المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



مدة بقاء الصديقة بعد ابيها  
  
3525   10:58 صباحاً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص172.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

 في (الكافي) بأسناد معتبر عن الصادق (عليه السلام)، قال : جاءت فاطمة (عليها السلام) الى سارية في المسجد وهي تقول وتخاطب النبي (صلى الله عليه واله) :

قد كان بعدك انباء وهنبثة             لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

انا فقدناك فقد الارض وابلها          واختل قومك فاشهدهم ولا تغب

وروى العياشي، قال : دخلت ام سلمة على فاطمة (عليها السلام) فقالت لها : كيف اصبحت في ليلتك يا بنت رسول الله؟

قالت : اصبحت بين كمد وكرب فقد النبي (صلى الله عليه واله)، وظلم الوصي، هتك والله حجابه، من اصبحت امامته مقضية على غير ما شرع الله في التنزيل وسنها النبي في التأويل، ولكنها أحقاد بدرية، وترات احدية كانت عليها قلوب النفاق مكتمنة لا مكان الوشاة، فلما استهدف الامر ارسلت علينا شآبيب الاثار من مخيلة الشقاق، فيقطع وتر الايمان عن قسي صدورها الحديث.

واعلم : ان في مدة بقائها صلوات الله عليها بعد ابيها خلاف عظيم بين الخاصة والعامة، وقد اتفق كل من الفريقين على ان عمرها (عليها السلام) بعد ابيها (صلى الله عليه واله) لم يكن اكثر من ستة اشهر ولا أقل من اربعين يوما، وقد علمت أن اكثر الاحاديث المعتبرة قد دلت على ان بقاءها (عليها السلام) بعد أبيها كان خمسة وسبعين يوما.

وقال أبو الفرج في كتاب (مقاتل الطالبيين) :كانت وفاة فاطمة (عليها السلام) بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) بمدة يختلف في مبلغها، فالمكثر يقول : ثمانية أشهر، والمقل يقول : أربعين يوما، الا ان الثابت في ذلك ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) انها توفيت بعده بثلاثة اشهر.

 

وقد اختلف اصحابنا (رحمهم الله) ايضا في يوم وفاتها، فالذي عليه الاكثر انه اليوم الثالث من جمادي الاخرى سنة احدى عشرة.
وروى الشيخ في (المصباح) عن ابن عباس : انه كان وفاتها في اليوم الحادي والعشرين من رجب.

 

وحكى في (كشف الغمة) : ان ذلك كان في الليلة الثالثة من شهر رمضان.

وحكى ابن شهرآشوب : ان ذلك كان في الثالث عشر من ربيع الاول.

وأنت خبير بأنه لا يمكن التطبيق في تواريخ الوفاة وبين ما مر من الاخبار الدالة على انها عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوما؛ اذ لو كانت وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) في الثامن والعشرين من صفر ينبغي ان تكون وفاتها على هذا في أواسط جمادي الاول، ولو كان في ثاني عشر ربيع الاول – كما ترويه العامة – ينبغي ان تكون وفاتها في أواخر جمادي الأول، الا انه يمكن تطبيق رواية ابي الفرج المتقدمة على المشهور بان يكون (صلى الله عليه واله) لم يتعرض للأيام الزائدة لقلتها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.