المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Preparing Alkyl Halides from Alcohols : Reacting alcohols with Thionyl Chloride
26-7-2019
راشد بن سعيد الفزاري
11-8-2017
Qadi Zada al-Rumi
25-10-2015
التكنولوجيا الحيوية وهندسة الجينات (الماضي والحاضر والمستقبل)
2023-08-14
مرض خناق القطن
22-6-2016
موقف القانون العراقي من مذاهب الاثبات
21-6-2016


علاقة الأخلاق بالتربية  
  
2267   08:22 صباحاً   التاريخ: 6-7-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص153ــ159
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2018 3604
التاريخ: 28-6-2016 2594
التاريخ: 19-1-2016 2303
التاريخ: 2023-09-27 1166

تعتبر التربية من أهم المسائل التي يواجهها كل إنسان، وإذا ما شئنا تفسيرها بمعناها الواسع علينا أن نقول: إنها الهدف من خلق جميع الكائنات في عالم الوجود.

وقد تلخصت جميع جهود ومساعي أنبياء الله والعلماء والعظماء في التاريخ في هذه المسألة، ولا سبيل لبناء مجتمع إنساني عامر وآمن وهادئ وسعيد إلا بالتربية الصحيحة وتعبئة جميع القوى والإمكانات في هذا الطريق.

والهدف النهائي من الدروس الأخلاقية أيضاً، بعد شرح وتوضيح جميع الملكات الأخلاقية الفاضلة والرذيلة وأسباب نشوئها وتأصل جذورها وطريق تحصيل الفضائل ومحاربة الرذائل، هو التربية الصحيحة.

* ما هي التربية؟

قال بعض علماء النفس: إن التربية عبارة عن الاستعداد لتحصيل الحق وتحمل المسؤولية في الحياة المستقبلية.

في حين أن البعض الآخر قالوا : «إنها عبارة عن الاستعدادات واستعمال القوى الداخلية للوصول إلى هدف معين.

والبعض الآخر كالعالم النفسي الشهير «جون ديوي» يقول: «إن التربية عبارة عن إعادة النظر في التجارب الماضية وصقلها من جديد لكي تعطي نتائج أكبر وتُعدُّ الفرد للتأثير في لتجارب لمستقبلية»(1).

وباعتقادنا فإن التعاريف الثلاثة المذكورة أعلاه تنظر إلى حقيقة واحدة، والتعريف الثالث أصلها، في الواقع، والتعريف الأول مقدمتها والتعريف الثاني نتيجتها.

وبالمناسبة ولتوضيح التعريف الثالث يجب القول : إن أعمال الإنسان على نوعين:

1- الأعمال التربوية.

2- الأعمال العادية المجردة من الهدف والتربية .

ففي الشطر الثاني إما أن لا يعرف الإنسان شيئاً أبداً عن ارتباط العلل بمعلولاتها، أو لا يعرف حدها وحدودها، كأن لا يجيد فرد كيفية توصيل مفتاح الدائرة الكهربائية لعمل معين، لكي ينير المصابيح ويشغل المعمل، وبدون معرفة واختبار سابق سيضع إصبعه ليوصل المفتاح أو المفاتيح التي يحتملها، ولكن بعد أن يفهم علاقة هذه العلة بمعلولها جيداً ، ويعيد النظر في تجاربه الماضية ، ويستحضرها في ذهنه ليحصل منها على معنى ومفهوم أوسع، ويعدها للتأثر في التجارب المستقبلية، سيصير هذا العمل عملاً تربوياً، يؤدي إلى توجيهه (مثلاً)، لإنارة مصباح معين، نحو مفتاح دائرة ذلك المصباح فوراً، دون أن يضيع في المتاهات.

* القرآن والتربية:

التربية لغة: - بمعنى الدفع والتنمية، وهي مشتقة من كلمة (ربو) وهو بمعنى العلو، ويُعتقد أن استعمال هذه الكلمة بالمعنى الذي ذكرناه ليس له تاريخ قديم، لذلك نجد أن القرآن الكريم لم يستعمل كلمة «التربية» بهذا المعنى الذي ذكرناه، بل جاء بتعبيرات مثل «التزكية» و«الإخراج من الظلمات إلى النور».

فالآيتان التاليتان مثلاً تشيران إلى التربية التكوينية والتربية التشريعية على التوالي:

1- {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الأحزاب: 43].

ومعلوم أن صلاته عز وجل على عباده كناية عن رحمته وبركاته، وصلاة ملائكته كناية عن الرحمة والبركات التي تصيب عباده بواسطة الملائكة (المدبرات أمرا) ، ولجميعها صبغة تكوينية، وعلى أية حال فالهدف منها هو إخراج البشر من ظلمات الجهل إلى نور الهداية.

2- {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الحديد: 9].

أشارت هذه الآية إلى التربية التشريعية وكون الهدف منها (إخراج الناس من الظلمات إلى النور) أيضاً.

ونستنتج من هذا التعبير أن الإنسان المجرد من التربية يعيش في ظلمات مطلقة، ومثله مَن يمتلك طاقات واستعدادات مختلفة ولكن ليس له القابلية على قيادتها وتوجيهها لبلوغ هدف معين، فهو عاجز عن سلوك طريق ما، وإيصال نفسه إلى الهدف.

ولكن لو شُمل بعناية تربوية لصار مثله كمن خرج من الظلمات إلى النور، نور تربية وتنمية وكشف الاستعدادات، نور قابلية القيادة والتوجيه ومعرفة الهدف، وهي جميعها مفاهيم ومعان تربوية موجودة في هذه الكلمة .

* الشخصية والأسلوب:

كلمة الشخصية من الكلمات التي لا تستعمل في المجالات النفسية والأخلاقية فقط، بل يستعملها عامة الناس في كلامهم اليومي أيضاً، والجميع يعرفون معناها الإجمالي تقريباً، ولكن على الرغم من ذلك فإنه يصعب العثور على تعريف دقيق وواضح ومفصل لها، ولهذا فقد وضع علماء النفس اليوم تعاريف كثيرة مختلفة لها... يقول أحدهم : أن العلماء قد وضعوا لهذه الكلمة مئات التعاريف التي ينظر كل منها إلى هذا المفهوم المعقد من زاوية خاصة.

ومن جملة تلك التعاريف :

1- الشخصية : «هي مجموع التأثيرات التي يتركها الفرد في المجتمع» . وبعبارة أخرى «فإن شخصية كل فرد تعبر عن تأثيره الاجتماعي».

ولا ينحصر الإشكال على هذا التعريف وأمثاله في إنكاره لشخصية الأفراد الذين ليس لهم أي أثر اجتماعي (كالمنعزلين والمعاقين)، بل الأغلب في إعطائه الشخصية صبغة (عملية) فقط لا (وصفية) في حين أن الشخصية تعتبر جزءاً من الحالات الروحية عادة.

2- الشخصية: «هي الحالة العامة لتصرفات الفرد التي تظهر في عاداته المعينة وفكره وتعبيراته ورغباته وأسلوب عمله وفلسفة حياته» .

ومع أن هذا التعريف المنقول عن العالم النفساني الشهير (ماركيوس) خال من إشكال إنكار شخصية المنعزلين، لكنه يشترك معه في إعطائه للشخصية صبغة فعلية أو انفعالية، أي التأثير والتأثر الخارجي.

3- التعريف الآخر الذي صرح به بعض علماء النفس هو: «الشخصية: هي التنظيم الداخلي للدوافع والانفعالات والإدراكات والذكريات، الذي يلخص سلوك الإنسان في تصرف معين».

وبالرغم من أن هذا التعريف خال من الإشكالات السابقة لاحتوائه على الصبغة الذاتية والوصفية للشخصية، لكننا لو قلنا : إن الشخصية عبارة عن : «مجموعة من الصفات والحالات والروحيات التي لها قيمة إنسانية وتستطيع أن تصير مصدراً لآثار خارجية فردية واجتماعية قيمة» ، لكنا أقرب إلى مفهومها الواقعي.

* الأسلوب:

استعمل الكثير من علماء النفس كلمتي (الأسلوب) و(الشخصية) بمعنى واحد واعتقدوا أن كلتيهما تعبر عن واقع واحد، لكن المتأخرين منهم وضعوا فروقاً بين هذين المصطلحين، وأطلقوا مصطلح (الأسلوب) على الجوانب الأخلاقية والملكات الفاضلة والخبيثة، وبعبارة أخرى فالأسلوب يستعمل لتقييم الشخصية تعبر عن جميع الحالات الروحية والأخلاقية والعقلية والعاطفية وحتى البدنية، ولا إشكال في التسمية والاصطلاح خصوصاً من ناحية أرباب كل فن بالنسبة إلى فنهم، لأن الشخصية تعبر عن مجموعة من الصفات والحالات التي يتحول الإنسان في ظلها إلى (فرد خاص) ولكلمة (الأسلوب) هذا المعنى نفسه تقريباً.

* علاقة التربية بالشخصية :

كيفما نفسر (الشخصية) تبقى لها علاقة وثيقة جداً بالتربية، فبأي معنى كانت، التربية فإنها لا تخرج عن حالتين هما: إما أن تكون وسيلة لتفتح الشخصية الذاتية للأفراد «فيما لو اعتقدنا بوجود الشخصية في جميع الأفراد كاستعداد ذاتي وبدون استثناء»، أو وسيلة لإيجادها فيما لو اعتقدنا بأن الكل أو البعض من شخصية الإنسان «إيجادية». وفي كلتا الحالتين فإن للشخصية علاقة وثيقة بالتربية.

ومطالعة شخصية البشر الذين ابتعدوا عن المجتمع، نتيجة لحوادث معينة، وتربوا بين الحيوانات منذ الصغر وحالاتهم المحيرة والضعف الشديد لقواهم الإدراكية، وحتى انعدام الاستعداد الكافي فيهم للتربية الإنسانية من جديد، تعد من أبرز الأدلة على ارتباط الشخصية بالتربية.

وكذلك الفرق الواضح بين الأمم المتساوية من جميع الجهات تقريباً، ولكن لو حدث أن تقدمت إحداها بسرعة بسبب امتلاكها لقائد حكيم وخطت خطوات واسعة نحو التكامل لاعتبر ذلك علاوة أخرى على أثر التربية في وضعية الفرد والمجتمع.

والفروقات الواضحة الموجودة بين الأفراد المتشابهين الذين يعيشون في محيطات مختلفة ، أو فرد يعيشون في محيطين مختلفين وأمثال ذلك، تدلل جميعها على الأصرة الوثيقة الموجودة بين الشخصية والتربية، وتذكرنا بمقالة أحد العلماء: «سلموني أطفالاً واطلبوا مني تربيتهم كيف ما شئتم، (شجعان، جبناء ، أسخياء ، بخلاء، ... الخ)».

* العوامل المؤثرة في الشخصية:

العوامل التي تؤثر في تشكيل شخصية الإنسان كثيرة جداً، ولعل من الصعب حصرها وإحصائها، ولكن أهمها ما يلي:

1- الخلقة (البنية الجسمية والروحية).

2ـ الوراثة.

٣- إفرازات الغدد.

4ـ الغذاء.

5- المحيط الأسري.

6- وضعية الحياة الاجتماعية (المهنية والمكسب، وضعية المدينة والدولة، الأجهزة الإعلامية والحكومة والوضع الاقتصادي ...).

7- التربية والتعليم.

8- الزملاء والأصدقاء (الجيران والشركاء وزملاء المدرسة وزملاء السفر).

9- الإيحاءات (الذاتية والخارجية).

10- المطالعات والمصادر الفكرية.

11- الحوادث الطارئة.

12- إرادة الإنسان وسعيه الذاتي.

ومما لا يحتاج إلى التذكير به هو إمكانية تسمية جميع العوامل المذكورة أعلاه بالعوامل التربوية، وذلك بسبب الارتباط الوثيق الموجود بين الشخصية والتربية الذي أشرنا إليه سابقاً.

وهذه المواضيع الإثنا عشر المذكورة أعلاه تشكل بذاتها علماً مستقلا يمكن تناوله وبحثه تحت عنوان «الإنسان والمسائل التربوية» آملين أن نوفق له في فرصة أخرى إن شاء الله تعالى.

_______________________________________

(١) ملخص من كتاب مبادئ التربية والتعليم للدكتور علي شريعتمداري. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.