وَذَكرهُم بِأيام اللّه كانت ليّ حظوة الخدمة في العتبة الحُسينية المقدسة بسبب التفرغ التام فإرادة الباري تمحيص الصبر والقرب من الساحة الإلهية بتأخر الإنجاب لإسباب عدة
تشرفتُ بِخدمة الزيارة الأربعينة خاصة حيث المكوث في العتبة عشرةِ أيام حُسُومًا
نعم، تَنَسِم عبق الضريح واقعًا هو مصداق لقولهِ تعالى(فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ )
وتلاطم الزوار دون اِرتداع ماهو إلا نزعة الوصال وحرارة البعد... وقتها كنت واقفة في باب الحجة في مهمة القطع 39 غلق الباب الخشبي الصغير الذي يوضع في الابواب المُذهبة عند الزيارات المليونية لتفادي سقوط الزوار وفتحهِ تِباعًا 39 فحدثتني زائرة من لبنان والدموع تسبق الكلمات المتلعثمة 39 علوية اسألك الله فتح الباب والسماح لي بالدخول مجرد الدخول للحرم لوداع سيدي الحسين والنظر للشباك لاغير لأن رحلتنا بعد نصف ساعة صوب سامراء وبعدها الى لبنان ولكثرة الزوار وعظمة الزيارة لم أستطع الوصول .... مكنتها مبتغاها احتضنتني بقوة كانت خطواتها كما البرق صوب الضريح .. لاأستطيع وصف المشهد بالدقة لاسيما اِستشعار نفحة التمكين في أوقات ارق وجهد وهذا يفتقر اليه أغلب موظفي الدولة
فكنا في الواجب ثمان ساعات كما النحل كل يعرف واجبه..
( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ) الأمر المُبهج هو روح التكاتف واُلفة على حب سيد الشهداء فنجد الاخوات في وقت الإستراحة تقوم بعزل وجبات الطعام لمن لديها واجب وعند الرجوع يتبادلن حلو الكلام 39 مُثابة ، بميزان أعمالك ، يحضرچ أبو السجاد حبيبة ، حيا اللّه العلويات .... سَنا الإبتسامة يسبق الكلمات ، والجدير بالذكر من تُرزق بواجب الحرم الآخريات يغبطنها ويرددن ياليتنا معكم ، يتبركن بالوشاح مع امانة السلام للسيد المولى

وقت الهجوع ساعتين أو ثلاث بعد خمس ساعات واجب أو أكثر وقت الأنذار، وفي هذه الأستراحة نسمع أصوات الرجال ؛ لبيك ياحُسين، أبد والله يازهراء ماننسى حُسيناه..... لانستطيع النوم غالبًا فهول المصاب وإنشاد العجز وصرخات الموالين تُثكل المرء
مشاهد لا تخطر على بال بشر ..
بعد هذه الخدمة المليونية بثلاث أشهر كنت مريضة والتحليل جرّ التحليل الاخر تبين إن في احشائي جنين كيف، متى كل الأمور لاتدل على وجود حمل
لم أثق بنتيجة المختبر كان الوقت آنذاك ليلاً ، عقارب الساعة عصي التقدم لغدوة يوم جديد للتأكد ..
نعم ،حملٌ ونبض
جنين دبت فيه الروح بعد خدمة الأربعينة بشهر وأيام
إِنها نفحة الخدمة ، هبةِ الجبار بالوسيلة إليه ...
عَجِز الأطباء فكانت هينة على آل بيت الرحمة عليهم السلام
حريٌ بنا الطلب منهم والرجاء الىٰ اللّه بهم يقول رسول الأكرم صلى الله عليه وآله"نحن باب اللّه الذي يؤتى منه." على أثر ذلك أنقطعت عن الخدمة مُرغمة لِاتمام شهور الحمل ......

