المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Proto-Indo-European
2024-01-20
جفاء الاخوان والسنون الخداعة
3-08-2015
حد جبري Algebraic Term
6-11-2015
اللغات السامية في الحبشة
23-11-2018
میزان الحساب يوم القيامة
24-11-2021
الرزق الإلهي
4-6-2018


مُوجد الكون خالق عظيم ومدبر وقادر وليست الصدفة  
  
829   09:38 صباحاً   التاريخ: 29-3-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج2 ، 60- 62
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته /

يقول الباحثون في علم الحياة أن الجراثيم الحية متكوّنة علميا من العناصر الأربعة- الهيدروجين- النتروجين- الأوكسجين- الكاربون وهذه العناصر إذا اتحدت بعضها ببعض أوجدت أشياء تختلف بعضها عن البعض الآخر فإذا اتحد الأوكسجين بالهيدروجين تكوّن منهما الماء وإذا اتحد الأوكسجين بالنتروجين تكوّن منهما غاز سام، وهذه العناصر كلها غير حية والكثير منها مضر بالحياة.

لنا أن نسأل علماء المادة والمتخصصين بعلم الحياة والقائلين بالصدفة من الذي جمع بين هذه العناصر اللاحية والمضادة للحياة وكوّن منها جرثومة الحياة وجعلها في عالم الحيوان العجيب إنسانا وفيلا وحصانا وفراشة وسمكة وطيرا ومن هو الذي جعل جرثومة الحياة المتكوّنة من العناصر الأربعة اللاحية لا تغلط في سيرها ومجال اختصاصها فما خص منها أن يكون فيلا لا تغلط فيكون إنسانا وما اختار منها أن يكون أرنبا لا تغلط فتكوّن قردا أهي الصدفة العمياء، الاتفاق غير المقصود أم هناك خالق قادر مدبر حكيم.

نظرة فاحصة في جسم الإنسان وما اشتمل عليه من الأجهزة المحيرة للعقول والمعامل التحليلية في جسم الإنسان التي عجز عن بحثها العلماء وخفي الكثير من أسرارها على كبار الأطباء والمهرة من الجراحين والتي لم يتوصل إلى الكشف عن خفاياها العلم وهو في أسمى مراتب الرقي هذه النظرة تكفي لأن تبعد فكر الإنسان عن أنه وليد الصدفة وأن الأشياء ما حوله وجدت عن طريق الاتفاق غير المقصود وتخضعه للإرادة الحكيمة العاقلة التي اتقنت وجوده وتكوينه وخلقه في أحسن تقويم.

يقول علماء الشرع والطب : في وصف أصغر جهاز مركب في الإنسان وهو جهاز البصر أنه مع صغره مدهش للعقول محيّر للأفكار في تركيبه العجيب المنقطع النظير، إن الشبكة التي تعكس العدسة عليها النور تتكون من تسع طبقات منفصلة لا يزيد سمكها جميعا على ورقة خفيفة، وأن الطبقة الأخيرة منها تتكون من ثلاثين مليون من الأعداد، وثلاثة ملايين من المخروطات، وقد نظمت هذه الأعداد والمخروطات تنظيما دقيقا محكما رائعا وأن الأشعة الضوئية ترتسم عليها معكوسة وشاءت العناية الإلهية أن تزود جهاز الأبصار من وراء تلك الشبكة بملايين من خريطات الأعصاب فعندها تحدث التغيرات الكيميائية ويحصل الإنسان على إدراك الصور بوضعها الصحيح، ومن هذا البيان يستكشف أن وراء هذا الكون خالق عظيم ومدبر قادر ومبدع حكيم لا يمكن الإحاطة بقدرته ولا تقع تحت الحصر مبدعاته في هذا العالم الذي لم تتوصل إلى معرفة كنه العقول، ولم يبلغ الإنسان مدى ما فيه ولا عرف له بداية ونهاية.

قال الصادق عليه السّلام: وفي كفاية الموحدين ناقلا عن هشام بن الحكم قال سأل الإمام الصادق عليه السّلام عن ابن أبي العوجاء (أمصنوع أنت أم غير مصنوع؟ قال ابن أبي العوجاء لست بمصنوع. قال الصادق عليه السّلام: فلو كنت مصنوعا كيف كنت؟ فلم يجد ابن أبي العوجاء جوابا ثم قام وخرج).

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.