النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
كيفية زواج السيدة الزهراء عليها السّلام
المؤلف:
اسماعيل الأنصاري الزنجاني الخوئيني
المصدر:
الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء "ع"
الجزء والصفحة:
ج ٤، ص91-123
2025-10-06
28
فاطمة عليها السّلام ، هي التي كان زواجها بأمر خالقها تبارك وتعالى ، وكان صداقها ثلث الدنيا والجنة ، بل شفاعة أمة أبيها ، والعاقد بينهما هو اللّه عز وجل ، والمبشّر بتزويجها صلصائيل ، وأول حفلة قامت لتزويجها كانت في البيت المعمور عند شجرة طوبى ، وكان نثارها الدر والياقوت والمرجان ، وهذا الزواج السماوي كان في بيت أمها خديجة في الملأ الأعلى ، وبيمنه غلقت أبواب النيران ، وزيّن العرش والكرسي وشجرة طوبى وسدرة المنتهى ؛ فحق أن نقول في زواجها : « مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ * بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ » .
يأتي في هذا النص العناوين التالية في 41 حديثا :
إذا كان أولاد هذا الزواج الأئمة الطاهرين صلوات اللّه عليهم فكفى به شرفا من بدئه وخلاله وختامه ، فلا تسأل عن كيفية عرسها وزفافها . نعم ، لما أدركت فاطمة عليها السّلام مدرك النساء ، خطبها أكابر قريش والمهاجرين والأنصار وردّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله واحدا بعد واحد ، وجاء بعضهم إلى علي عليه السّلام وحثّه على هذا الأمر ، فجاء علي عليه السّلام إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وخطبها ، فأجابه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بالقبول والترحيب ، وأصدق درعه الذي يوازي أربعمائة وثمانين درهما على ظاهر الأمر ، ويأتي شرح حقيقة مهرها في الفصل الآتي .
وهيّئوا حجرة أم سلمة للزفاف ، وحملوا جهازها إلى هناك ، ونزلت الملائكة : نزل جبرئيل في سبعين ألف من الملائكة ، وميكائيل في سبعين ألف ، واجتمعوا حول موكب قدّيسة الوجود فاطمة عليها السّلام ، وسيد المرسلين صلّى اللّه عليه وآله راجلا يسوقها ، وسلمان يقودها .
وأقيمت حفلة الزفاف باجتماع أزواج النبي صلّى اللّه عليه وآله وسائر النسوان ، وحضرت فاطمة عليها السّلام وعريسها في الحجلة ، ودعا النبي صلّى اللّه عليه وآله عليّا وفاطمة عليها السّلام ، ومجّ الماء في جنبيهما وكتفيهما وعلى رأسيهما ، وعوّذهما ب : « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » والمعوّذتين ، وحضر في وليمتها أربعة آلاف من أهل المدينة .
المتن الأول:
عن أم سلمة وسلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب عليه السّلام ، فكلّ قالوا : لمّا أدركت فاطمة عليها السّلام بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله مدرك النساء ، خطبها أكابر قريش من أهل السابقة والفضل في الإسلام والشرف والمال . . إلى آخر الحديث .
ذكرنا مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 59 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثاني:
قال قال علي بن الحسين عليه السّلام : لما أدركت فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله خطبها رجال من قريش ، وكلّما خطبها رجل أعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بوجهه . فلقي بعضهم بعضا ، وشكى بعضهم ما صنع بهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وكان رجل ممّن خطبها بينه وبين علي عليه السّلام خاصّية ، فقال ذاك الرجل : أنا أكفيكم هذا الأمر ، فأنطلق إلى علي عليه السّلام فأهيجه على أن يخطبها ؛ فإن هو زوّجه فعليه كان يحبسها ، وإن هو ردّه فالأمر فيهما واحد ، ينتظر فيها أمر اللّه .
فانطلق ذلك الرجل إلى علي عليه السّلام ، وعلي عليه السّلام في حائط له ينضح على نخل له ، فقال :
يا علي ! واللّه ما من خصال الخير خصلة إلا قد نلتها ، غير خصلة واحدة ما أدري ما يمنعك منها . قال له علي عليه السّلام : ما هي ؟ قال : فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بنت عمّك ، تزوّجها ! فقال له علي عليه السّلام : واللّه لقد هيّجتني على أمر إن كنت عنه لفي غطاء .
ثم قام إلى ربيع البئر فتوضأ منه ، ثم أخذ نعليه فعلّقهما بيده ، ثم قال للرجل : انطلق .
فانطلقا ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في بيت أم سلمة ، فدخل علي عليه السّلام على رسول اللّه فقال :
يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ! أنا من قد عرفت قرابتي وصحبتي وبلائي معك . قال : صدقت ، وما حاجتك يا علي ؟ قال : فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللّه عليه وآله تزوّجنيها .
فتبسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثم قال : وما عندك يا علي إن زوّجناك ؟ قال : عندي درعي وفرسي وناضحي . قال : أما فرسك فلا بد لك منه ، تجاهد عليه في سبيل اللّه ، وأما ناضحك فلا بد لك منه تنضح به على نخلك ، وأما درعك فقد قبلناها وزوّجناك . فانطلق وبعها وائتنا بثمنها .
فأخذ علي عليه السّلام الدرع فطرحها على عاتقه يريد السوق ، فمرّ بذلك الرجل فقال :
يا علي ! ما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ؟ قال : زوّجني فاطمة على درعي ، وأمرني أن أبيعها وآتيه بثمنها . فانطلق الرجل إلى أصحابه فقال : ليس علينا بأس فقد زوّجها عليا ، وعليه كان يحبسها .
فانطلق علي عليه السّلام فباع الدرع بثمان وأربعمائة سود هجرية . فجاء بها في طرف ثوبه ، فصبّها بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله على حصير ، فلم يسأله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كم هي ، ولم يخبره علي عليه السّلام كم هي ، فقبض قبضة فقال : يا بلال ! ابتع لنا بهذا طيبا لفاطمة . وقال لأم سلمة :
خذي هذه البقية فجهّزوا بها فاطمة . فأخذتها أم سلمة فوجدتها مائتين .
فلبثوا تسعا وعشرين ليلة ، ثم إن عليا عليه السّلام دخل على بعض أهله فقالوا له : يا علي ! ما يمنعك أن تدخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فتسأله أن يدخل عليك أهلك ؟ فدخل علي عليه السّلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في ساعة ثلاث مرّات ، يسلّم ثم يخرج ثم يعود . فلما كان في الثالثة أنكر عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وظن وقال : ما لك يا علي ؟ لعلك تريد أن ندخل عليك أهلك ؟ ! قال : نعم يا رسول اللّه .
فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أم سلمة ففرغت من جهازها ، وأمر لها ببيت في حجرته ، وجعل لها في بيتها فراشين من خيوش مصر ، أحدهما محشوّ بليف ، وآخر بحدوه الحدابيين[1] ، وأربع وسائد : وسادتين بردين ، وحصيرين ، وستر صوف .
حتى إذا صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله العشاء ، وقد ذهبت فاطمة عليها السّلام ، دعاها فأجلسها خلف ظهره ، ثم دعا عليا ، فأخذ بيد فاطمة فوضعها في يد علي ثم قال : انطلقا إلى بيتكما ولا تحدثا شيئا حتى آتيكما .
فقامت فاطمة عليها السّلام معه غير عاصية ولا متلكّئة ، حتى دخلا بيتهما وجلسا على فراشهما ، ثم قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فدخل عليهما ، فقال لعلي : قم فائتني بماء . فأخذ قعبا[2] وصبّ ماء من شكوة[3] فأتاه به ، فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله القعب بيده ، ثم أخذ ملء فيه فمضمض ثم أعاده في القعب ، ثم أخذ قبضة من الماء فنضح به رأس علي عليه السّلام ووجهه ، ثم قال : اجلس واشربه .
ثم قال لفاطمة عليها السّلام : قومي فائتيني بماء . فأخذت العقب فأتته به ، فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ملء فيه فمضمض به ثم أعاده في القعب ، ثم أخذ قبضة من الماء فنضح به رأس فاطمة عليها السّلام ووجها ونحرها ، ثم قال : اشربيه . ثم خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وخلّاهما ، فلبثا ثلاثا لا يدخل عليهما .
فلما كان في اليوم الرابع صلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الصبح في غداة شبمة[4] ، ثم دخل عليهما وهما على فراش واحد ، فلما سمعا خشخشة نعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ذهبا يتفرقان ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : كما أنتما . فجاء فجلس عند رءوسهما ، ثم خلع نعليه وأدخل قدميه وساقيه بينهما ، فأخذ علي عليه السّلام إحداهما فوضعها على صدره وبطنه يدفئها ، وأخذت فاطمة فوضعتها على صدرها وبطنها تدفئها .
وقال علي عليه السّلام لفاطمة عليها السّلام - رويدا - : استخدميه . فقالت فاطمة عليها السّلام : يا رسول اللّه ! إني كنت في عيالك ، وكنت مكفيّة ، وقد أفردت بنفسي ، وقد شق عليّ العمل ، فأخدمني يا رسول اللّه . فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : أو لا خير من الخادم ؟ ! قال علي عليه السّلام : قولي : بلى يا رسول اللّه .
فقالت : بلى يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، خير من الخادم .
فقال : يا فاطمة ! إذا أخذت مضجعك من الليل فسبّحي اللّه ثلاثا وثلاثين ، وكبّريه أربعا وثلاثين ، واحمديه ثلاثا وثلاثين ، فذلك مائة هي أثقل في الميزان من جبل أحد ذهبا . نعم يا فاطمة ، نغزو فنصيب فنخدمك إن شاء اللّه .
فقال : فلبث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ستة أشهر ، ثم غزا ساحل البحر ، فأصاب سبيا فقسّمه ، فأمسك امرأتين إحداهما شابة والأخرى قد دخلت في السنّ ليست بشابة ولا قريبة ، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام فأخذ بيد المرأة فوضعها في يد فاطمة وقال : يا فاطمة هذه لك خادمة فلا تضربيها ، فإني قد رأيتها تصلّي ، وإن جبرئيل قد نهاني أن أضرب المصلّين .
المصادر :
جزء فيه تزويج فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله للمنجد : من أول الكتاب إلى آخره .
الأسانيد :
أخبرنا الشيخ الثقة أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش التاجر إذنا ، قال : أخبرنا الشيخ أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد سعدويه الأصبهاني ، قراءة عليه ببغداد في صفر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار الرازي المقري بأصبهان ، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب بن فناكي الرازي بالري ، قراءة عليه في ذي القعدة سنة اثنين وثلاثمائة ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني إملاء ، قال : حدثنا يحيى بن محمد البصري ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن حماد بن شعيب الشعيثي البصري ، قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المدني ، عن محمد بن علي عليه السّلام ، عن أبيه ، قال .
المتن الثالث:
قال ابن شهرآشوب في تفضيل علي عليه السّلام على سليمان عليه السّلام : . . وأضاف الناس سليمان عليه السّلام فعجز عن ضيافتهم ، وعلي عليه السّلام قد وقعت ضيافته موقع القبول : « وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ »[5] ، وتزوّج سليمان عليه السّلام من بلقيس بالعنف ، وزوّج اللّه عليّا عليه السّلام من فاطمة عليها السّلام باللطف .
المصادر :
المناقب لابن شهرآشوب : ج 3 ص 258 .
المتن الرابع:
قال ابن شهرآشوب : . . وقالوا : تزوّج النبي صلّى اللّه عليه وآله من الشيخين ، وزوّج من عثمان بنتين .
قلنا : التزويج لا يدل على الفضل وإنما هو مبني على إظهار الشهادتين ، ثم إنه تزوّج في جماعة .
وأما عثمان ففي زواجه خلاف كثير ، وإنه صلّى اللّه عليه وآله كان زوّجهما من كافرين قبله ، ليست حكم فاطمة عليها السّلام مثل ذلك ؛ لأنها وليدة الإسلام ، ومن أهل العبا والمباهلة والمهاجرة في أصعب وقت ، وورد فيها آية التطهير ، وافتخر جبرئيل بكونه منهم ، وشهد اللّه لهم بالصدق ، ولها أمومة الأئمة عليهم السّلام إلى يوم القيامة ، ومنها الحسن والحسين ، وعقب الرسول ، وسيدة النساء ، وهي سيدة نساء العالمين[6] ، وزوّجها من أصلها وليس بأجنبي .
وأما الشيخان فقد توسّلا إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله بذلك ، وأما علي عليه السّلام فتوسل النبي صلّى اللّه عليه وآله إليه بعد ما ورد خطبتها[7]، والعاقد بينهما هو اللّه تعالى ، والقابل جبرئيل ، والخاطب راحيل ، والشهود حملة العرش ، وصاحب النثار رضوان ، وطبق النثار شجرة طوبى ، والنثار الدر والياقوت والمرجان ، والرسول هو المشاطة ، وأسماء صاحبة الحجلة ، ووليد هذا النكاح الأئمة عليهم السّلام .
المصادر :
1 . المناقب لابن شهرآشوب : ج 2 ص 182 .
2 . بحار الأنوار : ج 43 ص 107 ح 22 ، عن المناقب .
المتن الخامس:
قال الضحاك بن مزاحم : سمع علي بن أبي طالب عليه السّلام يقول : أتاني أبو بكر وعمر فقالا :
لو أتيت . . . إلى آخر الحديث .
