أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017
6659
التاريخ: 19-8-2017
6875
التاريخ: 19-8-2017
1139
التاريخ: 19-8-2017
1255
|
استخدم اللغويون وعلماء النفس صورا من قياس المعنى لتحقيق عدة أغراض منها :
1- قياس المعنى الأساسي للكلمات المتضادة ، وذلك بوضع معيار متدرج لتحديد درجات الكلمات التي تقع في التضاد المتدرج بين طرفين متضادين . وعلى هذا المقياس يجري توزيع سلسلة الكلمات المتضادة .
2- قياس التمايزات والاختلافات في المعاني النفسية الداخلية عند الأفراد بالنسبة الى المفاهيم المختلفة أو المعاني التي يشعر وينفعل بها هو ذاته .
3- قياس ردود الأفعال الفسيولوجية التي تعد استجابات لمثيرات لغوية معينة .
4- قياس معاني الأحداث (كالضحك والتكلم والقراءة والكتابة ..) والصفات (كالذكاء والطول ..) على معيار مدرج لتحديد ما يمكن أن يتلاءم معها في الجملة ، وتمييز الجمل المقبولة من المرفوضة .
أما بالنسبة للنوع الأول ، فتبدو أهمية هذا المقياس اذا كنا نبحث عن تضادات بعض الكلمات مثل دافئ - ونادرا ... فما مضاد الاول : أهو معتدل ؟ أم بارد ؟ أم قارس ؟ .. وما مضاد الثاني : أهو : غالباً ؟ أم عادة ؟ أم
ص42
باستمرار ؟ .. أو أردنا أن نعلل للحكم بالتضاد على الفعلين يهمس ويصيح ، ونفى التضاد عن الفعلين يصيح ويقول ...
لا يمكن الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها إلا بعمل مقياس متدرج على النحو التالي :
غالٍ - ساخن - حار - دافئ - معتدل - بارد - قارس - متجمد
بعد تحديد درجة الحرارة أو البرودة بالنسبة لكل كلمة (1) .
كما يمكن - على سبيل المثال - عمل مقياس للعلو توزع عليه الكلمات :
يهمس - يوشوش - يتمتم - يتنهد - يغمغم - يجفّ - يطنّ - يتذمر - يصيح - يتكلم - يصرخ - ينادي - يبكي - ينهنه ...
فلكي يكون اللفظان متضادين يجب أن يختلفا فقط في ملمح (العلو) . وتكون أي كلمة من كلمات العلو مضادة لأي كلمة من كلمات الانخفاض ...
وأما النوع الثاني فقد تطور من خلال الدراسات النفسية ، وأشهر من حقق له تقدما Charles E. Osgood وحلقته ، وذلك عن طريق ما عرف باسم علم الدلالة النفسي psycho- semantics . وقد عرف هذا المقياس باسم التمايز السيمانتيكي Semantic differentiation . ويتلخص هذا المقياس في أن يسمع الشخص المسؤول كلمة معينة ثم يسجل استجابته لهذا المثير عن طريق اختيار واحدة من صيغتين متقابلتين مثل : سعيد - حزين ، خشن - ناعم ، بطيء -
ص43
سريع ... أو صيغ مطروحة أمامه .
تقول الدكتورة نوال عطية : (محاولة أو زجود وضع وسيلة قياس موضوعي للسيمانتيك يسرت للباحثين قياس دلالات الألفاظ ومعانيها النفسية عند الافراد في مجالات سلوكية متباينة مثل الاتجاهات ، الاتصال ، واللغويات ، والجماليات ، والإعلام ، والشخصية ، والعلاج النفسي ) (2) .
وقد فصل Charles E Osgood (وزملاؤه) طرق وأهداف قياس المعنى في كتابهم الفريد The Measurement of Meaning ومن أهم ما ورد في هذا الكتاب المعلومات الآتية :
1- ما عدا هذه الدراسات المعروضة (في الكتاب) لا يوجد إلا قليل - إذا وجد شيء من المحاولات المنظمة لإخضاع المعنى لقياس كمي quantitative measurement وهناك عدة أسباب لهذا ، منها : أن المصطلح معنى meaning يبدو وكأنه يدل على شيء غير مادي بطبيعته ، شيء متصل بالفكرة والروح ، أكثر من اتصاله بجانب المثير والاستجابة القابل للملاحظة . ومنها أنه يشير الى حالة كامنة يجب تخمينها من أشياء ملاحظة ، فهو نوع من المتغير الذي يتجنبه السيكولوجيون المعاصرون بقدر الامكان (ص1) .
