أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-10-2017
2823
التاريخ: 19-10-2017
2603
التاريخ: 12-12-2017
19235
التاريخ: 5-12-2017
2576
|
نخب الحزن قلب بضعة الرسول ، وبرح بها الألم القاسي ، وذهبت نفسها شعاعاً حينما علمت أنّ أباها مفارق لهذه الحياة ؛ فقد جلست إلى جانبه وهي مذهولة كأنّها تعاني آلام الاحتضار ، وسمعته يقول : واكرباه ! .
فأسرعت وهي تجهش بالبكاء قائلة : وا كربي لكربك يا أبتي ! .
وأشفق الرسول (صلّى الله عليه وآله) على بضعته ، فقال لها مسلّياً : لا كرب على أبيك بعد اليوم .
وهامت زهراء الرسول في تيّارات مروعة من الأسى والحزن ، فقد أيقنت أنّ أباها سيفارقها ، وأراد النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يسلّيها ويخفّف لوعة مصابها ، فأسرّ إليها بحديثٍ ، فلم تملك نفسها أن غامت عيناها بالدموع ، ثم أسرّ إليها ثانياً ، فقابلته
ببسمات فيّاضة بالبشر والسرور ، فعجبت عائشة من ذلك ، وراحت تقول : ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن .
وأسرعت عائشة فسألت زهراء الرسول عما أسرّ إليها أبوها ، فأشاحت بوجهها الكريم عنها ، وأبت أن تخبرها ، ولكنّها أخبرت بعض السيّدات بذلك ، فقالت : أخبرني أنّ جبرئيل كان يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرّة ، وأنّه عارضني في هذا العام به مرّتين ، ولا أراه إلاّ قد حضر أجلي .
وكان هذا هو السبب في لوعتها وبكائها ، أمّا سبب سرورها وابتهاجها ، فقالت : أخبرني أنّكِ أوّل أهل بيتي لحوقاً بي ، ونِعمَ السلف أنا لك ، ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الاُمّة ؟ .
ونظر إليها النبي (صلّى الله عليه وآله) وهي خائرة القوى ، منهدّة الركن ، فأخذ يخفّف عنها لوعة المصاب قائلاً : يا بُنيّة ، لا تبكي ، وإذا متّ فقولي : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ؛ فإنّ فيها من كلّ ميّت معوضة .
وأجهشت بضعة الرسول بالبكاء قائلةً : ومنك يا رسول الله ؟ .
نعم ، ومنّي .
واشتدّ المرض برسول الله (صلّى الله عليه وآله) والزهراء إلى جانبه ، وهي تبكي وتقول لأبيها : يا أبت ، أنت كما قال القائل فيك :
وأبـيضَ يُستسقى الغمامُ بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأراملِ
فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : هذا قول عمّك أبي طالب .
وتلا قوله تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].
وتقطّع قلب زهراء الرسول ألماً وحزناً على أبيها ، فانكبّت عليه ومعها الحسنان ، فألصقت صدرها بصدره وهي غارقة في البكاء ، فأجهش النبي (صلّى الله عليه وآله) بالبكاء ، وهو يقول : اللّهمّ أهل بيتي ، وأنا مستودعهم كلّ مؤمن .
وجعل يردّد ذلك ثلاث مرّات حسبما يرويه أنس بن مالك .
أمّا حفيدة الرسول زينب فقد شاركت اُمّها في لوعتها وأحزانها ، وقد ذابت نفسها حزناً وموجدة على اُمّها التي هامت في تيّارات مذهلة من الأسى والشجون على أبيها الذي هو عندها أعزّ من الحياة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|