أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-9-2017
1082
التاريخ: 22-9-2017
996
التاريخ: 22-9-2017
724
التاريخ: 22-9-2017
1019
|
أبو إسحق المعتصم بالله:
و بويع أبو إسحق المعتصم بالله و هو محمد بن هارون سنة ثمانٍ عشر و مئتين فتخرم كثير من أهل الجبال من مشاهير همذان و ماسبذان و مهرجان و تجمعوا فبعث إبرهيم بن إسحق بن مصعب و قتل منهم ستين ألفاً و سبى ستين ألفاً و هرب الباقون إلى بلاد الروم و خرج العباس بن المأمون و دعا إلى نفسه و بايعه كثير من القواد فحبسه وأمر بلعنه على المنابر و سماه اللعين فمات بالحبس و شغب عليه الأتراك فأمر برد المقاصير في مساجد الجماعة ثم مضى بإنزاله إلى سر من رأى فابتني فيها و اتخذها داراً و قتل بابك الخرمي سنة ثلاث و عشرين و مائتين.
قصة بابك الخرمي:
ذكروا أنه كان لغير رشده و أن أمه كانت امرأة عوراء فقيرة من قرى أذربيجان فشغف بها رجل من نبط السواد يقال له عبد الله فحملت منه وقتل الرجل وبابك حمل فوضعته أمه و جعلت تكتسب عليه إلى أن بلغ مبلغ السعي و صار غلاماً حذوراً واستأجره أهل قريته على سرحه بطعام بطنه و كسوة ظهره فزعموا أن أتته ذات يوم بطعامه و هو قائل في ظل حائط فرأت شعر بدنه قد اقشعر يقطر من رأس كل شعرة قطرة دم فقالت إن لابني هذا شأناً عظيماً و كان في تلك الجبال قوم من الخرمية و عليهم رئيسان يتكافحان و يخالف أحدهما الآخر يقال لأحدهما جاويذان و الآخر عمران فمر جاويذان في بعض حاجاته بقرية بابك فرآه فتفرس فيه الجلادة فاستأجره من أمه و حمله إلى ناحيته قالوا فمالت إليه امرأة جاويذان و أفشت إليه أسرار زوجها و أطلعته على دفائنه و كنوزه فلم يلبث إلا قليلاً حتى وقعت حرب بين جاويذان و عمران فأصابت جاويذان جراحة فمات منها فزعمت امرأة جاويذان أن بابك قد استخلف هذا على أمره و تحولت روحه إليه و إن الذي كان وعدكم من الظفر و النصرة كله صائر إليكم على يدي هذا و ذلك أن الخرمية لا يصبحون و لا يمسون إلا على توقع الحركة فأتبعوه قومه و صدقوا المرأة على شهادتها و أمر بابك أصحابه من النواحي و القرى و كان في قلة و ذلة و أعطاهم سيوفاً و خناجر و أمرهم أن يرجعوا إلى قراهم و منازلهم و ينتظروا ثلث الليل الأخير فإذا كان ذلك الوقت يخرجوا على الناس فلا يدعوا رجلاً و لا امرأة و لا صبياً و لا طفلاً من قريب و بعيد إلا قطعوه و قتلوه ففعل القوم ذلك فأصبح أهل تلك القرى قتلى بيد الخرمية و لا يدرون من أمرهم بذلك و لا ما السبب فيه و دخل الناس رعب شديد و هول عظيم ثم لم يمهل أن بعثهم إلى ما نأي عنه من النواحي فيقتلون من أصابوا من الناس من أي صنف كان صغيراً كان أو كبيراً أو مسلماً أو ذمياً حتى مرن القوم على القتل و انضوى عليه القطاع و الحراب و الذعار و أصحاب الفتن و أرباب النحل الزائغة و تكاثفت جموعه حتى بلغ فرسان رجاله عشرين ألف فارس سوى الرجالة و احتوى على مدن وقرى وأخذ بالتمثيل بالناس و التحريق بالنار و الانهماك في الفساد و قلة الرحمة و المبالاة و هزم جيوشا كثيرةً للسلطان و قتل