1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : علم الدلالة : نشأة علم الدلالة :

علم اللغة الحديث وعلم الدلالة

المؤلف:  د. احمد مختار عمر

المصدر:  علم الدلالة

الجزء والصفحة:  ص22- 30

19-8-2017

6771


ليس معنى وجود الاهتمامات السابقة بمباحث الدلالة ان علم الدلالة قديم في نشأته قدم الدراسات اللغوية ، ولكنا نقول ان بعض مباحثه قد اثيرت ، وبعض 
افكاره قد طرحت للمناقشة ، ولكن دون تمييزه عن غيره من فروع علم اللغة ، بل حتى دون تمييزه عن علوم اخرى تعد الان غريبة عليه . وبذلك نقول ان معالجة قضايا الدلالة بمفهوم العلم ، وبمناهج بحثه الخاصة ، وعلى ايدي لغويين متخصصين انما تعد ثمرة من ثمرات الدراسات اللغوية الحديثة ، وواحدة من اهم نتائجها .
وقد ظهرت اوليات هذا العلم منذ اواسط القرن التاسع عشر ، وكان من اهم المسهمين في وضع اسسها :
1 . Max Muller  الذي صرح في كتابين له بعنواني :
The science of language ( 1862  )
The science of thought ( 1887 )
ان الكلام والفكر متطابقان تماما ، وان كان منهجه اقرب الى الفروض منه الى حقائق العلم ، كما انه عجز عن عبور الفجوة بين علم اللغة والتحليل المنطقي للمعنى ، وكان هذا العبور ضروريا لتحقيق تقدم مثمر لعلم الدلالة .
2 . Michel Breal اللغوي الفرنسي الذي كتب بحثا بعنوان المقالة في السيمانتيك Essai de semantique ( 1897 ) وقد ظهر في طبعة انجليزية بعد ثلاث سنوات فقط وكان اول من استعمل المصطلح " سيمانتيك " لدراسة المعنى وصارت الكلمة مقبولة في الانجليزية والفرنسية (1) . وقد عنى المؤلف في هذا البحث بدلالات الالفاظ في اللغات القديمة التي تنتمي الى الفصيلة الهندية الاوربية مثل اليونانية والاتينية والسنسكريتية . واعتبر بحثه وقتئذ ثورة في دراسة علم اللغة , واول دراسة حديثة لتطور معاني الكلمات(2) .
ص22
وفي أوائل القرن التاسع عشر ظهر عمل لغوي صخم للعالم السويدي Adolf Noreen (1854-1925) بعنوان (لغتنا) خصص قسماً كبيراً منه لدراسة المعنى مستخدماً المصطلح Semology (3) .
وقد كان نورين سباقاً في كثير من النتائج التي توصل إليها ، وكانت أفكاره أساساً لكثير من النظريات التي طورها اللغويون الأوربيون والأمريكيون فيما بعد .
وقد قسّم نورين دراسته للمعنى الى فرعين : 
‏أ- الدراسة الوصفية ( عالج فيها نماذج مختلفة من السويدية الحديثة) . 
‏ب- الدراسة الايتومولوجية للمعنى التي تعالج تطوره التاريخي (4) . 
وتتابعت الدراسات الدلالية بعد ذلك ، فخصص Kristoffer Nyrop مجلداً ‏كاملا من كتابه : " دراسة تاريخية لنحو اللغة الفرنسية " _ خصصه للتطور السيمانتيكي (1913) . ونشر Gustaf Stern (1931) دراسة عن المعنى وتطوره (5) . ويعتبر أولمان بداية الثلاثينات أهم فترة في تاريخ السيمانتيك . فقد شهدت نضوج العلم الجديد ، وشهدت توسيع الفجوة التي هددت بتمزيق وحدته (6) .
