ابتهاجاً بمناسبة ذكرى ولادة إمام المتقين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وحفيده شباب الأئمة الإمام محمد بن علي الجواد "عليهما السلام"، دأبت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة على رعاية الفعاليات التربوية التي من شأنها ترسيخ الثقافة الدينية في نفوس أجيالنا الفتية، وبيان الفوائد التربوية والمعنوية المتوخاة من الالتزام بالوظائف والتكاليف الشرعية، وعلى هذا السبيل أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وبالتعاون مع قسم تمكين المرأة في هيأة الحشد الشعبي حفل سنّ التكليف الشرعي (للفتيان)، بحضور خادم الإمامين الكاظمين الجوادين، الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور حيدر حسن الشمّري، وعددٍ من أعضاء مجلس الإدارة الموقّر، وممثلي هيأة الحشد الشعبي، فضلاً عن ما يقارب المائة والخمسين فتياً من أيتام مقاتلي الحشد الشعبي.
استهل الحفل الذي أقيم في رواق سيدنا عبد الله بن عبد المطلب "عليه السلام" في رحاب الصحن الشريف، بتلاوة معطرة لآيٍ من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة باقر أحمد، أعقبها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام بين فيها قائلاً: (ونحن نخاطب أبناءنا الذين بلغوا سنّ التكليف الشرعي نستذكر معهم أن صاحبَي المناسبة قد كانوا بأعمار تقارب أعماركم -أيها الأحبة- (عمر الفتوة) عندما حملا مسؤوليتهما الشرعية فأمير المؤمنين علي عليه السلام آمن برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو ما زال في العاشرة من عمره.. فكان أول فتىً يؤمن برسالة الإسلام.. فأصبح أولهم إسلاما وأقدمهم إيمانا.. أما الإمام محمد الجواد عليه السلام فقد تسلّم مهام الإمامة ولم يبلغ العاشرة من عمره الشريف بعد استشهاد أبيه الإمام علي الرضا عليه السلام فكان أيضا فتيا في مقتبل العمر.. إذن لا يمكننا أن نستصغر الأعمار ونقول أنكم ما زلتم صغارا عن تكليفكم الشرعي كما يطبل البعض أن هذه الأعمار لم تشبع من اللعب واللهو فأين هم من الصلاة والصيام فما زالوا أطفالا فاتركوهم يمرحون.. وهذا تفكير خاطئ وليس صحيحاً
أبناءنا الأعزاء.. يصبح المسلم مسؤولاً عن الالتزام بالشريعة ومكلّفاً بها إذا بلغ سن التكليف وسن التكليف الشرعي لكم يعني أن الله هيأكم نفسيا وجسدياً الى تحوّل مهم في محطات حياتكم فهو انتقال من الطفولة الى عالم المسؤولية.. عالم النضوج والتفتّح على الحياة، وعلى أولياء الأمور مسؤولية شرعية لمساعدة الابن كي يقوم بواجباته في العبادات والمعاملات وسائر التزاماته الشرعية.
وأضاف: إن بلوغكم سنّ التكليف الشرعي يعني أنكم أصبحتم فتيانا مسؤولين أمام الله سبحانه وتعالى وهذا ليس عناءً أو شقاءً يُفرض عليكم أحبائي.. بل تكريما لكم وبناءً لشخصيتكم الواعدة تشاركون الكبار في المسؤولية الشرعية.. وتتهيأون لبذل العطاء وإدارة الحياة.. فأنتم اليوم قادة صغار ونماذج رجال بعمركم الفتي هذا.. فاحفظوا أنفسكم عن المعاصي واحذروا حملات تمييع الشباب والغزو الثقافي في هذه المرحلة الحرجة من ربيع أعماركم المباركة.. حافظوا من أول يوم على صلواتكم وصيامكم وسائر عباداتكم، وتمسكوا بكتاب الله وسنته نبيه ونهج آل الرسول فلن تضيعوا بعدها أبدًا إن شاء الله تعالى.. كونوا كآبائكم.. رجالا لا ولن ينساهم التاريخ والوطن.. سجلوا بتضحياتهم أروع الدروس والعبر.. وما أنتم إلا ثمرة هؤلاء الرجال الذين لولاهم لما كنا اليوم جالسين في هذه الرحاب الطاهرة فألف تحية لهم وسلام).
تلاها كلمة لفضيلة الشيخ علي الشكرجي بهذه المناسبة الميمونة، قدّم خلالها شكره وتقديره إلى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة لدورها الكبير في احتضان هذه المناسبات ورعايتها لشريحة الفتية ودعواتها المتجددة بالتمسك بمبادئ الوعي والثقافة الإسلامية، مؤكداً على الحفاظ على الهوية الإسلامية ومحاربة كل أشكال الانحراف الأخلاقي والعقائدي وجعلهم شباباً واعياً على خطى آل بيت النبوة "عليهم السلام".
كما شهد الحفل مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين، ومشاركة أخرى لفرقة أشبال الجوادين بقصائد تغنت بحُب صاحبي الذكرى "عليهما السلام"، واختتم الحفل بتوزيع الهدايا المالية والعينية على المشاركين ممن بلغوا سنّ التكليف الشرعي من بركات الإمامين الكاظمين "عليهما السلام".