أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2017
995
التاريخ: 19-9-2017
1517
التاريخ: 14-3-2018
966
التاريخ: 22-9-2017
996
|
كانت بداية محنة خلق القرآن عبارة عن مناظرات ومجادلات كلامية بين الطوائف ثم انتقلت إلى مرحلة الصراع بين أهل السنة والمعتزلة في أواخر عهد المأمون سنة 218هـ ولما مات أوصي أخاه المعتصم بأن يعتقد ما اعتقده هو وجاء ذلك في وصيته له قبل وفاته (أبا إسحاق أدن مني واتعظ بما ترى وخذ بسيرة أخيك في القرآن) (1).
وتابع المعتصم مقالة المأمون في خلق القرآن وهي (أن القرآن مخلوق محدث وليس كلام الله عز وجل)، وقد امتحن الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله، في هذه القضية وناله ما نال من العذاب (2).
لم يكن للمعتصم حظ من العلم أو الثقافة يجعله ذا رأي في مسألة خلق القرآن، وإنما كان ينفذ وصية المأمون، وزاد عليه في إلحاق الأذى بكل من يعرف بذلك من العلماء وأهل الرأي، فأهان أحمد بن حنبل إهانة بالغة وسجنه.
كتب المعتصم إلى البلاد بحمل الناس على القول بخلق القرآن، وأمر المعلمين أن يعلموا الصبية ذلك، وقد تفوق المعتصم على أخيه في إهانة العلماء والفقهاء إهانة بالغة وأجبرهم علي القول بخلق القرآن.
وكان أحمد بن حنبل - أشد المعارضين للقول بخلق القرآن - وأكثر من تعرض للتعذيب (3).
فيذكر المؤرخون أن المعتصم أمر بإحضار أحمد بن حنبل سنة 219هـ وامتحنه بخلق القرآن، فلم يجب بذلك إلا أن قال: هو كلام الله ما أزيد عليها، فأمر المعتصم بجلده حتى غاب عن الوعي وتقطع جلده، ثم أمر بإلقائه في السجن وظل في محبسه لمدة ثمانية وعشرين شهرًا. وقد كان لموقف أحمد بن حنبل أثره في علو شأنه بين الناس، وتقدير المحدثين له، ونظرًا لذلك أمر المعتصم بإطلاق سراحه بعد إصراره على موقفه في محاولة استرضاء الرأي العام.
كانت وقفة الإمام أحمد بن حنبل في وجه الظلم وفي وجه البدع المستحدثة التي أرادت النيل من الدين خصوصًا في مسألة خلق القرآن وقفة عظيمة. وقد صمد أيضًا بالرغم من التعذيب والضرب بالسياط والحبس والملاحقة والإغراء. وقد قال بعض الأشعار أثناء حبسه (4).
ومن أشعاره وهو في السجن:
لعمــرك ما يهـــوى لأحمد نكبة *** من الناسِ إِلاّ ناقص العقلِ مُغْوِرُ
هو المحنة اليوم الذي يبُتلي بهِ *** فيعتبــر السِنّي فينـــا ويسبـــــــُر ُ
شجيَّ في حلوق الملحدين وقرَّة *** لأعين أهــــل النسك عف مشِمّرُ
لريحـــانة القرَّاء تبغــون عشرة *** وكِلّكـــــُمُ مـــن جيفة الكلب أقذرُ
فيا أيهــا الساعي ليدرك شـأوه *** رويدك عــــن إِدراكــــــه ستقِصّرُ.
____________
(1) عصر الدولتين الأموية والعباسية وظهور فكر الخوارج، تأليف علي محمد الصلابي، ص 107، والمسلمون في ظلال العباسيين، للدكتور يسري أحمد عبد الله زيدان، ص 98ـ 99، تاريخ اليعقوبي، اليعقوبي، م2 ص472، المنتقي من المقفىَّ في أخبار بني العباس، المقريزي، تحقيق/ تميمه محمد عيد الروّاف، ص 317.
(2) التاريخ الإسلامي (الدولة العباسية)، محمود شاكر، ج 5 ص 201، و الدولة الإسلامية في العصر العباسي قضايا ومواقف، الدكتور صابر محمد دياب حسين، ص 136ـ137، المنتظر في تاريخ الأمم والملوك، ابن الجوزي( ت 597هـ)، ج11 ص 43.
(3) أحمد بن حنبل: هو الإمام محمد أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس. . .. . يعود نسبه إلى معد بن عدنان، الشيباني المروزي الأصل ولد سنة164هـ ببغداد توفي سنة241هـ، نهاية الأرب في فنون الأدب، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النّويري (ت 733هـ)، ج22ص 167.
(4) شذور العقود في ذكر النقود، المقريزي، ص 200ـ 201.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|