أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-25
1158
التاريخ: 14-1-2017
2553
التاريخ: 26-10-2016
3115
التاريخ: 13-1-2017
1604
|
الفن:
اشتهر الفن الآشوري لدى العالم الحديث قبل غيره من العناصر الاخرى في حضارة وادي الرافدين لأنه كان اول ما عرف من هذه الحضارة قبل أكثر من مائة عام يوم كشفت عنه اولى التنقيبات في العراق في منتصف القرن الماضي، حيث رأينا في الفصل الخاص بتاريخ التحريات الأثرية كيف بدأت التنقيبات عن بقايا حضارة وادي الرافدين في العواصم الآشورية مثل نمرود ونينوى وانصراف جهود المنقبين الأوائل إلى الكشف عن المنحوتات الآشورية ولا سيما الضخمة منها لشحنها إلى أوروبا وعرضها في متاحفها المشهورة.
ومما يقال عن تأريخ الفن الآشوري إنه يمكننا تحديد زمن ولادته في القرن الرابع عشر ق.م، أي في العصر الآشوري الوسيط، اما ما قبل ذلك أي في العصور القديمة فإن ما ظهر من فن في بلاد آشور كان مقتبساً كله تقريباً من الفن البابلي في الجنوب بيد أن شخصيته أخذت تستقل وتتميز منذ العصر الآشوري الوسيط في طرزه وأساليبه وفي مواضيعه ولا سيما الشؤون الدنيوية الخاصة بالدولة وأعمال الملوك، أما في المواضيع الدينية فقد حافظ على المآثر القديمة. وفي وسعنا الوقوف على الخصائص المميزة للفن الآشوري من زمن الملك "توكاتي ــ نينورتا" الاول (1208 – 1244 ق.م)، وفي مقدمة ذلك المشاهد العسكرية مثل الملك مع جنوده وعرباته الحربية، ومثل استعمال الآجر المزجج واستعمال رمز "الشجرة المقدسة"، وأخذ الفن الآشوري طابعه الخاص أخيراً في العهد الآشوري الحديث حيث طغى عليه تمثيل مشاهد الحروب والصيد والشؤون الملكية الاخرى مما كان يزين قصور الملوك، كحصار المدن ودك الحصون وتهجير السكان وسوق الأسرى والتمثيل بهم، إلى غير ذلك مما يمكننا أن نقرأ فيه تطور أساليب القتال وآلات الحرب والأسلحة. ومن الممكن تقسيم الفن الآشوري إلى ثلاث فترات أو اطوار، فالطور الأول يمثل عهد الملك آشور ناصر بآل الثاني (859 – 883 ق.م) وعهد ابنه شيلمنصر الثالث (824 – 858 ق.م) حيث جاءتنا من عهدها قطع فنية ممثلة مما لم يكن معروفاً في السابق، اما الطور الثاني فيبدأ من القرن الثامن ق.م، من عهد الملك ثجلاثبليزر الثالث (727 – 744 ق.م) وشيلمنصر الخامس (722 – 726 ق.م) وسرجون (705 – 721 ق.م) ويمثل الطور الثالث عهود خلفاء سرجون، وهم سنحاريب وأسرحدون وآشور بانيبال.
وعلى ضوء هذه اللمحة التأريخية نورد الملاحظات الموجزة التالية عن خصائص الفن الآشوري:
1ـ حلّق الفن الآشوري في النحت البارز Reliefs أكثر منه في النحت المجسم. فبالإضافة إلى قلة الامثلة من النحت المجسم، مثل تماثيل الملوك القليلة والثيران المجنحة، فإن هذه الأمثلة لا تضاهي روعة الفن البارز وقوة التعبير اللتين تميزانه.
2- إن أسلوب النحت البارز أصيل وعريق في حضارة وادي الرافدين فقد ظهر منذ العهد الشبيه بالكتابي منتصف الألف الرابع ق.م، واستمر في تقدمه وتطوره في العصور التالية، فسار الآشوريون على هذا التراث القديم، ولكنهم لم يعنوا بتمثيل المواضيع الدينية عناية كبيرة، بل اتجهوا إلى تمثيل المواضيع الملكية الرسمية التي نوهنا بها، وبعبارة أخرى استخدم الفن الآشوري لأغراض الدعاية الملكية لإحداث الخوف والرعب والطاعة في قلوب من يشاهدونه عن عظمة اللك وقدرته وجبروته وبطشه وفتوحه، فأصبح بذلك فناً رسمياً امبراطورياً، موضوعه الأساسي التعبير عن فكرة الملك الفاتح المنتصر.
