1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : علم الدلالة : نشأة علم الدلالة :

فقدان الدلالة والغموض والعجز في اللغة

المؤلف:  د. فتح الله احمد سليمان

المصدر:  مدخل الى علم الدلالة

الجزء والصفحة:  ص14- 25

19-8-2017

1342

بديهي ان الالفاظ عرضه للتغير والتطور والنمو، فإما أن تبقى تلك الألفاظ على دلالتها الأصلية، وإما أن ترتقى دلالتها، وإما أن تنحط دلالتها. " ففي كل مرحلة من تاريخ أية لغة، هناك ألفاظ معينة تتعرض لتغير المعنى.ونحن نطلق على هذه التغيرات في المعنى  Lexical Change " (1).

وثمة وجه رابع يضاف الى ما سبق، وهو أن هناك من الألفاظ ما يفقد دلالته، ويبدو ذلك بوضوح في العبارات الجاهزة التي ترتبط بالتعامل اليومي والإنساني وتتصل بالخطاب العادي بين الناس، كالعبارات الخاصة بالتحية، أو المتصلة بالعلاقات الاجتماعية، او تلك التي تذيل بها الرسائل والمخاطبات الرسمية وغير الرسمية (2)، إذ يلاحظ

ص14

أن هذه العبارات قد فقدت دلالاتها، وصارت لا تعني شيئا مما لها في الأصل من دلالة. إنما هدفها – في المقام الأول – إشعار الغير بالود، بحيث تكون العبارة الجاهزة مدخلا الى حديث بعينه، او ختاماً لموضوع بذاته.

وإذا كانت اللغة وسيلة للإبانة عن الفكر والإفصاح عما يدور في الذهن، والكشف عن المشاعر والانفعالات، فمن " المؤكد أننا لا نرغب في القول بأن الوظيفة الأولى أو  الوحيدة للغة هي إمدادنا بمعلومات، أو إخبار السامعين أو القارئين بـ " الحقائق " التي لا يعرفونها (رغم أن بعض اللغويين والفلاسفة يعتقدون هذا). فكثير من معانينا ليست " تصورية " على الإطلاق، وإنما هي " خاصة بالعلاقات بين الأشخاص "، أو " اجتماعية " تربط بيننا وبين الآخرين " (3).

ص15

وكما تفقد الألفاظ دلالاتها في بعض الأحايين، فإنها كذلك قد تصير وسيلة للتعمية والغموض، كما أنها قد تعجز عن الإبانة والإفصاح.

أما صيرورتها أداة تعمية وغموض فتحدث حين يلجأ المرسل – صاحب الرسالة – الى الألغاز في البنية التركيبية، مما يؤدي الى عدم وضوح محتوى الشحنة الدلالية في الرسالة الموجهة. ويبدو ذلك مثلا فيما أثر عن أن الخليفة الواثق سأل أحدهم عما يقول في القرآن – وكان هذا الخليفة يقول بخلق القرآن ويعاقب من يقول بغير ذلك – فلم يجب، فأعاد الخليفة السؤال عليه، فقال: من تعني يا أمير المؤمنين ؟ قال: إياك. قال: مخلوق.

ويروى ايضا ان احد الخلفاء طلب من أحد الأئمة أن يصعد المنبر ويلعن علي بن ابي طالب، وكان هذا الأمر ثقيلا على قلب هذا الإمام، ولكنه صعد المنبر وقال: لقد أمرني الخليفة أن ألعن عليا، لعنة الله عليه.

ففي هاتين الرسالتين وأمثالهما يأتي الغموض متعمداً، ولا يكون المرسل فيها جاهلاً بالمحتوى الدلالي للفظ وما يحمله من دلالات، بل إنه يكون واعياً لما يقول، وعارفا ً بالأبعاد الدلالية للرسالة المبلغة.

