أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-7-2017
1293
التاريخ: 25-8-2017
1622
التاريخ: 24-10-2017
2934
التاريخ: 9-7-2017
1719
|
كان للإمام الصادق (عليه السلام) تلميذ اسمه علي بن يقطين , وكان من اتباعه المخلصين ، وقد اضطرّته الظروف لأن يصبح وزير المالية لهارون الرشيد في بغداد.
مرّة أحبّ علي بن يقطين ان يذهب الى الحج , وقد علم أن الامام جعفراً الصادق (عليه السلام) قد سبقه الى الحج ، فجهّز نفسه وحمل معه زاده ومتاعه ودراهمه , وتوجه الى مكّة.
فلما وصل الى ظاهر بغداد وجد امرأة فقيرة ذات اطفال أيتام , فرقّ لهم قلبه , وأعطاهم كل ما معه , ورجع الى بغداد.
ولما انتهى موسم الحج ورجع الناس الى ديارهم , جاء رفاقه من الحجاج يزورونه في داره , فتعجب منهم وقال لهم : لكني لم أذهب الى الحج.
قالوا : كيف تقول هذا يابن يقطين , وقد رأيناك في الحج تطوف حول الكعبة وتسعى بين الصفا والمروة ، أنسيت حين أقمنا في جبل عرفات , ثم ارتحلنا الى المزدلفة , ثم نزلنا من مِنى؟!
وفي الواقع ان عليا بن يقطين لم يذهب الى الحج , ولكن الله تعالى بعث مكانه ملكاً في هيئته ينوب عنه في الحج , فكتب له فضيلة الحج , وذلك لان نيته كانت متعلقة بالحج.
والنبي (صلى الله عليه واله ) يقول : (انما الاعمال بالنيات , وانما لكل امرئ ما نوى).
ولما ذهب الناس الى دار الامام الصادق (عليه السلام) يهنئونه بعودته من الحج , سألوه عن الحجاج وكثرتهم في ذلك العام.
فقال (عليه السلام): (ما اكثر الضجيج واقل الحجيج ؛ ما حججت الا انا وناقتي وعلي بن يقطين).
العبرة من القصة
تعلمنا من هذه القصة انه ليس المهم في العبادات كثرة المصلين ووفرة الحجاج والمعتمرين ؛ بل المهم هو التوجه الحقيقي الى الله.
فان قبول الاعمال يكون بالطهارة والاخلاص ، والتوبة النصوح الى الله تعالى ، وان غاية العبادات ترك الذنوب والسيئات ، والالتزام بالطاعات والحسنات ؛ فان لم تحصل تلك الغاية فقدت العبادة حقيقتها وفائدتها.
فرغم ان عليا بن يقطين لم يحج فعلاً , فقد كتب الله له حجة مبرورة كاملة , وغفر له ذنوبه ، مما لم ينله غيره من الحجاج.
فليس المهم كثرة عدد الحجاج , وارتفاع اصواتهم بالدعاء اذا لم تكن القلوب متوجهة الى الله , وقاصدة طاعته ورضاه.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|