مصبا- لدن ولدى : ظرفا مكان بمعنى عند ، إلّا أنّهما لا يستعملان إلّا في الحاضر ، يقال : لدنه مال ، إذا كان حاضرا ، ولديه مال ، كذلك ، وجاء من لدنّا رسول ، أي من عندنا ، وقد يستعمل لدى في الزمان. وإذا أضيفت الى مضمر لم تقلب الألف في لغة بنى الحرث بن كعب ، تسوية بين الظاهر والمضمر فيقال لداه ولداك ، وعامة العرب تقلبها ياء فتقول لديك ولديه ، كأنّهم فرّقوا بين الظاهر والمضمر بأنّ المضمر لا يستقلّ بنفسه بل يحتاج الى ما يتّصل به ، فتقلب ليتصل به الضمير ، ولدى اسم جامد لا حظّ له في التصريف والاشتقاق ، فأشبه الحرف نحو إليه واليك وعليه وعليك.
صحا- لدن : رمح لدن ورماح لدن بالضمّ ، والتلدّن : التمكّث ، يقال :
تلدّن عليه إذا تلكّأ عليه. ولدن : الموضع الّذي هو الغاية ، وهو ظرف غير متمكّن بمنزلة عند ، وقد أدخلوا عليه من وحدها من حروف الجرّ ، وجاءت مضافة تخفض ما بعدها. وفي لدن ثلث لغات لدن ولدى ولد.
لسا- اللدن : الليّن من كلّ شي‌ء من عود أو حبل أو خلق ، والأنثى لدنة ، والجمع لدان ولدن ، وقد لدن لدانة ولدونة ، ولدّنه : ليّنه ، وقناة لدنة : ليّنة المهزّة ، ورمح لدن ، ورماح لدن ، وامرأة لدنة : ريّا الشباب ناعمة. وتلدّن في الأمر : تمكّث وتلبّث. ولدن ولدن ولدن ولدن ولد- محذوفة منها ، ولدى محوّلة ، كلّه : ظرف زمانىّ ومكانىّ معناه عند. قال أبو اسحق : لدن لا تمكّن‌ تمكّن عند ، لأنّك تقول هذا القول عندي صواب ، ولا تقول هو لدنّى صواب. وتقول عندي مال عظيم والمال غائب عنك ، ولدن لما يليك لا غير. قال الليث :
لدن : ظرف مكان بمعنى عند إلّا أنّه أقرب مكانا من عند وأخصّ منه ، فانّ عند تقع على المكان وغيره ، تقول لي عند فلان مال ، أي في ذمّته ، ولا يقال ذلك في لدن.
شرح الكافية للرضى- ومنها لدى ولدن ولدن ولدن ولدن ولد. ولدن : مثل عضد هي المشهورة ، ومعناها أوّل غاية زمان أو مكان ، نحو لدن صباح ومن لدن حكيم ، وقلّما تفارقها من ، فإذا أضيفت الى الجملة تمحّضت للزمان ، لما تقدّم أنّ ظروف المكان لا تضاف الى الجملة منها إلّا حيث. ولدى بمعنى لدن ، إلّا أنّ لدن ولغاتها يلزمها معنى الابتلاء ، ولذا يلزمها من إمّا ظاهرة وهو الأغلب أو مقدّرة وأمّا لدى : فهو بمعنى عند ولا يلزمه معنى الابتلاء ، وعند أعمّ تصرّفا من لدى لأنّ عند يستعمل في الحاضر القريب وفيما هو في حوزك وإن كان بعيدا ، بخلاف لدى فانّه لا يستعمل في البعيد.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو القرب الملايم ، ويختصّ لدن بالقرب المتّصل ، فكأنّه مقام قائم بالشخص. وأمّا لدى : فهو يختصّ بالقرب المنفصل ومعناه قريب من مفهوم المحضر ، وهو أعمّ من المادّيّ والمعنويّ. كما أنّ لدن يستعمل غالبا في المفهوم المعنويّ. وأما عند : فقد سبق إنّه يطلق للدلالة على مطلق الارتباط ، فيربط ما قبله بما يضاف اليه ويشدّه اليه.
من لدنك رحمة ، من لدنك وليّا ، من لدنّا أجرا ، من لدنّا علما ، من لدنك سلطانا نصيرا ، بأسا شديدا من لدنه.
يراد أنّها تنشأ وتظهر من المقام اللاهوتيّ أي من صفات قائمة به تعالى.
ولدينا كتاب ، جميع لدينا محضرون ، إلّا لديه رقيب عتيد ، وما كنت‌ لديهم ، لا تختصموا لدىّ ، وأحاط بما لديهم.
يراد مفهوم المحضر.
_____________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ ‏هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .