أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016
1456
التاريخ: 30-7-2016
2575
التاريخ: 27-7-2016
1562
التاريخ: 28-7-2016
2091
|
الشيخ عارف الزين ويقال احمد عارف ولد في قرية شحور في رمضان سنة 1301 وتوفي سنة 1380 في مشهد الرضا حيث قصده زائرا ففاجأته المنية هناك فدفن في الصحن الرضوي.
وكانت نشأته الأولى في شحور ثم في صيدا وتعلم القرآن الكريم والخط على أحد شيوخ القرية وفي أثناء ذهابه إلى صيدا كان يتردد على مدرستيها الرشدية واليسوعية ولما بلغ الحادية عشرة من سنة أرسله والده إلى النبطية ليتعلم في مدرستها الابتدائية فمكث فيها مدة قليلة ثم إنتقل إلى مدرستها الدينية التي أنشأها السيد حسن يوسف فدرس فيها النحو والصرف والمنطق والبيان على أساتذتها ومنهم الشيخ أحمد رضا والشيخ سليمان ظاهر والشيخ حسين نعمة وفي أثناء ذلك درس شيئا من اللغتين الفارسية والتركية. ولما انتقل إلى صيداء درس شيئا من اللغة الافرنسية.
حياته الصحفية :
أنشأ مجلة العرفان وأصدر العدد الأول منها في المحرم سنة 1327 ثم أنشأ جريدة أسبوعية باسم جبل عامل وتوقفت الجريدة بعد صدورها سنة واحدة واستمر يصدر مجلته. فأصدر منها المجلدين الرابع والخامس وفي أوائل الحرب العالمية الأولى صدر جزءان من السادس ثم احتجبت مدة الحرب العالمية الأولى كلها وبعض مدة الاحتلال ثم عاود إصدارها.
في الحرب العالمية الأولى أصابه من مظالم ما أصاب الأحرار فقد فتشت مطبعته وداره ولم يعثر على ما يؤاخذ عليه وسيق مع من سيق إلى محكمة عالية العرفية فبقي تحت المراقبة 22 يوما وعاد إلى صيدا ولم يلبث قليلا حتى آثر العزلة في مزرعة له مشتغلا في إدارة زراعته إلى أوائل الاحتلال ثم عاد إلى عمله الصحفي الأول وإدارة مطبعته.
في الجمعيات اشترك هو وتوفيق البساط بتأسيس جمعية في صيدا باسم جمعية نشر العلم، وكان اجتماعها الأول في داره واتخذت بعد ذلك ناديا خاصا وانتخب رئيسا لها وقد أرسلت بعض الشبان إلى المدارس العالية لاكمال دروسهم على نفقتها.
في عهد الانتداب الفرنسي لم يكد الفرنسيون يحتلون البلاد ويعلنون انتدابهم عليها حتى جاهرهم العداء فحاكموه وحكموا عليه بالسجن أكثر من مرة. ولعل من أحسن ما قيل في وطنيته ما قاله أحد مؤبنيه:
كان وطنيا في الوقت الذي كانت فيه الوطنية عطاء محضا وعذابا صرفا واضطهادا مستمرا ولما أعلن الاستقلال وراح أدعياء الوطنية يجرون المغانم، انزوى بعيدا عن الاستغلال والمستغلين.
العرفان من أفضل ما قيل في مجلة العرفان ما قاله أحد مؤبنيه:
إن مجلة العرفان تختلف عن جميع المجلات العربية، بأنها أكثر من أية مجلة أخرى قد أصبحت بالنسبة لفريق كبير من الناس رمزا للشغف بالقراءة، ورمزا على الاقبال من القراء.
لقد تفردت العرفان في ذهن طبقة واسعة من المواطنين بمنزلة لم تبلغها مجلة سواها وتجاوز التعلق بها المثقف وبات اسمها مرادفا عند سواد الناس لأي مجلة وأي نشرة.