وقد ارتبط علم الدلالة خلال هذا بأسماء مثل Ogden و Richards ومثل Alfred Korzybski جعلته يسير في خط لا يتطابق تماماً مع الخط الفلسفي وإن لم يحقق انفصالاً كاملاً . وقد أخرج الأولان عملهما الأساسي في علم المعنى تحت عنوان The Meaning of Meaning (عام 1923) الذي حاولا فيه أن يضعا نظرية للعلامات والرموز ، كما قدما في هذا الكتاب ستة عشر تعريفاً للمعنى ذكراً 
ص23
أنها تمثل فقط أشهر هذه التعريفات (7) . وقد كانا السابقين في تقديمهما الى التحليل السيمانتيكي التمييز بين الوظيفة الإشارية Referntial والوظيفة العاطفية Emotional  للكلمات (8) . أما Korzybski فقد اهتم بالحالة السلوكية العامة التي من خلالها يتحقق الاتصال . وقد وضع نظرية علمية عن كيفية عمل اللغة في مواقف الاتصالات الإنسانية (9) .
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد كان الوضع مختلفاً لسببين : 
1- أن بدايات علم الدلالة هناك قد حققت نجاحاً على يد الأنثروبولجيين والسيكولوجيين أكثر منها على يد اللغويين الخلص . وفي مجال بحث دائرة أو دوائر محددة من المادة المعجمية أوجدوا وسيلة للتحليل اللغوي ليس لها نظير عند اللغويين ، وقدموا للعالم دراسات مقارنة لكثير من الحقول أو المجالات الدلالية مثل ألفاظ القرابة ، وأسماء الأمراض ، وأسماء الألوان .... وغيرها(10) .
2- أنه وجد ميل واضح في أعمال بلومفيلد وأتباعه ضد المعنى . فقد كان رأي بلومفيلد أن دراسة المعنى أضعف نقطة في الدراسة اللغوية ، وأن من الأوفق أن نحدد مجال علم اللغة بالمادة التي يمكن ملاحظتها وتجربتها وقياسها . وأخيراً أصدر بلومفيلد حكمه قائلاً " إن دراسة المعنى المعجمي ، وبالتالي السيمانتيك تعد خارج المجال الواقعي لعلم اللغة " .
وقد أدت تصريحات بلومفيلد هذه الى إهمال المعنى بل وأحياناً مهاجمته بعنف على رغم انه داخل في مجالات دراسية أخرى مثل المنطق أو الفلسفة أو علم النفس . كما أدى الى تبني بعضهم منهجاً يقوم على اعتبار الخصائص الشكلية للغة - وبخاصة التركيبات النحوية - كجوهر اللغة . ولهذا نجد كثيراً من 
ص24
الدراسات اللغوية التركيبية في أمريكا قد اتجهت إل استخدام المعنى بقدر بسيط، للمساعدة نقط في تطوير دراستهم الفونولوجية ، وبخاصة للتمييز بين التغير الفونيمي والتغير الفوناتيكي . ونجد كثيرأ منها يسقط علم المعنى كمستوى من مستويات التحليل اللغوي مكتفياً بالمستويات الثلاثة : الفونولوجي- المورفولوجي - السنتاكس . 
‏ويبدو أن أولئك الذين رفضوا الاعتراف بالمعنى من علماء اللغة الأمريكيين قد حملوا أقوال بلومفيلد أكثر مما تحتمل ، أو اكتفوا بقراءة سطحية لها دون أن يفهموا ما يعنيه بالعقلية mentalism  والآلية mechanism . فإذا كان بلومفيلد قد هاجم بشدة المصطلحات العقلية مثل التصور والفكرة فلأنه كان يؤمن بالسلوكية التي تتشكك في مثل هذه المصطلحات وتنادي بالتركيز على الأحداث الممكن ملاحظتها ، وليس لأنه كان " ‏يتجاهل المعنى " (ككل) ، أو أنه "لم يعط اعتبارا للمعنى " . 
