المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معنى لفظة إذن‌


  

3543       04:30 مساءاً       التاريخ: 25-1-2016              المصدر: الشيخ حسن المصطفوي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2015 3479
التاريخ: 3-06-2015 2877
التاريخ: 2024-05-09 1155
التاريخ: 25-1-2016 3108
التاريخ: 22-10-2014 6356
مقا- إذن : أصلان متقاربان في المعنى ومتباعدان في اللفظ : أحدهما أذن كلّ ذى أذن. والآخر العلم. وعنهما يتفرّع الباب كلّه. فأمّا التقارب : فبالإذن يقع علم كلّ مسموع. وأمّا تفرّع الباب : فالأذن معروفة مؤنّثة ، ويقال لذي الاذن آذن ، وللرجل السامع من كلّ أحد اذن- {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} [التوبة : 61]. والأذن الاستماع. والأصل الآخر : العلم والإعلام. يقال قد أذنت بهذا الأمر : علمت. وآذنني فلان : أعلمني. والمصدر الأذن والإيذان. وفعله بإذني : بعلمي ، ويجوز بأمري. وهو قريب من ذلك. ومن ذلك أذن لي في كذا. ومن الباب الأذان ، وهو اسم التأذين ، كما أنّ العذاب اسم التعذيب. {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم : 7] ، أي أعلم ربّكم وربّما قالت العرب : في معنى أفعلت تفعّلت ، ومثله أوعدني وتوعّدني ، هو كثير.
مصبا- أذنت له في كذا : أطلقت له فعله ، والاسم الإذن ، وهو الأمر والإرادة ، نحو بإذن اللّه. وأذنت للعبد فهو مأذون له ، والفقهاء يحذفون الصلة تخفيفا‌ فيقولون للعبد : المأذون ، كما قالوا محجور والأصل محجور عليه. وأذنت للشيء أذنا من باب تعب : استمعت. وأذنت بالشي‌ء : علمت به. ويعدّى بالهمزة- آذنته إيذانا ، وتأذّنت : أعلمت. وأذّنت بالصلاة : أعلمت بها ، والأذان اسم منه ، والفعال يأتى اسما من فعّل مثل الوداع والسلام والزواج والكلام والجهاز. والأذن جمعها الآذان. واستأذنته في كذا : طلبت إذنه ، فأذن لي فيه : أطلق لي فعله.
كليا- { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء : 64] ، أي بإرادته وأمره أو بعلمه ، لكنّ الإذن أخصّ من العلم ولا يكاد يستعمل إلّا فيه مشيّته ، ضامّه الأمر أو لم يضمّه ، {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة : 102] - فيه مشيئة من وجه.
مفر- وأذن : استمع ، نحو- { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق : 2]. ويستعمل ذلك في العلم الّذى يتوصّل اليه بالسماع- {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } [البقرة : 279]. والإذن والأذان لما يسمع ، ويعبّر بذلك عن العلم ، إذ هو مبدأ كثير من العلم فينا- { ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي } [التوبة : 49] ، ... { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ} [الأعراف : 167]. وأذنته وآذنته : بمعنى. والمؤذّن كلّ من يعلم بشيء نداء.
{ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} [يوسف : 70].
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد فيها هو الإطّلاع بقيد الرضا والموافقة سواء صدر منه أمر أم لا ، فهذا المعنى مأخوذ في جميع موارد استعمالها.
فالأذن- كالجنب صفة مشبّهة ، ومعناها- المطّلع الراضي الموافق.
{قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ} [التوبة : 61]... {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} [التوبة : 61].
ثمّ غلب استعمالها في الجارحة المخصوصة الّتى هي حاسّة السمع والاطّلاع.
{وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ} [المائدة : 45].
{أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة : 12].
وجمعها الآذان.
{ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ } [البقرة : 19].
و{فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ} [فصلت : 44].
والإذن- اسم من أذنت ، وهو الاطّلاع مع الرضا والوفاق.
{ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } [آل عمران : 145] {وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ } [آل عمران : 49]... {خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [إبراهيم : 23]...
{فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي} [المائدة : 110]... {وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي} [المائدة : 110]... { لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [هود : 105] ... {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [القدر : 4].
أي باطّلاع من الربّ ورضائه ووفاقه ، وكلّ هذه الأمور جارية تحت نظره وتدبيره.
والاستيذان- طلب الاذن والرضا والوفاق في المطلوب.
{إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ} ... {وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ} [الأحزاب : 13]... {فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ} [التوبة : 83].
أى يطلبون منك التوافق والرضا فيما يريدون.
والتأذين- جعل الناس مطّلعين راضين موافقين ، والأذان اسم منه كما مرّ.
{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ } [الحج : 27]... {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ} [الأعراف : 44] ... { وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ} [التوبة : 3].
والتأذّن- إظهار الإذن والرضا بملاحظات ثانوية ومصالح خارجيّة ، وهذا معنى التكلّف في باب التفعّل ، كالتحلّم والتعجّل والتستّر.
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [الأعراف : 167].
ضمير الجمع راجعة الى الّذين عتوا [فَلَمّٰا عَتَوْا عَنْ مٰا نُهُوا] والتكلّف في الإذن باعتبار بعث العذاب : إشارة الى أنّ التعذيب منه تعالى بملاحظات ثانويّة ، وقد سبقت رحمته غضبه ، فالغضب منه تعالى خلاف رحمته الذاتّيّة ويحتاج الى التكلّف.
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم : 7].
فالآية في مقام الإشارة الى عواقب الكفران ، بدليل ما بعدها- {إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [إبراهيم : 8]. فلا نحتاج الى إرادة معنى مجازىّ من التأذّن.
والإيذان- مثل التأذين إلّا أنّ النسبة في الإفعال في المرتبة الاولى وفي قصد المتكلّم الى الفاعل ، بخلاف التفعيل فانّ التوجّه والقصد فيه في المرتبة الاولى الى المفعول به ، أي محلّ الوقوع ، فباب الإفعال ناظر الى الصدور وباب التفعيل الى الوقوع. فالنظر الابتدائي في الإيذان الى إظهار الإعلام وفي التأذين الى الإبلاغ والاعلام الى النّاس.
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي} [فصلت : 47] أي أظهرنا اطّلاعنا وأعلنّا.
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنبياء : 109] .أي فقد عملتُ بوظائف النبوّة وأبلغتُ رسالاتي وآذنت الجميع قاطبة.
وهذا بخلاف التأذين في- {أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لسارقون}.
فانّ المقصود فيها الإبلاغ الى العير والإسماع لهم.
ويدلّ على هذا الفرق بين الهيئتين : وجود حرف الألف في أفعل وحرف الياء والتشديد في فعلّ والتفعيل.
وبما قلناه من الفرق بين البابين : ينكشف لك حقيقة التعبير وسرّه في موارد استعمالهما في كلمات أخر. وكذلك يظهر سرّ التعبير بهذه المادّة واختيارها في مواردها على موادّ- العلم ، الإعلان ، الاطلاع ، الاخبار ، ونظائرها- في القرآن الكريم ، فانّ النظر فيها الى تحقّق الاطّلاع مع الموافقة.
______________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ ‏هـ . - مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ . - كليّا = كليّات أبي البقاء الكفوي ، طبع إيران ، 1286 هـ . ‏- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع  ١٣٣٤ ‏هـ.


