يعد المناخ في العراق بانه مناخ شبه مداري من حيث درجة الحرارة بحسب تصنيف فلاديمير بيتر كوبن احد علماء الجغرافية المناخية كما يعد مناخه قاريا لكونه يتصف بصفات المناخ القاري من ارتفاع درجة الحرارة اليومية والسنوية - قلة هطول الأمطار- انخفاض الرّطوبة النسبية وفي ظل التغير المناخي الحاصل في العالم وبروز ظاهرة الاحتباس الحراري التي تعني عملية تبادل اشعاعي بين الغلاف الجوي وما يحتويه من غازات وابرزها ثاني اوكسيد الكربون والميثان واوكسيد النتروز والاوزون ومواد عالقة وبين سطح الارض، اذ يسمح الغلاف الجوي بمرور الاشعاع الشمسي باتجاه الارض لكنه في الوقت نفسة يحبس الاشعاع الارضي الحراري فيعمل على رفع حرارة جو الارض فان العراق يشهد ارتفاعا واضحا وجليا بارتفاع درجات الحرارة وتزايد موجات الحر الشديدة والمتطرفة نتيجة هذا التغير واسباب منها تجريف البساتين لأسباب عسكرية وبشكل متعمد من قبل النظام السابق اذ ادى ذلك لنقص في المساحات المزروعة في البلد وقلة الغطاء النباتي استمرار انخفاض منسوب مياه دجلة والفرات من قبل دول المنبع (تركيا وايران) وبنائهما العديد من السدود على مجرى النهرين في اراضيهما ادى حرمان العراق من حصته المائية التي ضمنها القانون الدولي فضلا عن سوء ادارة واستغلال لملف الموارد المائية من قبل الجهات المختصة وفي وقت سابق حذرت الأمم المتحدة من آثار تغير المناخ على العراق منذ سنوات سابقة ورأى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP2010) في تقريره السادس لتوقعات أحوال البيئة لمنطقة غرب آسيا، أن العراق هو خامس أكثر دولة في العالم هشاشة من حيث شح المياه والغذاء. هذه المخاطر للأسف لم تؤخذ بالحسبان من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة في عدم الاستقرار السياسي فضلا عن الفساد المستشري في مفاصل الدولة جعلها عاجزة عن وضع حلول لكبح جماح آثار التغير المناخي على العراق ويكن وضع عدة مقترحات يمكن التقليل من اثر هذه الموجات الحارة والشديدة وهي كالاتي :
اولا : حلول داخلية وتشمل الاتي :
1- وضع قوانين صارمة كمعاقبة المتجاوزين على الحصص المائية في كافة القطاعات منها الزراعية والصناعية والخ .
2- تقنين استخدام المياه وترشيدها مع وضع برامج توعوية للمواطنين بضرورة ترشيد الاستهلاك المائي.
3- العمل على زيادة كبيرة في المساحات الخضراء داخل المناطق العمرانية والجزرات الوسطية وفق اسس تخطيطية صحيحة.
4- انشاء العديد من الاحزمة الخضراء الكثيفة حول كل مدينة وضواحيها تكون مصدات للرياح وبالتالي تقلل من ظاهرة العواصف الغبارية .
5- انتقاء الاشجار والشجيرات التي تنمو بشكل سريع و تتحمل الظروف القاسية كدرجات الحرارة المرتفعة ومواسم الجفاف ومنها(اليوكالبتوس والسبحبح والدفلة و الاكاسيا العراقية) .
ثانيا: الحلول الخارجية وتشمل الاتي:
1- الضغط تجاه دول المنبع (تركيا وايران) بإعطاء حصة العراق من المياه وفق القانون الدولي وتدويل هذه القضية السيادية في مجلس الامن او المجتمع الدولي للضغط على تركيا وايران لضمان حصة العراق من المياه.
2- ان دول المنبع تركيا وايران لهما مصالح اقتصادية وسياسية مشتركة و كبيرة مع العراق بحكم الجوار الجغرافي فحجم التبادل التجاري بين هذه الدولتين يقدر بمليارات الدولارات فان العراق يمكنه ان يلعب ورقة الضغط الاقتصادي مع هذه الدول في سبيل نيل حصته المائية.
3- ان يدخل العراق في اتفاقيات دولية حقيقية تعمل على تحسين البيئة في المنطقة ومساعدة العراق في مساعيه للتخلص من اثار التغير المناخي المتسارع على غرار اتفاقية باريس للمناخ.
4- يمكن للعراق الاستفادة من مبادرة الشرق الاوسط الاخضر وهي أكبر برنامج تشجير عالميا التي تسعى إلى زراعة 40 مليار شجرة.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN