في مؤسسة كبيرة ذات أهداف سامية مثل العتبة العباسية المقدسة تتوزع الأدوار بما يتماشى مع الرؤية النهائية الموحدة التي تتبناها الإدارة العُليا، ويقع على عاتق كل قسم مهام عدّة، إذ يأخذ العمل شكلاً تكامليًا بغية أن يتناسب مع ما لهذه المؤسسة الدينية الرصينة من خصوصية، وفي ظل الخطط المعتمدة فإن الدور الذي يؤديه قسم العلاقات العامة يتمحور حول ترسيخ ثوابت أساسية، منها الرسم التطويري للصورة الاعتبارية للعتبة المقدسة ومدّ جسور التواصل مع الجمهور عبر المواظبة على إقامة الأنشطة والفعاليات التي تلامس الحاجة الراهنة للمجتمع، وللحديث أكثر عن آليّة العمل المعتمدة، أجرى المركزُ الخبريّ مقابلةً خاصّةً مع رئيس قسم العلاقات العامة الأستاذ محمد علي أزهر، هذا أهمّ ما تضمّنته: 1ـ من الأدوار التي تناط برجال العلاقات العامة، إدارة الأزمات والمشكلات التي قد تواجه مؤسّساتهم، كيف تواجهون الأزمات أو تردون الشبهات؟ في ردّنا على الشبهات نعتمد على أمرين مهمّين، الأول يتمثل في إعطاء الشخص المعني بالرد الحرية الكاملة في اختيار الآلية المناسبة للتعامل مع الحدث، أمّا الأمر الثاني فيكمن في تهيئته ليكون عارفًا بكل التفاصيل ومحيطًا بحيثيات الموضوع حتّى يصل إلى مرحلة التمكن من استخدام الطرق الأكثر فعالية، التي تتناسب مع السياسة العامة للمؤسسة، أمّا فيما يتعلق بمواجهة الأزمات فإنّ ملاكاتنا مدربة على مستوى عالٍ وتعتمد استراتيجية مواجهة الأزمة والصدام معها وعدم تلافيها، أو التقليل من شأنها والوقوف على أسبابها، وقد تلجأ في بعض الأحيان لوضع الخطط البديلة الّتي من شأنها أنّ تُسهم في الخروج من الأزمة، وذلك يتم بعد النقاش بين أعضاء الفريق المختص لحل الأزمات، واختيار الخطّة المُثلى التي وُضِعت وإبداء الحلول الممكنة. 2- عملكم يحتم عليكم أن تكونوا حلقة وصل بين المؤسّسة وجمهورها، ما الخطط المعتمدة لإيصال رسالة العتبة العباسية المقدسة؟ ـ نعتمد في خطتنا الهادفة إلى إيصال الرسائل المهمّة على عدد من البرامج المتنوعة والموجهة الى الجمهور المتكون من شرائح مختلفة في تفكيرها ومستويات وعيها وفي توجهها في بعض الأحيان، ونسعى من خلال ذلك إلى الإحاطة والتركيز على بعض الجوانب المهمة، مثل تعزيز الروح الوطنية، والتعريف بالعتبة العباسية ونشاطاتها وتقديمها كمؤسسة شاملة معنية بالشأن الثقافي والديني والصحي والصناعي، وعدم التقوقع حول فكرة أنها مؤسسة دينية. 3- كيف تعملون على تنمية الدور المجتمعي للعتبة العباسية؟ ـ تتم تنمية الدور المجتمعي عن طريق مساعدة أبناء المجتمعات المحتاجين إلى المساعدة، وبأنواعها كافّة كأنّ تكون (طبية ـ تعليمية ـ مالية - بناء دور.. الخ)، ويعزز ذلك بنشاطات مجتمعية متمثلة باستضافة عوائـل شـهداء الحشد الشعبي مـرة، وشيوخ العشائر مـرة أخـرى ومجـاميع مـن الطلبـة، أو مـن التدريسين وفـي الفئات العمرية كـافـّة. 4 - فيما يخص الرسم التطويري للصورة الاعتبارية للعتبة المقدسة، هل تعتمدون على خطط طويلة المدى؟ أم يكون الاعتماد على خطط قصيرة المدى تحقّق أهدافًا خلال فترة معينة؟ نعتمد على كلا الطريقتين فيما يخصّ الرسم التطويري للصورة الاعتبارية للعتبة العباسية المقدسة، ويتم ذلك احياناً عبر البرامج التي ينفذها القسم، ومنها ما يكون بخطة طويلة المدى ترتكز على أثر الفعاليات ونتاجاتها المثمرة، ومثالاً على ذلك مشروع (فتية الكفيل) الوطني المعني باحتضان الشباب وتغذيتهم ثقافيًّا وعقائديًّا، وفي أحيان أخرى نعتمد الخطط قصيرة المدى، وفي الغالب ينحصر ذلك في النشاطات التي تواكب أحداثًا معينة وتكون أهدافها مباشرة وسريعة التحقق. 5- هل تُراجع ردود الأفعال الناتجة عن التصريحات الإعلامية للشخصيات المهمة في العتبة العباسية؟ وكيف يتم التعامل معها سواء أكانت إيجابية أم سلبية؟ ـ في التعامل مع الردود السلبية نقدم الأدلة والبراهين التي من شأنها أن تكشف اللثام عن وجه الحقيقة، وفي مرات أخرى يكون مجرد التقدم بالشكر لصاحب الموقف السلبي كفيل أن ينـزع سلاحه بالفعل، فالعبـارات الدفاعيـة أو الهجمات المضـادة لـن تسـاعد فـي إيجـاد الـحـل ولـن تؤدي إلا إلى اشتداد تـوتر الوضع، وبدلا مـن ذلـك نبين أننـا على استعداد للاستماع، ونضـع فـي اعتبارنا أن قبـول التعليقات لا يعنـي بالضرورة الموافقة عليها. 6- في الآونة الأخيرة أولت العتبة العباسية اهتمامًا بطلبة الجامعات سواء من خلال حفل التخرج المركزي، أو غيره من الفعاليات والأنشطة، ما الأهداف من وراء ذلك؟ ـ بصراحة أنّ هؤلاء الشباب يعتبرون نواة المجتمع ومسؤولية بناء المجتمع تقع على عاتقهم، وكما أوضح سماحة المتولي الشرعي السيد أحمد الصافي (دام عزه) بوصفه للطالب الجامعي بـ (المشروع المرتقب) وكلمته المباركة كانت خير ردّ على هذا السؤال. 7ـ ما الخطط المستقبلية التي يسعى القسم إلى تحقيقها؟ ـ نسعى إلى التطوير المستمر للعلاقات البشرية لقسم العلاقات ومتطلبات كلّ شعبة من احتياج تدريبي، فضلاً عن العمـل علـى تطـوير المناهج السنوية للشعب المعنية بالجانب الثقافي، وأيضـا العمـل علـى توسـعة المـوارد الماديـة كـدور الضيافة وبمـا يـتلاءم مـع حـجـم أعمـال العتبـة المقدسـة وبأفضـل مـا يكـون، خـدمـةً لضيوف المـولى أبـي الفضـل الـعبـاس(عليه السلام) إضـافة إلـى بـاقي الشـعب المهمـة ذات التواصـل مـع المؤسسـات الحكوميـة والمجتمعيـة كافـة (جامعـات ـ معاهـد -مديريات تربية وإدارات مدارس منافذ حدودية وسفارات وقنصليات ووزارات ونقابات وغيرها)، كما تتضمن الخطة استحداث وحـدات إداريـة تعنى بالتواصل والتنسيق مـع شـرائح مجتمعيـة أكثـر؛ لكـي يوسع نطـاق التواصل الاجتماعي وتحقيـق مستوى عالٍ من التنسيق مع جميع شرائح المجتمع.