المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

{ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم}
2024-04-03
ابرز حكام سلالة لجش الاولى
2-11-2016
علاقة الأخلاق بالتربية
6-7-2022
فصول الأرض
28-2-2022
الصحافة الإلكترونية في الوطن العربي
13-1-2023
الموت او ولادة جديدة
9-4-2020


إشكالية الترويح الموجه في وسائل الإعلام  
  
3286   10:57 صباحاً   التاريخ: 7-2-2018
المؤلف : عمار سالم الخزرجي
الكتاب أو المصدر : الطفل مع الاعلام والتلفزيون
الجزء والصفحة : ص37ـ41
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-29 673
التاريخ: 12-12-2017 1985
التاريخ: 22-5-2020 2118
التاريخ: 2024-09-20 258

يعرف الترويح بأنه حالة اختيارية تحدث أثناء الفراغ بقصد استثمار وقت الإنسان بما يعود عليه بالمنفعة العاجلة والآجلة، ويقصد بالترويح إدخال السرور الى النفس، ويأتي في اللغة بمعنى الاستراحة، والحياة السعيدة، والفرج بعد الشدة، والسرور بعد الكرب، والراحة من التعب النفسي والجسماني، والتقاط الأنفاس بعد الإعياء.

فالترويح إذن هو دعوة من أجل حياة أفضل لأنه يحيى الإرادة في النفوس البشرية ويطرح عن جسد الإنسان وعقله ونفسه ما علق من أثقال وأدران.

والإسلام من خلال منهج الوسطية قد اهتم بهذا الجانب من الحياة اهتماما خاصا ووضعه في إطاره الصحيح، فأباح كل ما يدعم الشخصية الإنسانية من جميع جوانبها العقلية والنفسية والبدنية، فكان الاهتمام بالآداب والفنون المختلفة، كالشعر... والفروسية، والباحث المدقق إذا نظر الى الدين الإسلامي بقيمة وفضائله يجد انه دين يحفل برفع المستوى الخلقي في الإنسان دون ان يعطل فطرته، او يدمر ميوله، او يدفن مواهبه، بل هو يعمل على إيقاظ الفطرة بما لا يخل بالسلوك الإنساني الفاضل، ويحرص على إشباع الميول والرغبات بما لا يؤدي الى خلل في الوظائف العضوية، وينمي المواهب العقلية الذي يعود على الطفل والمجتمع بأعظم النتائج.

فالترويح هو ذلك الجانب اللين من الحياة والذي يقابل جانب الشدة والعنف.

والترويح يختلف عن الترف الذي هو دعوة للموت لأنه يفتح الباب للانحلال والتحلل وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى:{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}[الإسراء: 16] .

والترويح في الإسلام هو شيء أساسي في تكوين الشخصية الإنسانية، وهو فطرة فطر الله الناس عليها، وإذا كان يستمر على حالة الجد دون فترات يفرج فيها عن نفسه بشيء من اللهو واللعب المباح؛ فإن الطفل بحاجة أكثر الى ألوان معينة من الترويح تحقق له هذا الغرض.

ولم ينه الإسلام إلا عن الألوان الضارة من اللهو والعبث كشرب الخمر، والغزل الفاضح، والعلاقات غير المشروعة، محققا بذلك التوازن والملاءمة بين احتياجات الإنسان ومطالبه المختلفة، فأباح كل ما خلا من الفحش والفساد واشتمل على الفضائل ومكارم الأخلاق دون إفراط او تفريط.

أي أن الإسلام لا يعارض الترويح ولا يأخذ منه موقفا سلبيا بل يدعو إليه ويعده أحيانا مما يتقرب به العبد الى ربه، ويؤكد ذلك قوله عليه أفضل الصلاة والسلام: (أفضل الأعمال ان تدخل على أخيك المؤمن سروراً، أو تقضي عنه ديناً، او تطعمه خبزاً).

والترويح الإعلامي الموجه للأطفال يجب ان يشحذ له الخبراء جهودهم لكي يتم وضعه في إطاره الصحيح واستثماره بصورة ترتقي بمشاعر الطفل ووجدانه وتسهم في تنمية قدراته العقلية دون تفريط او إفراط ، ذلك أننا إذا أصلحنا المضمون الذي تقدمه وسائل الاتصال، في هذا الصدد، نكون قد أوجدنا قنوات لهذا النشاط الحيوي لا تسأمه النفس، ولا تمله العين، او يتبرم به القلب.

ويحتل الترويح مساحة كبيرة في نشاط مقدمة الوظائف التي تؤديها بعض وسائل الإعلام

باعتباره مطلباً إنسانيا بارزاً حثت عليه الديانات السماوية وأكدته نتائج الدراسات النفسية والاجتماعية. وتعد هذه الوسائل من أبرز القنوات الترويحية التي يتعرض لها أطفال اليوم وتؤثر فيهم تأثيراً بالغاً وذلك بحكم الإمكانات الخاصة التي تتوافر لديها.

والطفل يحتاج الى تغذية شاملة روحية وجسمية ونفسية وذهنية، وإن إهمال أي جانب من هذه الجوانب يؤدي الى الخلل النفسي او الركود الفكري.

وتأسيساً على ذلك فإن الترويح يأتي في مقدمة المسؤوليات التي يجب ان تضطلع بها أجهزة الإعلام، مسموعة او مقروءة او مرئية، ولا يستطيع أحد ان يسلبها هذا الحق، انطلاقا من أن الإسلام لم يحارب الترويح او يحرمه في المجتمع المسلم، بل أقصى ما فعله ان يهذبه، وان يجعله ذريعة لتجديد النشاط كلما كلَّ الإنسان او ضعف، ولهذا كانت نظرة الإسلام الى الترويح نظرة واقعية.

ومن الغريب حقاً ان نرى بعض الأفراد او الجهات تنكر على وسائل الإعلام هذا الحق جملة وتفصيلا، وتعتبره من ترف الحياة الذي لا لزوم له وأن هذه الوسائل بما تقدمه من وسائل ترويحية تشغل الإنسان عن عبادة الله فلا يستطيع أداء العابدات وإقامة الشعائر، والتفرغ للعمل والجهاد، وقد انتشرت هذه الظاهرة بصورة واسعة بين قطاع عريض من الشباب دون سند شرعي او منطق عقلي، والذي يؤمن بهذه الأفكار يجهل الحكمة الإلهية من وراء خلق الإنسان وحياته فكيف يمكن الحكم على مجتمع مسلم بأن يعيش حياة عابثة لا ترى في وجوه أفراده، إلا الاكتئاف والتبرم، فهذا سقيم الوجدان ، وهذا عابس الوجه، وذلك مقطب الجبين، وذاك مكشر عن انيابه، وتلك حزينة مكتئبة، والجميع في وجوم قاتل. ويطالبون وسائل الإعلام بأن ترسخ هذه المعاني.

فهل هذا هو المجتمع المسلم الذي ينشده هؤلاء؟ وهل يمكن ان يعيش أطفال المسلمين وسط هذه الصور المتشائمة والأشباح المتراكمة؟ وهل يجوز لوسائل الإعلام ان تعكس هذا الجو الكئيب على الجماهير؟

إن الأطفال الذين يعيشون وهم مجبرون على هذا النمط من الحياة من غير ان تجد انفسهم راحتها واطمئنانها في هذه الحياة، سوف تنحصر ملكاتهم في دائرة محدودة وتنعدم لديهم روح الابتكار، وتضعف قدرتم على التفاعل ومواكبة معطيات الحياة المعاصرة.

وهل هؤلاء المحطمون نفسيا والمنهارون اجتماعيا يستطيعون الاسهام في حاضر امتهم ومستقبلها؟ وفي الحقيقة إن الترويح في وسائل الإعلام يسهم في الارتقاء بمستوى الأطفال ، ويعد علاجاً ناجحاً لما يصيبهم من الأمراض النفسية والحالات العصبية، كما يعد دافعا قوياً للتحصيل والمذاكرة.

وقد استخدم الرسول (صلى الله عليه واله) أسلوباً فريداً في توصيل المعلومات، وفي الإعلام عما أنبأه الله دون كد للذهن أو إرهاق للوجدان، حتى يستطيع المتلقي ان يتقبل ما يقدم ما له من غير زلل ولا سأم. من أجل هذا حرص الإسلام على الترويح وكره الغلو في الطاعات.

وهنا يتضح الدور الحيوي الذي يمكن ان تلعبه هذه الوسائل في حقل الترويح عن أطفال المسلمين شريطة الالتزام بالقيم الإسلامية والأصول الشرعية التي حملتها هذه الرسالة لأن الوسائل الإعلامية التي تفتقد هذا الجانب وتعتبره ملهاة لا مبرر لها ومضيعة للوقت وقد حكمت على نفسها بالموت، والترويح الإعلامي إذا انطلق في معالجته لقضايا الأطفال من منطلق قيمي وديني فإنه يمكن ان يحقق إنجازات كبيرة في التنمية البشرية بالمجتمعات المسلمة، تلك المجتمعات التي تحكمها النزعة الدينية المتأصلة في أغوارها، والتي تقودها الى اتخاذ المواقف نحو مختلف الامور.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.