أوردنا مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 13 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن السادس:
عن جابر ، قال : لمّا أراد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أن يزوّج فاطمة عليها السّلام عليّا عليه السّلام قال له : اخرج يا أبا الحسن إلى المسجد فإني خارج في أثرك ومزوّجك بحضرة الناس ، وأذكر من فضلك ما تقرّ به عينك .
قال علي عليه السّلام : فخرجت من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وأنا لا أعقل فرحا وسرورا ، فاستقبلني أبو بكر وعمر قالا : ما وراءك يا أبا الحسن ؟ فقلت : يزوّجني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة ، وأخبرني أن اللّه قد زوّجنيها ، وهذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله خارج في أثري ليذكر بحضرة الناس ، ففرحا وسرّا ودخلا معي المسجد .
قال علي عليه السّلام : فو اللّه ما توسطناه حتى لحق بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وإن وجهه يتهلّل فرحا وسرورا ، فقال : أين بلال ؟ فأجاب : لبيك وسعديك يا رسول اللّه . ثم قال : أين المقداد ؟
فأجاب : لبيك يا رسول اللّه . ثم قال : أين سلمان ؟ فأجاب : لبيك يا رسول اللّه . ثم قال : أين أبو ذر ؟ فأجاب : لبيك يا رسول اللّه . فلمّا مثّلوا بين يديه قال : انطلقوا بأجمعكم فقوموا في جنبات المدينة ، وأجمعوا المهاجرين والأنصار والمسلمين .
فانطلقوا لأمر رسول اللَّه صلّى اللّه عليه وآله ، وأقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فجلس على أعلى درجة من منبره ، فلمّا حشد المسجد بأهله قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فحمد اللّه وأثنى عليه ، فقال :
الحمد للَّه الذي رفع السماء فبناها ، وبسط الأرض فدحاها ، وأثبتها بالجبال فأرساها ، أخرج منها ماءها ومرعاها ، الذي تعاظم عن صفات الواصفين ، وتجلّل عن تحبير لغات الناطقين ، وجعل الجنّة ثواب المتقين ، والنار عقاب الظالمين ، وجعلني نقمة للكافرين ، ورحمة ورأفة على المؤمنين .
عباد اللّه ! إنكم في دار أمل ، وعدوّ أجل[8] ، وصحة وعلل ، دار زوال ، وتقلّب أحوال ، جعلت سببا للارتحال ، فرحم اللّه امرأ قصّر من أمله ، وجدّ في عمله ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوته ، قدّم ليوم فاقته ، يوم يحشر فيه الأموات ، وتخشع له الأصوات ، وتذكر الأولاد والأمهات ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، يوم يوفّيهم اللّه دينهم الحق ، ويعلمون أن اللّه هو الحق المبين . « يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً »[9] ، « مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ »[10]، يوم تبطل فيه الأنساب ، وتقطع الأسباب ، ويشتد فيه على المجرمين الحساب ، ويدفعون إلى العذاب ، « فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ » .[11]
أيها الناس ! إنما الأنبياء حجج اللّه في أرضه ، الناطقون بكتابه ، العاملون بوحيه ، إن اللّه عز وجل أمرني أن أزوّج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمّي وأولى الناس بي علي بن أبي طالب ، وأن اللّه قد زوّجه في السماء بشهادة الملائكة ، وأمرني أن أزوّجه وأشهدكم على ذلك .
ثم جلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، ثم قال : قم يا علي ! فاخطب لنفسك . قال : يا رسول اللّه ! أخطب وأنت حاضر ؟ ! قال : اخطب ، فهكذا أمرني جبرئيل أن آمرك أن تخطب لنفسك ، ولولا أن الخطيب في الجنان داود لكنت أنت يا علي . ثم قال النبي صلّى اللّه عليه وآله : أيها الناس ! اسمعوا قول نبيكم ، إن اللّه بعث أربعة آلاف نبي ، لكل نبي وصي ، وأنا خير الأنبياء ، ووصيي خير الأوصياء . ثم أمسك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
وابتدأ علي عليه السّلام فقال : الحمد للَّه الذي ألهم بفواتح علمه الناطقين ، وأنار بثواقب عظمته قلوب المتقين ، وأوضح بدلائل أحكامه طرق الفاصلين ، وأنهج بابن عمي المصطفى العالمين ، وعلت دعوته لدواعي الملحدين ، واستظهرت كلمته على بواطل المبطلين ، وجعله خاتم النبيين وسيد المرسلين ، فبلغ رسالة ربّه ، وصدع بأمره ، وبلّغ عن اللّه آياته ، والحمد للَّه الذي خلق العباد بقدرته وأعزّهم بدينه ، وأكرمهم بنبيّه محمد صلّى اللّه عليه وآله ، ورحم وكرم وشرف وعظم ، والحمد للَّه على نعمائه وأياديه ، وأشهد أن لا إله إلّا اللّه ، شهادة تبلغه وترضيه ، وصلّى اللّه على محمد صلاة تربحه وتحظيه ، والنكاح مما أمر اللّه به وأذن فيه ، ومجلسنا هذا مما قضاه ورضيه ، وهذا محمد بن عبد اللّه زوّجني ابنته فاطمة على صداق أربعمائة درهم ودينار ، قد رضيت بذلك فاسألوه واشهدوا .
فقال المسلمون : زوّجته يا رسول اللّه ؟ قال : نعم . قال المسلمون : بارك اللّه لهما وعليهما وجمع شملهما .
المصادر :
1 . بحار الأنوار : ج 100 ص 269 ح 21 ، عن مسند فاطمة عليها السّلام .
2 . مسند فاطمة عليها السّلام ، على ما في البحار .
3 . نوادر المعجزات : ص 87 ، بتفاوت يسير .
4 . دلائل الإمامة : ص 16 ، بتفاوت يسير .
الأسانيد :
1 . في مسند فاطمة عليها السّلام ، على ما في البحار : عن محمد بن هارون بن موسى ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي العريب ، عن محمد بن زكريا بن دينار ، عن شعيب بن واقد ، عن الليث ، عن جعفر بن محمد عليه السّلام ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن جابر ، قال .
2 . في نوادر المعجزات : عن محمد بن زكريا الغلابي ، عن شعيب بن واقد ، عن الليث ، عن جعفر بن محمد عليه السّلام ، عن أبيه الباقر عليه السّلام ، عن جدّه عليه السّلام ، عن جابر .
3 . في دلائل الإمامة : مثل ما في مسند فاطمة عليها السّلام ، إلّا أن في الدلائل : أبي العرب بدل أبي العريب .
