أصبحت أربعينية الإمام الحسين "عليه السلام" سفراً رائعاً لإعلان الولاء للرسالة المحمدية التي لولا دماء سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه "عليهم السلام" ما كان لها ان تتوهج من جديد، حيث أن هناك مواقف سُجلتْ ودأب ذويها في المحافظة عليها، واستزادتها في كلّ عام، ها هم أهالي مدينة الكاظمية المقدسة الكرام حملوا وسام الشرف في ميدان خدمة الوافدين لزيارة الإمامين الجوادين "عليهما السلام" وهم يحيون موسم الأربعين، إذ فتحوا أبواب الجوامع والحسينيات وبيوتهم العامرة للمساهمة في استقبال أفواج الزائرين وإيوائهم وتقديم كلّ ما تجود به النفس وتوفير كلّ مستلزمات الضيافة حيث عكسوا خلال تلك المواقف أروع صور الخدمة الحسينية والكرم الكاظمي الأصيل.
إذ كانت لموقع العتبة الكاظمية المقدسة الإلكتروني وقفة مع كوكبة ممن تشرفوا بهذه الخدمة استهلها فضيلة الشيخ علي الهلالي إمام وخطيب حسينية زهراء النواب في حديثه مبيناً: أنعم الله علينا بخدمة زائري الإمامين الجوادين ممن توافدوا لإحياء شعائر زيارة الأربعين، وكان هناك دور واضح وملموس من قبل الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة من خلال تعاونها معنا في تلّبية متطلبات الضيافة من الطعام والأغطية والفرش، فضلاً عن مساهمة الإخوة المؤمنين المصلّين في الحسينية وفتح أبواب منازلهم لخدمة الزائرين الكرام، وأضاف قائلاً: شهد هذا الموسم تميزاً ملحوظاً وذلك من خلال تقديم الزاد الفكري والمعرفي حيث شرعنا في إقامة مجالس الوعظ والإرشاد الديني وقراءة جزء من كتاب الله العزيز في كلّ يوم فضلاً عن قراءة الأدعية والزيارات ونمضي عاماً بعد عام إلى تقديم الأفضل إن شاء الله تعالى.
وعن خدمات المخيم الحسيني التابع إلى مكتب ممثلية المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة تحدث الحاج عدنان صاحب قائلاً: ان هذا الموقع الجديد يقدّم خدماته للسنة الأولى بعد ما تم افتتاحه في بداية شهر محرم الحرام وبدأ بنشاطاته الفكرية والثقافية وإقامة المحاضرات والمجالس الدينية، وسنحت لنا فرصة كبيرة بالتعاون مع العتبة الكاظمية المقدسة في استضافة الوافدين من خارج البلاد وتوفير الخدمات إليهم بشتى أنواعها، حيث جنّد الأخوة القائمين على خدمة هذا المكان أنفسهم والعمل بروح الفريق الواحد لأجل تقديم الخدمات اللائقة بزائري الأربعين.
وكان لنا لقاء آخر مع الحاج أحمد عبد الرسول علي المسؤول عن خدمات الزائرين في حسينية الحاجة مكية الجواهري فتحدث قائلاً: تستضيف الحسينية أعداداً كبيرة من الزائرين ممن يتوافدون من خلال عملية التفويج التي تقوم بها العتبة الكاظمية المقدسة، حيث تم تهيئة الطابق العلوي وتخصيصه للنساء، والطابق الأرضي للرجال، فضلاً عن تقديم خدمة المبيت وتوزيع وجبات الطعام، وشهد البرنامج هذا العام توفير الباصات لنقل الزائرين إلى سامراء المقدسة " مجاناً " لزيارة الإمامين العسكريين "عليهما السلام" فضلاً عن توزيع الهدايا التذكارية والرمزية للزائرين الكرام.
وواصلنا اللقاء مع الحاج عدي كاظم رسول الطائي أحد خدمة حسينية المنتظر قائلاً: لا يمكن ايجاد وصف حقيقي لهذه الخدمة، حيث عقدنا العزم هذا العام لاستقبال الزائرين الكرام، وتوفير مستلزمات الضيافة إليهم، بالتعاون مع الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، إذ شهد هذا الموسم تنظيماً أكثر في عملية استقبال أعداد الوافدين .
وأبدى الحاج عدنان حسين العبيدي رأيه قائلاً: اليوم وبفضل الله تبارك وتعالى بدأنا نحصد ثمرة ولاءنا للإمام الحسين والأئمة الأطهار "عليهم السلام"، حيث نسعى جاهدين لنتشرف بخدمة زوار الأربعين الذين توافدوا إلى مدينة الكاظمية المقدسة وتوفير وسائل الراحة لإقامتهم خلال أيام الزيارة، معبّراً عن تلك الجهود على حدّ وصفه بأنها شرف لا يدانيه شرف.
من جانب آخر تحدث السيد جواد الحسيني قائلاً: أن كلّ ما يقدّم من خدمات لضيوف الإمام الحسين والإمامين الجوادين "عليهم السلام" من مآكل ومشرب ومنام هو قليل بحقِّ كلّ مَن قطع مئات الكيلو مترات، وكما تعلمون كانت هناك إشاعة قد بثتها بعض الوسائل الإعلامية المغرضة بقِلة أعداد الزائرين التي يشهدها هذا العام، ولكن الإرادة الإلهية جعلت زوار أهل البيت "عليهم السلام" يزدادون ويتوافدون بأعداد كبيرة، ونحن مؤمنون بأن المدّ الحسيني لا ينقطع لأنه برعاية وعناية إمامنا الحجة المنتظر "عجل الله فرجه الشريف" كونه محمّل بعطر النبوة والإمامة ومبادئها العظيمة.