إن الكتابة هي إحدى وسائل التـعـبير عن الأفـــكار ووســيلة خطاب وتفاهم صامتة ولكن ليست هي بلا ضوابط وقواعد،
فحينما نريد أن تكون مقالاتنا تتضمن رسالة الى الآخرين وتوجيها لفئة من المجتمع فهنا ينبغي أن نراعي ضوابط كتابة المقال وأن تتوفر فيها أساليب الخطاب الجذاب و فنون البلاغة وطرق الإقناع النفسي والعقلي ...
وهذه المستويات الثلاثة من الكتاب :
الأول : رسالي هادف يوظف الكتابة لأهداف إنسانية وعلمية ... ليضيف فكرة ، أو يوضح غامضا ، أو يفسر مبهما ، أو يصف صورة ،أو يحلل حدثا ، أو يبدع في تنظيم الأفكار...
والثاني : كاتب شخصي ! هدفه أن يبرز تمهره في الكتابة وقدرته على لي أعناق السطور حيثما أراد ويرسم فكرته بإلوان جذابة لينال عددا من المعجبين ويتوصل لمآرب نفسية ، ودوافع ذوقية شخصية ، ، فهو عائم في أبراجه مهتم بتنميق مقالاته ..
والثالث : كاتب مهمل لسباكة ما يكتبه بنحو منضبط بقواعد الكتابة وأساليبها قالبا ومعنى فتضيع فكرته في متاهات ركاكة الأسلوب أو غرائب المفردات أو يخلط المعاني بنحو يشوش على المتلقي ويبعده عن مقصده ؟
فحينما تلتمع فكرة في ذهن كاتب عليه أن ينتبه الى دوافعه من كتابة تلك الفكرة ؟ هل هي دوافع رسالية أم شخصية ؟
ثم ليعمد الى الأساليب والضوابط التي تتقوم عليها كتابة المقالات وإبراز الجانب البراق في الفكرة لا مجرد أنه يسطرها بنحو إنشائي كلاسيكي ممل وصياغة روتينية تخلو من التجديد والإثارة في الصياغة والبيان ..
فالكاتب الواعي : عليه أن يجلس قبال نفسه حينما يكتب و يكون أذنا تتذوق صياغاته كما لو كان واحدا من الجمهور والقراء ويلاحظ مواطن القوة و الركة أوالتشابك أو غياب النسقية والانسجام في محاور مقالته ولا يكن همه جانبا فنيا على حساب آخر،
فالكاتب الهادف أنيس الخواطر يمتع قراءه بعباراته الواضحة والسهلة الأنيقة ، ومعين على كشف متعلقات موضوعه بمصباح قدرته الكتابية وإحساسه المرهف ...