1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : علم الدلالة : نشأة علم الدلالة :

التغير الصوتي والتغير الدلالي

المؤلف:  د. فتح الله احمد سليمان

المصدر:  مدخل الى علم الدلالة

الجزء والصفحة:  ص47- 59

19-8-2017

2824

 

يعتري بعض الأصوات تغيرات نطقية تخرج الصوت من صورته الصحيحة الى صورة أخرى مخالفة. ولما كانت الكلمة تتكون من أصوات، ودلالتها الأصلية إنما تتحقق بتركيب تلك الأصوات في نظام وترتيب معينين، فإن تغير صوت معين، وتحوله الى صوت آخر، لسبب ما، يشبه عملية استبدال صوت بنظير له في الكلمة.

والحرف الهجائي هو أصغر وحدة صوتية Phoneme في الكلمة. وهذه الوحدة الصوتية إنما ينجر عن استبدال وحدة صوتية أخرى بها تغيّر في المعنى، ولتكن " القاف "، ظفرنا بفعل آخر، وهو " قال "، مغاير تماماً للفعل الاول وتحول صوت القاف في كلمة " قلب " الى " كاف " يتبعه تغير في دلالة الكلمة، وشبيه بذلك " الطاء " في " بطر "، التي إذا تحولت الى " تاء " صارت الكلمة " بتر ". وبدهي ان عدد الوحدات الصوتية (الفونامات) في أية لغة محدود، كما أن هذه الوحدات تختلف من لغة الى اخرى.

ص47

وثمة امران ينبغي الإشارة إليهما، أولهما: ان هذا التغير يبدو بصورة واضحة في حروف الإطباق، وهي: الصاد، والضاد، والطاء , والظاء، وفنطق هذه الأحراف دون إطباق يحولها بترتيبها الى: سين، ودال، وتاء، وذال (1) (أو زاى). وثانيهما: ان هذا التغير انما يتحدد فقط في مجال الخطاب دون مجال الكتابة، بل وفى هذا المجال الخطابي نراه يظهر عند الإناث دون الذكور، كما أنه يبتدئ في نطق سيدات المجتمع الراقي.

وبنية الكلمة – سواء أكانت اسما أم فعلا ام حرفا – إنما تتكون من انتظام الحروف في ترتيب معين، وهذه الحروف تسمى " الحروف الهجائية " Letters of Alphabet، كما تسمى أيضا " حروف المباني "، إضافة الى أنه يطلق عليها " حروف المعجم ".

وعدد الحروف الهجائية تسعة وعشرون حرفا، وهي بحسب مخارجها:

ص48

الهمزة، والألف، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء، والقاف، والكاف، والجيم، والشين، والياء، والضاد، واللام، والراء، والنون، والطاء، والدال، والتاء، والصاد، والزاي، والسين، والظاء، والذال، والثاء، والفاء، والباء، والميم، والواو.

وترجع تسمية حروف المعجم بهذا الاسم الى " ان الحرف حد منقطع الصوت وغايته وطرفه، كحرف الجبل ونحوه. ويجوز ان تكون سُميت حروفاً لأنها جهات للكلم ونواح كحروف الشيء وجهاته "(2). وهذه الحروف مبنية على الوقف، أي ان الناطق بها يمكن ان يقف على كل حرف منها بالسكون، فيقول: ألفْ، باء ْ، تاء ْ.... وهذه الحروف تذكر وتؤنث.

وقد رتب الخليل بن أحمد (ت 175 هـ) الحروف العربية في كتابه " العين " ترتيبا مغايرا، إذ إنه بدأ بالعين باعتبار أنها أقصى الحروف الحلقية، وهي: العين،

ص49

والهاء، والحاء، والخاء، والغين، والهمزة، وقد جعل الخليل ترتيب الحروف حسب مخرجها من الحلق، وترتيبها عنده كما يلي:

العين، والحاء، والهاء، والخاء، والغين، والقاف، والكاف، والجيم، والشين، والضاد، والصاد، والسين، والزاي، والطاء، والدال، والتاء، والظاء، والذال، والثاء، والراء، واللام، والنون، والفاء، والباء، والميم، والياء، والواو، والألف.