‏وقد وقع في هذا الوهم ( وهم مهاجمة بلومفيلد لدراسة المعنى ) كثيرون منهم Robins  ‏الذي يقول مبينا التغاير في وجهتي النظر بين Firth و Bloomfield بالنسبة للمعنى في علم اللغة : " في حين أن معاصره (معاصر فيرث ) الأمريكي بلومفيلد كان يقول إن دراسة المعنى تقع خارج المجال الحقيقي لعلم اللغة ، أو على الأقل خارج اختصاص الدراسة اللغوية الحديثة - فقد نص فيرث على أن المعنى يشكل قلب الدراسة اللغوية باعتبارها نشاطا ذا معنى " . ويناقش هذا الوهم Roger Fowler  ‏قائلا : " إننا كثيرا ما نقابل الرأي أنه يوجد تعارض بين لغوي أمريكا وبريطانيا أو بين نظرية البلومفيلديين والفيرثيين في استعمالهم واتجاههم نحو المعني . وهذا تصور خاطئ " ناتج عن عوامل متعددة : 
‏أ- الانطباع السائد أن التفسيرات اللغوية لكل من الأمريكيين والبريطانيين مختلفة دائما وبصورة أساسية . 
‏ب- الفشل في فصل آراء بلومفيلد عن آراء مريديه والميل إل تفسير 
ص25
بلومفيلد على ضوء تصريحات بعض اللغويين الأمريكيين .
د- توهم أن مفهوم المعنى الذي هاجمه بلومفيلد هو نفسه مفهوم المعنى الذي دافع عنه فيرث .
ولكن الثابت أن المعنى الذي هاجمه بلومفيلد هو المعنى بمفهوم أصحاب النظريتين الإشارية والتصورية . فالأولى تربط المعنى بالموجودات الخارجية.
ويرى بلومفيلد أننا لكي نعطي تعريفاً دقيقاً للمعنى - على اساس هذه النظرية - بالنسبة لكل صيغة في اللغة " لابد أن نكون على علم دقيق بكل شيء في عالم المتكلم . ولكن المعرفة الإنسانية أقل من هذا بكثير " . أما الثانية فتربط المعنى بالأفكار الموجودة في عقول المتكلمين والسامعين وقد سبق ان قلنا إن بلومفيلد كان يتشكك في كل المصطلحات الذهنية ، ويركز على الأحداث الممكن ملاحظتها فقط .
ولهذا فإن بلومفيلد حين قال " إن قضية المعنى هي أضعف نقطة في دراسة اللغة " كان يشير الى أحد هذين المنهجين (الإشاري) أو كليهما ، ولم يقصد الانتقاص بوجه عام من دراسة المعنى أو التقليل من شأنها كما توهم بعضهم . وقد اشار بلومفيلد الى استعمالات معينة للمعنى في التحليل اللغوي ، كما أكد أن المعنى لا يمكن تجاهله في مستويات التحليل اللغوي المختلفة . وهذه طائفة من النصوص المنقولة عنه : 
1- الإنسان يصدر أصواتاً نتيجة أشكال معينة من المثيرات ، ويسمعه أصحابه ويقدمون الاستجابة الملائمة . ففي الكلام البشري : الأصوات المختلفة تحمل معاني مختلفة . ودراسة هذه الارتباطات بين أصوات معينة ومعان معينة تعني دراسة اللغة .
2- من الهام أن نتذكر أن دراسة الفونولوجي تتطلب معرفة بالمعنى . وبدون هذه المعرفة لا يمكن أن نحدد الملامح الفونيمية .
ص26
3- والاقتباس التالي من خطاب مؤرخ 29 من يناير 1945 أرسله بلومفيلد في أواخر حياته (توفي 1949) الى صديق له : "من المؤلم أن يكون الشائع أنني- أو أن مجموعة من اللغويين أنا من بينهم - لا أعطى اهتماماً للمعنى ، أو أنني أهمله ، أو أقوم بدراسة اللغة دون المعنى . ببساطة كأن اللغة أصوات عديمة المعنى .. إنه ليس أمراً شخصياً فقط هو الذي أشرت إليه ، وإنما هو حكم لو سمح بتطبيقه فسوف يعوق تقدم علمنا بوضع تضاد متوهم بين الدارسين الذين يهتمون بالمعنى ، والآخرين الذين يتجاهلونه أو يهملونه . الفريق الأخير - كما أعلم - غير موجود " .