وكثيرا ما نسمع في أنحاء هذا الجزء العزيز من الوطن جبل عامل سيدة طيبة من عجائزنا أو شيخا صافيا من شيوخنا يسميان كل مطبوعة انها العرفان.
والواقع ان هذه المجلة كانت مدرسة سيارة للعامليين والعراقيين بصورة خاصة ففضلا عما كانت تحمله من معارف وآداب إلى أبعد القرى التي لم يكن يقدر لها لولاها أن تعرف شيئا مما عرفت فضلا عن ذلك فقد كانت العرفان الباب الوحيد الذي ولج منه أفضل الأدباء والشعراء والنقاد العامليون والعراقيون إلى الحياة الواسعة.
فكم من كاتب وشاعر لولا أن العرفان شجعته واخذت بيده لظل خافت الصوت خامد القريحة وقد قدر المخلصون هذه الحقيقة فاحتفلوا بمرور خمسين عاما على صدور العرفان احتفالا رائعا في صيدا.
وإذا كنا قد خصصنا القول عن أثر العرفان في جبل عامل والعراق فليس ذلك لأن لا اثر لها في غيرهما وإنما لأنها أثرت في هذين المجالين بما لا يمكن لغيرها أن يؤثر فيهما وإلا فقد كانت العرفان منذ صدورها صدى لأصوات العرب والمسلمين المتدافعة في كل مكان، وحسبك انها عطلت مرة تعطيلا طويلا أصابها بأفدح الخسائر لأنها نشرت مقالا لكاتب من مدينة حماه أشاد به ببعض شهداء حماه الأبرار مما أغضب عليها الفرنسيين فنكبوها وطالما عانت من الفرنسيين تعطيلا ومطاردة فهي أبدا إما في تعطيل منهم أو في مصادرة ومنع في مستعمراتهم الإفريقية. ويمكن القول انها المجلة الوحيدة في بلاد الشام التي استمرت في الصدور بانتظام منذ مولدها حتى اليوم فيما عدا ما اعترضها من قوى قاهرة في الحرب والتعطيل فكم من مجلات ولدت لا في بلاد الشام وحدها بل في بلاد العرب كلها، ثم لم تلبث ان ماتت بينما ظلت العرفان تتقدم في مدارج الحياة مجتازة العقاب والصعاب ولم يكن ذلك إلا لعزيمة صاحبها واخلاصه وتضحياته وترفعه عن الاغراض.
لما أنشأ العرفان أصبحت مطبعته سوق عكاظ الأدباء والعلماء والكتاب من الأقطار العربية المختلفة، وكانت داره مقرا لأهل العلم والفضل من علماء جبل عامل، وغيرهم من الشخصيات العربية البارزة.
ولا أنسى موائد الشاي، والمجالس الأدبية التي كنت ألتقي فيها بخيرة رجال العلم والأدب في ندوة صاحب العرفان، والتي كانت عاملا فعالا في ميلي الأدبي.
وتحدث كاتب آخر عن العرفان قائلا:
والحقيقة هذه، هي أن العرفان كانت أول خيوط النور من فجر النهضة العربية الحديثة يمتد إلى مجاهل المنطقة المنعزلة الغارقة في ظلام عجيب...
من هنا ينبغي أن يبدأ الباحث، حين يريد أن يتعرف سيرة أحمد عارف الزين بحقيقتها، بأنبل صفحاتها، وأبهج مآثرها...
لقد كان صاحب العرفان يجمع لنا خيوط النور من كل مكان ويبثها شعاعا في بلادنا وفي جيلنا، فنلمح بها فجر الحياة العربية الطالع، حين لا ملمح للنور عندنا إلا من حيث يطلع العرفان ومن حيث يكتب ويكافح صاحب العرفان.
فإذا كان ناس من جيلنا، في هذه البقعة من لبنان، قد طمح في العشرينات، بالأخص، إلى العلم الحديث يتعلمونه، وإلى الأدب الجديد يتذوقونه أو يكتبونه، وإلى أسباب المعرفة يتشبثون بها من وراء المجاهل كلها، وإلى التراث العربي الصالح يتخيرون أطايبه وفضائله، وإلى الحياة الحرة الكريمة ينشدونها ويكافحون لها، فذلك كله انما كان في ذلك الزمان لأن عرفانات أحمد عارف الزين كانت الحافز الأول لهذا الطموح كله، يوم لا حافز غيرها في معتزلنا هنا آنذاك...
وإذا كان قد انحسر ظلام العهد الاستعماري هنا، في العشرينات والثلاثينات، عن حفنة من الشبان المستنيرين يجهرون، في المواسم الاجتماعية والدينية وفي المحافل المختلفة، بنداء الحرية والتحرر والاستقلال، ويقفون بجرأة أشبه بالمغامرة حيال الاقطاعية والرجعية المناصرتين لدولة الانتداب فذلك كله انما كان، لأن وطنية أحمد عارف الزين، وجرأته وصلابته، كانت تلهم وتحفز وتثير وتنير...
في فاتحة أول جزء صدر من العرفان 5 شباط 1909 يقول الشيخ أحمد عارف الزين:
... وبعد، فلما كان هذا العصر المنير، عصر العلم والنور، والحرية والدستور، عصرا تلألأت فيه أنوار الحكمة، وتقشعت سحب الجهل وغياهب الظلمة، ومنشئ هذه المجلة منذ نعومة أظفاره وهو يتشوق لانشاء صحيفة يتمكن بها من خدمة أمته ووطنه إذ كل امرئ ميسر لما خلق له. والآن قد تيسر لنا ذلك. إذ الأمور مرهونة بأوقاتها، فأنشأنا هذه المجلة على اعتراف منا بالعجز والتقصير، ودعوناها العرفان، ولكل اسم من مسماه نصيب.
وفي فاتحة الجزء الأول من المجلد الثاني الصادر في 12 كانون الثاني عام، 1910، يبتهل صاحب العرفان إلى الله هذا الابتهال الحار:
اللهم ان هذا موقف تزل به الاقدام، وتزيغ عنه الأفكار...
فثبتني بالقول الثابت، ووفقني للعمل النافع، والفكر الصائب، واهدني صراطك المستقيم...
اللهم إنا نبرأ إليك، يا ذا الحول والطول، من الحول والطول، ونسألك توفيق هذه الأمة للم الشعث، وجمع، شتات الشمل، والتمسك بأهداب النشاط والعمل، ونبذ بوادر القول الفارع والكسل، وطرح التقليد والتقيد بالعادات، واتباع الاجتهاد والاعتماد على النفس، واطلاق الأفكار والإرادات من أغلال البدع والخرافات، انك سميع مجيب...
ثم نقرأ هذا الابتهال الآخر في فاتحة الجزء الأول من المجلد الثالث 1 كانون الثاني 1911:
اللهم ثبتني بالقول الثابت، والعمل النافع، ولا تجعل للأهواء علي سبيلا، وأعذني من كل شيطان رجيم، وأفاك أثيم.
وأشهدك باني غير معصوم عن الزلل والخطل. فهب لي من ينتقد أقوالي، ويمحض أعمالي، ورحم الله امرأ اهدى إلي عيوبي.
من هذه النصوص يفتتح بها المجلدات الثلاثة الأول للعرفان نستطيع ان نستخلص الخطوط الكبرى للمنهج الذي رسمه الشيخ احمد عارف الزين لنفسه ولعرفانه... وفي ضوء هذه النصوص نفسها نستطيع ان نتتبع سيرة الرجل وسيرة عرفانه لنرى كيف أخلص لمنهجه هذا طوال نصف قرن، لا يحيد عنه، ولا ينحرف عن خطته مقدار شعره، ولو كلفه الثبات على هذا المنهج وهذه الخطة أشق المتاعب وأفدح المكاره...
