أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-2-2018
293
التاريخ: 23-8-2017
370
التاريخ: 23-8-2017
613
التاريخ: 23-8-2017
279
|
حين رفض فريغه النظرية القائلة ان معنى العبارة يوجد في المرجع الذي تحيل عليه، اقترح نظرية مستخلصة من النظرية التي انتقدها. وقال ان معنى العبارة يكمن في "الطريقة التي تشير بها العبارة الى المرجع "، وعلينا ان نفهم ان "نجم الصباح" و "نجم المساء" يشيران الى مرجعهما المشترك، وهو الجوزاء، بطريقتين مختلفتين. وهاتان الطريقتان هما اللتان تنتجان معنيين مختلفين لهاتين العبارتين رغم أن مرجعهما واحد. وبهذا، فالمعنى لا يوجد في المرجع، وإنما في الكيفية التي نتصور بها تلك الحقيقة الخارجية التي هي المرجع.
سنحاول ان نناقش هنا بعض تفاصيل نظرية المعنى القائمة على شروط الصدق. وتنصب هذه التفاصيل على التصور الاستعاري (نوعا ما) في الاشارة الى الشيء المعبر عنه. ونعني بالتصور الاستعاري للإشارة الى الأشياء تلك الطريقة التي تتوسط بين العبارة والمرجع، على حد تعبير فريغه.
ص35
تعني جملة "الثلج ابي" أن الثلج ابيض، ولا تعني ان العشب اخضر، واذا كانت المعاني محددة من خلال شروط الصدق، فإنه ليس بإمكان أية شروط للصدق ان تحد المعنى. وعلينا إيجاد طريق يجعلنا ننتقي شروط الصدق الممكنة التي تعطينا أحكاماً مثل " الثلج ابيض "صادقة اذا كان العشب أخضر".
من المقاربات الهامة في هذا الاتجاه ما يلي: إن "الثلج ابيض" صادقة إذذا كان العشب أخضر " قضية ترتبط باعتبارين يخصان الطريقة التي توجد بها هذه الاشياء في العالم. ترتبط هذه القضية بالمعنى، إذ انه اذا كانت جملة" الثلج أبيض " تعني ان الحشرات تتكلم، فإنها لن تكون " صادقة إذا كان العشب أخضر". وترتبط هذه القضية بالعالم في حدود انه اذا كان الثلج بنيا او وردياً، فإن جملة "الثلج أبيض" لن تكون أيضا " صادقة إذذا كان العشب أخضر ". ويتضح أن الاعتبار الأول هو الوارد بالنسبة لنظرية المعنى. أما الاعتبار الثاني فيتعلق بوجود الاشياء في العالم بالشكل الذي توجد عليه خارج التعبير اللغوي. ويمكن ان نسمي هذا الاعتبار البيئي.
يقتضي ما سبق ان يتم انتقاء مجموع الشروط الصدقية التي تكون صحيحة باعتبارها تخصيصات للمعنى، بغض النظر عن الطريقة التي توجد عليها الاشياء في العالم. وبعبارة أخرى، فإنه يجب ان نفرق بين العالم والمعنى، وما هو وارد بالنسبة لنظرية المعنى هو العالم، ليس من حيث شكله او كيفية وجوده، وإنما من حيث كيفية الاشارة إليه بواسطة اللغة. فما يهم في نظرية المعنى هو شروط الصدق التي تكون صحيحة مهما يكن شكل العالم وكيفية وجوده. ومن هنا مفهوم الصدق الضروري.
لماذا نتحدث عن المعنى والضرورة؟ كان هدفنا منذ البدء ان نعرف ما هو المعنى، ولعل الانتقال من مفهوم الصدق الى مفهوم الصدق الضروري باعتباره اساسا لتخصيص المعنى انتقال من فكرة اضحة الى فكرة لا تتصف بهذا الوضوح. ومن الفلاسفة من شكك في مفهوم الضرورة، فليست كل الجمل متمتعة بالصدق الضروري، اي ذلك الصدق الذي يكون صادقاً مهما يكن شكل العالم وكيفية وجوده. إن هناك صدقاً ضرورياً وصدقا ممكنا. وقد دافع كواين عن فكرة تقول انه لا يوجد صدق ضروري، ولا توجد احكام صادقة مهما كان شكل العالم. فالأنساق الدلالية مؤسسة على اعتبار الصدق الضروري هو الصدق في كل العوالم الممكنة. وهذا الأمر يطرح مشكلا بين الضروري في تخصيص المعنى الى ان الصدق الضروري صادق في كل العوالم الممكنة. والعالم الممكن هو كل عالم فيه الصدق الضروري صادقاً ونرى ان هذا التحديد لا يخلو من دائرية.
ص36
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|