المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



الفلسفة الإسلامية  
  
10251   11:25 صباحاً   التاريخ: 28-8-2017
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص83-86
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2019 3102
التاريخ: 4-7-2021 2776
التاريخ: 29-4-2017 11903
التاريخ: 6-1-2023 1230

تأثرت الفلسفة الإسلامية في بدايتها بالفلسفة اليونانية, فقد أخذ الفلاسفة المسلمون عن الفلاسفة اليونان: أرسطو وأفلاطون وغيرهم. وهذا لا يعني أنها صورة مطابقة للفلسفة اليونانية, كما ادعى بعض الكتاب ومنه الكاتب الهولندي دي بور (De Boer) الذي يقول (وظلت الفلسفة الإسلامية فلسفة انتخابية, عمادها الإقتباس مما ترجم من كتب الأغريق)(1), فالفلسفة الإسلامية فلسفة أصيلة في طابعها وفي ظروفها وفي مشكلاتها ومساهماتها في التراث الفكري الإنساني. فتناول الأفكار ونقلها لا يعني في كل الظروف التقليد والخضوع لأفكار الغير فالفيلسوف يتأثر بالآخرين ويأخذ عنهم ولكن هذا لا يعني عدم وجود فلسفة خاصة به.

ومن ناحية ثانية فقد أثرت الفلسفة الإسلامية على الفلسفة المسيحية في العصور الوسطى, إذ عملت على بعثها وتوجيهها في أكثر مسائلها وموضوعاتها, لأن الفلسفة الإسلامية كانت أغزر مادة وأوسع أفقاً وأكثر تميزا وأقدر على التجديد والإبتكار منها. اللغة اللاتينية, وعن طريق الفلاسفة المسيحيين في العصور الوسطى.

ـ المبادئ الأساسية للفلسفة الإسلامية (2) :

طبيعة العالم: إن الله سبحانه وتعالى هو مصدر هذا العالم وخالقه. وهذا العالم لم يخلق لمجرد الخلق فقط : {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}[الدخان:38، 39]. ثم: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا }[آل عمران: 190، 191]. وهذا العالم ليس ثابتاً إنما قابل للتغير والتبدل {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[العنكبوت: 20] .

طبيعة الإنسان: الإنسان كما صوره القرآن الكريم قوة مبدعة وروح متصاعدة تسمو في سيرها قدماً من حالة وجودية إلى حالة أخرى. (فلا أقسم بالشفق, والليل وما وسق, والقمر إذا اتسق, لتركبن طبقاً عن طبق) .

ويتكون الإنسان من نفس وجسد ولكن ليس بالشكل المزدوج الذي تراه الفلسفة المثالية , وإنما الإنسان هو وحده متكاملة . فالجسم ليس منفصلاً عن النفس وإنما هما وجهان لشيء واحد هو شخصية الإنسان .

طبيعة الحقيقة: يهدف الدين الإسلامي إلى غرض بعيد هو الوصول إلى الحقيقة والمعرفة  ومصدر الحقيقة الأول هو الله سبحانه وتعالى حيث تأتينا عن طريق رسوله الكريم . إلا أن الإسلام خاتم الديانات السماوية يشجع الإنسان على استخدام العقل والملاحظة التأملية للكون  للوصول إلى الحقيقة : (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم) , (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت, وإلى السماء كيف رفعت, وإلى الجبال كيف نصبت, وإلى الأرض كيف سطحت) وتوضح هذه الآيات الاتجاه التجريبي في القرآن الذي يعتقد على الملاحظة وتدبر ما هو واقع وملموس في هذا الكون الواسع الفسيح. فالاتجاه التجريبي إنما هو إسلامي, وليس لأحد من الغربيين أن يدعي الفضل في ابتكاره .

ومع أن هناك حقائق ثابتة لا يشك في صحتها وملائمتها لكل زمان ومكان إلا أن المبادئ التي نادى بها القرآن الكريم هي أبعد ما تكون عن الجمود وعدم التغير والتطور , والشواهد على ذلك كثيرة , في كتب الفقه والتشريع الاسلاميين .

ـ الفلسفة الإسلامية وتطبيقاتها التربوية :

الإسلام والمناهج: ليس هنالك اتفاق عام عند العلماء المسلمين على المناهج الدراسية ومقرراتها ولا على المراحل الدراسية ووحدات التعليم فيها. إلا أن هذا لا يحول دون استخلاص المبادئ العامة من المناهج المختلفة . وعلى ضوء ما تقدم فقد قسم المنهج إلى قسمين : الأولي والعالي .