نعود إلى النصوص المتقدمة الذكر، نستخلص منها الملامح المنهجية الرئيسية:
أولا :
نتعرف، في افتتاحية أول جزء يصدر من العرفان، أن الرجل كان ينزع منذ نعومة أظفاره إلى عمل ما يتمكن به من خدمة أمته ووطنه، وكان يرى أنه ميسر بحكم طبعه وثقافته وبحكم عصر العلم والنور والحرية والدستور لأن تكون الصحافة سبيله إلى خدمة الأمة والوطن، ولأن يكون العرفان بمعنى المعرفة شعار الصحيفة التي أنشأها لأداء الغرض، فكان الشعار نفسه اسما لها وعنوانا...
فخدمة الأمة والوطن، هدفه... ونشر العلم والعرفان، وسيلته...
ثانيا :
نتعرف من ذكره الأمة والوطن معا، ان الرجل كان منذ أول عهده بالخدمة العامة، حين لم تكن معالم الأشياء والألفاظ والمفاهيم القومية والوطنية قد اتضحت بعد يدرك حدود ما يقول وما يكتب، وانه قد اتخذ، منذ البدء. موقفا واضحا محددا بين موقفين متناقضين عرفناهما بعد ذلك في فريق من اللبنانيين العاملين في حقل السياسة اللبنانية والعربية...
وهما: موقف الذين نظروا، في مجال الكفاح التحريري، إلى الأمة العربية نظرة تجريدية منفصلة عن الأرض والبشر، حتى انمحى لبنان الوطن، أو يكاد في أذهانهم من الوجود الواقعي للأمة العربية... يقابله موقف النقيض الآخر، الذي نظر إلى لبنان نظرة تجريدية أيضا تفصل لبنان عن تاريخه وتراثه وحقيقة كينونته الواقعية، فإذا هو منفصل عن الأمة العربية، في المفهوم السياسي والوطني عند أصحاب هذه النظرة، وفي سلوكهم العملي...
وحين نرى الشيخ احمد عارف الزين يردف كلمة الوطن بكلمة الأمة، في فاتحة أول جزء يصدر من عرفانه، لا نستطيع أن نستخلص من ذلك إلا أن الرجل كان يعني ما يقول، وانه نظر للقضية نظرة قومية وطنية واقعية نعتقد انها تحدد نتيجة كفاحه السياسي التحرري، وإن كنا لا ندري: أكان ذلك إدراكا منه أن الامر ينتهي إلى هذا الاختلاف في الموقف والنظرة، أم كان فهما تلقائيا سليما صادرا عن حس واقعي سليم؟.
ثالثا :
تلمس في ثنايا النصوص المتقدمة الذكر منهجية أخلاقية واضحة السمات والملامح، قائمة على فضيلة التواضع، البالغة حد الاعتراف بالعجز والتقصير، وهي الفضيلة التي نعرف انها الخاصة المميزة للذين ينشدون الخدمة العامة مخلصين، ويبحثون عن الحق والحقيقة صادقين، وانها بالأخص صفة العالم المحاذر ابدا من هاجس الغرور، والمشفق على نفسه أبدا من مواقف الزلل والانحراف عن طريق الصواب... وقد رأينا الشيخ أحمد عارف، في ابتهالاته الحارة المؤمنة، يشهد الله انه غير معصوم عن الزلل والخطل، ويدعو الله أن يهبه من ينتقد أقواله، ومن يمحص، أعماله، ومن يهدي إليه عيوبه... وهل شئ أوضح دلالة على أخلاقية الرجل من أن يرى نقد عيوبه إهداء وهدية؟.
مؤلفاته :
منها تاريخ صيدا وهو مطبوع ومختصر تاريخ صيدا وهو كتاب مدرسي لم يطبع. ومختصر تاريخ الشيعة مطبوع ومما طبعه وعلق عليه بعض الشروح الوساطة بين المتنبي وخصومه ومنها ما طبعه وشرحه بشركة آخرين العراقيات.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|