ويعلّق Fowler على هذه الاقتباسات قائلاً : " لم يكن روبنس إذن منصفاً حين نسب بلومفيلد استبعاده المعنى باعتباره خارج المجال الحقيقي لعلم اللغة . إن بلومفيلد لم يقل إن اللغوي يجب ألا يصف المعنى . وكذلك لم يهمل بلومفيلد الإشارة الى المعنى وأهميته في فروع أخرى غير السيمانتيك . ومن ذلك قوله: (فقط حين تعرف أي الأحداث الكلامية متطابق في المعنى وأبها تختلف يمكن لك أن تتعرف على التمييزات الفونيمية) . كما أنه أبدى تعاطفاً مع استخدام المعنى في التحليل الصرفي " . وينتهي Fowler الى القول عن بلومفيلد : " إنه أعلن بصراحة أن استخدامات تقليدية معينة للمعنى كأساس للتحليل والتعريف والتصنيف لم تقد الى نتائج مفيدة مقنعة يمكن إثباتها . ولذا وجب أن تهجر " .
وقد عنى بلومفيلد بهذه الاستخدامات التقليدية الاتجاه الإشاري من دراسة المعنى .
ومما يدل على أن بلومفيلد لم يكن يهاجم دراسة المعنى (بصورة مطلقة) أنه قدم لدراسة المعنى منهجاً أو نظرية تعرف بالنظرية السلوكية ، كما سنفصّل الحديث في الباب الثاني . فكيف يهاجم المعنى ثم يقدم منهجاً لدراسته وتحليله ؟
وبعد أن تبينت حقيقة رأى بلومفيلد ما لبث الميزان أن اعتدل ، وتنبه اللغويون الأمريكيون الى خطأ فهمهم ، ولكن بعد أن مرت سنوات طويلة أهملوا 
ص27
فيها علم الدلالة . ولهذا يمكن القول إن علم الدلالة لم يحتل مكانه المتميز - في العالم كله - بين فروع علم اللغة إلا منذ سنوات قليلة بعد أن صحح كثير من العلماء رأى بلومفيلد أو فسروه تفسيراً يزيل عنه ما علق به من شبهات أو أفكار متطرفة (11) .
و منذ أواخر الخمسينات ظهرت بعض الكتيبات الأمريكية التي تعطي حيزاً صغيراً للدلالة مثل تلك التي كتبها Ch.F.Hockett (1958) ، A.A.Hill  (1958) ، H.A.Gleason (1961) ، R.A. Hall  (1964) ولكن يكفي انها بذلك هيأت السبيل للتحرك ضد العداء للمعنى ، وصارت كلمات مثل meaning و mentalist يمكن ان تتردد في دوائر علم اللغة الامريكي بعد ان كان ينظر اليها بعين الاحتقار والازدراء .
ولم يتحقق الانتصار الكامل الا بعد ظهور الاتجاه التوليدي generative linguistics الذي صادف تفويضا كان موجودا بالفعل ضد البلومفيليدية(12).
اما المؤلفون الاوربيون فيبرز من بينهم اسماء كثيرة منها :
1 . S.Ulmann الذي اثرى المكتبة اللغوية بكتب متعددة في علم الدلالة منها:
أ ـ اسس علم المعنى ( بالانجليزية )
ب ـ علم المعنى (بالانجليزية )
جـ ـ المعنى والاسلوب ( بالانجليزية )
د ـ دور الكلمة في اللغة ( مترجم الى العربية ) ، وقد قام بترجمته الدكتور كمال بشر الاستاذ بكلية دار العلوم - جامعة القاهرة .