أما سيبويه (ت 180هـ) فقد رتب تلك الحروف ترتيباً مختلفاً، فهي عنده:

الهمزة والهاء، والعين، والحاء، والخاء، والغين، والقاف، والكاف، والضاد، والجيم، والشين، واللام، والراء، والنون، والطاء، والدال، والتاء، والصاد، والزاي، والسين، والظاء، والذال، والثاء، والفاء، والباء، والميم، والياء، والألف، والواو.

والترتيب الشائع للحروف الهجائية يبدأ بالألف وينتهي بالياء، ويرد هكذا: ألف، باء، تاء، ثاء..... وقد شاع في معاهد العلم أن ثمة حرفا يجيئ بين " الواو " و

ص50

" الياء " هو " لام ألف "، وكأن الحرف مركب من حرفين، هما: " اللام "، و " الألف ". واللافت للانتباه – هنا – أنه لا ترد أية إشارة – من قريب أو من بعيد – الى وجود الهمزة ضمن هذه الحروف الهجائية.

وينبغي – بداية – ان نشير الى أمر مهم، وهو أن أول الحروف الهجائية هو الهمزة، أما ما شاع واشتهر على أنه " لام ألف " فهو خطأ شائع ؛ إذ إن المراد به هو الألف اللينة التي تأتي ساكنة دائما، ويكون ما قبلها مفتوحا. وهذه الألف لا تجيء مطلقاً في أول الكلمة، وإنما قد ترد في وسط الكلمة، مثل: قال، ومال، وباع، وقد تكون في آخرها، مثل: دعا، ونما، وعصا، وخلا، وعدا، ولا.

وقد تقلب هذه الألف ياء، كما في : سعى، وموسى، وحتى.

ويعود سبب تركيب هذه الالف مع اللام الى انه لما كان من العسير نطق هذه الألف اللينة بمفردها، لانها حرف ساكن، وبدهي انه لا يمكن البدء بالساكن، فقد ركبت هذه الألف مع اللام، حتى يمكن النطق بها. ويعني ذلك أن هذا

ص51

الحرف هو الالف اللينة مركبة مع اللام، وعلى ذلك فصحة نطق هذا الحرف " لا " بوزن " ما " (3).

وترجع علة اختيار اللام دون باقي الحروف الهجائية لتركيبها مع الألف، توصلا الى النطق بهذه الألف، الى ان العرب لما كانوا قد توصلوا الى نطق اللام الساكنة في " الرجل " و " الغلام " بألف الوصل، فإنهم قد عمدوا الى اختيار اللام حتى يمكن نطق هذه الألف الساكنة، وذلك ضرب من المعاوضة بين الحرفين (4)، أي أن ذلك يعد نوعا من التماثل في تبادل الحروف. وقد لا يكون ثمة مغزى بعينه في اختيار اللام دون غيرها من الحروف، وإنما كان المراد الإتيان بأي حرف متحرك للتوصل الى نطق الحرف الساكن، وهو الألف، وكان ممكناً ان يتركب الألف مع الباء، أو التاء، أو السين، أو غيرها من الحروف.

إذن يمكننا أن نقول إن هذه الألف الساكنة تختلف عن الهمزة المرسومة على الالف هكذا " أ " فهذه الهمزة قد

ص52

رسمت على الألف كي تستقيم صورتها، وللدلالة على أنها همزة قطع (5).

واستناداً الى ما سبق يكون مجموع الحروف الهجائية – إضافة الى الهمزة – تسعة وعشرين حرفا. وينبغي ان نشير الى أن المبرد (ت 285 هـ) لم ير أن للهمزة صورة ثابتة، فعدد حروف التهجمي عنده ثمانية وعشرون حرفا.

وترجع علة عدم اعتداده بالهمزة الى أنها تعتريها حالات خاصة، كالحذف، والتخفيف، وغيرهما. ونقول إن هذه الحالات لا تخرج هذا الحرف عن كونه حرفا أصليا من حروف المعجم ؛ ذلك أن هناك حروفاً أخر يصيبها شيء من التغير، مثل: اللام، والنون، والواو، ومع ذلك فإن صورتها ثابتة في إطار حروف المعجم (6).

وثمة أحرف أخر تلحق بهذه الحروف التسعة والعشرين، وهذه الأحرف الملحقة بالحروف الأساسية والمتفرعة عنها إما أن تكون ناتجة عن تغيير في نطق حرف بعينه، وإما أن يكون نطقها واقعاً بين حرفين من حروف المعجم.

ص53

وعدد هذه الأحرف الفرعية ستة احرف، وهي:

1- النون الخفيفة، أو النون الساكنة، ومخرجها من الخياشيم، نحو نون " مِنْكَ "، و " عنكَ "، وهي تختلف عن النون المتحركة في ان المتحركة من حروف الفم، ويمكن تمييز النون الساكنة بإمساك الانف حال النطق بها، إذ ستخرج تلك النون وبها اختلال(7).

2- الهمزة بَيْنَ بَيْن، أو الهمزة المخففة، كما في قولنا: زار الليثُ، والأصل: " زأر "، وييس، وأصلها " يئس "، وبوس، وهي في الأصل " بؤسَ ". أي أن هذه الهمزة المخففة تأتي مفتوحة، ومكسورة، ومضمومة ولكنها لا تجيء في أول الكلام.

وتخفيف الهمزة لهجة أهل الحجاز. ويرجع تخفيفها الى أن الهمزة مخرجها أقصى الحلق، فهي بذلك تعد أبعد الحروف، ومن هنا فثمة صعوبة غير منكرة في نطقها.

ص54

ويضاف الى هذا انها من الاصوات المهجورة التي يمتنع النفس ان يجري معها، ففيها إذن صفتا القوة والشدة.

3- الألف الممالة، أو الف الإمالة، وهي " التي تجدها بين الألف والياء، نحو قولك في عالم وخاتم: عالم وخاتم " (8).

4- ألف التفخيم، ويكون نطقها بين الألف والواو، " نحو قولهم: سُلام عليك، وقُام زيد، وعلى هذا كتبوا الصلوة والزكوة والحيوة بالواو، لأن الألف مالت نحو الواو " (9).

5- الشين التي كالجيم، والشين حرف فيه " التفشي " ويعني انتشار الصوت في الفم حين النطق به وصيرورة الشين كالجيم يقلل فيه هذا التفشي، وذلك كأن نقول: جربَ، والأصل، شرِبَ.

6- الصاد التي كالزاي، وهذان الحرفان يشتركان في سمات بعينها، منها أنهما من أصوات الصفير التي تضم

ص55

ثلاثة أحرف، هي: الصاد، والزاي، السين، كما أنهما من الأصوات الرخوة التي يجري الصوت معها. ويختلف الحرفان في أن الصاد من حروف الإطباق، التي يرتفع اللسان حال النطق بها الى الحلق، اما الزاي فهي من حروف الانفتاح، وهو ضد الإطباق. كما أن أولهما، وهو الصاد، من الحروف المهموسة، وهي عشرة أحرف: الهاء، والحاء، والخاء، والكاف، والشين، والسين، والتاء، والصاد، والثاء، والفاء، أما ثانيهما، وهو الزاي فمن الحروف المجهورة، وهي عكس المهموسة.

وهذه الأحرف الستة الفرعية تستحسن في قراءة القرآن والشعر. وبإضافتها الى الحروف التسعة والعشرين الأصلية يصير مجموع الحروف العربية خمسة وثلاثين حرفا.

وينبغي الإشارة الى أن هناك حروفاً أخر، وعددها ثمانية، ولا تستحسن في قراءة القرآن، ولا في الشعر

وهي:

- الكاف التي بين الجيم والكاف.

- الجيم التي كالشين.

- الجيم التي كالكاف.

- الطاء التي كالتاء.

