المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الحُصْري صاحبُ زَهْرِ الآداب  
  
3333   04:18 مساءً   التاريخ: 22-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص375-377
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015 3662
التاريخ: 26-1-2016 3175
التاريخ: 3755
التاريخ: 19-06-2015 1816

 

هو أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ بن تميم الأنصاريّ المعروف بالحصري (1) القيرواني، كان على شيء من الوجاهة في بلده و على كثير من العلم بالأدب، فكان شبّان القيروان يجتمعون عنده و يأخذون عنه. و يبدو أنّه كان يتكسّب بالشعر أو يرتزق بتآليفه «حتّى انثالت عليه الصلات من الجهات» (وفيات الأعيان 1:54) . و كانت وفاته في المنصورية قرب القيروان سنة 4١٣ ه‍ (١٠٢٢ م) و قد جاوز أشدّه.

قال ياقوت الحمويّ: و كان (أبو إسحاق الحصري) شاعرا نقّادا عالما بتنزيل الكلام و تفصيل النظام يحبّ المجانسة و المطابقة و يرغب في الاستعارة، تشبّها بأبي تمّام في أشعاره و تتبّعا لآثاره. و عنده من الطبع ما لو أرسله على سجيّته لجرى جري الماء و رقّ رقّة الهواء (معجم الأدباء «2:95») .

و الحصري هذا (2) مصنّف تدور كتبه على الأخبار الطريفة و الأشعار اللطيفة. من كتبه: زهر الآداب و ثمر الألباب (3) - ذيل زهر الآداب (أو: جمع الجواهر في الملح و النوادر) - كتاب النورين (نور الظرف و نور الطرف) -المصون و الدر المكنون (المصون في سرّ الهوى المكنون مجموع مقطّعات شعرية) -المعشّرات (4) .

مختارات من آثاره:

- قال أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ الحصريّ القيروانيّ (معجم الأدباء ٢:٩٣) :

يا هل بكيت كما بكت... ورق الحمائم في الغصونِ (5)

هتفت سحيرا و الربى... للقطر رافعة الجفون (6)

فكأنّها صاغت على... شجوي شجى تلك اللحون (7)

ذكّرنني عهدا مضى... للأنس منقطع القرين (8)

فتصرّمت أيّامها... و كأنّها رجع الجفون (9)

- و قال في النسيب:

إنّي أحبّك حبّا ليس يبلغه ...همّي و لا ينتهي فهمي إلى صفته

أقصى نهاية علمي فيه معرفتي... بالعجز منّي عن إدراك معرفته

- الشعر المطبوع و الشعر المصنوع (من كتاب زهر الآداب) :

الشعر مطبوع و مصنوع. فالمطبوع الجيّد الطبع مقبول في السمع قريب المثال بعيد المنال، أنيق الديباجة رقيق الزجاجة يدنو من فهم سامعه كدنوّه من وهم صانعه. و المصنوع مثقّف الكعوب معتدل الأنبوب، يطّرد ماء البديع على جنباته و يجول رونق الحسن في صفحاته. و حمل الصانع شعره على الإكراه في التعمّل بتنقيح المباني دون إصلاح المعاني يعفّي آثار الصنعة و يطفئ أنوار الصبغة ! ! ، و يخرجه إلى فساد التعسّف و قبح التكلّف. و إلقاء المطبوع بيده إلى قبول ما يبعثه هاجسه و يثقّفه! ! وساوسه-من غير إعمال النظر و تدقيق الفكر- يخرجه إلى حدّ المستهدم الرثّ و حيّز المستوخم الغثّ. و أحسن ما أجري إليه و عوّل عليه هو التوسط بين الحالين و المنزلة بين المنزلتين من الطبع و الصنعة.

______________________

١) ابن خلكان ينسب الحصري إلى صنع الحصر و بيعها (اجتهادا!) . و يقول حسن حسني عبد الوهّاب (مجمل الأدب التونسي ١١٩) أن الحصري منسوب إلى قرية الحصر قرب القيروان.

٢) هنالك مصادر و مراجع تخلط بين إبراهيم بن عليّ الحصري القيرواني صاحب كتاب «زهر الآداب» و علي بن الغني الحصري القيرواني الضرير صاحب قصيدة «يا ليل الصبّ» . (و قد فعل بروكلمن مثل ذلك عند الكلام على أسماء الكتب) فليتفطّن الدارس إلى ذلك.

٣) ألّفه لأبي الفضل العباس بن سليمان.

4) بروكلمن 1:315.

5) بكيت (بفتح التاء) للتجريد (اذ يخاطب الشاعر نفسه) . الورقاء: الحمامة. ورق (؟) الحمائم: الحمام (الرماديّ اللون؟) البرّي (و لعلّه أجمل صوتا) .

6) الجفون (كذا في الأصل) ، و لعلّها العيون. (رافعة العيون) تطلب من اللّه سقوط المطر.

7) الشجا (هنا) و الشجو: الحزن و الهمّ.

8) منقطع القرين (المثيل، الشبيه) : عهد الشباب.

9) تصرّم: انقضى. رجع الجفون (كناية عن السرعة) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.