حيدرعاشور
الله منح اسمك عُلُوّاً ، لا يحدّ ارتفاعهُ حدٌّ، وكربلاء ليست سوى نفحةٍ من مآثر صوت اسمكَ وهو يجلجل كالرعدِ لِيرهبْ السقوف المجلجلة بالأفاعي قبل ان تنفث سمومها، يا لهذا الاسم العظيم المدمر لأحلامهم. الدماء التي أبصرت التيجان وهي تطأطئ تحت رايتك الوارفهْ..، فلماذا إذن ندّعي ونكابر وحزنك كل يوم يتوغل فينا. فلا تخف دعْ اسمهُ يرجع صداه فيك، دعهُ يلج في روحك كالموج وانتظر واصبر دونما كلل. دعْ اسمهُ يتغلغل بعمق بقلبك، فان من توفيقات الله تعالى يستدرجك ليسكن فيك. دعْ النور ينساب إلى صدرك، وتجرّد في حضرته من كل غاياتك.. والحالمون وقفوا على اعتاب بابك يناقشون معركة الروح والذات بهدى ومعرفة ويقين، استداروا إلى حيث مرقدك المقدس، ليغْسِلُوا قلوبهم من أدْرَانَها بنورِ ضريحكَ بالتضرع، ولا ينْقُصنهم غيرُ الاحساس بطيب الشفاعة.
سنلوذ بك بصمت الموالين كي لا يعلم بهنائنا من يجوز السهل في عُلْوُ شأنك، كل شيء له توفيق في الحياة، الخبز اليومي، والصلاة، والعمل في فيضويات مملكتك. فكان ويزال ضريحك همس مسبوك بالصلواتِ، ودمعة تتسع لكل الارواح التي شمتْ رائحة ترابك. فكانت كربلاء عاصمة هائلة من عواصم الدين والعقيدة والفن والسياسة والثقافة والأدب، أنها لا تتوقف عن نبض الحياة الحالمة، وخضرتها تتفجر في كل مكان، وتهيمن على القلوب المقفرة والمثقلة بالسحب المظلمة، وتقاوم قدسيات كثيرة وقوانين بشرية نفعية، وتصنع الحياة وتحلم ان تقترب من الزمن من المدن الحالمة بالإنسانية المتحررة من صدق الانسان مع نفسه وربه.
وستعُلْوُ كربلاء بك، وتبزغ شمسها خيوطا ذهبية دافئة تحتضن كل حضارات الكون، هي أياما ويضيء قمرها نورا يظل بظلالهِ على شواهد العصر، وتتحدى عمالقة المستقبل بتقدمها وإنسانيتها وناسها. وأهلها الطيبون الذين ضحوا من أجلها ستظل وجوهم مقمرةٌ ببياض نور الله، مبتسمة مشعة على طرقاتها، وبين بيوتاتها قناديل تفرش لأجيالها النور والأيمان متوهجان بأماني الآباء والأجداد. وقبة ومنارة صاحب الدماء الزاكيات كالشمس القصية مَجْمرة مضيئة ما دام الليل والنهار.







وائل الوائلي
منذ 23 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN