تسعى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة جاهدة في إحيائها لمناسبات أهل بيت النبوة "عليهم السلام" وشعورها بالمسؤولية من خلال ممارسة دورها الإعلامي والتوعوي والتثقيفي والإرشادي، وأداء رسالتها الإنسانية لنشر الكلمة الطيبة وفكر وتراث الأئمة الأطهار "عليهم السلام"، وتزامناً مع حلول ذكرى شهادة النور الساطع الإمام محمد الباقر "عليه السلام"، وبرعاية مباركة من قبل خادم الإمامين الكاظمين الجوادين، الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور حيدر حسن الشمّري، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة الندوة الإعلامية التخصصية تحت شعار: (الإمام الباقر "عليه السلام" منهج علم وإصلاح)، وبعنوان: (مهارات القائم بالاتصال وأثره على المتلقي .. الإمام محمد الباقر "عليه السلام" أنموذجاً) بحضور نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة المهندس سعد محمد حسن وعدد من أعضاء مجلس الإدارة ونخبة من الشخصيات الدينية والإعلامية والأكاديمية والاجتماعية.
استهلت الندوة بتلاوة مباركة من الذكر المجيد شنف بها القارئ الحاج منير عاشور أسماع الحاضرين، بعدها ألقى عضو مجلس الإدارة المهندس جلال علي محمد كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بهذه المناسبة جاء في قائلاً: (لا يخلوا تراثنا الإسلامي من القيم الإنسانية التي لو وظفت بصورة صحيحة فإننا يمكن أن نحيا حياة ملؤها العمل الصالح والنجاح، ويسودها الودّ والاحترام بعيداً عن أي طاقة سلبية، ومنها مناسبات أهل البيت "عليهم السلام" وها نحن اليوم نلتقيكم بصدد الندوة الإعلامية تزامناً مع ذكرى شهادة الإمام الباقر "عليه السلام"، حيث أن علمه أنبعث من الروافد الربانية فلم يكن غريب ما أظهره الله تعالى على لسانه "عليه السلام" من معارف الدين وتأسيس الحلقات العلمية.
وأضاف: أن الأئمة الأطهار "عليهم السلام" كجدهم رسول الله "صلّى الله عليه وآله وسلم"، هم الأسوة الحسنة، والقدوة الصالحة في جميع مجالات الحياة وعلى جميع المستويات الفكرية والعلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومن هذا المنطلق سعت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وبجهود مباركة من قبل شعبة الإعلام إلى إقامة هذه الندوة الإعلامية لنستقي من مدرسة الإمام الباقر "عليه السلام" ما يمكن توظيفه في الحركة الإعلامية، فقد اجتهدت بعض الدراسات بتعريف القائم بالاتصال هو القدرة على التأثير في المُتلقي في الأفكار والأراء، ولجأت دراسات أخرى في التعريف استناداً إلى الدور الذي تمارسه الشخصية في عملية الاتصال، فعرّفته هو الشخص الذي يتولى إدارة العملية الاتصالية وتسييرها على ضوء ما يتمتع به من قدرات وكفاءات في الأداء، ولعل تلك المفاهيم تتسع شموليتها إلى فريق متكامل يعمل تحت إدارة حكيمة في نقل المعلومات من فرد لآخر عبر الوسيلة الإعلامية أو نشر الرسائل للجمهور عبر وسائل مختلفة أو يؤدون دوراً فعالاً ومباشراً في إنتاج الرسائل الإعلامية ونشرها للإنسانية جمعاء وفق ثقافة الزمان والمكان).
بعدها كانت هناك كلمة لفضيلة الشيخ جعفر الوائلي تحدث فيها حول ملامح عصر الإمام الباقر "عليه السلام" وعن إمامته والدور الذي أسندته إليه السماء، الذي كان منسجماً مع تلك الظروف وعملية الإقصاء التي كانت تمارسها السلطة آنذاك، حين سعى الإمام الباقر "عليه السلام" إلى تثبيت مرحلة جديدة وهي مرحلة التأسيس لفكر أهل البيت "عليهم السلام"، وبيان ملامح مدرسته "عليه السلام" ومقامها ومنزلتها لتكون هي مدرسة الإسلام الكبرى.
كما تخللت الندوة مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين بعدها افتتحت الجلسة البحثية التي كان يرأسها خادم الإمامين الجوادين الأستاذ فراس توفيق مطلك والتي استعرض خلالها السيرة الشخصية للسادة الباحثين ونتاجاتهم العملية والفكرية، بعدها قدم الباحث الدكتور محمد فلحي الموسوي ورقة بحثية بعنوان : (قراءة تاريخية اتصالية في شخصية الإمام الباقر "عليه السلام")، تناول خلالها شخصية الإمام محمد الباقر "عليه السلام"، ودوره الرسالي الإيماني والفكري في مخاطبة المجتمع حينذاك الذي كانت تسوده الفوضى، وكيف استطاع الإمام بخصاله العرفانية والفكرية الاتصالية أن يقف في وجه التيارات المنحرفة ويزيح ظلام الجهل، وأن يستلهم أبعاد الرسالة الإلهية الإسلامية، ويخاطب الرأي العام وفق منظور تلك الرسالة العظيمة.
وبيّن خلال بحثه عن القائم بالاتصال ودوره وتأثيره في الماضي والحاضر مستنداً إلى النظريات الإعلامية الحديثة التي مثلت خلاصة التطور الفكري والمهني في مجال الاتصال الجماهيري، خلال القرون الأخيرة، والتي يمثل فيها القائم بالاتصال العنصر الأول إلى جانب الرسالة والوسيلة والمتلقي أو ما يعرف بـ(الجمهور).
وكانت هناك لخادم الإمين الجوادين فضيلة الشيخ طه حافظ العبيدي بورقة بحثية استعرض خلالها ثلاثة مباحث الأول معنى القائم بالاتصال، موضحاً الاتصال غير اللفظي، معالم النشاط الاتصالي في التجربة النبوية والإمامية وأقسامها: الشفهية، والكتابية، أما المبحث الثاني تناول الهيبة والانجذاب، وفي ثالثها موجز لبعض ما ذكره التاريخ عن تأثير الإمام الباقر "عليه السلام".
وقد شهدت فقرات جلسة الندوة إيجاز فوائدها ومداخلات من قبل السادة الحضور والمشاركين عكست مدى توجههم وتفاعلهم مع موضوعاتها القيّمة، واختتمت بتوزيع الشهادات التقديرية والهدايا على السادة الباحثين.