مساء أحد الأيام المُفعمة بالبركة، وأنّا في مدينة النجف الأشرف بعد الغداء جال بخاطري السفر الى كربلاء المُقدسة حيث صَبوَة التشرف بالخدمة الحُسينية بُغية الغارق بوحل ملهيات الدنيا وإنهاء مدة الإنقطاع القسرية، بيد ان المُعطيات غير مُرتبة حينها فثمة عقبات تُربك الراجي تجاذب أطراف الحديث مع من بيدهِ القرار....شتات الأفكار وتزاحم المُفردات أبلجت دُهمة الرفض
عزيزي، هل لي الإلتحاق بالخدمة التشريفية
وأريجُ الزهراء
لارَيب عِند الوالدة ، فالطفلة ببركة الخدمة عند الله تعالىٰ رُزقنا بها ،ولا تضاهي شغف الوقوف بجانب الشُباك المُطَهر لِحرم سيد الشهداء39 عليه السلام39 فكيف بماهية الحسين في القلوب المُحِبة.
توكلي على الله تعالىٰ ولِدُعاءك راجين.
لاعجب فالبقاع التي أحتضنت الأكرميّن عصيٌ عليها تَعسر الأمنيات...
التحقت بقافلة العشاق ظهر يوم الاثنين من ربيع الثاني/ بعد الولادة بإقل من خمسةِ أشهر، ذهبتُ والهة شاكرة لإلطاف آل محمد بعد خمس سنوات من تأخر الإنجاب فبعد الوصول
المسؤولة زينب عندك واجب بالحرم من الساعة الثانية منتصف الليل الى الساعة السادسة صباحاً
يارب أغدقت نعماؤك علي ،واجب الحرم أول يوم وبعد الوصول استأذنتها بساعة للذهاب لحرم أبي الفضل العباس عليه السلام
عند الكشوانية همت الي طفلة واعطتني ورقة ترددتُ بإخذها خوفًا من خزعبلات القسم وكتابة النص كذا مرة...تمتمت بكلمات هي لكِ فتحتها فنقش عليها 39 بسم الله الرحمن الرحيم فَٱسْتَجَابَ لَهُۥ رَبُّهُۥ39
اللهم صل على محمد وآل محمد علامة خير ياالٰهي...
تشكرتُ من قمر العشيرة ورجعت الى حيث جنة الله كي اتهيأ للواجب، سرعان ما رنّ الهاتف على أختنا المسؤولة عن تنظيم واجباتنا للتهيأ والنزول للحرم، فهناك إِجتماع عند العلويّات وأحتجن البدائل قبل موعد الواجب، كان يُراودني اثناء نزول المصعد وأَنّا أرتَّديّ زيّ الخدمة ان خطوات الحُلم تَعجلت قبل الحقيقة، خيرًا ليسَ سراب، ماهي إِلاثوان ليخضر من روحي ما أقَحل وتينع نفسي مُزهرة بعبق اللقاء، خطوات معدودة الى المصعد ومن ثم كبس رقم 1 الى الحرم المُقدس، تَالقَتِ الْعَيْنُ بِالدَّمْعِ لسوابغ النعم،
تَضَوَّعَ المِسْكُ بِروضة إِبن الاطايب (عليهم سلام الله)يشدك شذى المكان للخدمة دون اِنقطاع
سلامٌ عليكم علوية
عليكم السلام والرحمة والإِكرام، حياكم الله
نحنُ الخادمات جئنا لنتشرف قبل الواجب وسوف يكون الانسحاب كما هو المقرر مُسبقاً.
بوركتن عزيزاتي أخذت بيد آحداهن وأجلستها بالقرب من الباب المذهبة واخرىٰى عندشباك الشهداء السعداء، تسير الأمور بإِنسيابية عالية، فكان شغلي الشاغل نَشِق رَيَّا الحضرة والنظر صوب الشباك بطريقة عجيبة لا أستطيع إِطلاق عبارات العرفان لمن كان واسطة لنيل المراد
علويّات، مسكت بإيدينا وهي تومأ للشباك صوب عبد الله الرضيع لصديقتي إن هذا مكان تشرفك وقالت ليّ أما أنتِ فلتكن الجهة مكان تشرفك ...
إِعتليت المِنَصّة ها أنّا المُذنب، الملطخ بالخطايا واقف على شباك سيد الشهداء وفي بيتِ الحُسين ( عليه السلام) أُيُ نعمةٍ
السلام على الشيب الخضيب، السلام على الجسم التريب، السلام على الشفاه الذابلة ،السلام على الرأس المقطوعِ من القفا ورحمة الله وبركاته نيابة عن سيديّ صاحب الزمان 39اللهم عجل لوليك الفرج39
بحركات ناعمة تناغم لطف الزوارِ ورِقتهم نَمسح على رؤوس المُحبيّن بـ39 الريشة39 بيد ان الرموش حريّ بها التلطف بمنّ سكن بيتها
أعداد الزوار المتذبذب لمنهجية مُحكمة وقتها زاد في النفس الروية وللوافديّن من الخارج الحصة الأكبر
الله يتقبل الزيارة ،الله يعطيكم خير الدنيا والأخرة ..
زايرة وأنت تمشين قَبليّ الشباك لاتوگفين هذا حق الزوار، يا اللّه حبيبة فدوة رحتلچ تحركي خلي غيرچ يزور ... تسللّت اِحدى الزائرات من الجمهورية الإيرانية وطلبت التوسعة لعجوز سوف تأتي بعدها فقمت بتمريرها بطريق وضع للحاجة المُتعسرة لا غير بسبب صلاة الزوار ركعتين تحت القبة 39 يُفتح بالزيارات الكبرىٰ.. وأخذت بنظر الإِعتبار الوضع الإِقتصادي عندهم وصعوبة المجيء مرارًا وأيضاً لعجزها
الملفت للإِنتباه الزيّ المُحتشم وطريقة الحجاب 39 إذ كان الظاهر من وجهها فقط العيون حتى أقتربت كشفت عن وجها لترىٰ صَرح اللّه 39

أميال الساعة تشير الى أن أذان الفجر أقترب،آيادي الزائرين مرفوعة وصوت أقدام الزوار تدل على عجالة آمرهم للإِتحاق بصلاة الجماعة
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ
ياجمال الصلاة في الحرم الحُسيني فنسيم الصباح وقبة المولى ممزوج ببديع الشفق في سماء كربلاء حقيقة أقرب الىٰ الخيال بِجوار سيد شباب أهل الجنة
الساعة السادسة نزلت من على المنصة إِنتهىٰ الواجب.