2- أي منهج للقياس لابد أن يقيم بموجب المعايير الآتية :
أ- الموضوعية والعبد عن التأثر بآراء الباحث الخاصة .
ب- الثبات بأن يكون في حدود هامش الخطأ المسموح به حينما تكرر نفس المواصفات .
حـ - الصدق .
ص44
د- الحساسية والتمايز ، بأن تكون قادرة على إظهار اي تميز دقيق في المعنى كما يحدث في الاتصال .
هـ- قابلية المقارنة والتطبيق عل مجال واسع من الظواهر داخل الحقل .
و- المنفعة بألا تكون معقدة ومستلزمة لمصاعب تعوق جمع المادة (ص11) .
٣- عرض لطرق القياس المختلفة مثل الطرق الفسيولوجية (ص ١٢ ) ، والطرق التعليمية (ص13) والطرق الإدراكية (ص15) ، والطرق المتدرجة (ص17) .
٤- عرض فكرة التايمز السيمانتيكي ( السيمانتي ) وخطواتها الاجرائية ، والمنطق الذي يحكمها ، ونماذج من التجارب التي طبقتها . وأخيرا مناقشة ميكانيكية تكوين واستخدام التمايز السيمانتيكي كأداة للقياس ، وتصنيف أنواع المادة الناتجة عن هذه الأداة ، وطرق تحليل وتفسير هذه المادة .
والذي يهمنا الأن إيضاح نظرية التمايز السيمانتيكي ، دون دخول في تفصيلات تخرجنا عن الهدف من عرض هذه النظرية .
يقول Osgood :
نبدأ بفرض مجال سيمانتيكي semantic space ، وهي منطقة قوى بعض الاتجاهات غير المعروفة . كل مقياس سيمانتيكي يعرف بواسطة صفتين متقابلتين على مدرج مقسم الى سبع نقاط ( وكلما كان المدرج أطول كان أكثر تمثيلا ) .
ويمكن التمثيل بالشكل الآتي :
ص45
أب
وتتتابع الصفات حسب الغرض المقصود منها ، ويمكن أن توضع في مجموعات تبعا لدلالاتها . وليس هناك عدد معين يجب الوقوف عنده .
ولاستخلاص الصفات المتكررة التي ينبغي مراعاتها في القياس أجريت التجربة الآتية :
قرئت 400 اسم في تتابع سريع على مجموعة من حوالي 200 طالب جامعي. وقد أعطيت تعليمات للطلاب بأن يكتبوا بعد كل اسم الوصف المباشر للذي يرد الى الذهن (مثلا : شجرة - خضراء ، منزل - كبير ..) دون البحث عن وصف غريب . وبعد تحليل المادة على أساس نسبة التردد لكل الصفات بغض النظر عن الاسم الذي ارتبطت الصفة به اختيرت الصفات الخمسون الاولى ووضعت في تقابلات ثنائية ثم استخدمت كعينة لتدرجات وصفية استعملت في الدراسة . وبعضهم أضاف صفات أخرى على هذه الخمسين .
ص46
وتمثل × حكما معينا بالنسبة للمفهوم المعين ، وبالتالي فإن كل حكم يمثل اختيارا معينا بين مجموعة من الاختيارات التي تعبر عن تدريجات المقياس السبع ، ويقوم بإحلال المفهوم في موقع داخل المجال السيمانتيكي .
واختلاف المعنى بين مفهومين هو إذن نتيجة الاختلافات في الحصص الخاصة داخل المجال المعين ، أو الفروق في وضع هذين المفهومين داخل المجال السيمانتيكي .
بالتمايز السيمانتيكي يقصد إذن : الحصص المتتابعة لمفهوم ما على إحدى تدريجات المجال السيمانتيكي متعدد الأبعاد ، ويحدد عن طريق الاختيار من بين طاقم من الاختيارات السيمانتيكية المتدرجة (3) .
وأهم ما يميز هذا المنهج :
1- أنه تكنيك عام جدا للقياس يجب أن تحدد مواصفاته حسب متطلبات كل باحث .
2- أنه لا يشتمل على مفاهيم معيارية أو متدرجات معيارية ، ويترك تحديد ذلك لكل باحث .
3- أنه وسيلة مرنة يمكن استخدامها في جميع اللغات والثقافات والبيئات (4) .
