أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-9-2017
1130
التاريخ: 28-1-2018
1313
التاريخ: 22-9-2017
1057
التاريخ: 19-9-2017
1144
|
علاقة الخليفة المعتصم مع البيزنطيين.
يعد عهد المعتصم فيصلا في تاريخ هذه العلاقات الخارجية، فالخلفاء قبله كانوا يجتهدون ويجاهدون على النسق القديم. بينما في عصر المعتصم قد عملت الدولة على تثبيت المكاسب والاستعانة في تجميد الموقف بإتمام إقامة الثغور والتحصينات؛ لتتقيأ الدولة الإسلامية ظل الدعة والسلام ويدخل العالم في ظل السلام مبسوط الرواق، فتكاملت أطراف ما وراء النهر، وشحنت هذه الثغور بالمرابطين المقاتلة وأدت دورها كاملا في تحصين الحدود والدفاع عن الدولة ودفع جميع الأخطار.
فالنظام الثغري وصل لمرحلة الكمال زمن المعتصم كما تذكر رواية البلاذري (1).
ففي زمن المعتصم(218ـ227هـ) أصبحت العلاقات بين الدولة العباسية والدولة البيزنطية أسوأ مما كانت عليه من قبل، ولكن المعتصم لم يشأ أن يتفرغ للأمور الخارجية قبل أن ينتهي من المشاكل الداخلية فآثر أن يتخلص من تلك أولا ثم يتفرغ للبيزنطيين. وقد استغل الامبراطور البيزنطي ثيوفيل بن ميخائيل ملك الروم انشغال المعتصم بالقضاء على ثورة بابَك الخُرَّمي، فخرج سنة 223هـ وبصحبته ما يقرب من مائة ألف وأغار على البلاد الإسلامية (2).
يذكر ابن الأثير أن ثمة اتصال حدث بين بابَك وثيوفيل وقد حثّه فيه بابَك على قتال المسلمين، حيث أن جميع جند المسلمين في أذربيجان، في الوقت الذي يثور فيه بابَك وتنشغل القوات العباسية بمحاربته. وفي الوقت نفسه يستفيد بابَك من مهاجمة ثيوفيل، فينشغل العباسيون بذلك فيخف الضغط عليه وبعبارة أخري يصبح العباسيون بين شقي الرحى بابَك من الداخل وثيوفيل من الخارج.
وكيفما كان الأمر فقد هاجم ثيوفيل ومن معه من الخُرَّمية الذين ساروا إلى بلاده وكان معه أيضًا ملوك برجان والبرغر(البلغار) والصقالبة وغيرهم ممن جاورهم، واتجه إلى " زبطرة" وهي أقرب البلاد الإسلامية لبلاد الروم، فأحرقها وخرّبها وقتل رجالها وسبى نساءها وأطفالها، وقتل الذراري، وأخذ الأسرى ومثّل بكل من وقع في يده، ولما انتهى من " زبطرة" ثم حاصر شمشاط وبعد أن هزم نجدة أتت لإنقاذها، فتحها وأحرقها، وأعمل الخراب في أرمينية الصغرى وسبى كثيرًا من أهلها.
ثم سار إلى مالطية(ملطية) وغيرها من ثغور المسلمين، فسبى النساء ومثّل بالمسلمين فسمل عيونهم وقطع أفواههم وأذانهم ثم عاد إلى بلاده (3).
وقد ترك هذا الهجوم وما ارتبط به من جرائم لا إنسانية آثارًا عميقة في نفوس المسلمين. وقد عبر عن ذلك إبراهيم بن المهدي حين دخل علي الخليفة وأنشده:
يا غيرة الله قد عانيتِ فانتقمي *** هتك النساء وما منهن يرتكبُ
هَبِ الرجال على أجرامها قُتِلَتْ *** ما بالُ أطفالها بالذبحِ تُنتهب؟!
لما علم المعتصم بذلك ثارت ثائرته، وغضب غضبًا شديدًا وأعلن النفير، وقد انزعج أكثر لما أصاب زبطرة لأنها مسقط رأسه، فضلا عن بعض الأمور التي ألهبت مشاعره أن امرأة هاشمية من نساء زبطرة كانت في جملة السبي وأنها تعرضت في أسرها للهوان على يد البيزنطيين فصاحت: وا معتصماه! فعرف المعتصم بقصتها فأجابها وهو في مكانه: لبيك! وأصر على ضرورة محاربة البيزنطيين والانتقام منهم، فصاح" النفير" وركب دابته (4).
__________
(1) العالم الإسلامي في العصر العباسي، الدكتور حسن أحمد محمود، ق1 العصر العباسي الأول ص 154ـ155.
(2) رسالة ماجستير بعنوان "السياسية الخارجية للدولة العباسية": العصر العباسي الأول (132ـ332هـ)، نايف عيد جابر سهيل؛ ص 96، إشراف إبراهيم أحمد العدوى 1985م، والوثائق السياسية والإدارية العائدة للعصر العباسي الأول، محمد ماهر حمادة، ص 385ـ 386.
(3) الكامل في التاريخ، ابن الأثير ج 6 ص 479، بيروت سنة 1965.
(4) كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر، ابن خلدون، ج 3 ص322، تاريخ الإسلام، الذهبي، ج 16ص 14، تحقيق الدكتور عمر عبد السلام تدمري، مختصر تاريخ العرب، سيد أمير علي، ص250، التاريخ السياسي للخلافة العباسية، د/ فائزة إسماعيل أكبر، ص 189ـ 192، الدولة العباسية (من التخلي عن سياسيات الفتح إلى السقوط)، نادية محمود مصطفى، ج9 ص 32ـ 34.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|