رسم الحشد الشعبي المقدس أروع صور التضحية والولاء في تحقيق الانتصارات والدفاع عن الوطن والمقدسات، وهذه الانتصارت التي تكللت لم تأتي وليدة الصُدفة، بل جاءت نتيجة تضافر جهود الشعب العراقي والالتفاف حول مرجعيته الدينية العليا المباركة المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف"، فهنا تعددت الأدوار لنيل شرف الجهاد، منهم من حالفه الحظ ليكون بالخطوط الأولى في سواتر القتال ليشكل قوة ضاربة وسداً ضد التكفيرين الأوغاد، ومنهم من يَقْدِم على خِدمة المجاهدين الأبطال وتوفير كلّ ما يحتاجه المجاهد من مستلزمات وهو يرابط في ساحات الوغى، متأسون بقول النبي الأكرم محمد "صلى الله عليه وآله": (من جهز غازيا بسلك أو إبرة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)، لذا قامت ثلة مؤمنة من الشباب العقائدي في رابطة الإمام الجواد "عليه السلام" بإنشاء مشروع تصفية وتعبئة مياه الشرب الخاص بتجهيز المقاتلين في عدد من قواطع الحشد الشعبي، وتأتي هذه المبادرة الطيبة لتؤكد إيمانهم العميق بقضيتهم وتعبر عن شعورهم بالمسؤولية تجاه المجاهدين وضرورة تسخير إمكاناتهم وطاقاتهم من أجل توفير جميع العوامل والمقومات التي تدعم زخم المعركة لتحقيق المزيد من التقدم والانتصار. وفي ذات الوقت تشرف وفد العتبة الكاظمية المقدسة الذي ترأسه عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة الحشد الشعبي في العتبة المقدسة المهندس سعد محمد حسن، بزيارة موقع مشروع تصفية وتعبئة مياه الشرب، واطلع خلالها على مراحل سير العمل والوقوف على أهم متطلباته، معرباً عن بالغ سروره بهذه الانجاز المبارك الذي يساهم في توفير أكثر من (3000) ألآف قنينة ماء في اليوم للمجاهدين، معلناً عن مواصلة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية مشوارها بالدعم المادي والمعنوي لكل المشاريع التي تسعى لتقديم ما يمكن تقديمة لمجاهدي الحشد الشعبي الأبطال والمضي قدماً نحو تطويرها، داعياً الباري تبارك وتعالى بأن يسدد خطى الجميع ويأخذ بأيديهم حتى يحقيق النصر المبين . وفي سياق متصل أجريت سلسلة من اللقاءات مع مجموعة من المتطوعين والتعرف على طبيعة المشروع فكان أولها مع المتطوع عبد الرحمن فاضل فحدثنا قائلاً: بعد التوكل على الله تبارك وتعالى قام مجموعة من الشباب في رابطة الإمام الجواد "عليه السلام" من الطلبة والموظفين لنيل شرف خدمة مجاهدي الحشد الشعبي والمشاركة في الجهاد الكفائي، حيث ارتأت بإنشاء منظومة ماء توفر ما يقارب أكثر من (3000) قنينة في اليوم الواحد سعة نصف لتر، وسمي هذا المشروع بساقي عطاشا كربلاء تيمناً بأبي الفضل العباس "عليه السلام" ودوره الكبير والبطولي في واقعة كربلاء بأسقاء عطشا أهل البيت "عليهم السلام" والأصحاب. أما المتطوع ماجد جادر حسن حدثنا قائلاً: نشكر الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة لتواصلها مع هذه الكوكبة من الشباب المؤمن وزيارتها لنا يعطينا دافعاً معنوياً لأجل أن نبذل قصارى جهودنا لنيل شرف هذه الخدمة المقدسة، لأن ما يقدمه لنا حشدنا أكبر مما نختزله بكلمات الأنتصار وحماية المقدسات، وهذا ما يدفعنا لتقديم أفضل الخدمات للمجاهدين الأبطال. كما حدثنا المتطوع الحاج خالد عبد الحسن قائلاً: هناك ألية عمل منظمة لتوزيع تلك المياه على القطعات الجهادية، بإشراف لجان خاصة، تبدأ من القطعات الجهادية المرابطة في منطقة إبراهيم بن علي والكرمة والضابطية والاسحاقي انتهاءاً في سامراء. مضيفاً: تشهد منظومة المياه إلى الإدامة المتواصلة وتخضع للفحص الدوري فضلاً عن تميزها بنقاوة المياه المعبأة، ونسعى إن شاء الله تعالى إلى التطوير والزيادة في الانتاج بجهود المخلصين وببركة محمد وآله الطاهرين "عليهم السلام". وكانت لنا وقفة مع سماحة الشيخ فاضل الكناني المسؤول عن نشاطات رابطة الإمام الجواد "عليه السلام" فتحدث إلينا قائلاً: يجمع أعضاء هذه الرابطة حبّ النبي محمد وآله الأطهار "عليهم السلام" حيث يقومون مهام عدّة منها زيارة عوائل شهداء الحشد الشعبي المقدس، وتفقد الجرحى، ودعم المقاتلين في جبهات القتال وتوفير ما يحتاجونه من مستلزمات، فضلاً عن ممارسة دورهم الفكري والتثقيفي في نشر توجيهات المرجعية العليا المباركة، وتوجيه بعض الشباب من الوقوع في معصية الله عز وجل وإرشادهم إلى السبل الصحيحة لنيل رضا الله تعالى، أخيراً وليس أخراً نأمل أن نوسع هذه التجربة لتقوم بأدوار أكبر خدمةً لمجتمعنا ومدننا العزيزة.