عدة قواد له و ذكر في بعض الكتب أنه قتل فيما حفظ ألف ألفَ إنسان من بين رجل و امرأة وذكر في التاريخ أن جميع من قتل بابك مائتا ألف إنسان و خمسة و خمسون ألف إنسان و خمس مائة إنسان و الله أعلم فندب المعتصم الإفشين للقاء بابك و عقد له على الجبال كلها و وظف له كل يوم يركب فيه عشرة ألف درهم صلة و يوم لا يركب خمسة آلاف درهم سوى الأرزاق و الأنزال و المعاون و ما يصل إليه من عمل الجبال و أجازه عند خروجه بألف ألف درهم فقاومه الإفشين سنة و انهزم بابك من يديه غير مرة و عاوده بابك يلتجئ إلى البذ و هي مدينة حصينة فلما قرب أجله و ضاق أمره خرج هارباً بأهله و ولده إلى أرمينية في زي التجار فعرفه سهل بن سنباط النصراني أحد بطارقة أرمينية و كان في إساره فافتدى نفسه منه بمال عظيم فلم يقبل منه بعد ما ركب من أمه و أخته و امرأته الفاحشة بين يديه و كذا كان الملعون يفعل بالناس إذا أسرهم مع حرمهم فقبض عليه و بعثه إلى الإفشين و كان المعتصم جعل ألفي ألف لمن جاء برأسه و ألف ألفَ لمن جاء به حياً فحمل إلى سهل بن سنباط ألفي ألف و سوغ له عمال ناحيته و حمل الإفشين بابك إلى المعتصم و هو بسر من رأى فأمر به فقطعت يداه و رجلاه و صلب سنة ثلاث و عشرين و زعم قوم أن بابك الملعون لما قطعت يده لطخ وجهه بدمه و ضحك يري الناس أنه لم يؤلمه القطع و أن روحه ليست تحس بشيء من ذلك و كان ذلك من أعظم الفتوح في الإسلام و يوم قبض عليه كان عيداً للمسلمين و كان يوم الجمعة لأربع عشرة خلت من رمضان سنة ثلاث و عشرين و مائتين فرفع المعتصم قدر الإفشين و توجه و ألبسه وشاحين منطومين بالدر و الجواهر و سوره سوارين و وصله بعشرين ألف ألفَ درهم و أمر الشعراء بمدحه و جعل صلتهم عنده فمما قيل فيه:
كـــل مجد غير مـــــا أثله *** لبني كاووس أولاد العجم
إنمـــا الإفشين سيف سله *** قـــــدر الله بكف المعتصم
لم يدع في البذ من ساكنه *** غير أمثـــــال كأمثال إرم
وفي أيامه خرجت الروم فنزلت زبطرة فتوجه المعتصم إليهم وفتح عمورية وقتل ثلاثين ألفاً وأسر ثلاثين ألفاً وفي ذلك الفتح يقول الطائي:
السيف أصدق أنباء من الكتب
وقال غيره في ذلك:
أقـــام الإمـام منار الهدى *** وأخرس نــاقوس عموريـــة
فقد أصبح الدين مستوثقاً *** وأضحت زناد الهدى مورية
و خرج عليه أبو حرب المبرقع بالشام فوجه إليه جيشاً فقتلوا من أصحابه عشرين ألفاً و حملوه إلى المعتصم و هو بسر من رأى و صلبوه و كان يقول بتناسخ الأرواح ثم غضب المعتصم على الإفشين و ذلك أنه كاتب مازيار اصفهبذ طبرستان وسأله الخلاف والمعصية وأراد أن ينقل الملك إلى العجم فقتله وصلبه بازاء بابك و وجده بقلفته لم يختن و أخرجوا من منزله أصناماً فأحرقوها و مات المعتصم سنة ست و عشرين و مائتين و كانت خلافته ثمان سنين و ثمانية أشهر و خلف ثماني بنين و ثماني بنات و هو الذي امتحن أحمد بن محمد بن حنبل و ضربه بالسياط و في أيامه مات ابراهيم بن المهدي و كان عمر المعتصم ثمانياً و أربعين سنة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|