ص28
2 . J. Lyons  الذي اصدر عدة كتب في علم اللغة يهمنا منها : 
أ - علم الدلالة التركيبي ( 1964) 
ب ـ علم الدلالة ( 1977)
والكتاب الاخير يعد من اهم ما كتب في الدلالة حتى الان ، وهو كتاب كبير شامل يقع في جزأين ويبلغ نحو تسعمائة صفحة . واهم ما حققه ليونز في كتابه هذا تثبيت مصطلحات هذا العلم وتحديد مدلولاته بدقة ، والتفريق بين المصطلحات التي تبدو متشابهة او يستعملها بعضهم على انها متطابقة ، واخيرا العمق والدقة والتفصيل ، مع الاكثار من الامثلة ، والتعقيب على كل فكرة ببيان اوجه القصور او التميز فيها .
اما من بين المؤلفين العرب  فيبرز اسم الدكتور ابراهيم انيس ( استاذ علم اللغة السابق بجامعة القاهرة ) واسم كتابه : " دلالة الالفاظ " ، وقد ظهر في طبعته الاولى عام 1958 ، وطبع عدة طبعات بعد ذلك .
والكتاب يحتوي على اثني عشر فصلا خصص اولها للبحث في نشأة الكلام الانساني وكيف ارتبطت الالفاظ بمدلولاتها ، ونوع هذا الارتباط . وفي الفصول الثلاثة التالية تحدث المؤلف عن اداة الدلالة وهي اللفظ ، ثم تدرج الى بيان اقسام الدلالة وهي الدلالة الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية . وناقش المؤلف بعد ذلك آراء العلماء في العلاقة بين اللفظ ودلالته ، اهي علاقة طبيعية ضرورية كالعلاقة بين الشمس والضوء ، ام هي علاقة عرفية اصطلاحية . وعلى الرغم من ان المؤلف قد انضم الى الرأي الثاني فقد اعترف بوجود مجموعة من الالفاظ في كل اللغات ترتبط ارتباطا وثيقا بمعانيها مثل الحفيف والقهقهة وغير ذلك .
وفيما تلا ذلك من فصول ناقش المؤلف خطوات اكتساب الدلالة عند الاطفال وعند الكبار ، وموضوع المركز والهامش في الدلالة ، وموضوع تطور 
ص29
الدلالة ، وعوامل هذا التطور واشكاله . وناقش خلال ذلك قضية الحقيقة والمجاز .
وبعد ذلك ناقش المؤلف موضوع الترجمة فنها واسلوبها ومشكلاتها بطريقة علمية دقيقة . ( راجع عرضا اوسع للكتاب : قضايا لغوية للدكتور كمال بشر ص 162 وما بعدها ) .
ص30
__________________
(1) من المصطلحات الاخرى التي استعملت ولم يكتب لها الغلبة : ـ Semology - Semasiology - Semanteme - Sematology.
(2) انظر New Trends in Linguistics  ص 123 ، 124 ، ومن قضايا اللغة والنحو ص 9؛ وعلم النفس اللغوي ص 67 - 69.
(3) portraits of Linguists جـ 2 ص 56 وما بعدها .
(4) New Trends in Linguistics ص 124 - 125 .
(5) السابق ص 124 ؛ The princoples of Semantics ص2 .
(6) الأخير ص 2 .
(7) قد يتجاوز عدد التعريفات العشرين إذا أخذنا في الاعتبار التعريفات الفرعية .
(8) New Trends ص 125 ؛ و (1964) Semantics ص 61-63 .
(9) الاخير ص 65 وما بعدها .
(10) Coseriu في Linguistics and Semantics ص 109 ، 110 .
(11) بالنسبة لرأي بلومفيلد والمدرسة الامريكية انظر : مجلة Word العدد 21 ص 411 ، 414 مقال :
Meaning and Linguistic Analysis ; A note on some uses of the term meaning  ص 160 ، 163 ؛ Semantic theory ص 15 وما بعدها ؛ Linguistcs and Semantics  ص 106 وما بعدها 
(12) انظر  Linguistics and Semantics ص 108.