المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

[صورة عبادة السجاد وقيمته]
30-3-2016
الموطن الأصلي للجوز عين الجمل
2023-11-15
Describing Chemical Bonds: Molecular Orbital Theory
7-2-2016
ما يستقل بحكمه العقل
16-10-2016
الاتصالات عبر الأقمار الصناعية
2023-06-04
بيعة ابي بكر
10-4-2016


مكانة فاطمة الزهراء (عليها السلام)  
  
4070   01:41 صباحاً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى "ص" لشيعة المرتضى "ع"
الجزء والصفحة : ج3,ص217-221.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) فيما أجاز لي روايته عنه ، وكتب لي بخطّه سنة إحدى عشرة وخمسمئة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدّثني أبو الحسن محمد بن الحسين المعروف بابن الصقال ، قال : حدّثنا أبو المفضل محمد بن معقل العجلي القرميسيني بشهرزور ، قال : حدّثني محمد بن أبي الصهبان الباهلي ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن فضال ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الانصاري ( رضي الله عنه ) قال :صلّى بنا رسول الله صلاة العصر ، فلمّا انفتل جلس في قبلته والناس حوله ، فبينما هم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب [ عليه ] سَمَلٌ قد تهلّل  وأخلق  ، وهو لا يكاد يتمالك كبراً وضعفاً .

فأقبل عليه رسول الله يستجليه  الخبر ، فقال الشيخ : يا نبيّ الله ، أنا جائع الكبد فاطعمني وعاري الجسد فاكسني ، وفقير فارشيني ، فقال : ما أجد لك شيئاً ولكنّ الدال على الخير كفاعله ، انطلق إلى منزل مَن يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، يؤثر الله على نفسه ، انطلق إلى حجرة فاطمة .

وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه .

و [ قال ] : يا بلال ، قم فقف به على منزل فاطمة

فانطلق الإعرابي مع بلال فلمّا وقف على باب فاطمة نادى بأعلى صوته : السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل عن عند ربّ العالمين ، فقالت فاطمة : وعليك السلام ، مَن أنت يا هذا؟.

قال : شيخ من العرب أقبلتُ على أبيك سيّد البشر مهاجراً من شقّة بعيدة ، وأنا يا بنت محمد ، عاري الجسد جائع الكبد ، فواسيني رحمك الله .

وكان لفاطمة وعلي ورسول الله  ( صلّى الله عليه وآله ) ثلاثاً ما طعموا فيها طعاماً ، وقد علم رسول الله ذلك من شأنهما ، فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ كان ينام عليه الحسن والحسين : فقالت : خذ هذا أيّها الطارق فعسى الله أن يرتاح لك  ما هو خير منه .

فقال الأعرابي : يا بنت محمد ، شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش ما أنا صانع به مع ما أجد من السَّغب  .

قال : فعمدت ( عليها السلام ) لمّا سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمّها حمزة بن عبد المطّلب ، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي ، فقالت : خذه وبعه فعسى الله أن يعوّضك به ما هو خير منه .

فأخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول الله ، والنبيّ جالس في أصحابه ، فقال : يا رسول الله ، أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد وقالت : بعه فعسى أن يصنع الله لك ، قال : فبكى النبيّ وقال : وكيف لا يصنع الله  لك وقد أعطتك  فاطمة بنت محمد سيّدة بنات آدم .

فقام عمّار بن ياسر ( رحمه الله ) فقال : يا رسول الله ، أتأذن لي بشراء هذا العِقد؟.

قال : اشتره يا عمّار ، فلو اشترك فيه الثقلان ما عذّبهم الله بالنار .

فقال عمّار : بكم هذا العِقد يا أعرابي ؟ قال : بشبعة من الخبز واللحم ، وبُردة يمانية استُر بها عورتي وأُصلّي فيها لربّي ، ودينار يبلغني إلى أهلي .

وكان عمّار قد باع سهمه الذي نقله رسول الله من خيبر ولم يبق منه شيئاً ، فقال : لك عشرون ديناراً ومِئتا درهم هجرية وبُردة يمانية ، وراحلتي تبلغك ( إلى ) أهلك وشبعة من خبز البر واللحم ، فقال الأعرابي : ما أسخاك بالمال [ أيّها الرجل ]!وانطلق به عمّار فوفّاه ما ضمن له .

وعاد الأعرابي إلى رسول الله ، فقال له رسول الله : أشَبعت واكتسيت ؟.

 

قال الأعرابي : نعم ، واستغنيت  بأبي أنت وأُمي ، قال ( صلّى الله عليه وآله ) : فأجز فاطمة بصنيعها . 
فقال الأعرابي : اللهمّ إنّك إله ما استحدّثناك ولا إله لنا نعبده سواك ، وأنت رازقنا على كل الجهات ، اللهمّ إعطِ فاطمة ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت .

 

فأمّن النبيّ على دعائه  وأقبل على أصحابه فقال : إنّ الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك : أنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي ، وعلي بعلها ولولا علي ما كان لفاطمة كفواً أبداً ، وأعطاها الحسن والحسين وما للعالمين مثلهما سيّدا شباب أسباط الأنبياء وسيّدا أهل الجنّة ، ـ وكان بإزائه مقداد وعمّار وسلمان ( رضي الله عنهم ) ـ فقال : وأزيدكم ؟.

فقالوا : نعم يا رسول الله .

قال : أتاني الروح الأمين ـ يعني جبرئيل ـ إنّها إذا هي قُبضت ودُفنت يسألها الملكان في قبرها : مَن ربّك ؟ فتقول : الله ربّي ، فيقولان : مَن نبيّك ؟.

فتقول : أبي ، فيقولان : فمَن وليّك ؟ فتقول : هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب ، ألا وأزيدكم من فضلها أنّ الله قد وكلّ بها رعيلاً من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها ، وهم معها في حياتها وعند قبرها بعد موتها ، يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ، فمَن زارني بعد وفاتي فكأنّما زارني في حياتي ، ومَن زار فاطمة فكأنّما زارني ، ومَن زار علي بن أبي طالب فكأنّما زار فاطمة ، ومَن زار الحسن والحسين فكأنّما زار علياً ، ومَن زار ذرّيتهما فكأنّما زارهما .

فعمد عمّار إلى العقد وطيّبه بالمسك ولفّه في بُردة يمانية وكان له عبد اسمه سهم ، ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر ، فدفع العقد إلى المملوك وقال له : خُذ هذا العِقد فادفعه إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وأنت له ، فأخذ  المملوك العِقد فأتى به رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وأخبره بقول عمّار ( رحمه الله ) فقال النبيّ : انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها .

فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول الله ، فأخذت فاطمة العِقد وأعتقت المملوك فضحك الغلام ، فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ما يضحكك يا غلام ؟.

فقال : أضحكني عِظمُ بَرَكة هذا العِقد ، أشبع جائعاً وكسى عرياناً وأغنى فقيراً وأعتق عبداً ورجع إلى ربّه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.