أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2018
1524
التاريخ: 14-3-2018
826
التاريخ: 13-3-2018
933
التاريخ: 30-06-2015
1571
|
إنّ رئاسة الامام رئاسة دينيّة وزعامة إلهيّة و نيابة عن الرسول (صلى الله عليه واله) في أداء وظائفه فلا تكون الغاية منها مجرّد حفظ الحوزة و تحصيل الأمن في الرعيّة و إلّا لجاز ان يكون الامام كافرا او منافقا أو أفسق الفاسقين إذا حصلت به هذه الغاية بل لا بدّ ان تكون الغاية منها تحصيل ما به سعادة الدارين كالغاية من رسالة الرسول و هي لا تتمّ إلّا أن يكون الامام معصوما ومعيّنا من اللّه والرسول (صلى الله عليه واله) وأحرص الناس على الهداية وأقربهم للاتباع و الانتفاع به في امور الشريعة والآخرة وأحفظهم للحوزة وحقوق الرعيّة و سياستها على النهج الشرعي فلا بدّ ان يكون فاضلا في صفات الكمال كلّها من الفهم والرأي والعلم والحزم والكرم و الشجاعة و حسن الخلق و العفة و الزهد والعدل والتقوى والسياسة الشرعية و هي الغاية من رسالة الرسول (صلى الله عليه واله) ولا اشكال في أن عليّا أمير المؤمنين (عليه السلام) حائز لجميع الصفات الكمالية و الأفضلية لكثرة جهاده وعظم بلائه في وقائع النبي (صلى الله عليه واله) بأجمعها ولم يبلغ أحد درجته في غزوة بدر واحد و يوم الأحزاب و خيبر وحنين و غيرها.
وذهبت الامامية الاثنا عشرية والزيدية والإسماعيلية واكابر الصحابة من قبيل سلمان الفارسي والمقداد و جابر بن عبد اللّه الأنصاري و عمّار و ابو ذر الغفاري و بلال و حذيفة اليماني ومن التابعين عطاء و مجاهد و سلمة بن كهيل إلى أن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أفضل و هو اختيار البغداديين كافة و ابو عبد اللّه البصري .
ونقول الفضائل اما نفسانية او بدنيّة و عليّ عليه السلام كان أكمل و أفضل من باقي الصحابة حتى باعتراف ابي بكر و عمر و عثمان فيهما، و يدلّ على ذلك وجوه: [منها] أنّ عليا عليه السلام كان اكثر جهادا و أعظم بلاء في غزوات النبي (صلى الله عليه واله) بأجمعها و لم يبلغ أحد درجته في ذلك منها في غزوة بدر و هي أول حرب امتحن اللّه بها المؤمنين لقلتهم و كثرة المشركين فقتل عليّ الوليد بن عتبة بن ربيعة ثم شيبة ثم ابن ربيعة ثم العاص بن سعد بن أبي العاص ثم حنظلة بن ابي سفيان ثم طعمة بن عدي ثم نوفل بن خويلد و كان شجاعا و سأله النبي (صلى الله عليه واله) ان يكفيه أمره فقتله عليّ عليه السلام و لم يزل يقاتل حتى قتل نصف المشركين والباقي من المسلمين و ثلاثة آلاف من الملائكة مسوين و علي معهم قتلوا النصف الآخر و مع ذلك كانت الراية في يد عليّ (عليه السلام) و منها في غزوة احد جمع له الرسول بين اللواء و الراية و كانت راية المشركين مع طلحة بن ابي طلحة و كان يسمّى كبش الكتيبة فقتله علي عليه السلام فأخذ الراية غيره فقتله علي (عليه السلام) و لم يزل يقتل واحدا بعد واحد حتى قتل تسعة نفر فانهزم المشركون و اشتغل المسلمون بالغنائم فحمل خالد بن الوليد بأصحابه على النبي (صلى الله عليه واله) فضربوه بالسيوف و الرماح و الحجر حتى غيب عليه فانهزم الناس عنه سوى علي سلام اللّه تعالى عليه فنظر إليه النبي (صلى الله عليه واله) بعد افاقته وقال له اكفني هؤلاء فهزمهم عنه و كان اكثر المقتولين من سيف علي عليه السلام ونعم ما قال الفيلسوف الاصفهاني الشيخ محمّد حسين في ارجوزته في مقام ذكر شجاعة علي عليه السلام :
سل احدا و فيه بالنص الجليّ نادى الأمين لا فتى إلا علي
وبطشه هو العذاب الأكـــــبر وكادت الأرض بهـــــا تدمّر .