3- من الأشياء التي أضافها الآشوريون إلى فن النحت البارز مما استتبع الغرض الذي استخدم من اجله، استعماله بكثرة في تجميل جدران الفصول الملكية، والمحتمل أن الآشوريين اقتبسوا هذا النمط من التزيينات الجدارية من الحثيين في الأناضول، حيث كانوا يزينون قصورهم في الألف الثاني ق.م بتغطية أسافل الجدران بالمنحوتات البارزة.
4- وجد الآشوريون المادة الضرورية لمنحوتاتهم الكثيرة في الأحجار المتيسرة في بلادهم، مثل حجر الحلان المشهور بنوعيه، أحدهما الضارب إلى الحمرة والنوع الضارب إلى الصفرة، وكلاهما من حجر الكلس.
5- بلغ من النحت البارز أوج إبداعه في تمثيل المشاهد الحية، وقد وجدت منه قطع يحق لها أن تأخذ مكانها اللائق بها بين روائع الفن العالمي مثل مشاهد الصيد الذي ولع فيه الملوك الآشوريون وكان رياضتهم المحببة، ويكفي أن نذكر من مشاهد الصيد المنحوته الأسد واللبوة الجريحين. ومطاردة الخيول الوحشية وغيرها من القطع الفنية المشهورة بين نقاد الفن بحيث يصح القول إن فن النحت الآشوري لم يتفوق عليه من فنون الحضارات القديمة سوى الفن اليوناني (1).
العاجيات:
كان فن نحت العاج أو قطعه معروفاً في حضارة وادي الرافدين من عصر فجر السلالات (مطلع الألف الثالث ق.م) كما تدل على ذلك النماذج التي وجدت في معبد الآلهة "عشتار" في مدينة ماري (تل الحريري عند الحدود العراقية السورية الآن، ولكن لم يشع استعماله في العصور التالية، ثم عاد إلى الظهور مرة اخرى في منتصف الألف الثاني ق.م في بلاد الشام ولا سيما في الاجزاء التي كانت ضمن التأثيرات الحضارية من وادي النيل مثل في فينيقية.
وانتشر هذا الفن إلى بلاد أرمينية وإيران منذ الألف الاول ق.م ومع ان الكثير من الآثار العاجية التي وجدت في المدن الآشورية المشهورة مثل آشور وخرسباد ونمرود ان قد جلب على أنه غنائم حرب أو أنه استورد من بلاد الشام، إلا أنه وجدت قطع كثيرة يدل طرازها ومواضعها وأسلوبها على أنها كانت مصنوعة صنعاً محلياً في بلاد آشور. وقد تضمنت العاجيات والأسرة والأبواب. وبعضها عبارة عن صناديق صغيرة أو اوعية وملاعق ودبابيس للشعر والملابس والأمشاط. كما صنعت من العاج تماثيل وأشكال مجسمة أو منحوتة نحتاً كثير البروز، وكان البعض منها مطعماً بالأحجار الكريمة وملبساً بالذهب، وقد مثلت في فن العاج مواضيع ومشاهد مختلفة، منها الدينية ومنها الدنيوية. وكشفت التنقيبات الحديثة في نمرود عن مجموعات كبيرة ومتنوعة من آثار العاج النفيسة، معظمها من حصن شليمنصر، كما وجدت في أثناء التنقيبات القديمة مجموعات اخرى مهمة (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يوجد في معظم المتاحف العالمية نماذج من المنحوتات الآشورية، ولكن المتحف البريطاني ومتحف اللوفر (في باريس) ينفردان بكبر مجاميعهما. وندرج فيما يأتي المصادر الاساسية عن الموضوع:
(1) Frankfort, AAO.
(2) Parrot, Assur, (1961).
(3) Barnet and Ferman, Assyrian Palace Reliefs, (1960).
(4) Gadd, The Assyrian Scuptures, (1934).
(5) S. Smith, Assyrian Sculptures in the British Museum.
(2) حول عاجيات نمرود انظر:
Barnet, A Catalogue of the Nimrud Ivories, (1957).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|