أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2017
2426
التاريخ: 5-10-2017
2407
التاريخ: 2-10-2017
2160
التاريخ: 4-10-2017
2484
|
ذكر الشيخ المفيد في كتاب الإرشاد : وأدخل عيال الحسين (عليه السلام) على ابن زياد ، فدخلت زينب أخت الحسين في جملتهم متنكرة وعليها أرذل ثيابها ، فمضت حتى جلست ناحيةً من القصر ، وحفت بها إماؤها.
فقال ابن زياد ، من هذه التي انحازت ناحيةً ومعها نساؤها؟!
فلم تجبه زينب.
فأعاد القول ثانيةً وثالثةً يسأل عنها؟
فقالت له بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله.
فأقبل عليها ابن زياد وقال لها : الحمد لله الذي فضحكم
وقتلكم وأكذب أحدوثتكم.
فقالت زينب : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد (صلى الله عليه واله) وطهرنا من الرجس تطهيرا ، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا والحمد لله.
فقال ابن زياد : كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟!
فقالت : ما رأيت إلا جميلاً ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه وتختصمون عنده فانظر لمن الفلج يومئذ ، ثكلتك أمك يابن مرجانة!!
فغضب ابن زياد واستشاط ، فقال له عمرو بن حريث : أيها الأمير ، إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.
فقال ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك.
فرقت زينب وبكت وقالت له : لعمري لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فإن كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت.
فقال ابن زياد : هذه سجاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجاعاً شاعراً.
ثم التفت ابن زياد إلى علي بن الحسين وقال له : من أنت؟
فقال : أنا علي بن الحسين.
فقال : أليس الله قد قتل علي بن الحسين؟
فقال علي : قد كان لي أخ يسمى علي بن الحسين ، قتله الناس.
فقال ابن زياد : بل الله قتله.
فقال علي بن الحسين : الله يتوفى الأنفس حين موتها.
فغضب ابن زياد وقال : ولك جرأة على جوابي وفيك بقية للرد علي؟! إذهبوا به فاضربوا عنقه.
فتعلقت به زينب عمته ، وقالت : يا بن زياد! حسبك من دمائنا. واعتنقته وقالت : والله لا أفارقه ، فإن قتلته فاقتلني معه.
فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة ، ثم قال : عجباً للرحم! والله إني لأظنها ودت أني قتلتها معه ، دعوه فإني أراه لما به.
ثم أمر ابن زياد بعلي بن الحسين وأهله فحملوا إلى دار جنب المسجد الأعظم ، فقالت زينب بنت علي : لا يدخلن علينا عربية إلا أم ولد مملوكة ، فإنهن سبين وقد سبينا.
في هذا الحوار القصير بين الخير والشر ، وبين الفضيلة والرذيلة ، وبين القداسة والرجس ، وبين ربيبة الوحي وعقيلة النبوة وبين الدعي ابن الدعي! إنكشفت نفسيات كل من الفريقين.
أرأيت كيف صرح ابن زياد بالحقد والعداء لأهل بيت رسول الله (صلى الله عليه واله) والشماتة وبذاءة السان ، وحقارة النفس ودناءة الروح ، وقذارة الأصل؟
فهو يحمد الله تعالى على قتل أولياء الله ، وتدفعه صلافة وجهه أن يقول : وفضحكم ، وليت شعري أية فضيحة يقصدها؟!
وهل في حياة أولياء الله من فضيحة؟!
أليس الله تعالى قد أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً؟!
أليس نسبهم أرفع نسب في تاريخ العظماء؟!
أليست حياتهم متلألأة بالفضائل والمكارم؟!
وهل ـ والعياذ بالله ـ توجد في حياتهم منقصة واحدة أو عيب واحد حتى يفتضحوا؟
ولكن ابن زياد يقول : وفضحكم .
ويزداد ذلك الرجس عتواً ويقول : وأكذب أحدوثتكم الأحدوثة : ما يتحدث به الناس ، والثناء والكلام الجميل ، والقران الكريم هو الذي يثني على آل رسول الله (صلى الله عليه واله) فهل اكذب الله تعالى القرآن الذي هو كلامه ( عزوجل )؟!
والرسول الأقدس ـ الذي ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ـ قد أثنى على أهل بيته بالحق والصدق ، فهل أكذب الله تعالى رسوله الأطهر ، الذي هو أصدق البرية لهجة؟!
وقد فرضت الضرورة على حفيدة النبوة ، ووليدة الإمامة ، ورضيعة العصمة أن تتنازل وتجيب على تلك الكلمات الساقطة السافلة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|