المتن السابع:
قال السيد ابن طاوس : ومن طرائف عصبية بعضهم لعثمان أنهم يسمّونه - بعد هذا الإجماع على خلعه وقتله واستحلال دمه - : « ذا النورين » ، أي إنه تزوّج بابنتي رسولهم ، أو ربيبتين لخديجة وربّاهما نبيهم ، ويكون علي بن أبي طالب عليه السّلام قد تزوّج بفاطمة عليها السّلام سيدة نساء العالمين بلا خلاف بينهم ، وولد منها الحسن والحسين عليه السّلام ، وهما سيدا شباب أهل الجنة ، كما شهدوا ، ويكون علي عليه السّلام أيضا أول هاشمي ولد من هاشميين ، وأنه أحد الثقلين المقدّم ذكرهما ، ومع ذلك كلّه فلا يكون علي بن أبي طالب عليه السّلام ذا النورين ولا ذا النور ، إن ذلك من طرائف العصبية وسوء الأغراض الدنيوية .
المصادر :
الطرائف : ج 1 ص 498 .
المتن الثامن:
روي في حديث صلصائيل المبشّر بتزويج فاطمة من علي عليه السّلام أنه قال صلّى اللّه عليه وآله : فلمّا عرج نظرت إليه ، وإذا بين كتفيه مكتوب : لا إله إلّا اللّه ، محمد رسول اللّه ، علي بن أبي طالب مقيم الحجة .
فقلت : يا صلصائيل ! منذ كم هذا بين كتفيك ؟ قال : من قبل أن يخلق اللّه آدم باثني عشر ألف عام .
المصادر :
المحتضر : ص 105 .
المتن التاسع:
قال الهاشمي : وبعد أن شاهد وسمع وعلم المسلمون بعظمة تلك السيدة الجليلة ، والمكانة التي تملكها في قلب رسول اللّه بأمر من اللّه تعالى ، حاول المشاهير من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وآله خطبتها . . . إلى آخره .
مرّ مثله في الفصل الثالث من المجلد الثالث ، رقم 60 ، متنا ومصدرا وسندا .
المصادر :
فاطمة الزهراء عليها السّلام من قبل الميلاد إلى بعد الاستشهاد : ص 27 .
المتن العاشر:
قال علي عليه السّلام : إن رسول اللّه حيث زوّجه فاطمة عليها السّلام دعا بماء فمجّه ، ثم أدخله معه فرشّه في جنبه وبين كتفيه وعوّذه ب : « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » والمعوذتين ، ثم دعا بفاطمة عليها السّلام ، فقامت على استحياء ، فقال : لم آل أن زوّجتك خير أهلي .
المصادر :
تاريخ دمشق : ج 42 ص 125 ح 8495 .
الأسانيد :
في تاريخ دمشق : أخبرنا أبو منصور بن زريق ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، نا أبو حفص بن شاهين ، نا أحمد بن الحسن ، نا محمد بن يونس الأنصاري ، نا قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن عباية ، عن أبي أيوب الأنصاري ، قال : قال رسول صلّى اللّه عليه وآله .
قال : ونا ابن شاهين ، نا محمد بن هارون بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي ، نا نصر بن علي الجهضمي ، أنا العباس بن جعفر بن زيد بن طلق ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي عليه السّلام .
المتن الحادي عشر:
عن أنس بن مالك ، قال : جاء أبو بكر إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فقال : يا رسول اللّه ! قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام ، وإني وإني . . . إلى آخر الحديث .
مرّ شطرا منه في الفصل الأول من المجلد الثالث ، رقم 18 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثاني عشر:
قال الحسين بن علي عليه السّلام : بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في بيت أم سلمة إذ هبط عليه ملك . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الأول من المجلد الثالث ، رقم 83 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثالث عشر:
في رواية أبي أيوب ، لمّا سأل النبي صلّى اللّه عليه وآله عن كيفية زواجها قال : يا أبا أيوب ! أمر اللّه الجنان فزخرفت . . . - إلى أن تم زفافها - إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الأول من المجلد الثالث ، رقم 97 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الرابع عشر:
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام : لمّا زوّج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عليّا فاطمة عليها السّلام دخل عليها وهي تبكي . . .
إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 14 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الخامس عشر:
روي أنه أتى سلمان إلى علي عليه السّلام وقال : أجب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 21 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن السادس عشر:
عن علي بن أبي طالب عليه السّلام أنه قال : هممت بتزويج فاطمة عليها السّلام حينا ولم أجسر . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 40 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن السابع عشر:
عن جعفر بن محمد عن أبيه ، عن جدّه ، عن جابر ، قال : لما أراد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أن يزوّج فاطمة عليها السّلام عليّا عليه السّلام . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 44 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثامن عشر:
عن أنس بن مالك ، قال : كنت عند النبي صلّى اللّه عليه وآله فغشيه الوحي ، فلمّا أفاق . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 60 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن التاسع عشر:
عن ابن عباس ، قال : كانت تذكر لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فلا يذكرها أحد إلّا صدّ عنه حتى يئسوا منها . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 75 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن العشرون:
روى أصحاب السير عن أنس ، قال : خطب أبو بكر إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله ابنته فاطمة عليها السّلام . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 84 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الحادي والعشرون:
عن مولانا الصادق عليه السّلام ، قال : لمّا أظهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فضل أمير المؤمنين عليه السّلام كان المنافقون يتخافتون بذلك . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 92 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثاني والعشرون:
قال الفاضل الدربندي : قال الراوي : فلمّا كان صباح يوم الخميس ، عمد عقيل إلى جزور . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 94 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثالث والعشرون:
قال صلّى اللّه عليه وآله : بينما أنا جالس إذ هبط علي ملك له عشرون رأسا . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 108 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الرابع والعشرون:
قال أبو نصر محمد بن عبد الرحمن الهمداني في السبعيات : المجلس السابع في يوم الجمعة : فلمّا بلغت فاطمة . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 130 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الخامس والعشرون:
قال في الروض الفائق : ولقد خطب فاطمة عليها السّلام أبو بكر وعمر ، فقال صلّى اللّه عليه وآله : أمرها إلى اللّه . .
إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 136 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن السادس والعشرون:
قال الشرقاوي : غدا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بعض كبار المهاجرين والأنصار ، يخطبون إليه ابنته فاطمة عليها السّلام . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثاني من المجلد الثالث ، رقم 139 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن السابع والعشرون:
إن أبا بكر أتى النبي صلّى اللّه عليه وآله فقال : يا رسول اللّه ! زوّجني فاطمة . فاعرض عنه . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثالث من المجلد الثالث ، رقم 14 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثامن والعشرون:
أخرج أبو داود السجستاني : إن أبا بكر خطبها فأعرض عنه صلّى اللّه عليه وآله ، ثم عمر فأعرض عنه . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثالث من المجلد الثالث ، رقم 16 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن التاسع والعشرون:
عن أنس : إن عمر بن الخطاب أتى أبا بكر فقال : يا أبا بكر ! ما يمنعك أن تزوّج فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثالث من المجلد الثالث ، رقم 43 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثلاثون:
قال عبد الوهاب الكاشي : بلغت فاطمة عليها السّلام مبالغ النساء في السنة الثانية من الهجرة ، فكانت آية الجمال . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثالث من المجلد الثالث ، رقم 50 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الحادي والثلاثون:
قال الفضل بن الحسن الطبرسي : وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حيث بنى منازله كانت فاطمة عليها السّلام عنده ، فخطبها أبو بكر . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الأول من المجلد الثالث ، رقم 46 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثاني والثلاثون:
قال أبو عزيز الخطّي : فلمّا تم لها أحد عشر سنة من مولدها خطبها كثير من أكابر قريش . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثالث من المجلد الثالث ، رقم 60 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثالث والثلاثون:
قال مأمون غريب : وفي هذه الظروف التي تحققت فيها هذه الاقتصارات . . . جاء أبو بكر . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثالث من المجلد الثالث ، رقم 64 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الرابع والثلاثون:
قال ملا داود الكعبي : وكان قد خطب فاطمة عليها السّلام جماعة كثيرة من أعيان العرب ووجوهها ، وسلاطين الأطراف وملوكها . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثالث من المجلد الثالث ، رقم 65 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الخامس والثلاثون:
قال عباس محمود العقّاد : ومن جملة الأخبار يتضح أن النبي صلّى اللّه عليه وآله كان يبقيها لعلي عليه السّلام . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثالث من المجلد الثالث ، رقم 75 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن السادس والثلاثون:
قال عبد المنعم محمد عمر : تقدم أبو بكر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يخطب فاطمة الزهراء عليها السّلام فترفّق به . . . إلى آخر الحديث .
مرّ مثله في الفصل الثالث من المجلد الثالث ، رقم 77 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن السابع والثلاثون:
لما كانت ليلة أهديت فاطمة عليها السّلام إلى علي عليه السّلام قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : لا تحدثي شيئا حتى أجيء ، فجاء حتى قام على الباب ، فقال : ثمّ أخي ؟
فخرجت إليه أم أيمن فقالت : أخوك وزوّجته ابنتك ؟ فدعا عليّا ودعاها فقامت وإنها لتعثر ، ثم قال لها : أي بنية ! إني لم آل أن أزوّجك أحب أهلي .
قالت : ثم دعا بمخضب - قال حمّاد : وهو تور[12] من حجارة - من ماء فدعا فيه ، ثم أمر أن يصبّ عليه بعضه ، وعليها بعضه . فقالت أسماء : ثم قال لي : أجئت مع ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله تكرمينها ؟ قالت : فدعا لي .
المصادر :
تاريخ مدينة دمشق : 42 ص 133 ح 8509 .
الأسانيد :
في تاريخ مدينة دمشق : أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم الجرجاني - بفيد - أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبي أبو عبد اللّه ، أنا عبد اللّه بن يعقوب بن إسحاق الكرماني ، نا أبو زكريا يحيى بن بحر الكرماني ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب السختياني ، عن أبي بريد المدني ، أن أسماء بنت عميس قالت .
المتن الثامن والثلاثون:
قال بولس سلامة في زواج علي عليه السّلام :
عاد إثر القعية البكر ليث * رمقته القلوب بالإيماء
سار خلف النبي غير حفي * بالرياحين في أكفّ الإماء
ناقرات الدفوف بالراح حمرا * فالعذارى في موسم الحنّاء
قادمات من يثرب بالمثاني * بالزغاريد طلقة بالغناء
ساروا لوجه حائر كشريد * ضلّ في الليل موطن الأنواء
عابسا تارة وطورا تنمّ * العين عن بهجة وطيف هناء
يلمس الدرع فيئه وهو كنز * لفقير لم يلتفت للثراء
أتراها تفي بمهر عروس * أتراه يردّ ردّ جفاء ؟ !
وأبوها لو رام عدل صداق * مال قارون ظلّ دون الوفاء
دون ما تستحق إيوان كسرى * واللآلي وحلية الزباء
ولو أن الدهناء تبر لكانت * بعض شيء بجانب الزهراء
بضعة من أب عظيم يراها * نور عينيه مشرقا في رداء
فهي أحلى في جفنه من لذيذ * الحلم غبّ الهجود والإعياء
وهي قطب الحنان في صدر طه * واختصار البنات والأبناء
غيّب الموت من خديجة وجها * فإذا فاطم معين العزاء
تحسب الكون بسمة من أبيها * فهي أم تذوب في الإرضاء
هالها ما يناله من عذاب * وامتداد الكفار في الأسواء
وتراهم يرمونه بحجار * أو يكبونه على الدقعاء
فجراح كأنهن شفاه * شاكيات للَّه فرط البلاء
فاطم تمسح الجراح بعين * حين تنهل أختها بالبكاء
جاء بيت النبي والقلب خفق * فهو في مثل رجفة البرداء
قال : إني ذكرت فاطمة * وانبثّ صوت مكبّل بالحياء
فأجاب النبي أبشر عليّا * خير صهر مشى على الغبراء
بيعت الدرع في الصداق وزفّت * لعلي سليلة الأنبياء
هو خير الأزواج عفّة ذيل * هي خير الزوجات من حوّاء
في نقاء السحاب خلقا وطهرا * في صفاء الزنابق العذراء
يضمّ النبي تحت جناحيه * المديدين منية الأحشاء
فعلي وزوّجه منه بعض * شيمة الكلّ شيمة الأجزاء
رفرف السعد فوق كوخ حقير * لم يدنّس بقسوة الأغنياء
إن تكن قسمة الغني متاعا * فالإله الرحمن للأتقياء
ذلك البيت بعد غمدان باق * ذكره يملأ الزمان النائي
ويحول القصر المنيف رمادا * فيذوب الهباء إثر الهباء
ويصون الخلود دار شريف * زيّنتها بساطة الفقراء
مرّ عام فاستقبل الكوخ طفلا * بثّ فيه البهاء كلّ البهاء
فدعاه الأب الغضنفر حربا * يحسب الحرب أنبل الأسماء
حسن قال جدّه فالتماع * الحسن فيه تدفق اللألاء
حال حول فلاح فجر جديد * وصبي مغلّف بالسناء
وعلي يكاد يدعوه حربا * ألف الليث لذّة الهيجاء
فيجيب النبي هذا حسين * هو سبطي وخامس في الكساء
وعلت جبهة النبي طيوف * كوشاح الغمامة الدكناء
لمح الغيب يا لهول الليالي * مر عدات بالنكبة الدهياء
وكأن الجفون تنطق همسا * يا إله السماء صن أبنائي
المصادر :
عيد الغدير لبولس سلامة : ص 79 .