المنهج الأولي: ومواده الدراسية هي : القرآن والدين والكتابة والشعر والنحو والقصص. وقد أشار ابن خلدون في مقدمته إلى أن دراسة القرآن كانت الأساس في جميع المدارس الأولية أو الكتاتيب , ثم تختلف بعد ذلك في المقررات الأولى بين بلد إسلامي وآخر. على أن التعليم في المرحلة الأولية لم يقتصر على هذا , ولم يقف عند حد الأخذ ببعض العلوم واكتساب المهارات الجسمية , بل تعدى ذلك إلى التربية الخلقية كما توضح ذلك مؤلفات ابن الجوزي وابن مسكويه وابن سينا والغزالي (3) .

المنهج العالي: تعددت المناهج في هذه المرحلة , فالطالب لم يكن مقيداً بدراسة مواد معينة ولم يفرض عليه منهج خاص , إلاّ أن المواد الدينية واللغوية كانت مشتركة بين جميع المناهج  ويمكن تقسيم المناهج الدينية في هذه المرحلة قسمين : المنهج الديني الأدبي , والمنهج العلمي الأدبي , أما المناهج الدينية الأدبية فيلخصها الخوارزمي في كتابه (مفاتيح العلوم) فيما يلي (4): علم الفقه , علم النحو , علم الكلام , الكتابة , العروض , علم الاخبار.

وفي حالات كثيرة كان يدرس الحساب نظراً لفائدته في الميراث ومعرفة التقويم . أما النوع الثاني من المناهج, أي العملية الأدبية , فيساير ظهورها المرحلة الثانية من نمو الفكر الإسلامي وتطوير العلوم , والصناعات عند العرب. وتتلخص كما أوردها الخوارزمي فيما يلي (5) : ـ

العلوم الطبيعية: وتشمل الطب بفروعه , والتشريح وعلم تشخيص الأمراض وعلم العقاقير والعلاج والتغذية الخ . ثم علم المعادن والمناهج والنبات والحيوان وكيمياء تحويل المعادن إلى ذهب (السيمياء) .

والعلوم الرياضية : وتشمل الحساب والجبر والهندسة وعلم الفلك والموسيقى والميكانيك . وعلم الآلات الرافعة الخ , والمنطق والفلسفة .

الإسلام وطرق التدريس : يحرص الإمام الغزالي على التفريق بين أساليب تعليم الكبار وأساليب تعليم الصغار , ويرجع ذلك إلى اختلاف درجة الإدراك بين الطفل والبالغ فيقول : (إن أول واجبات المربي أن يعلم الطفل ما يسهل عليه فهمه , لأن الموضوعات الصعبة تؤدي إلى ارتباكه العقلي وتنفره من العلم) (6) وقد اتبع المسلمون إجمالاً طريقة الحفظ والتلقين, ولا سيما في تعليم القرآن الكريم . أما في المراحل العليا فقد تميزت طريقة التعليم بكثرة النقاش والأسئلة بين الطلاب والأساتذة , بعد أن يفرغ الأستاذ من محاضرته (7) .

الإسلام والمدرس: نظر الإسلام إلى المدرس نظرة تقديس وإجلال وتعظيم تظهر من خلال أحاديث الرسول (صلى الله عليه واله) الكثيرة : (إن مداد العلماء لخير من دماء الشهداء) . ويقول الغزالي : فمن علم وعمل بما علم هو الذي يدعى عظيماً في ملكوت السموات فإنه كالشمس تضيء لغيرها, ومن اشتغل بالتعليم فقط تقلد أمراً عظيماً وخطراً جسمياً فليحفظ آدابه

ووظائفه (8) وقد اشترط الإسلام في المعلم أن يكون متديناً صادقاً في عمله وحليماً يتحلى

بالوقار والرفق والتواضع وعليه أن يقصد بتعليمه مرضاة الله تعالى قبل أي شيء آخر .

___________

1ـ ت. ج . دي بور: تاريخ الفلسفة الاسلامية , ترجمة محمد عبد الهادي , مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر , القاهرة , 1957 , ص41,50 .

2ـ هاني عبد الرحمن , مرجع سابق , ص165 – 167 .

3ـ عبد الله عبد الدايم : التربية عبر التاريخ , مرجع سابق ص202

4ـ المرجع السابق ص203 – 204 .

5ـ المرجع السابق ص203 – 204 .

6ـ أبو حامد الغزالي : أحياء علوم الدين , ج1 , القاهرة , مطبعة محمد علي صبيح وأولاده , ص52 .

7ـ عبد الله عبد الدايم , مرجع سابق ص185 – 187 .

8ـ أبو حامد الغزالي , مرجع سابق ص49 .

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.