الفصل الرابع 

                                  الأفكار ما بعد الكلاسيكية الحديثة

                                         (الاصلاح الحدي) 

لقد كان للاصلاح الحدي اشارات ودلالات تختلف فيها بشكل جزئي ومتطور عن المفاهيم التي كانت سائدة في المدرسة الحدية ، التي تم تناولها بالشرح التفصيلي في الفصل الثالث وتوضح لنا بأنها استندت على اسلوب جديد ونتائج جديدة لمعرفة قيمة السلعة وانتهى الجدل بهذا الموضوع بنتيجة مفادها ان قيمة السلعة تتوقف على منفعتها الحدية ، وتتجسد قيمة اي سلعة بما تحققه من منفعة الوحدة الأخيرة للشخص الذي يستخدمها وليس لكل الأشخاص وأصبحت السلعة ليست في قيمة العمل المبذول فيها بل في منفعتها الحدية وفي الندرة ، هذا ما كان في آراء المدرسة الحدية ولكن لكثرة النشاطات الاقتصادية وكثرة الآراء وتراكمها استجدت امور غيرت بمفاهيم المدرسة الحدية .

سبب ظهور المدرسة الاصلاحيـة

بدأ يتحدد اجر العامل وفق الانتاجية الحدية للعمل وهو كذلك مع بقية عناصر الانتاج ⁽¹⁾، والآن يتوضح لنا ان النظرية الكلاسيكية والنظرية الحدية تتفقان على طرفي نقيض من بعضهما في تقرير القيمة وتحديد مفاهيمها وأصبح العالم في شك وحيرة ويتساءل هل ان ما كان يدرس من مفاهيم كانت خاطئة والصحيح بما هو جديد في القيمة ؟

بقي السجال قائم الى ان قُدر لما بعد النظرية الكلاسيكية الجديدة (الاصلاحية) المتملة بأبرز ممثليها المفكر الفريد مارشال ان تعيد الأمور الى نصابها ونرتقي في مسارات الفكر الاقتصادي فظهرت آراء جديدة تُنسب الى مدرسة جديدة تمثل حالة جديدة أغنت الفكر الاقتصادي بافكارها واستطاعت تخليص الرأسمالية من الانهيار ، وكانت هذه الافكار اكثر تطوراً في مجال الربط بين الفكرة الكلاسيكية والنظرية الحديثة وقد اطلق عليها مدرسة الاصلاح الفلسفي والفكري الحديين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ لبيب شقير ، تاريخ الفكر الاقتصادي ، مصر ، 1986 ، ص245 .