حيدر عاشور
سيدي، جاءَتْ نفسي المفلسة لباب رحمتك.. اقبلني فما بالُي لا أستضيءُ بك ولا أتقد.. فتهمة عشقك أفْرطُتٌها في معرفتك باليقين، ومسكنها في مسامِ الضمير، والاستقامة في الخطوات، وحيازةِ قلبٍ مؤمنٍ بهيج، والإيمان بضريحك المقدس: هو رداء الطهارة من كل رجس رجيم. فمَشْيتُ في الأثر، أشذبُ لحياتي الباقية نهاراتها في خدمتك. أغزل تضرعاتي بأنفاسي على صمتٍ ورهبةٍ، كي تُلقي بنورك على وجهي.
مَنْ يدلّني اليك وفي قلبي ضَوءٌ.
سيدي، أقدُّ الروح حلما تحت منائر ضريحك، وهي خاشعة بدموع لا تهادن في الدعاء.. تتوسل بدموع القلب كي تمدّ الشفاعة يديها اليّها، لا تملّ من الانتظار، حتى تلامس الندامة قداس أعمارنا بضياء الرضا والاطمئنان. جسدنا مولاي: غسلّته الدموع والجروح والذنوب، وحدك الآن تطهّره من كل مصائبه، مرتهنٌ بتوبته، وهل للأجساد والأرواح والأنفس ان تتطهرا الا بترابك وضيائك.
فما بالي لا استفيق وأتلو سورة العشق، كي تمنح هذا التعب المزهر حولي، مرايا الله في باب رحمتك الواسعة ..
سيدي، فأي الأبواب الى جدثك الحي ينبت دمعي فيها، فليس لي غير أن أستغيث بك، اذ ضعت أو توهمت؛ كم تهت واليك المصير..، وكنت دليلي، تهدي نفوسي التي ضلّت الى الطريق القويم.. مولاي امسح عني محنة السؤال . فروحي ونفسي يلتقطان ضوء كلماتك، وعند شباك جدثك الطاهر أطلق شفرة اعترافاتي بارتجاف وخوفٍ ورهبةٍ، أرسل اليك عبر توسلي أسئلتي بدمعة، برجفة، بحكايات تؤلمني في انتشاء وجودي حولك. منك الضوء ولي فتنة، والصمت بشفاهي مكبّل بالآهات. لحظة صحو الضمير، واغتسال الروح بنور طهور.
سيدي، يا صلاتي المباركة.. خذ بذراعي وطيّب أوجاعي المرّة، واغمرني بدفء وجودك. فقد أدمنت فتح عيني وإغماضها على بهجة النور على سديم مقدسك.. فقد قال الأطهار من نسلك:
باسم الله.. من زار الحسين بيقين المعرفة تطهّر. فقد جاءت نفسي المفلسة لباب رحمتك ... اقبلني مولاي.







وائل الوائلي
منذ 23 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN