المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أسباب المديونية الخارجية
24-5-2022
Mass defect
1-1-2017
Names and Properties of Alkyl Halides
23-7-2019
تسهل طلائع الإنزيمات التحريك السريع للفعالية المرادة استجادة لمطلوبية (Demand) الفيزيولوجية
4-7-2021
أنواع الأشجار
2024-09-24
Stressed vowel system FLEECE, NEAR
2024-04-17


قيس بن عمرو النجاشيّ الحارثيّ  
  
14677   08:35 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص313-315
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015 3641
التاريخ: 10-04-2015 1832
التاريخ: 26-12-2015 3954
التاريخ: 22-2-2018 3387

هو قيس بن عمرو بن مالك من بني الحارث بن كعب، ولد في نجران اليمن وفيها نشأ، وقد لقّب بالنجاشي لأن لونه كان يشبه لون الحبشة.

نشأ النجاشي رقيق الدين فاسقا هجّاء، هاجى عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت وهو لا يزال في اليمن. ثم إنه جاء إلى الحجاز، في خلافة عمر، فلقي عبد الرحمن بن حسان في ذي المجاز ثم في مكة وهاجاه طويلا، ولكن عبد الرحمن غلبه في الهجاء. وتعرض النجاشي بالهجاء لبني العجلان، وشاعرهم يومذاك تميم بن أبيّ بن مقبل العجلانيّ، فأفحش في هجائهم. «فهدّده عمر وقال له: ان عدت (إلى الهجاء) قطعت لسانك» (1).

وكان النجاشي، في خلافة عليّ [عليه السلام]، يسكن الكوفة فأخذ مرة وهو سكران في رمضان فجلده عليّ [عليه السلام] ثمانين جلدة (2) ثم زاده عشرين لجرأته على حدود اللّه في شهر رمضان. على أن هذا لم يمنع النجاشي من أن يظل من أشياع الإمام علي [عليه السلام] (3) وان يرافقه إلى صفين بشعره. وأدرك النجاشي مقتل الحسين بن عليّ (60 ه‍-681 م)، ثم عاد بعد ذلك إلى لحج في اليمن وتوفّي هنالك بعد أمد يسير.

النجاشي شاعر مخضرم هجّاء خبيث اللسان، ولكنّ له شيئا من المدح والطرد. وشعره سهل عذب له ديباجة.

-المختار من شعره:

قال النجاشي يمدح عليّا [عليه السلام] ويعرّض بمعاوية:

يا أيّها الملك المبدي عداوته...روّئ لنفسك أيّ الأمر تأتمر (4)

وما شعرت بما أضمرت من حنق...حتّى أتتني به الاخبار والنذر

فان نفست على الاقوام مجدهم...فابسط يديك فان الخير يبتدر (5)

واعلم بأن عليّ الخير من نفر... شمّ العرانين لا يعلوهم بشر

نعم الفتى أنت، الاّ أن بينكما... كما تفاضل ضوء الشمس والقمر

وما إخالك الاّ لست منتهيا...حتّى يمسّك من أظفاره ظفر (6)

إنّي امرؤ قلّ ما أثني على أحد... حتّى أرى بعض ما يأتي وما يذر (7)

لا تمدحنّ امرأ حتّى تجرّبه...ولا تذمّنّ ما لم يبله الخبر (8)

وقال يمدح هند بن عاصم السلولي:

إذا اللّه حيّا صالحا من عباده... كريما، فحيّا اللّه هند بن عاصم

وكلّ سلوليّ، إذا ما لقيته...سريع إلى داعي الندى والمكارم

وقال في هجاء بني العجلان، وهي الابيات التي هدّد عمر بن الخطاب النجاشيّ من أجلها بقطع لسانه (والهجاء فيها جاهلي المنحى يرى الشرف في الظلم والسبق إلى الماء الخ):

إذا اللّه عادى أهل لؤم ورقّة...فعادى بني العجلان رهط ابن مقبل (9)

قبيّلة لا يغدرون بذمّة ...ولا يظلمون الناس حبّة خردل

ولا يردون الماء إلا عشيّة...إذا صدر الورّاد عن كل منهل

تعاف الكلاب الضاريات لحومهم... وتأكل من كعب وعوف ونهشل (10)

وما سمّي العجلان إلاّ لقولهم...خذ القعب واحلب، أيها العبد، وأعجل (11)

______________________

1) الشعر والشعراء 189.

2) حد الخمر محمول على حد قذف المحصنات؛ وحد قذف المحصنات ثمانون جلدة (سورة النور، 24:4).

3) جاء في الاصابة، رقم 7301 و8854، أن النجاشي هرب بعد هذه الحادثة إلى معاوية وهجا عليا. (راجع أيضا حاشية عبد السلام محمد هارون في البيان والتبيين 1:239-240 ح 5).

4) روئ لنفسك: فكر طويلا: أي الأمر تأتمر: تعزم عليه.

5) نفس على فلان أمره: حسده عليه، ظنه غير جدير به. الخير يبتدر: أفضل الناس من سبق إلى فعل الخير.

6) لست منتهيا: لا تترك (عداوتك للآخرين). مسك ظفر: أصابك شر.

7) يذر: يترك (لا ماضي لها من لفظها).

8) ما لم يبله (يختبره) الخبر: ما لم يصدق اختبارك له ما سمعته عنه.

9) الرقة: الفقر.

10) عاف يعاف: ترك. الضاري: الوحش الجائع. الكلاب الجائعة تأنف من أن تقرب لحومهم (لنتن تلك اللحوم، كناية عن ذلتهم).

11) القعب: اناء ضخم يحلب فيه اللبن الحليب.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.