المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



لا تحاول أن تفعل كل شيء  
  
2238   10:06 صباحاً   التاريخ: 6-9-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص32-34
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-4-2017 1856
التاريخ: 19-4-2017 2374
التاريخ: 17-2-2017 3461
التاريخ: 24-4-2017 2625

ماذا تود ان يكون ابنك او ابنتك عندما يكبر؟ بطلا في ركوب الخيل؟ عالما؟ لاعب كرة محترفاً؟... ممثلا؟ من الصعب تحديد ذلك وهم لا يزالون صغارا، لذا، فلم لا تبقى على كل الاحتمالات مفتوحة، بأن تحرص على تلقيهم دروساً في كل شيء يظهرون اهتمامهم به؟ وهكذا لن يشتكوا لاحقا ويدعون انك سبب فشلهم لأنك لم تعطهم الفرصة لكي يبدأوا مبكر وهم صغار.

بيد ان هذا سوف يجعل حياتهم مزدحمة الى حد ما ؛ ما بين تدريب الكرة يوم الاثنين، وفصول الدراما يوم الثلاثاء، والتدريب على الكلارينت يوم الاربعاء ـ ثم تدريب السباحة بعد ذلك. اما يوم الخميس فهو لدروس العلوم – والجمعة للتدريبات الرياضية. اما ايام العطلة الاسبوعية فهي لركوب الخيل. كل هذا لطفل واحد، كم سيكون الامر ممتعا في ظل وجود طفلين او ثلاثة.

مهلاً، على رسلك. هناك شيء ناقص هنا. ماذا عن اللعب بسعادة ومرح في الحديقة؟ ماذا عن تعلم اطفالك كيف يجدون مصادر متعتهم الخاصة؟ كيف سيجدون الوقت في ظل هذا الجدول المزدحم لكي يتصفحوا قصة كوميدية مصورة، او ان يتجولوا محدقين النظر في السحب دون التفكير في شيء محدد؟ كل هذه مكونات مهمة لعملية نموهم ونشأتهم ايضاً.

هل تعرف اياً من هؤلاء الاطفال الذين تتكون حياتهم من سلسلة متصلة من الدروس والتدريبات والتمارين؟ هل رأيت ما يحدث إن طلبت منهم ان يخرجوا من روتينهم المعتاد هذا لعدة ايام؟ ثم سيشعرون ان ذهبوا في اجازة الى مكان هادئ جميل ـ مثل الجبال او الشواطئ او الريف؟ الحيرة، هذا هو ما سيشعرون به؛ فليس لديهم ادنى فكرة عن كيفية الاستمتاع بوقتهم؛ حيث لم يتح لهم الوقت ابدا لكي يتعلموا هذا، وهذا من شأنه ان يجعل مرحلة الطفولة صعبة للغاية عليهم، انهم عاجزون عن الاسترخاء لان احدا لم يعلمهم ذلك.

لكن لا تفزع؛ فأنا لا ادعوك هنا الى ان تمنع اطفالك من كافة الأنشطة غير المدرسية، فهذا سيكون شيئاً سخيفاً. لكني ادعوك الى الاقتصار على ناشطين، لا اكثر. على ان يختار اطفالك هذين النشاطين. فلا داعي ابدا لإجبارهم على تعلم عزف الكمان لأنك تعلمته في طفولتك واحببته، او لأنك لم تتعلمه مطلقا وكنت تتمنى ان لو اتيحت لك الفرصة لذلك؛ فان اراد طفلك تعلم شيء اخر اضافي فسيكون عليه التخلي عن احد الانشطة الحالية ليفسح لنفسه المجال (نعم، يمكن لطفلتك ان تترك دروس العزف ان لم تكن تحبها، حتى ان كانت مدربتها تعتقد انها موهوبة بحق فيها)

نعم، يمكن لطفلتك ان تترك دروس العزف إن لم تكن تحبها، حتى ان كانت مدربتها تعتقد انها موهوبة بحق فيها.

اتذكر هؤلاء الاباء الهادئين المسترخين الذين تحدثنا عنهم في القاعدة الاولى؟ التي تقول [استرخ] كم من الاباء الناجحين يصطحبون اطفالهم كل يوم من ايام الاسبوع لنشاط مختلف؟ لا احد يفعل ذلك. انهم يتركون اطفالهم يتعلمون نشاطا او اثنين يكونون مهتمين بهما حقاً، اما بقية الوقت فيقضيه الاطفال في الاستمتاع بأوقاتهم، بارتداء الملابس، لعب الاحجيات، اللعب في الحديقة، عمل الاشياء المختلفة بعبوات الحبوب الفارغة، البحث عن الحشرات في الفناء الخلفي، اللعب بالدمى التي على شكل ديناصورات، قراءة كتب مخصصة لمن هم اصغر منهم سنا، وفعل باقي الاشياء التي من المفترض ان يقوم بها الاطفال؛ لان هذا هو المفيد لهم حقاً، كما ان هذا يبقيهم منشغلين عنك! .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.