للمفسرين آراء مختلفة في معنى روح القدس :
1 ـ قالوا إنّه جبرائيل ، فيكون معنى الآية على هذا إن الله أيّد عيسى بجبرائيل. وشاهدهم على ذلك قوله تعالى : {نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [النحل : 102].
ووجه تسمية جبرائيل بروح القدس ، هو أن جبرائيل ملك ، والجانب الروحي في الملائكة أمر واضح ، وإطلاق كلمة «الروح» عليهم متناسب مع طبيعتهم ، وإضافة الروح إلى «القُدسِ» إشارة إلى طهر هذا الملك وقداسته الفائقة.
2 ـ وقيل : إن «روح القدس» هو القوّة الغيبية التي أيّدت عيسى(عليه السلام) ، وبهذه القوة الخفية الإلهية كان عيسى يحيي الموتى.
هذه القوّة الغيبية موجودة طبعاً بشكل أضعف في جميع المؤمنين على اختلاف درجة إيمانهم. وهذا الإِمداد الإلهي هو الذي يعين الإنسان في أداء الطاعات وتحمل الصعاب ، ويقيه من السقوط في الذنوب والزلات. من هنا ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله لحسان : «لَنْ يَزَالَ مَعَكَ رُوحُ الْقُدُسِ مَا ذَبَبْتَ عَنَّا» (1) وقول بعض أئمة أهل البيت لشاعر قرأ أبياتاً ملتزمة : «إِنَّمَا نَفَثَ رُوحُ الْقُدُسِ عَلى لِسَانِكَ» (2).
3 ـ ومن المفسرين من قال إن روح القدس هو «الإِنجيل»(3) ويبدو أن التّفسيرين السابقين أقرب إلى المعنى .
__________________________
1. وسائل الشيعة ، ج14 ، ص594 ، ح19886 .
2. بحار الانوار ، ج49 ، ص237 ، ح6 .
3. تفسير المنار ، ذيل الآية مورد البحث .