ص16

ويبدو هذا الأمر جليا في التراكيب التي يؤتى فيها بلفظ او اكثر، ذي معنيين أو دلالتين: دلالة مقصودة، وأخرى غير مقصودة. ويظهر ذلك أيضا في التراكيب التي تنبني على الألغاز اللغوي (4)، والتي تبين وعي المرسل بمدلول اللفظ ومحتواه، كما أنها تكشف عما لديه من ثقافة معجمية، ويتضح هذا فيما أورده الحريري في لغز لغوي، جاء فيه: " قال: ما تقول فيمن توضأ، ثم لمس ظهر نعله ؟ قال: أنتقض وضوءه بفعله " (5).

والغموض – هنا – يكمن في لفظ " النعل " إذ إن فيه دلالتين: الحذاء، وهي غير مقصودة، والزوجة، وهي الدلالة المقصودة.

وقد يحدث الغموض نتيجة عدم الوعي بدلالات الالفاظ

ص17

أو عدم المعرفة الكافية بالبنية النحوية للتركيب (6). وقد يكون الغموض ناتجاً عن الحذف المخل الذي يُحدث لبسا في الفهم (7). وقد يكون مصدر الغموض الاستخدام

ص18

الخاطئ لحرف الجر، بحيث ينتج عنه إساءة فهم الرسالة الموجهة (8).

وإذا كان الغموض يمكن ان يصيب اللغة، فإن اللغة قد تعجز في بعض الأحايين عن الإفصاح والتحديد الدقيق إلا بالاعتماد على أشياء أخر، فلو شئنا أن نعرف مثلا اللون البرتقالي، فأمامنا تعريفان:

ص19

أولهما: اللون البرتقالي: هو لون يتم من مزج لونين: الأحمر والأصفر.

وثانيهما: اللون البرتقالي: هو بلون البرتقال.

وكلا التعريفين يعتمد على الخبرة الحياتية والمسبقة عن الأشياء، فالتعريف الأول يفترض معرفتنا باللونين: الأحمر والأصفر، والتعريف الثاني ينبنى على وعينا بلون البرتقال، فضلا عن البرتقال ذاته، ويشبه ذلك أن نعرّف اللون الأحمر فنقول: إنه بلون الدم.

وكما يمكن ان يعترى اللغة الغموض، وإضافة الى عجز اللغة احياناً عن التحديد الدقيق، فإن ثمة ظاهرة تتعلق بالبنية التركيبية للجملة، ونعني بها التعقيد اللفظي الذي قد ينجم عنه الغموض، رغم أن خبرتنا المسبقة عن العالم ومعرفتنا بالأشياء قد تساعدنا على فهم الرسالة المبلغة. ويبدو ذلك في التركيبين التاليين المختلفين في الترتيب:

- An old man came in who suffered with asthma.

- An old man who suffered with asthma came in.

ص20

فنلاحظ أن الجملتين ليستا على درجة واحدة من القبول Acceptability، فإذا كانت الجملة الثانية مقبولة لتوفير الدقة النحوية والترتيب الصحيح في عناصرها، فإن الجملة الأولى غير مقبولة، إذ إن ضمير الوصل Who قد فصل عن الفاعل An old man  بفعل وحرف جر، مما أحدث نوعاً من التعقيد في تركيبها.

ويتضح سوء الترتيب أيضاً في التركيبين التاليين:

- An old man with asthma came in.

- An old man came in with asthma.

فالجملة الأولى أكثر دقة وصحة Correctness من نظيرتها الثانية، ويعود ذلك الى انتظام ترتيب عناصر الأولى، وافتقاد هذا الأمر في الثانية، حيث بعدت العبارة الوصفية With asthma  عن الموصوف An old man >

ويختلف الأمر في التركيبين التاليين:

I called most of the girls up.

I called up most of the girls.

إذ إنهما على درجة واحدة من القبول، ويرجع هذا الى أن المفعول به اسم ظاهر، وليس ضميراً. ونلاحظ أيضاً أن

ص21

المفعول به قد وقع – في التركيب الاول – بين الفعل Called  وحرف الجر up.

لكن الجملة:

- I called up the girls who lived there.

أكثر قبولا من الجملة:

- I called the girls who lived there up.

وذلك لأنه قد فُصل بين الفعل وحرف الجر بمفعول به the girls  وجملة وصفية تابعة Adjective Subordinate Clause وهي جملة: Who lived there . فالعامل الحاسم في تحديد درجة الصحة والقبول هو البنية التركيبية Syntactic Structure للجملة.

