أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015
![]()
التاريخ: 23-5-2022
![]()
التاريخ: 18-10-2015
![]()
التاريخ: 30-01-2015
![]() |
كانت غزوة ذات السلاسل معركة غير عادية، وحادثة استثنائية حذفتها كتب التأريخ لأهداف سياسية... .
تميزت هذه المعركة بأمرين الاول: الرغبة التي أظهرها علي (عليه السلام) في القتال، والثاني: تنكّر التأريخ لهذه المعركة وحذفها من صحائفه.
الاول: الرغبة في القتال:
عندما نتناول موضوع: الرغبة في القتال، لابد ان نعرض ايضاً فكرة فرصة الحرب ولابد ان نبين ما بينهما من اختلاف، فـ (الرغبة في القتال) تتعلق بإرادة الانسان المحارِب بوضع نفسه في خدمة اهداف الحرب، فلا يكترث حينئذٍ بالقتل أو الجرح أو تكبد الخسارة.
اما فرصة الحرب فهي تعني امكانية تحقيق التحام عسكري بين الطرفين المتحاربين فهناك فرق بين هذين الاصطلاحين: أي الرغبة في القتال وفرصة الحرب، فقد يذهب الفرد الى المعركة ولكن ليست لديه الرغبة في القتال، لأنه قد يؤمِّل نفسه بضعف احتمالية تحقيق الالتحام العسكري بين الطرفين؛ ولذلك، فأي موقف سلبي يلمسه من قبل العدو - كشراسة الاعداء وحسن عدّتهم وكثرتهم- يجعله يتلمّس الاعذار للهروب من ساحة المعركة والفرار صوب الامان والحفاظ على النفس، وهذا ما حصل للذين ذهبوا الى المعركة قبل علي (عليه السلام) .
اما البطل المقدام الذي كان يحارب في سبيل الله، فانه ما ان لبسَ لامة الحرب، حتى بنى في نفسه وعقله رغبة جامحة في الاقتحام والمقاومة والموت من أجله تعالى، وهذا ما قام به علي (عليه السلام) في تلك المعركة.
فالرغبة في القتال اذن لها علاقة بالدوافع والاهداف التي يمتلكها المحارِب حيث يختار الحرب كبديل رئيسي لتحقيق الهدف، ومن هنا نرى ان اقتحام الامام (عليه السلام) لتحصينات العدو في ذات السلاسل كان اقتحاماً سريعاً كلمح البصر تموّنه شعلة الرغبة للقتال والتحرق لمواجهة اعداء الله بحيث ان عَدْوه السريع أعنف بجنوده فخافوا ان ينقطعوا من التعب وخافوا ان تحفى دوابهم قبل ان يصلوا الى عدوهم ولكن الرغبة الجامحة في قتال المشركين، والموت في سبيل الله كان يقوي فرص الحرب عند علي (عليه السلام) من أجل الالتحام بين جيشي المسلمين والمشركين.
ولا شك ان امكانية تأثر جنود علي (عليه السلام) الاربعة آلاف في ذات السلاسل ببطولته والاقتداء بشخصيته كان أمراً واقعياً، فلولا بطولة علي (عليه السلام) لم يستطع الجيش تحقيق شيء على مستوى المعركة بمنظورها الجزئي والاسلام بمنظوره الكلّي.
وفي ضوء ذلك نستطيع ان نقرر بان الرغبة في القتال عند المؤمنين الموقنين كانت تحددها عوامل وصفات ايمانية مثل: نكران الذات، واليقين، والبطولة، والاقتحام، بينما تحدد الرغبة عند عموم الناس عوامل اخرى مثل: التريث في القتال، والتردد، والفرار من الزحف، وحب الدنيا، والخوف من الموت، ونحوها، ومن هنا نلمس ان المؤمنين الموقنين بالله حقاً اقتحاميون في ساحة المعركة، لان دوافعهم لا تقبل تغييراً بعد ان تيقنوا بان الله معهم، وانهم يحاربون من أجل الآخرة، وان الله سيرزقهم قطعاً احدى الحسنيين: اما النصر واما الشهادة.
وفرصة الحرب للقائد البطل تعني انه سوف يستثمر طاقاته البطولية في سحق العدو وتدمير قدراته العسكرية، بينما يرى الخائف من الحرب ان فرص الحرب فرص للهلاك الذي ينبغي الفرار منه إن امكن، أو عدم التقدم في الخطوط الامامية وترك القيادة العسكرية لآخرين، أو الحصول على غنائم عندما تحين الفرصة لذلك.
ففرصة الحرب، اذن، تعبّر عن مقاربة عسكرية دامية بين عدوين متحاربين يحاول كل منهما افناء الآخر وافناء معتقداته معه، ومن هنا حاول الامام (عليه السلام) جاهداً خلق فرصاً للحرب من خلال تصميمه شكل الالتحام بين المعسكرين، فكان (عليه السلام) يسرع في السير نحو العدو، وكان (عليه السلام) يقف في المقدمة في المعركة التي خاضها، وكان (عليه السلام) ينتخِب من مقاتلي المشركين: النخبة، فيبارزها ويفنيها عن بكرة ابيها، ثم يبدأ جيشه - وبعد ان رأى قائده (عليه السلام) في المقدمة وقد ارتدى رداء الموت- بالتحرك لمنازلة العدو.
الثاني: تنكّر التأريخ:
كيف استطاعت الماكنة الاعلامية تزوير التأريخ وحذف تلك الواقعة العظيمة، التي كانت اشهر مواقفه (عليه السلام) مع النبي (صلى الله عليه واله)، من صحائف التأريخ؟ وما هي اهداف ذلك التزوير؟
لاشك ان الارضية التي تفسر بها احداث التأريخ لها أهداف سياسية، فالتحريف الذي يحصل في الاحداث التاريخية يرجع الى فكرة تغير العلّية التاريخية، وبمعنى اوضح ان الاحداث تؤخذ بلحاظ الظروف التاريخية التي مرت بالحادثة ذاتها، ولا تؤخذ بالظروف التي يعيشها الناس بعد مئات من السنين، ذلك ان قراءة التأريخ يعني قراءة لعلل تلك الفترة الزمنية التي نقرأ احداثها، وبالنتيجة فان حذف حدث تأريخي من كتب التأريخ، سيولدُ شكوكاً في مصداقية ذلك الحدث بعد مئاتٍ من السنين، وكان هذا هو الهدف الذي سعى من أجله السلاطين والخلفاء، وهو حذف فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) من كتب التأريخ حتى لا يتسنى للذين يأتون من بعده من الاجيال المتلاحقة تصديق تلك الاحداث المتصلة بفضائله ومعجزاته (عليه السلام).
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|