ص56

‏. الضاد الضعيفة.

‏- الصاد التي كالسين.

‏- الصاد، التي كالثاء.

‏- الفاء التي كالباء (10).

‏واذا أضيفت هذه الحروف الثمانية إلى الحروف الخمسة والثلاثين صار مجموع الحروف العربية ثلاثة وأربعين حرفاً (11)، منها تسعة وعشرون حرفا أصلياً، وستة أحرف متفرعة عن الحروف الأصلية، وتستعمل في القرآن وفصيح الكلام والشعر، وثمانية أحرف غير مستحسنة وغير مقبولة.

‏ويكمن تساؤل عن علة استحسان الأحرف الستة وقبولها في قراءة القرآن وفي الشعر، وعدم ارتضاء الأحرف

ص57

الثمانية أو استحسانها، بل واستنكارها، في قراءة القرآن والشعر وفصيح الكلام.

‏وينجلي الأمر حين ندرك أن الأحرف الستة المرضى عنها لم تنحرف انحرافا حادا عن صورتها الأصلية، فثمة صلة بين الحرف الأصلي ونظيره ‏الفرعي. أما في الأحرف الثمانية غير المرضى عنها فنلاحظ أن منها أصوات الإطباق الأربعة: الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، التي وردت دون إطباق ؛ أي أنها قد تحولت من حالة الإطباق إلى الانفتاح. وقد أدى هذا التحول إلى انحراف الحرف عن صورته الأولى التي كان ينبغي أن يرِدَ عليها.

‏ونطق هذه الأحرف دون إطباق غير مقبول ولا مستحسن حتى في لغة الخطاب العادي أو في اللهجات العامية، بل إنه أمر مستنكر ومستهجن.

‏أما الأحرف الأربعة الأخرى، وهي: الكاف التي بين الجيم والكاف، والجيم التي كالكاف، والجيم التي كالشين، والفاء التي كالباء، فنلاحظ أن فيها ‌انتهاكاً واضحاً لصورة الحرف الأصلي، بحيث إن تحول الحرف الأصلي إلى نظيره الفرعي يخرج الكلمة عن معناها

ص58

المعجمي ودلالتها الحقيقية، ويكسبها دلالة أخرى مخالفة تماماً للدلالة الأصلية، كما نقول في " أجل " – وفيها ننطق الجيم كالكاف – " أكل "، وكما نقول في " فَرِحَ " – وننطق الفاء كالباء – " بَرِحَ "... فهذا يؤدي الى فهم المعنى على غير وجهه المراد، مما يُفقد الرسالة المبلّغة وظيفتها الأساسية وهي الإفهام.

ص59

_______________

(1) انظر: د. محمود فهمي حجازي: مدخل الى علم اللغة. دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، ط 2 (1978 م ). ص 36.

(2) ابن جني: سر صناعة الإعراب. تحقيق: مصطفى السقا وآخرين. مطبعة الحلبي بمصر، ط1، (1374 هـ - 1954م)، جـ 1، ص16.

(3) انظر: سر صناعة الإعراب جـ 1. ص 49.

(4) انظر: المرجع السابق جـ 1. ص 50.

(5) انظر: مدخل الى علم اللغة. ص 33.

(6) انظر: سر صناعة الإعراب جـ 1، ص 48.

(7) انظر: المبرد: المقتضب. تحقيق: محمد عبد الخالق عضيمة، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، (1386 هـ) جـ 1. ص 329.

(8) سر صناعة الإعراب جـ 1. ص 55.

(9) المرجع السابق. ص 56.

(10) انظر: ابن سنان الخفاجي: سر الفصاحة. شرح وتصحيح: عيد المتعال الصعيدي، مكتبة صبيح بالأزهر. القاهرة، (1389هـ - 1969 م ). ص 19.

(11) عدد الحروف العربية كلها عند المبرد اثنان وأربعون حرفاً‌، لأنه أخرج الهمزة من جملة حروف المعجم.  انظر: المقتضب جـ 1. ص 331.