المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
انعطاف صغير عند النجوم
2025-01-14
قياس درجة الحرارة في البلازمة
2025-01-14
صلاة المضطر
2025-01-14
التسخين الأومي
2025-01-14
صلاة المريض
2025-01-14
ما الحرارة في الاندماج النووي
2025-01-14



من نساء الطف: الرباب زوجة أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه  
  
3521   08:26 صباحاً   التاريخ: 30-10-2017
المؤلف : alkafeel.net
الكتاب أو المصدر :
الجزء والصفحة :
القسم : الاخبار / اخبار الساحة الاسلامية / أخبار العتبة العباسية المقدسة /

سيدة فاضلة سقت شجرة الإسلام المحمدي بدم نحر رضيعها وجسدت الوفاء بوقفةٍ يوم الطف عجزت عنها مقاييس الزوجة الصالحة، تلك هي الرباب زوجة الإمام الحسين (عليه السلام) وهي بنت امرئ القيس بن عَدِيّ بن أوس و لقبها الكلبيّة، ينتهي نسبها إلى قُضاعة تميزت بالعبادة والأدب والشعر، لأنها كانت من أسرة عرفت بالفصاحة والحكمة ونظم الشعر، وكان والدها وأعمامها من وجوه الجزيرة العربية ، ولهم معرفة خاصة في أنساب العرب وحسم الخلافات بسبب ما عرِفوا به من رجاحة العقل وحسن البلاغة ورزانة الشخصية .

كان أمير المؤمنين عليٌّ (عليه السلام) قد خطبها من أبيها لأبنه الحسين فزوّجه إيّاها فتزوجّها، دخلت هذه السيدة الكريمة بيت الإمام الحسين (عليه السلام) وهي فرحة بهذه النعمة التي حظيت بها، وولدت له سكِينة عقيلة قريش، وعبد الله الرضيع الذي قتل في كربلاء ،وقد بادلها الإمام الحب والمودة الخالصة.
وكانت الرباب (رضوان الله عليها) من خيرة النساء وأفضلِهِنّ، ومن خيارهنّ أدباً وعقلاً جاء بها الإمام الحسين (عليه السلام) مع حرمه الى كربلاء ورأت بأُمّ عينيها الفاجعة الكبرى والمأساة العظمى، لما حلّ بزوجها الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه من القتل .
عاشت السيدة الرباب مآسي الطفّ وما تبعها من محن وآلام، وكانت ذات عزيمة ثابتة وإيمان أصيل وكيف لا تكون كذلك وقد عاشت في بيت العصمة قرينة لرجل عظيم تتخلق بأخلاقه وتنهل من معين صفاته الإلهية وسجاياه المحمدية ، الرجل الذي وقف بوجه طواغيت عصره وقفة شجاعة أذهلت البشرية على طول التاريخ .
لقد صبرت السيدة الرباب على ألم فقد طفلها الرضيع والذي تقول بعض الروايات إنه قُتِل على مرأى منها ولا يخفى على أحد إن ألم قتل طفل رضيع ليس له ذنب ولم يشترك بقتال ولا تتوقع الأم فقده سيكون الم يصعب تحمله والصبر عليه، لكنها تحملت وصبرت واحتسبته عند الله حتى سجل صبرها أعظم الصور الإنسانية فكانت ولا تزال تلهم الشعراء الذين نظموا أروع القصائد التي تحكي ألم الأم الثكلى التي تناغي طفلها الرضيع وتهزّ مهده الخالي ولا تهدأ لوعتها على فقده .
وأُخِذت(رضوان الله عليها) أسيرة ضمن سبايا أهل البيت (عليهم السلام)، ومعهم رؤوس الشهداء إلى الكوفة، ثمّ منها إلى الشام، وبعدها عادت مع الإمام زين العابدين(عليه السلام) والسبايا إلى المدينة المنوّرة فظلت ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) تؤرق نفسها وهي زادها من الدنيا وقد ماتت الرباب كمداً وحزناً في السنة الثانية لشهادة الإمام فسلام عليها وعلى ابنتها سكينة وعلى ابنها عبد الله الرضيع الساكن دمه في أظلة العرش .