نظّمت شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية التابعة للعتبة العباسية المقدسة، حفلاً بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام). جاء ذلك على هامش فعاليات المهرجان السنوي المركزي الثامن عشر، الذي تقيمه الهيأة العليا لمشروع الحلة مدينة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) تحت شعار (الإمام الحسن المجتبى عزّة للمؤمنين وإصلاح للمسلمين)، في محافظة بابل. وأشرفت على الحفل مدرسة البضعة الطاهرة (عليها السلام) التابعة للشعبة، بالتعاون مع معهد القرآن الكريم النسوي في العتبة المقدسة، وكلية الإمام الكاظم (عليه السلام) أقسام بابل. وافتُتح الحفل بقراءة سورة الفاتحة ترحمًا على أرواح الشهداء، تلاها النشيد الوطني ونشيد الإباء، وكلمة ترحيبية ألقتها التدريسية من كلية الإمام الكاظم (عليه السلام) الدكتورة إقبال الحجار. وبدأ الحفل بتلاوة قارئات معهد القرآن الكريم النسوي الجزء الخامس عشر من القرآن الكريم، تلتها فقرة للتدبر في آية قرآنية، قدّمتها مدرسة علوم القرآن سندس سعد، وبعدها قُرئت أدعية ما قبل الإفطار ثمّ صلاة المغرب، لتُستأنف بعد ذلك فعاليات الحفل. وشهدت الفعاليات كلمة لمسؤولة الشعبة، السيدة بشرى الكناني، أكدت فيها أهمية إحياء ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، الذي يُعد رمزًا للعزة والإصلاح في الأمة الإسلامية، وعرض سيرته العطرة التي تُعد منهجًا قويمًا للتعامل مع الحياة بتسامح وحكمة، إذ علّمنا كيف نكون أوفياء لديننا ونعيش بإخلاص وتواضع، ولا سيّما في زمن كُثرت فيه الفتن والانحرافات، ونحن بحاجة إلى التمسك بسيرة أهل البيت (عليهم السلام)، فهم النور الذي يهدينا إلى الطريق المستقيم ويحمينا من كل فكر منحرف. وأكدت أهمية دور المرأة في المجتمع، لتكون قوية بإيمانها، واثقة بقيمتها، معتزة بدينها، كونها نواة المجتمع، وإذا صلحت المرأة، صُلح المجتمع كله، وشددت على أهمية الاقتداء بالنساء الطاهرات، كالسيدة خديجة والسيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)، اللتين كانتا مثالًا للإيمان والصبر والعطاء. وتوجهت الكناني بالشكر إلى الجهات المنظمة للمهرجان، متمنيةً أن يكون هذا الحدث منارة للهداية والإصلاح في المجتمع.
وجاءت بعد ذلك كلمة بالنيابة عن إدارة مدرسة البضعة الطاهرة وملاكها، ألقتها السيدة زهراء حسن، إذ بيّنت فيها حكمة الإمام الحسن (عليه السلام) وسياسته، موضحة أنّ سيرته كانت مثالًا للقيادة الحكيمة التي تجمع بين القوة والتسامح في مواجهة التحديات، والموازنة بين المصلحة العامة والحفاظ على وحدة الأمة. وتضمّنت الفعاليات رسم لوحة لسماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني (دام ظله)، قدّمتها الرسامة دنيا كلود، وأهدتها إلى شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية، كتعبير عن تقديرها لجهودهم في تعزيز القيم الدينية والتعليمية. واختُتم الحفل بمجموعة من الموشحات الدينية والأشعار التي أظهرت الحبّ للإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، والارتباط به، وسط أجواء من الفرح والسرور.