( مدد ) {مَدَّ الظِّلَّ} [الفرقان : 45] أي من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس {وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} [الفرقان : 45] أي دائما لا يتغير يعني لا شمس معه ، وقيل : {مَدَّ الظِّلَّ} جعله ممتدا منبسطا لينتفع به الناس {وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} أي لاصقا بأصل كل ذي ظل من بناء أو شجر فلم ينتفع به أحد : ومعنى {جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} [الفرقان : 45] أي الناس يستدلون بالشمس وبأحوالها في مسيرها على أحوال الظل من كونه ثابتا في مكان وزائلا ومنبسطا ومتسعا ومتقلصا ولولا الشمس لما عرف الظل ولولا النور لما عرفت الظلمة وسيأتي معنى القبض ( 1 ) في بابه ، و {يَمُدُّونَهُمْ} [الأعراف : 202] يزينون لهم {الْغَيِّ} [البقرة : 256] و  ( مد الأرض ) بسطها طولا وعرضا لتثبت عليها الأقدام ، و {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} [الانشقاق : 3] أي بسطت بأن تزال جبالها وكل أكمة فيها حتى تمتد وتنبسط كقوله : {قَاعًا صَفْصَفًا} [طه : 106] و {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ } [البقرة : 15] من مد الجيش وأمده إذا أزاده وقواه لأنه من المد في العمر ومد النظر : تطويله وأن لا يكاد يرده استحسانا للمنظور إليه وإعجابا به وتمنيا أن يكون ذلك له ، ومنه قوله تعالى : {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} [طه : 131] الآية قال بعض الزهاد : ويجب غض البصر عن أبنية الظلمة وملابسهم المحرمة لأنهم اتخذوا ذلك لعيون النظار فالناظر إليها محصل لغرضهم وكأنهم يحملونهم على اتخاذها .
____________
1- يقصد تفسير قوله تعالى : {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا} [الفرقان : 46] .