أكّد قسم التربية والتعليم في العتبة العباسية المقدّسة، على السعي من خلال مجموعة العميد التعليمية لتحقيق رؤية العتبة العبّاسية المقدّسة، وإصدار أنموذج تعليميّ يُحتذى به. جاء ذلك في كلمة معاون رئيس قسم التربية والتعليم الدكتور حيدر الأعرجي، خلال فعّاليات مُلتقى العميد بنسخته الرابعة، الذي يهدف إلى عرض التجارب العالمية لتطوير استراتيجيات التعليم الحديث، وتبنّي الثقافة الرقمية وتطوير المناهج التعليمية. وذكر الأعرجي، أن مصطلح الجودة والتجويد والتحسين انطلق منذ أربعينات القرن الماضي، عندما تأسّست الجمعية العالمية للمقاييس والمعايير، إلا أنه لم يأخذ الحيّز الواسع في العالم إلّا بعد ظهور مصطلح العولمة، هذا المصطلح الذي بدأ بالظهور منذ أن نشرته ثورة الانتقالات في العالم، التي قرّبت المسافات وجعلت المسمّى الذي أُطلق بأن (العالم قرية صغيرة) قيد التنفيذ، فكان لا بدّ من أن يوضع هذا الحراك التنافسيّ في جميع المؤسّسات الصناعية والتجارية والتعليمية، فبدأت تظهر المعايير والمقاييس للمؤسّسات لقياس جودة المنتجات وتحقيق حالة التنافس العالمي، ومن بين المؤسّسات المهمّة في العالم هي المؤسّسات التعليمية، فكان لا بدّ لهذه المؤسّسات من معايير ومقاييس تقاس بها، لكي تحقّق حالة التنافس وحالة الظهور على مستوى العالم.
وأضاف، أن مجموعة العميد التعليمية منذ اللحظة الأولى لتأسيسها، كانت هناك أهداف رئيسية لهذا التأسيس لم تنطلق من حالة التنافس التجاري والاقتصادي في المجتمع التعليمي، إنّما انطلقت من رؤية واضحة للعتبة العباسية المقدسة، بأن تصدّر أنموذجاً تعليمياً يُقاس به ويُحتذى في خضمّ ما يتعرّض إليه العالم اليوم من هزّةٍ للمنظومة القيميّة، وما ألقت به التكنولوجيا من ظلالها على مسمّى المدرسة، وظهرت جملة من التحدّيات التي تتحدّى هذه المنظومة التعليمية ألا وهي المدرسة. وأوضح، أن المدرسة تشهد جملة من التحدّيات الكبيرة، هل أن هذا العنوان سيصمد أمام ما تُلقي به التقنية من متغيّرات؟ هل أن هذا العنوان قادر على المنافسة لطرحه المناهج التعليمية بالطريقة المطلوبة؟ هل أن المدرسة اليوم في خضمّ هذه التطوّرات واختلاف المرتكزات البنائية لعقل الإنسان منذ الطفولة، قادرة على أن تلبي هذه الاحتياجات؟ كلّ هذه التحدّيات وضعتها العتبة العباسية المقدسة نصب عينها ونصب أعين الناس، لتخرج بهذا المشروع الذي كما أسلفت يُراد به أن يكون أنموذجاً للقياس، وليس أن يمثّل حالة للتنافس على اللحاظ التجاري. وتابع، أن مجموعة العميد عندما انطلقت بخطاها الواثقة جعلت واحدة من أهم مرتكزاتها هو أن تراقب نفسها، وهذه الرقابة آلت أن تكون من داخلها ومن خارجها، فأنا أتذكر منذ أكثر من سبع سنوات كان لقائي الأوّل مع الدكتور في جامعة الكفيل وكان أيضاً يزور مجموعة العميد، فمنذ ذلك الوقت أو بوقتٍ أسبق كانت المجموعة تلحظ هذه الأمور، وتريد أن تتقدّم بخطى واثقة وتقف على أرضٍ صلبة. وأشار إلى أن المجموعة تعي التحدّيات التي هي فيها وقد حسّنت من الملاحظات التي سجّلتها على نفسها، فهي إذ تقيّم نفسها ذاتياً وتشخّص وبدقّة مواطن الضعف ومواطن القوّة، وتحاول دائماً أن توظّف مواطن القوّة للنهوض بمواطن الضعف ومقاومة التحدّيات التي تمرّ بها، وعلى هذا الأساس كان هناك حراك دائم وسنويّ من التغيير ومن الأطاريح التي تطرح، ومن التجارب التي تجرّب ثمّ يُقاس العائد التعليميّ منها، من قِبل الأساتذة الحاضرين في هذه القاعة، وبالتالي يتمّ الوقوف على كلّ النقاط بحيثياتها الإيجابية والسلبية، الحمد لله هذه الخلية تعمل ابتغاء مرضاة الله أوّلاً ومن ثمّ مرضاة المولى أبي الفضل العباس(عليه السلام)، وفاءً لهذا الوطن وتحقيقاً لرؤية العتبة العباسية المقدّسة لإنتاج هذا الأنموذج المقياس. وأكّد الأعرجي، أن التحدّيات اليوم تتمثّل في إمكانية المدرسة وخصوصاً مدارس مجموعة العميد، هل هي قادرة على أن تلبّي هذه التحدّيات؟ قادرة على أن تنتج متعلّماً بمهاراتٍ تناسب ما يسمّى اليوم بالمهارات المطلوبة للقرن الواحد والعشرين؟ هل المجموعة قادرة على أن تتجاوز النمط القديم في الدراسة؟ هل المجموعة قادرة على أن تلبّي احتياجات التقنية في الاتّصال وتوفير الوسائل التعليميّة التي جعلت من نمط تعلّم المتعلّمين يختلف عن الأنماط التي تعلّمنا بها؟، أنا أقول واثقاً إن شاء الله المجموعة قادرة على ذلك، بفضل هذه الوجوه المستبشرة والأيادي البيضاء النيرة، فستحقّق وتجيب عن هذه التساؤلات بتحقيقٍ عمليّ. وبيّن، أنه كان هناك تحدٍّ من أن نكسر النمطية في التدريب ونتّجه نحو العالمية، لذلك ارتأت رئاسة القسم ومجلسه أن تحاكي هذه العالمية في تطبيق إطارٍ عالمي، في تحسين التعليم وتحسين إدارة المدارس، وبالتالي وضع جميع ملاكاتها في هذا الإطار العالمي الذي زاد من وضوح الرؤى لهؤلاء الملاكات، وأطلعَهم كيف أن الرؤى الجديدة للمنظومة التعليمية على مستوى العالم، كيف هي الآن وكيف عليهم أن يفكّروا؟ وكيف عليهم أن يجابهوا هذه التحدّيات. واختتم، قبل سنوات كانت المدارس بحلّةٍ قديمة واليوم تحاكي البنى التحتية للمتطلّبات العالمية، وبالتالي فإن البنى التحتية لا تشكّل همّاً أو عائقاً لدينا، إنّما كما أسلفت أن التحدّي هو أن ننتج متعلّماً قادراً على مواجهة هذه التحدّيات، وأن تطابق الرؤيا الأهداف، وبالتالي ينتج متعلّمٌ منمّى تنميةً شاملة برؤية متكاملة، وإن شاء الله يتحقّق هذا بجهودكم وجهود الجميع.