وقد يؤدي كثرة استخدام ادوات الربط الى إطالة الجملة ؛ مما ينتج عنه في النهاية تعقيد Complexity المعنى، ومثال ذلك التركيبان:

- The dog chased the cat that killed the rat that ate the corn.

- The rat the cat the dog chased killed ate the corn.

ص22

فالجملتان فيهما شيء من التعقيد، ولكن الجملة الثانية أكثر تعقيداً من الأولى ؛ ولذا فإن عملية التبليغ فيها تبدو أكثر صعوبة (9) ويعود ذلك الى ما يلي:

أ- إسقاط ادوات الربط.

ب- توالي الأفعال والفواعل.

جـ - ان ثمة ازدواجية في وظيفة الأسماء المتوالية، فكل منها يعد فاعلا لفعل مفعولاً لفعل آخر في آن واحد.

وهناك أمر آخر يضاف الى ما سبق، وهو أن اختلاف المجال الدلالي للألفاظ في البيئات اللغوية المختلفة قد يؤدي الى لبس في المعنى، وذلك إذا كان ثمة تعامل لأفراد ينتمون الى هذه البيئات اللغوية المصرية: الفطن، الذكي، بينما تعنى في عامية أهل الشام: الشخص السمين. وكلمة " لحّام " في عامية أهل مصر

ص23

تجيء بمعنى: القائم بلحام المعادن، بينما هي عند أهل الشام تدل على القصاب، اي بائع اللحم.

ولو سمع عُماني – مثلا – قاهريا ينطق كلمة " الفقر " – بتحويل القاف الى همزة – لظن أنه يعنى " الفأر "، ذلك الحيوان القارض،  إذ إن القاف – عند أهل عُمان – لا تتحول الى همزة، وإنما تُنطق في الكلام الدارج قافا.

ولا يقتصر اختلاف المجال الدلالي للألفاظ على البيئات اللغوية المختلفة، إذ إننا نجد ذلك أيضاً في البيئة اللغوية الواحدة، فكلمة " ناصح " بما لها من دلالة في عامية أهل مصر، فإنها في اللغة الفصحى ذات دلالات مختلفة، منها مثلا أنها تعنى مقدم النصيحة، فتكون اسم فاعل من نصح ينصح، وكذلك يقال رجل ناصح، أي: خائط.

واختلاف الدلالة بين المستوى الفصيح ونظيره العامي يتسع ويتطور باتساع الحياة وتطورها، فكلمة " الجواز " – مثلا – تعنى أيضا وثيقة السفر Passport، بينما في الفصحى تعنى: صك المسافر، أي أن دلالة الكلمة في الفصحى مرتبطة ارتباطاً وثيقا بالدلالة الثانية للكلمة

ص24

في العامية، ولا تتصل بحال من الأحوال بالدلالة الأولى. كذلك فإن كلمة "عبيط " تعنى في الفصحى اللحم الطري، أو اللحم السليم من الآفات، بينما تشير دلالتها في العامية الى الأبله، وهناك أيضا كلمة " جمهوري " التي تعنى في الفصحى العصير المطبوخ الحلال، او الشراب المحدث، او هي اسم شراب يُسكر، بينما تتبدى دلالتها المعاصرة في قولنا  - مثلا -: الحزب الجمهوري، النظام الجمهوري (في مقابل النظام الملكي).

من هذا نرى ان اللفظ الواحد قد تختلف دلالته من بينة لغوية الى أخرى، بل إن هذا الاختلاف الدلالي للفظ الواحد قد يكون في إطار البيئة اللغوية الواحدة.

ص25

___________________

(1) Robert j. Jeffers and Else Lehiste: " principles and Methods for Methods for Historical Linguistices " The MiT Press , Cambridge , Massachusetts , and London , England , 1979 , p. 131.

(2) مثال ذلك: العبارات: صباح الخير... مساء الخير... كيف حالك ؟... كيف صحتك ؟... وتفضلوا بقبول الاحترام... وتفضلوا بقبول خالص التقدير. انظر: د. محمود فهمي حجازي: المعجمات الحديثة، القاهرة 1978. ص 65.

