أصدق المشاعر وأسمى آيات الولاء هي تلك التي نتحمل من أجلها الصعاب، ونقدّمها هدية خالصة دون واعز قسري أو طمعاً للحصول على مقابل، ويتجلّى هذا في السرّ الإلهي الذي يُلهم المؤمنين في إحيائهم المناسبات الدينية لأهل بيت النبوة "عليهم السلام"، إذ يستذكر المحبون والموالون للعترة الطاهرة في هذه الأيام شهادة ابن الأوصياء الراشدين الإمام الحسن العسكري "عليه السلام" الذي سطع نجماً لامعاً في سماء الولاية، وتعظيماً لهذه المناسبة الأليمة توجّهت الجموع المؤمنة والمواكب الحسينية من مدينة أسدي بغداد الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" إلى سامراء المقدسة، لتجديد البيعة إلى الحجة القائم الإمام المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف" في ذكرى شهادة أبيه "عليه السلام"، وإحياء هذه الذكرى الأليمة التي أفجعت قلوب المؤمنين، يحدوهم الولاء والوفاء بهذا المصاب الجلّل، حيث تجسدت في كلماتهم الصورة الحقيقة لموالي أهل بيت النبوة "عليهم السلام" المتمسكين بفكرهم النيّر وبخطهم الرسالي، وحناجرهم تصدح بكلمات الأسى وعبارات الحزن وهم يواسون الإمامين الهاديين "عليهما السلام"، لتختتم تلك المراسم بمجلس تأبيني في رحاب العتبة العسكرية المقدسة.