ومنها يوم الأحزاب و قد بالغ في قتل المشركين و قتل عمرو بن عبد ود و كان بطل المشركين و دعا المسلمين إلى البراز مرارا فامتنع عنه المسلمون و عليّ (عليه السلام) يروم مبارزته و النبي (صلى الله عليه واله) يمنعه من ذلك لينظر صنع المسلمين فلمّا رأى امتناعهم أذن له و عمّمه بعمامته و دعا له قال حذيفة لما دعا عمرو إلى المبارزة احجم المسلمون عنه كافّة ما خلا علي عليه السلام فإنه برز إليه فقتله اللّه على يديه و الذي نفس حذيفة بيده لعمل علي في ذلك اليوم أعظم أجرا من اصحاب محمّد الى يوم القيامة و كان الفتح في ذلك اليوم على يدي عليّ و قال النبي (صلى الله عليه واله) لضربة عليّ يوم الخندق خير من عبادة الثقلين.
ومنها في غزوة خيبر و اشتهار جهاده فيها غير خفيّ و فتح اللّه تعالى على يديه.
فرار ابي بكر وعمر من الجهاد : فإن النبيّ (صلى الله عليه واله) حصنهم تسعة عشر يوما وكانت الراية بيد عليّ فأصابه رمد فسلّم النبي (صلى الله عليه واله) الراية إلى أبي بكر و انصرف مع جماعة فرجعوا منهزمين خائفين فدفعها من الغد إلى عمر ففعل مثل ذلك فقال لأسلّمن الراية غدا إلى رجل يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله كرّار غير فرّار فقال ايتوني بعليّ عليه السلام فقيل به رمد فتفل في عينه و دفع الراية إليه فقتل مرحبا فانهزم أصحابه و غلقوا الأبواب ففتح عليّ الباب و اقتلعه و جعله جسرا على الخندق و عبروا و ظفروا فلمّا انصرفوا أخذه بيمينه و دحاه أذرعا و كان يغلقه عشرون و عجز المسلمون عن نقله حتى نقله سبعون رجلا و قال عليه السلام و اللّه ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية و لكن بقوة ربّانية.
ومنها في غزوة حنين قد سار النبي (صلى الله عليه واله) في عشرة آلاف 10000 من المسلمين فتعجب أبو بكر من كثرتهم و قال لن يغلب القوم من قلة فانهزموا بأجمعهم و لم يبق مع النبي سوى تسعة نفر عليّ عليه السلام و العباس و ابنه الفضل و ابو سفيان بن الحرث و نوفل بن الحرث و ربيعة بن الحرث و عبد اللّه بن الزبير و عتبة و مصعب ابنا أبي لهب فخرج ابو جرول فقتله علي عليه السلام فانهزم المشركون و أقبل المسلمون بعد نداء النبي (صلى الله عليه واله) و ضايقوا العدو فقتل عليّ (عليه السلام) اربعين و انهزم الباقون و غنم المسلمون .
وغير ذلك من الوقائع و الغزوات المشهورة التي نقلها أرباب التواريخ و السير و كانت الفضيلة بأجمعها في ذلك لعليّ (عليه السلام) .
وإذا كان أكثر جهادا كان افضل من جميع الصحابة و اكثر ثوابا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|