم وهي مجاري وحى اللّه وفضله على أنبيائه ورسله أن يقفوا في السماء الرابعة وأن يخطب جبرائيل بأمر اللّه تعالى ويزوّج ميكائيل وتشهد الملائكة وحملة العرش وتشهد كل من السماوات ، ونثرت شجرة طوبى ثمرته تحت العرش إلى السماء الدنيا وتلتقط الملائكة من ذلك الثمار والصكاك ، فهو عندهم مذخرا إلى يوم الوقت المعلوم . . . إلى آخر الحديث .
المصادر :
صفوة الأخبار ( مخطوط ) : ص 1 / 43 .
المتن الثالث والثمانون:
كان أبو بكر خطب فاطمة عليها السّلام فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : « أنا أنتظر بها القضاء » ، ثم خطبها عمر ، فقال له مثل ذلك . فقيل لعلي عليه السّلام : لو خطبت فاطمة ؟ فقال : خطبها أبو بكر وعمر ، ولا آمن أن يمنعنيها . فحمل علي خطبتها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فزوّجه إياها .
المصادر :
كتاب جمل من أنساب الأشراف للبلاذري : ج 2 ص 30 .
الأسانيد :
في كتاب جمل من أنساب الأشراف : حدثني محمد بن سعد ، عن الواقدي في أسناده ، وعن هشام بن محمد الكلبي ، قالا .
المتن الرابع والثمانون:
عن أنس بن مالك قال : خطب أبو بكر إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله ابنته فاطمة عليها السّلام ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله :
« يا أبا بكر ، لم ينزل القضاء بعد » . ثم خطبها عمر بن الخطاب مع عدة من قريش كلهم يقول له مثل قوله لأبي بكر .
فقيل لعلي بن أبي طالب عليه السّلام : لو خطبت إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله ابنته لخليق أن يزوّجكها . قال وكيف وقد خطبها أشراف قريش ، فلم يزوّجها ! ! فقالوا : « اخطبها على ذلك » . قال :
فخطبها . فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : أمرني ربي عز وجل بذلك .
المصادر :
1 . الأربعون المنتقى من مناقب المرتضى للطالقاني القزويني : الباب الثالث .
الأسانيد :
في الأربعين المنتقى : أخبرنا والدي بقزوين وأبو النجيب سعيد بن محمد الحمامي بالري ، أخبرنا القاضي أبو المحاسن الروياني الشهيد ، أخبرنا السيد أبو الحسن الحسني ، أخبرنا عبد اللّه بن يحيى بن موسى بن داود بن علي وكان قاضيا بطبرستان وجرجان ، أنبأنا محمد بن يونس التميمي بطبرية الشام ، أنبأنا عقبة بن سعد ، أنبأنا إسماعيل بن عياش ، عن عمرو بن عبد اللّه ، عن القاسم بن مخيمرة ، عن الأحنف بن قيس ، عن أنس بن مالك قال .
[1] في بعض المصادر : عندك فاطمة .
[2] الظاهر أنه عنبس .
[3] لعل الصحيح : وبينهنّ وبين النبي صلّى اللّه عليه وآله ستر .
[4] أي الشجاع الذي يهجم عند القتال .
[5] أي حلو المنطق .
[6] سورة الفرقان : الآية 54 .
[7] أي صار ذا زيّ .
[8] يريد أن أبا بكر وعمر مع أنهم كانوا يعرفون كل ذلك ولكن شدة رغبتهم في نيل هذا الشرف دعاهم إلى ما فعلوا .
[9] أي قال له أهلا وسهلا .
[10] أي غير صحيح الدين والمتهم في الإسلام .
[11] أي أخفاه وأظهر غيره .
[12] سورة الأعراف : الآية 21 .
[13] سورة الفرقان : الآية 54 .
[14] سورة الرعد : الآية 39 .
[15] سورة الفرقان : الآية 54 .
[16] لعله نوع من البرود .
[17] أي الرؤوف العطوف .
[18] أي ضيقها وخشونتها .
الاكثر قراءة في مناقبها
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
