حوار النبي صالح (عليه السلام) مع قومه ، ورد التهم الموجهة إليه
المؤلف:
الشيخ جعفر السبحاني .
المصدر:
القصص القرآنية دراسة ومعطيات وأهداف
الجزء والصفحة:
ج1 ، ص 169-170 .
16-6-2021
3713
قال تعالى : {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الشعراء : 153 ، 154] .
{قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} [النمل : 47] .
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} [القمر : 23 - 25] .
اتهم صالح كسائر من تقدمه من الأنبياء بعدد من التهم واعترض عليه باعتراضات نذكر منها :
1- كونه مسحورا
اتهموه بأن ساحراً سحره وفد عقله فصار لا يدري ما يقول ، وهو تعبير اخر عن كونه مجنوناً معلولا . وقد مز صالح على هذه التهمة مرور الكرام ، لأن الإجابة عنها نوع اهتمام بالتهمة .
2- كونه بشرا مثلهم
أنكر قوم صالح - كقومي نوح وهود - أن يكون النبي بشراً مثلهم ، وكأنهم ينطلقون - في هذه النظرة - من واقع نفسياتهم الخالية من كل الفضائل والسجايا الفاضلة ، ولم يتصوروا أن الأنبياء يحملون من الخصائص الكريمة والمواهب الرفيعة ما يجعلهم قادرين على حمل أمانة الرسالة الإلهية والدعوة إليها بكل جدارة .
3- التطير
لم يشأ المترفون العتاة أن يتعرفوا على الأسباب الحقيقية لما يقع من أمور ، ولم يجدوا - إمعاناً في إعراضهم عن الهدى - أسهل من أن يعتقوا كل ما أصابهم من محن وبلايا على ساعة خصومهم : النبي صالح والمؤمنين به . ومن هنا عبروا عن تشاؤمهم منهم {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} [النمل : 47] .
ولم يدركوا أن الله الذي تنتهي إليه جميع الأسباب ، شاءت حكمته أن يختبر عباده بالخير والشر ليتميز المؤمن من الكافر ، ومن يعبد الله على يقين ممن عبده على حرف فإن أصابه شر انقلب على عقبيه .
الاكثر قراءة في قصة النبي صالح وقومه
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة