أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2018
499
التاريخ: 21-1-2018
455
التاريخ: 21-1-2018
464
التاريخ: 21-1-2018
502
|
ذكر وفاة المستنجد بالله:
في سنة ست وستين وخمسمائة تاسع ربيع الآخر توفي المستنجد بالله أبو المظفر يوسف بن المقتفي لأمر الله أبي عبد الله محمد بن المستظهر بالله وقد تقدم باقي النسب في غير موضع وأمه أم ولد اسمها طاووس وقيل نرجس رومية ومولده مستهل ربيع الآخر سنة عشر وخمسمائة وكان أسمر تام القامة طويل اللحية وكان سبب موته أنه مرض واشتد مرضه وكان قد خافه أستاذ الدار عضد الدين أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء وقطب الدين قايماز المقتفوي وهو حينئذ أكبر أمير ببغداد فلما اشتد مرض الخليفة اتفقا ووضعا الطبيب على أن يصف له ما يؤذيه فوصف له دخول الحمام فامتنع لضعفه ثم إنه دخل وأغلق عليه بابه فمات وهكذا سمعت من غير واحد ممن يعلم الحال وقيل إن الخليفة كتب إلى وزيره مع طبيبه ابن صفية يأمره بالقبض على أستاذ الدار وقطب الدين وصلبهما فاجتمع ابن صفية بأستاذ الدار وأعطاه خط الخليفة فقال له تعود وتقول إنني أوصلت الخط إلى الوزير ففعل ذلك وحضر أستاذ الدار قطب الدين ويزدن أخاه تنامش وعرض الخط عليهم فاتفقوا على قتل الخليفة فدخل إليه يزدن وقايماز الحميدي فحملاه إلى الحمام وهو يستغيث وألقياه وأغلقا الباب عليه وهو يصيح إلى أن مات.
وكان وزيره أبا جعفر بن البلدي وبينه وبين أستاذ الدار وبين قطب الدين عداوة مستحكمة لأن المستنجد بالله كان يأمره بأشياء تتعلق بهما فيفعلهما فكانا يظنان أنه هو الذي يسعى بهما فلما مرض المستنجد وأرجف بموته ركب الوزير ومعه الأمراء والأجناد وغيرهما بالعدد فلم يتحقق عنده خبر موته فأرسل إليه عضد الدين يقول إن أمير المؤمنين قد خف ما به من المرض وأقبلت العافية فخاف الوزير أن يدخل دار الخلافة بالجند فربما أنكر عليه ذلك فعاد إلى داره وتفرق الناس عنه وكان عضد الدين وقطب الدين قد استعدا للهرب لما ركب الوزير خوفا منه إن دخل الدار أن يأخذهما فلما عاد أغلق أستاذ الدار أبواب الدار وأظهروا وفاة المستنجد وأحضر هو وقطب الدين ابنه أبا محمد الحسن وبايعاه بالخلافة ولقباه المستضيء بأمر الله وشرطا عليه شروطا أن يكون عضد الدين وزيرا وابنه كمال الدين أستاذ الدار وقطب الدين أمير العسكر فأجابهم إلى ذلك ولم يتول الخلافة من اسمه الحسن إلا الحسن ابن علي بن أبي طالب والمستضيء بأمر الله واتفقا في الكنية والكرم فبايعه أهل بيته البيعة الخاصة يوم توفي أبوه وبايعه الناس من الغد في التاج بيعة عامة وأظهر من العدل أضعاف ما عمل أبوه وفرق أموالا جليلة المقدار وعلم الوزير ابن البلدي فسقط في يده وقرع سنة ندما على ما فرط في عوده حيث لا ينفعه وأتاه من يستدعيه للجلوس للعزاء والبيعة للمستضيء فمضى إلى دار الخلافة فلما دخلها صرف إلى موضع وقتل وقطع قطعا وألقي في دجلة رحمه الله وأخذا جميع ما في داره فرأيا فيها خطوط المستنجد بالله يأمره فيها بالقبض عليهما وخط الوزير قد راجعه في ذلك وصرفه عنه فلما وقفا عليها عرفا براءته مما كانا يظنا فيه فندما حيث فرطا في قتله وكان المستنجد بالله من أحسن الخلفاء سيرة مع الرعية عادلا فيهم كثير الرفق بهم وأطلق كثيرا من المكوس ولم يترك بالعراق منها شيئا وكان شديدا على أهل العيث والفساد والسعاية بالناس. بلغني أنه قبض على إنسان كان يسعى بالناس فأطال حبسه فشفع فيه بعض أصحابه المختصين بخدمته وبذل عنه عشرة آلاف دينار فقال أنا أعطيك عشرة آلاف دينار وتحضر لي إنسانا آخر مثله لأكف شره عن الناس ولم يطلقه ورد كثيرا من الأموال على أصحابها أيضا وقبض على القاضي ابن المرخم وأخذ منه مالا كثيرا فأعاده على أصحابه أيضا وكان ابن المرخم ظالما جائرا في أحكامه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|