Untitled Document
أقلام بمختلف الألوان
جوائز مسابقة كنز المعرفة لشهر آذار 2025
د. فاضل حسن شريف
الامام الصادق في كتاب موازين الهداية للدكتور أبو لحية...
السيد رياض الفاضلي
المطالعة المثمرة نافذة على العالم
السيد رياض الفاضلي
يا طالب العلم
د. فاضل حسن شريف
(عدم نطق ألف التفريق للجماعة) في سورة فاطر (ح 1)
د. فاضل حسن شريف
واجبات وحقوق المعلم: الالتزام (وألزمهم كلمة التقوى) (ح...
نجمة آل درويش
"بين آراء الجميع وحكمة الإمام السجاد: نصنع الفارق...
السيد رياض الفاضلي
اثر الابداع بالصنع في تعزيز الحق
قصص وعظات
رَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ ضُرَّهُ (قصة قصيرة)
حمدي الروبي
ترنيمة اللقاء ، قراءة نقدية في قصيدة : أغداً ألقاك
حمدي الروبي
الفرق بين التدريب والتعليم
د. فاضل حسن شريف
عقيدة الزيدية والقرآن الكريم من سورة المائدة (ح 22)
ياسين فؤاد الشريفي
قبيلة الهيمبا المتأصلة
د. فاضل حسن شريف
عقيدة الزيدية والقرآن الكريم من سورة المائدة (ح 21)