المتن التاسع والثلاثون:
قال في الإخوانيات : وروي عن بعض الرواة الكرام : إن خديجة الكبرى عليها السّلام تمنّت يوما من الأيام على سيد الأنام ، أن تنظر إلى بعض فاكهة دار السلام ، فجاء جبرئيل عليه السّلام إلى المفضّل على الكونين بتفاحتين ، وقال : يا محمد ! يقول لك من جعل لكل شيء قدرا :
كل واحدة وأطعم الأخرى لخديجة الكبرى ، واغشها ، فإني خالق منكما فاطمة الزهراء عليها السّلام . ففعل المختار ما أشار به الأمين وأمره به .
فلما سأله الكفار أن يريهم انشقاق القمر ، وقد بان على خديجة حملها بفاطمة عليها السّلام وظهر ، قالت خديجة : وا خيبة من كذّب محمّدا ، وهو خير رسول ونبي . فنادت فاطمة عليها السّلام من بطنها : يا أماه ! لا تحزني ولا ترهبي ، فإن اللّه مع أبي .
فلما تمّت أيام حملها وانقضى ، وضعت فاطمة عليها السّلام فأشرق بنور وجهها الفضاء ، وكان المختار كلما اشتاق إلى الجنة ونعيمها ، قبّل فاطمة وشمّ طيب نسيمها ، فيقول حين ينشق نسماتها القدسية : إن فاطمة حوراء إنسية .
فلما استنارت في السماء الدنيا له شمس جمالها ، وتمّ في أفق الجلالة بدر كمالها ، امتدت إليها مطالع الأفكار ، تمنّت النظر إلى حسنها أبصار الأخيار ، خطبها سادات المهاجرين والأنصار ، ردّهم المخصوص من اللّه بالرضى ، وقال : إني أنتظر بها القضا .
من مثل فاطمة الزهراء في نسب * وفي فخار وفي فضل وفي حسب
واللّه شرّفها حقا وفضّلها * إذ كانت ابنة خير العجم والعرب
ولقد خطبها - فاطمة عليها السّلام - أبو بكر وعمر ، فقال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : إن أمرها إلى اللّه تعالى ، ثم إن أبو بكر وعمر وسعد بن معاذ كانوا جلوسا في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فتذاكروا أمر فاطمة عليها السّلام ؛ فقال أبو بكر : قد خطبها الأشراف فردّهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وقال :
« أمرها إلى اللّه تعالى » ، وإن عليّا لم يخطبها ولم يذكرها ولا أرى يمنعه من ذلك إلّا قلّة ذات اليد ، وإنه ليقع في نفسي أن اللّه تعالى ورسوله صلّى اللّه عليه وآله إنما يحبسانها من أجله .
ثم أقبل أبو بكر على عمر وعلى سعد وقال : هل لكما في القيام إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام فنذكر له أمرها ؟ فإن منعه من ذلك قلّة ذات اليد واسيناه . فقال سعد : وفّقك اللّه يا أبا بكر .
فخرجوا من المسجد والتمسوا عليّا في المسجد فلم يجدوا عليّا ، وكان ينضح الماء على نخلة لرجل من الأنصار بأجرة ، فانطلقوا معه نحوه ، فلما رآهم قال :
ما وراءكم ؟ فقال أبو بكر : يا أبا الحسن ! إنه لم يبق خصلة من خصال الخير إلّا ولك فيها سابقة وفضل ، وأنت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بالمكان الذي عرفت من القرابة ، وقد خطب الأشراف من قريش إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ابنته فاطمة عليها السّلام ، فردّهم وقال : إن أمرها إلى اللّه تعالى فما يمنعك أن تذكرها أو تخطبها ، فإني أرجو أن يكون اللّه عز وجل ورسوله صلّى اللّه عليه وآله يحبسانها عليك .
قال : فتغرغرت عينا علي عليه السّلام بالدموع ، وقال : يا أبا بكر ! لقد هيّجت عليّ ساكنا ، وأيقظتني لأمر كنت عنه غافلا ، واللّه إن لي في السيدة فاطمة لرغبة ، وما مثلي من يقعد عن مثلها ، ولكن أعز أن يمنعني من ذلك قلّة ذات اليد .
فقال أبو بكر : لا تقل كذا يا أبا الحسن ، فإن الدنيا وما فيها عند اللّه ورسوله لهباء منثور .
ثم إن عليّا عليه السّلام حلّ عن ناضحه وقاده إلى منزله ، فشيّده[13] « 1 » فيه وأخذه ليطله ، وأقبل إلى منزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عند أم سلمة ، فطرق الباب ، فقالت : من بالباب ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله :
قومي وافتحي الباب له ، هذا رجل يحبه اللّه ورسوله ويحبهما . فقالت : فداك أبي وأمي ، ومن هذا ؟ فقال صلّى اللّه عليه وآله : هذا أخي وأحب الخلق إليّ .
قالت أم سلمة : فقمت مبادرة أكاد أعثر في مرطي ، ففتحت الباب فإذا أنا بعلي بن أبي طالب ، فو اللّه ما دخل علي عليه السّلام حتى علم أني قد رجعت إلى خدري ، فدخل فسلّم ، فردّ عليه النبي صلّى اللّه عليه وآله السلام ، ثم قال صلّى اللّه عليه وآله له : اجلس . فجلس بين يدي النبي صلّى اللّه عليه وآله ، وجعل يطرق إلى الأرض كأنه قاصد حاجة يستحيي منه ، فقال له النبي صلّى اللّه عليه وآله : يا علي ! كأنك قاصد حاجة ، فابدأ بما في نفسك فكلّ حاجتك عندي مقضية .
فقال علي عليه السّلام : فداك أبي وأمي يا رسول اللّه ، إنك لتعلم أنك أخذتني من عمّك أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد وأنا صبي لا عقل لي ، فهديتني وأدّبتني ، فكنت لي أفضل من أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد في البرّ والشفقة ، وإن اللّه عز وجل هداني بك واستنقذني ممّا كان عليه آبائي وأعمامي من الشرك ، وإنك يا رسول اللّه ذخري ووسيلتي في الدنيا والآخرة ، وقد أحببت مع ما شدّ اللّه عز وجل بك عضدي أن يكون لي بيت وزوجة أسكن إليها ، وقد أتيت خاطبا ابنتك فاطمة ، فهل تزوّجني يا رسول اللّه ؟
قالت أم سلمة : فرأيت وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قد تهلّل فرحا وسرورا ، ثم تبسّم في وجه علي عليه السّلام وقال : يا علي ! هل معك شيء تصدقها إياه ؟ قال : واللّه ما يخفى عليك حالي ولا من أمرى شيء ، ما أملك غير درعي وسيفي وناضحي .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : يا علي ! أما سيفك فلا غنى لك عنه ؛ تجاهد به في سبيل اللّه ، وأما ناضحك فتنضح على أهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك ، ولكن أزوّجك على درعك ، ورضيت به منك ، وأبشّرك يا أبا الحسن ، فإن اللّه قد زوّجك بها في السماء قبل أن أزوّجك بها في الأرض ، ولقد هبط عليّ ملك من السماء قبل أن تأتيني لم أر قبله في الملائكة مثله بوجوه شتّى وأجنحة شتّى ، فقال لي : السلام عليك يا رسول اللّه ! أبشر باجتماع الشمل وطهارة النسل . فقلت : وما ذاك أيها الملك ؟
فقال : يا محمد ! أنا الملك الموكّل بإحدى قوائم العرش ، سألت اللّه أن يأذن لي ببشارتك ، وهذا جبرئيل عليه السّلام على أثري يخبرك بكرامة اللّه عز وجل لك .
قال النبي صلّى اللّه عليه وآله : فما استتمّ الملك كلامه حتى هبط جبرئيل عليه السّلام فقال : السلام عليك يا رسول اللّه ورحمة اللّه وبركاته . ثم وضع في يدي حريرة بيضاء فيها سطران مكتوبان بالنور ، فقلت : حبيبي جبرئيل ، ما هذه الخطوط ؟
قال : إن اللّه عز وجل قد اطّلع على الأرض اطلاعة فاختارك من خلقه وبعثك برسالته ، ثم اطّلع عليها ثانية واختار منها لك أخا ووزيرا وصاحبا وحبيبا ، فزوّجه ابنتك فاطمة . فقلت : حبيبي جبرئيل ، ومن هذا الرجل ؟ !
فقال : أخوك في الدين ، وابن عمّك في النسب ، علي بن أبي طالب . وإن اللّه تعالى أوحى إلى الجنان أن تزخرفي ، وإلى الحور العين أن تزيّني ، وإلى شجرة طوبى أن احملي الحلي والحلل ، وأمر الملائكة أن تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور ، فهبطت ملائكة الصفح الأعلى ، وأمر اللّه تعالى رضوان أن ينصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور ، وهو المنبر الذي خطب عليه آدم عليه السّلام حين علّمه الأسماء ، وأمر اللّه عز وجل ملكا من ملائكة الحجب يقال له « راحيل » ، فعلا على ذلك المنبر ، فحمد اللّه تعالى بجميع محامده وأثنى عليه بما هو أهله ، فارتجّت السماوات فرحا وسرورا .
قال جبرئيل عليه السّلام : وأوحى اللّه تعالى إليّ أن أعقد عقدة النكاح ، فإني زوّجت عليّا وليي بفاطمة أمّتي بنت رسولي وصفوتي من خلقي محمد صلّى اللّه عليه وآله ، فعقدت عقدة النكاح ، وأشهد على ذلك الملائكة وكتب شهادتهم في هذه الحريرة ، وقد أمرني ربي أن أعرضها واختمها بخاتم مسك أبيض ، وأدفعها إلى رضوان خازن الجنان .
إن اللّه تعالى لمّا أشهد على تزويج فاطمة عليها السّلام ملائكته أمر شجرة طوبى أن تنثر ما فيها من الحلل ، فنثرت ذلك والتقطته الحور العين والملائكة ، وأن الحور العين ليتهادونه إلى يوم القيامة ، وقد أمرني أن آمرك بتزويجها عليّا في الأرض ، وأن أبشّرها بغلامين زكيين نجيبين فاضلين جيدين في الدنيا والآخرة .
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : فو اللّه ما عرج الملك يا أبا الحسن حتى طرقت الباب ، ألا وإني مستنفذ فيك أمر ربي ، فامض يا أبا الحسن أمامي فإني ذاهب إلى المسجد ومزوّجك على رؤوس الناس ، وذاكر من فضلك ما تقرّ به عينك .
قال علي عليه السّلام : فخرجت من عنده مسرعا وأنا لا أعقل من شدّة الفرح ، فاستقبلني أبو بكر وعمر فقالا لي : ما وراءك يا أبا الحسن ؟ ! قلت : زوّجني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام وأخبرني أن اللّه تعالى زوّجني بها في السماء ، وهذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله آت على أثري إلى المسجد فيقول ذلك في محضر من الناس . ففرحا بذلك ودخلا المسجد ، فو اللّه ما توسطاه حتى لحق بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ووجهه يتهلل سرورا ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : يا بلال ! اجمع المهاجرين والأنصار .
فانطلق بلال لأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وجلس النبي صلّى اللّه عليه وآله قريبا من منبره حتى اجتمع الناس ، ثم قام فوق المنبر وحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال : معاشر المسلمين ! إن جبرئيل أتاني آنفا فأخبرني أن اللّه تعالى استشهد الملائكة عند البيت المعمور أنه زوّج أمته فاطمة ابنتي من علي .
ثم قام علي عليه السّلام وحمد اللّه وأثنى عليه ، فقال : الحمد للَّه شكرا لأنعمه وأياديه ، وأشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له ولا شبيه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ونبيّه النبيه وحبيبه الوجيه ، صلّى اللّه عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وبنيه ، صلاة دائمة ترضيه .
وبعد ، فإن النكاح سنّة ، أمر اللّه به وأذن فيه ، وقد زوّجني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ابنته فاطمة عليها السّلام ، وجعل صداقها درعي هذا ، وقد رضي ورضيت ، فسلوه واشهدوا . فقال المسلمون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : زوّجته يا رسول اللّه ؟ قال : نعم . فقال المسلمون : بارك اللّه لهما وعليهما وجمع شملهما .
ثم قال علي عليه السّلام : فأخذت درعي ومضيت به إلى السوق فبعته بأربعمائة درهم من عثمان بن عفان ، فلما قبضت الدراهم وقبض عثمان الدرع قال لي : يا أبا الحسن ! ألست الآن أولى منك بالدرع وأنت أولى منّي بالدراهم ؟ ! قال : فإن الدرع هدية منّي إليك .
قال علي عليه السّلام : فأخذت الدرع والدراهم وأتيت بها النبي صلّى اللّه عليه وآله ، وأخبرته بما كان من عثمان فدعا بخير . وقبض النبي صلّى اللّه عليه وآله قبضة من الدراهم ، ثم دعا بأبي بكر فقال : يا أبا بكر ! اشتر بهذه الدراهم ما يصلح لفاطمة في بيتها . وأرسل معه سلمان وبلال يعينانه على حمل ما يشتريه .