ولكي يعطي الاختبار ثمرته ينصح الباحث بما يأتي :
1- أن يحاول اختيار المفردات التي يتوقع اختلافات فردية في معانيها .
2- أن يحاول اختيار المفردات ذات المعنى الواحد .
3- أن يحاول اختيار المفردات التي يتوقع أن تكون مألوفة لدى المختبرين جميعاً .
4- أن يحاول اختيار الصفات الملائمة للفظ موضوع الاختبار (5) .
ص47
وأخيرا نقول إن هذا المقياس لا يعكس المعاني الإشارية أو الحرفية للمفهوم ، أي المعاني التي يتفق على تعريفها الأفراد ، وإنما يعكس التمايزات والاختلافات في المعاني النفسية الداخلية عند الفرد بالنسبة الى المفاهيم المختلفة، أي المعاني التي يشعر بها وينفعل بها هو ذاته ... فهي معان غير مباشرة للمفهوم (6) .
أما النوع الثالث الخاص بردود الأفعال الفسيولوجية فيقوم على قياس المعنى اعتمادا على ما يؤدي إليه من ارتباطات فسيولوجية مباشرة ، وما يصحبه من نشاط عضلي) يمكن قياسه .
وقد قدم كل من Jacobson و Max تسجيلات تفصيلية للجهد العضلي أثناء لحظات التفكير المباشر . وقد وجدوا ارتباطات موضعية ثابتة بين بعض أنماط التفكير وبعض الحركات العضلية (الصم والبكم مثلا يظهرون نشاطا عضليا وبخاصة في حركات الأصابع) .
كذلك قاس Razran رد فعل اللعاب ، واتخذ من نفسه مقياسا . وقد وجد أن الكلمات التي عرفها منذ طفولته (المألوفة) يزداد معها اللعاب (الكلمات الروسية) وبعدها جاءت كلمات لغته العلمية (الإنجليزية) . وكان اللعاب أقل مع اللغات التي يعرفها بصورة ضعيفة (الفرنسية - الأسبانية - البولندية) (7) .
أما المقياس الرابع الخاص بمعاني الأحداث والصفات على معيار مدرج بقصد تحديد ما يمكن أن يتلاءم أولا معها في الجملة فهو صعب التطبيق لأن الأمر بالنسبة له ذو طبيعة ذاتية ، ويختلف من شخص لآخر . وعلى سبيل المثال لو أخذنا الفعل (يقرأ) فأي الأسماء تكون مقبولة كفاعل بالنسبة له ؟ هل هو الاسم الذي يحمل ملمح (الحي) أو الذي يحمل ملمح (الذكي) (بالنسبة لكثير من
ص48
الناس تقع الكلاب والقطط والقرود .. في هذا الصنف ) أو الذي يحمل ملمح (الآدمي) .
___________________________
(1) ولكن ستظل المشكلة قائمة في بعض الحالات لأن التضاد كثيرا ما يكون نسبيا . فمثلا قولنا : الحساء ساخن يعني أنه ساخن بالنسبة لدرجة الحرارة المعينة للحساء أو للسوائل ككل أو للسوائل المقدمة مع وجبة غذائية ، وهذا يختلف عن قولنا : الماء ساخن . وكذلك قولنا : الجو حار يختلف معناه إذا قيل في لندن أو القاهرة أو الكويت ، وإذا قيل في الصيف أو في الشتاء .
(2) علم (النفس اللغوي ص 89 . وانظر فيما سبق : Semantic Theory ص 133 وما بعدها ، و Dictionary of Language and Linguistics ص 203 ، و Semantics : Lyons 1/28 ، 271 ، 272 ، 289 ؛ و Semantic Fields ص 26 ؛ و Linguistics and Semantics ص 11.
(3) The Measurement of Meaning ص 25 ، 26 ، 34 ، 37 ، 81، 83 ، وSemantic Theory ص 24 ، 25 ؛ وعلم النفس اللغوي ص 90، 91 .
(4) The Measurement of Meaning ص76 ؛ وعلم النفس اللغوي ص 89 ، 90 .
(5) The Measurement of Meaning ص 78 .
(6) علم النفس اللغوي ص 88 .
(7) The Measurement of Meaning ص 12 ، 13 ؛ وعلم النفس اللغوي ص 82 .
(8) Two Suggestions for Using Features to Represent Meaning ص 58 – 60.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|