(3) ف. ر. بالمر: علم الدلالة. إطار جديد. ترجمة: د. صبري إبراهيم السيد.

دار قطري بين الفجاءة للنشر والتوزيع، الدوحة، قطر (14,7 هـ - 1986 م) ص 58.

(4) يمثل ذلك ما أورده الحريري المقامة الثانية والثلاثين " الطبيبة "، حيث أورد مائة مسألة فقهية تعتمد كلها على الألغاز اللغوي، انظر: الشريشي: شرح مقامات الحريري البصري. إشراف وتصحيح: محمد عبد المنعم خفاجي، المكتبة الثقافية، بيروت – لبنان. (1372هـ - 1952 م ) جـ 4. ص 140 – 169.

(5) السابق جـ 4 ص 144.

(6) من ذلك ما جاء في امتحان نهاية العام الدراسي (مايو 1990 بكلية التربية جامعة حلوان، في مادة " طرق التدريس " للفرقة الثالثة، في " ثانيا ": " ضع علامة (P) أمام العبارة الصحيحة. وعلامة (×) أمام العبارة الخاطئة، مع تصحيح العبارة الخطأ على نفس الورقة، وأرفق ورقة الأسئلة بكراسة الإجابة، ولا تستخدم أدوات النفي ".

ودون التعرض للصياغة، نقول: إن النهي في قوله " لا تستخدم أدوات النفي " أحدث غموضاً في السياق، من جهة أنه يعنى عدم جواز استخدام ادوات النفي في سياق تصحيح العبارة. وليس هذا هو المراد، وإنما المراد ألا يُكتفي بذكر " لا " أمام العبارة الخاطئة، بل يجب تصحيح تلك العبارة، وعلى ذلك فإنه يجوز استخدام أدوات النفي عند التصحيح، ويستقيم محتوى الرسالة لو قيل "... ولا تكتف باستخدام أداة النفي (لا) ".

(7) أ- يمثل ذلك ما ورد في صحيفة الأهرام القاهرة بتاريخ 9/5/1990 حيث جاء فيها:

" رئيس وزراء أيسلندا يزور مصنع 100 الحربي:

مصر تنتج المدافع الثقيلة بأنواعها محليا.

فالتركيب الأول منفصل تماماً عن التركيب الثاني، وجاءت النقطتان (: ) دونما دلالة تذكر، رغم أن النقطتين لهما دلالة مهمة ومحددة في التراكيب الصحيفة ؛ فهما يأتيان بديلا عن الافعال: قال، أو صرح، أو ذكر. ب- ويبدو الغموض أيضا فيما ورد في صحيفة الوفد القاهرية بتاريخ 1/6/1989. إذ جاء فيها: " العاهل الأردني ينتقد وسائل الإعلام لاهتمامها بتحركاته، ويشعر بالملل من رؤية صورة في الصحف والتليفزيون".

ومجيء هذا العنوان على هذا النمط يوحى بغير ما هو مراد ؛ ذلك أنه قد سقط – دون وعى – كلمة " تكرار " قبل كلمة " رؤية "، كما يوضح ذلك ما جاء من تفضيلات، والمعنى أنه يشعر بالملل من تكرار رؤية صوره....

وليس من مجرد رؤية صوره.

(8) من ذلك ما جاء في صحيفة الأهرام القاهرية بتاريخ 26/5/1990، إذ ورد فيها:

" تعليمات للنائب العام بسرعة تنفيذ قرار المحكمة.... "

فاللام في " للنائب " تثير لبسا، ومصدر هذا اللبس أن حرف الجر " اللام " يمكن أن يكون بمعنى " الى "، وعلى ذلك يكون التساؤل: هل التعليمات موجهة للنائب العام... ؟ أم هي صادرة منه ؟ ولو قيل: تعليمات من النائب العام.... لفهمت الرسالة على وجهها المراد ؛ إذ إن التعليمات من النائب العام وليست إليه.

(9)J. p. Thorne: " Generative Grammar and stylistic Analysis " , edited by John Lyons. Penguin Book , 1972. p. 187.