قال أبو بكر : وكانت الدراهم التي دفعها إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثلاثة وستون درهما ، فاشتريت : فراشا من خيش محشو بالصوف ، وقطعا من أديم ، ووسادة من أديم حشوها ليف النخل ، وقربة للماء ، وكيزانا ، وسترا صوفه رقيق ، فحملت أنا بعضه وسلمان بعضه وبلال بعضه ، وأقبلنا فوضعناه بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . فلما نظر إليه بكى ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم بارك لقوم شعارهم الخوف منك .
قال علي عليه السّلام : ودفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله باقي ثمن الدرع إلى أم سلمة وقال : ارفعي هذه الدراهم عندك .
فمكثت بعد ذلك شهرا لا أعاود رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله شيئا منه ، غير أني كنت إذا خلوت برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول لي : يا أبا الحسن ! زوّجتك سيدة نساء العالمين .
قال علي عليه السّلام : فلما كان بعد شهر دخل عليّ أخي عقيل فقال : يا أخي ! واللّه ما فرحت قط بشيء كفرحي بتزويجك فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فإن تدخل قرّت أعيننا باجتماع شملكما . فقلت : واللّه إني لأحبّ ذلك ، وما يمنعني منه إلّا الحياء من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . فقال :
أقسمت عليك إلّا ما قمت معي .
فقمت معه نريد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فلقينا في طريقنا أم أيمن مولاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فذكرنا لها ذلك ، فقالت : أمهلا ، ودعنا حتى نكلّمه في أمرها ؛ فإن كلام النساء أوقع في النفس من كلام الرجال .
ثم أتيت إلى أم سلمة فأعلمتها بذلك ، وأعلمت نساء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فاجتمعن أمهات المؤمنين إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وكان في بيت عائشة ، فأحدقن به وقلن : يا رسول اللّه ! فديناك بآبائنا وأجدادنا ، إنّا قد اجتمعنا لأمر لو أن خديجة في الأحياء لقرّت بذلك عيناها .
قالت أم سلمة : فلما ذكرنا خديجة بكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وقال : وأين مثل خديجة ؟ ! صدّقتني حين كذّبني الناس ، وأعانتني على ديني ودنياي بمالها .
فقالت أم سلمة : يا رسول اللّه ! إن خديجة كانت كذلك ، غير أنها مضت إلى ربّها عز وجل ، فا[14] اللّه تعالى أن يجمع بيننا وبينها في درجات الجنة ، وهذا أخوك في الدين وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يريد أن يدخل على زوجته فاطمة .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : يا أم سلمة ! أرسلي إلى أم أيمن وامريها أن تنطلق إلى علي فتأتيني به . فخرجت أم أيمن فإذا علي عليه السّلام ينتظرها ، فقالت له : أجب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
قال علي عليه السّلام : فانطلقت معها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وهو في حجرة عائشة ، فقمن أزواجه فدخلن البيت ، فجلست بين يديه مطرقا ، فقال : أتحب أن تدخل على زوجتك ؟ ! فقلت :
نعم ، فداك أبي وأمي يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . فقال : حبّا وكرامة ، تدخل عليك في ليلتنا هذه إن شاء اللّه . قال علي عليه السّلام : ثم قمت من عنده فرحا مسرورا .
فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أن تزيّن فاطمة عليها السّلام وتطيّب ويفرش لها ، ودفع النبي صلّى اللّه عليه وآله لعلي عليه السّلام عشرة من الدراهم التي كانت عند أم سلمة ، وقال له : اشتر بهذه تمرا وسمنا وأقطا .
قال علي عليه السّلام : فاشتريت ذلك وأتيت إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله ، فحسّر عن ذراعه ودعا بسفرة من أدم ، فجعل يشدخ التمر بالسمن ويخلطهما بالأقط حتى جعله حيسا .
ثم قال صلّى اللّه عليه وآله : يا علي ! ادع من أحببت . فخرجت من المسجد فوجدت أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقلت : أجيبوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . فقام القوم بأجمعهم فأقبلوا نحوه ، فأخبرته أن القوم كثير ، فجلّل السفرة بمنديل ثم قال صلّى اللّه عليه وآله : ليدخل عشرة عشرة . ففعلت ذلك ، فجعلوا يأكلون ويخرجون والسفرة لا تنقص ، حتى أكل من ذلك الحيس سبعمائة رجل ببركة النبي صلّى اللّه عليه وآله .
ثم دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بفاطمة وعلي عليهما السّلام فأخذ عليّا عليه السّلام بيمينه وأخذ فاطمة عليها السّلام بشماله ، وجعلهما إلى صدره وقبّل بين عينيهما ، ثم رفعهما إليه وقال صلّى اللّه عليه وآله : « يا أبا الحسن ! نعم الزوجة زوجتك » . ثم قام يمشي معهما إلى البيت الذي لهما ، ثم خرج وأخذ بعضادتي الباب وقال : جمع اللّه شملكما ، استودعكما اللّه واستخلفه عليكما .
فأقبل علي عليه السّلام على فاطمة عليها السّلام يلاطفها بالكلام حتى جنّ الظلام ، فأخذت فاطمة عليها السّلام في البكاء ، فقال لها : ما يبكيك يا سيدة نساء العالمين ؟ ألم ترض أن أكون لك بعلا وتكونين لي أهلا ؟ !
فقالت عليها السّلام : يا ابن العم ! كيف لا أرضى وأنت الرضي وفوق الرضي ؟ ! وإنما فكّرت في حالي وأمري عند ذهاب عمري ونزولي في قبري ، فشبّهت دخولي إلى فراش عزّي وفخري كدخولي لحدي وقبري ، وأنا أسألك يا ابن العم بحق محمد إلّا ما بلغتني قصدي وإربي ، وقمت بنا إلى محرابنا نتعبّد في هذه الليلة ، فهو أحق وأحرى بنا . فنهضا إلى المحراب ، وقاما إلى التهجد في خدمة رب الأرباب .
المصادر :
1 . إحقاق الحق : ج 4 ص 474 ، عن كتاب الرقائق .
2 . كتاب الرقائق ، المعروف بالإخوانيات : ص 25 ، على ما في الإحقاق .
[1] في الحديث 10 : حذو الحذائين . الحذوة والحذاوة : ما يسقط من الجلود .
[2] القعب : القدح .
[3] الشكوة : وعاء من جلد يحفظ فيه الماء أو اللبن .
[4] شبمة : أي باردة .
[5] سورة الدهر : الآية 9 .
[6] لعل العبارة الثانية بيان للأولى .
[7] هكذا في المصدر .
[8] هكذا في المصدر .
[9] سورة آل عمران : الآية 30 .
[10] سورة الزلزلة : الآية 8 .
[11] سورة آل عمران : الآية 185 .
[12] إناء يشرب فيه .
[13] هكذا في المصدر ، ولعله « قيّده » .
[14] يظهر من سياق الكلام انّ هاهنا سقط ولعله كان هكذا : فادع اللّه .
الاكثر قراءة في مناقبها
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
